|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 18236
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 879
|
بمعدل : 0.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر الحسناوي
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 24-04-2008 الساعة : 06:13 PM
السلام عليكم ..............
تكملة الكلام السابق الذي تحدثنا فيه عن النفس ..... فقد ذكرنا سا بقا بعض الاقوال في هذا الموضوع المترامي الاطراف ...الذي بحثه العلماء جزاهم الله عنا خير الجزاء
فوصلنا الي اقوال علماء الاسلام وخصوصا الفلاسفه منهم ولكن المشكل في الامر ان الفلاسفه من طريقتهم انهم لايعتمدون على الكتاب ولا على السنه الوارده عن الرسول صل الله عليه واله وانما يعتمدون كل الاعتماد على الاستدلال العقلي واينما اوصلهم جزموا به جزما قاطعا ومن ثم عادوا للكتاب وللسنه فقامو بتاويل الايات والروايات على ما وصلوا اليه ........على خلاف المتكلمين الذين يعتمدون على الكتاب والسنه وينطلقون منهما فلذلك يضطرنا المقام للتميز بين هذين المسلكين فنذكر اقوال الفلاسفه اصحاب الاستدلال العقلي ومن ثم نعود لكي نذكر اقول المتكلمين في المقام ...........(تنبيه مهم نحن نتحدث عن موضوع واحد عن النفس الا وهو اين تقع النفس من البدن والا هناك جوانب كثيره تحدثت العلماء فيها عن النفس منها هل هي مجرده او ماديه وهل هي حادثه ام قديمه وما هي ما هيتها والى غيرها من هذه التساولات .... فموضوعنا هو سؤال واحد اين تقع النفس من البدن ....... ولكن اذا طاب لنا الكلام تطرقنا الى غيرها من الاسئلة الاخرى استطرادا فقط )
قول الفلاسفه في التفس :::::
للفلاسفه قول اجمع اكثرهم عليه ....الا وهو ان النفس جوهر مجرد
توضيح::::ماذا يقصدون بالجوهر المجرد
(الجوهر) قيل عنه هو الذي اذا وجد وجد في لا موضوع ....ولكن قد يقول قائل نحن لحد الان مع تعريفكم للجوهر لانعي ولم يصل لنا المقصود من المراد من الجوهر ....فنقول لانتكلم بالمصطلحات التي تعارف عليه اصحاب هذا الفن ونبسط الامور بشرح اكثر تبسيط ان شاء الله فنقول الجوهر هو المقوم لنفسه بنفسه والذي يقوم الغير به ...فان النفس لما كانت جوهر فهي قائمه بذاتها ومقومه للجسد فان الجسد لما خلقه الله كان ملقى على ابواب الجنه كما ورد ذلك بالروايات .وكانت الملائكه تطئه برجلها وتدخل الى الجنه ...ولكن العجب كل العجب حينما ولجت الروح الى هذا الجسد انتصب وقام واصبح له من الكرامة ان سجدت له تلك الملائكه التي كانت تطئه فنقول ما حدى على ما بدى وكيف اصبح ذلك الشي التافه شي مقدس نقول لكون النفس قومته والنفس هي التي بعثت به الحياة والعلم والادراك واصبح مقدس من اجل نفسه لا لآجل جسده وهذا هو عمل الجوهر الذي هو قائم بنفسه مقوم لغيره .....نعم الا ترى انه حينما تخرج النفس من الجسد ماذا يحل به يعود الى تسافله وتنبعث منه الرواح الكريها ويفقد الابصار ويصم منه السمع وينعقد منه السان ...فاذا الانسان على وفق هذا الطرح انسان بنفسه لابجسده فنقول واعضين الى نفسنا واياكم ما بالنا نهتم باجسادنا ونعتني بها وننفق اموال على تسريحات شعرنا ودهونات وجهنا ....والى اخره من هذه الامور ولا نلتفت الى انفسنا ولا نعتني بها وهي قوامنا وهي شرفنا وفيها كرامتنا ومنها حياتنا وهي من يبقى من بعد موتنا والا الجسد فمصيره الاندراس تحت التراب ويكون طعاما للديدان ...فاذا الى هنا فهمنا بوجه من الوجوه ماهو المراد بالجوهر
الان ماهو المراد من المجرد ::::
