لست من الذين يحسبون على الشعراء..فما أنا بشاعر..ولست من الذين يحسبون على الأدباء فأنا لست بأديب..
وليس شرط عليَ أن أكون أديباً أو شاعراً لكي أكتب عن ولائي للزهراء عليها السلام..و أستطيع أن أقول و بكل فخر..أني موالي للآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين...و بعزة أقول أني موالي للسيدة الزهراء (صلوات الله ورحمته وبركاته عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها) ..وهذا الشعور بالعزة هو بفضل نعمة الله الكبرى وهم أهل البيت (عليهم السلام) إن حديثي على بساطته لن يكون سرد قصة (مظلومية سيدة نساء العالمين عليها السلام) وإن كان هذا الجانب مهم جداً لكي تعرف أجيال المسلمين ما حل ببنت نبيهم من "شرذمة" أضمرت لها ولبيتها الشر...وسيلقون غيا...
أتحدث عن الجزء الذي أوردته من خطبتها عليها السلام ..وفيه ما فيه
من كنوز وجواهر الحكم والكلم ..وكيف أنها أوضحت حقيقة في غاية الروعة والبلاغة حين أشارت(عليها السلام) إلى خطورة الإنحراف في معتقد القوم ...ونعتتهم بالبعد عن القرآن بل ونبذوه وراء ظهورهم..! هؤلاء القوم الذين لم يكن بينهم وبين (وفاة النبي صلى الله عليه وآله إلا فترة زمنية بسيطة)..! لكن عمق كلامها عليها السلام الذي أنا متأكد من أنه نزل كالصاعقة على رؤوس أولئك الذين سلبوا حقها ..ومنعوا إرثها ونقضوا عهد أبيها (صلوات الله عليه وآله وسلم) ومنذ ذلك اليوم الزهراء عليها السلام أشارت واسست لمنهج إسلامي معارض للطغيان والفساد ..لقد بينت عليها السلام أن الإسلام بعد أفعال هذا النفر
لن يستقم ولن تقوم له قائمة ومن لحظة صعودها على المنبر ومواجهتها لأهل الباطل وقيامهم بما قاموا به من تعنت واستكبار وإصرار على سلب حقوقها ..صدحت بصرخة عظيمة سيتردد صداها في ضمير التأريخ الحقيقي وفي ضمير كل (موالي مخلص) ..إخلاصاً حقيقياً لله تبارك و تعالى لايشرك فيه أحد و ولاءً(للزهراء وابيها وبعلها وبنيها عليهم السلام) نقياً من كل الشوائب...وإشارتها هي دليل للمهتدين وطريقاً للمتحيرين ومثابة للتائهين...وهي إذا رأيتم من يأكل تراث الناس ويهضم المستضعفين حقوقهم ويكذب على العالمين ويرمي بكتاب الله وراء ظهره ويحكم بما لم ينزله الله تبارك وتعالى ..فاعلموا ..انها حكومة الباطل وأن رجالها لايفرقون عن الطغاة الذين سبلوا حقي..نعم من لم يعطي المحتاج ولايقف مع المستضعف ولا يحنوا على الفقير ولا يراعي المظلوم فهو بكل تأكيد يحسب على هؤلاء الظلمة..ولا يحسب على أهل البيت عليهم السلام ...و لوكان شيعياً ...بل وحتى لو صلته بهم عليهم السلام صلة دم"للأن الميزان إن أكرمك عند الله أتقاكم"..
فالميزان عندهم عليهم السلام..هو طاعة الله تبارك وتعالى ...فمن كان لله ولي فهو لهم ولي ومن كان لله عدو فهو لهم عدو معنى ما نقل عن الأمام السجاد عليه السلام...فعندما ننتقد "السياسي الفلاني" ونتخذ منه موقف معين موقفنا ليس نابع من "عُقَد شخصية" إتجاه هذا السياسي أو ذاك الحزب ولا لثأر بيننا وبين هذا أو ذاك بل قمنا بوضع هذا السياسي بميزان الحق .. وهو كلام السيدة الزهراء عليها السلام..فإن كان ذاك السياسي بعيد عن وصفها عليها السلام ..دعونا له بالسداد والتوفيق...وإن كان يدخل في وصفها فهو لاينجوا من إنتقادنا وإشارتنا لتخبطاته وياليت أن تقوم الأحزاب الشيعية على وجه الخصوص بتوزيع خطبة الزهراء عليها السلام وقرأتها على منتسبيهم ليل نهار عسى أن يصلح حالهم ويلحقوا أنفسهم .....ياليتهم يقتدون بالزهراء عليها السلام ياليتهم يؤثرون على أنفسهم وينزلون من بروجهم العاجية ويتنزلون عن مستواهم ويخالطون الناس ليشعروا بمعاناتهم..ألم يطلعوا على كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حين قال(خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.) ... السؤال هو لم لايقتدون بها عليها السلام...؟! ومتى سيشعر هؤلاء بأن بين يديهم كنز عظيم ونبع مستديم من الحكمة والنور الإلهي الحق الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ، ومتى سيستيقظون لحقيقة أدائهم السيئ المخزي الذي كل يوم يبعدهم عن (الموالاة) للآل محمد والزهراء عليهم السلام متى سينهضون من رقدتهم التي طالت وأصبحت عبئاً على الإنسان العراقي المستضعف..أهكذا كان أهل البيت عليهم السلام يخالطون الفقراء...أليس الزهراء هي التي آثرت على نفسها وزوجها وأولادها عليهم السلام...وتصدقت بكل ما عندها حتى "رغيف الخبر"....فمتى يقتدي ساسة العراق بهذا المثل العظيم وهذا النهج السليم أم ان الدنيا أخذت بتلابيبهم وسلموا أزمتهم للشيطان...فصاروا يقادون بحباله وكلما خرجوا من مصيبة وقعوا في أخرى...! مجرد تسأل فهل سيتعظون أم أنهم مُصِرين على رمي كتاب الله الناطق وراء ظهورهم...؟
السلام عليك سيدتي ومولاتي من صابرة محتسبة مظلومة علمتي الأجيال دروساً ورسمت لهم طريق حق يتبعون فلاتزل قدمٌ بعد ثبوتها ونسأل الله تبارك وتعالى حسن العاقبة والثبات على الولاء لكم فقط دون العالمين...السلام على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولعن الله ظالميها من الأولين والأخرين...
الملك_ميسان....مسلم شيعي رافضي عراقي مستقل خارج على وعن قانون الماسونية العالمية وأعوانها.