المجرد هو ذلك الشي الذي لايوثر فيه الزمان ولا المكان يعني هو خارج من تاثيرالزمان والمكان ومن لوازمهما واهمها الحركة والتغير ..........ومن اجل التوضيح اكثر نقول ان الجسد بما انه مادي وليس مجرد فهو متاثر بالزمان والمكان وبلوازمهما من الحركة والتغير فنشاهد الجسد بتغير مستمر فانه يتنقل من صورة الى صورة في يوم كان جنين حتى اصبح صبي صغير ومن ثم شاب وترى انه يوم يكون متين وفي يوم يكون نحيف فهو متاثر بلوازم الزمان والمكان من التغير والحركه .....على عكس النفس فهي لاتتغير فمنذ الطفوله هي بعينها بالشباب وهي بعينها في الشيخوخه ولا يعتريها أي تغير لكونها فاقده للوازم الزمان أي فاقدة للحركة والتغير ......ألا ترى الملائكة وهي مجردة كذلك كلنفس لاتتغير فجبرائل مثلا لم نسمع في يوم انه كان صبي صغير ومن ثم اصبح شاب وهو الان شيخ كبير كلا كلا كلا لم نسمع بهذا الكلام بل جبرائل لكونه مجرد ولا يتاثر بالزمان والمكان ولوازمهما من الحركه والتغير فهو باق على صورته الاولى الذي خلقه الله عليه .....وكذلك في يوم القيامه فنحن حينما ندخل الى الجنه او الى النار لكون ذلك العالم أي عالم الاخرة عالم مجرد كذلك لانكبر ولا نصغر ونبقى على حالنا .....اتصور الامر اصبح واضح ومن اراد المزيد من الكلام من اجل التوضيح نحن خدام .......
الان وبعد ان عرفنا معنى النفس عنده نريد معرفة كيف ترتبط النفس بالجسد عن الفلاسفة ::: يقولون ان تعلق النفس بالجسد تعلق تدبير ليس الا ...فالنفس تعلقت بالجسد وهي المدبره لجميع شؤنة وقد وصفوا هذا التعلق بانه ليس تعلقا ضعيفا يسهل زواله بأدنى سبب مع بقاء المتعلق بحاله كتعلق الجسم بمكانه وإلا تمكنت النفس من مفارقة البدن بمجرد المشيئة من غير حاجة إلى أمر آخر وليس أيضا تعلقا في غاية القوة بحيث إذا زال التعلق بطل المتعلق مثل تعلق الأعراض والصور المادية بمحالها لما عرفت من أنها متجردة بذاتها غنية عما تحل فيه بل هو تعلق متوسط بين بين كتعلق الصانع بالآلات التي يحتاج إليها في أفعاله المختلفة ومن ثمة قيل هو تعلق العاشق بالمعشوق عشقا جبليا إلهاميا فلا ينقطع ما دام البدن صالحا لأن تتعلق به النفس ألا يرى أنه تحبه ولا تمله مع طول الصحبة ولا تكره مفارقته وذلك لتوقف كمالاتها ولذاتها العقلية والحسية عليه فإنها في مبدأ خلقتها خالية عن الصفات الفاضلة كلها فاحتاجت إلى آلات تعينها على اكتساب تلك الكمالات وإلى أن تكون تلك الآلات مختلفة فيكون لها بحسب كل آلة فعل خاص حتى إذا حاولت فعلا خاصا كالإبصار مثلا التفت إلى العين فتقوى على الإبصار التام وكذا الحال في سائر الأفعال ولو اتحدت الآلة لاختلطت الأفعال ولم يحصل لها شيء منها على الكمال وإذا حصلت لها الإحساسات توصلت منها إلى الإدراكات الكلية ونالت حظها من العلوم والأخلاق المرضية وترقت إلى لذاتها العقلية بعد إحتظائها باللذات الحسية فتعلقها بالبدن على وجه التصرف والتدبير كتعلق العاشق في القوة بل أقوى منه بكثير ........... بل قيل هو عين تعلق العشق الشديد والحب اللازم فإذا فارقت النفس البدن فذلك العشق لا يزول إلا بعد حين فتصير تلك النفس شديدة الميل لذلك البدن ولهذا ينهى عن كسر عظمه ووطء قبره فإذا وقف إنسان على قبر إنسان قوي النفس كامل الجوهر شديد التأثير حصل بين النفسين ملاقاة روحانية وبهذا الطريق تصير تلك الزيارة سببا لحصول المنفعة الكبرى والبهجة العظمى لروح الزائر والمزور ويحصل لهما من السلام والرد غاية السرور وهذا هو السبب الأصلي في مشروعية الزيارة.................
وللحديث تتمة تاتي بعون الله
|
|
|
|
|