قصة رجاء الزبيدي المؤلمة مع حزب البعث.....بعثي لم تتلطخ اياديه بدماء عائلتي
بتاريخ : 28-05-2009 الساعة : 09:52 AM
قصص الشعب العراقي ومعاناته مع البعث قصص مؤلمة جدا وكل منا لديه الكثير من القصص مع هذا العدو الجبان ، احدى هذه القصص هي قصة الاخت رجاء الزبيدي من النعمانية بالكوت وهي قصة مؤلمة جدا ومبكية ، وقد نشر هذه القصة موقع الحركة الشعبية لاجتثاث البعث ، وهي ضمن سلسلة (بعثي لم تتلطخ اياديه بدماء عائلتي) ستطبع لاحقا بكتاب يحوي جميع القصص التي تكتب بتوثيق الاسماء والمدن الصريحة ، اترككم مع قصة رجاء الزبيدي المؤلمة :
بقلم : رجاء الزبيدي
القصة :
سررنا كثيرا عندما ولدت والدتي اخينا الاصغر وعم البيت الابتهاج والسرور والذبائح والنذور استمر الايفاء بها اكثر من اسبوعين وذلك لان اخي جاء بعد ستة بنات سببن الحزن والكآبة لعائلتنا التي كانت تتنظر بفارغ الصبر لولادة من يحمل اسم والدي , وبمرور الايام صار اخينا يكبر وتكبر معه احلام امي وابي كان والدي يأخذه معه الى المسجد وفي كل زياراته الى الجيران والاصحاب والاقارب .
وفي عام 1984 صار عمر اخي حيدر ستة عشر عاما كان ذكيا جدا بحيث حصل على اعفاء بكل الدروس في الصف الرابع الاعدادي وفي العطلة الصيفية من عام 1984 دخل اخي معسكرات تدريب الجيش الشعبي وكان آمر القاطع هو البعثي محسن عبد يزن من قضاء الحي – محافظة واسط وفي ذلك اليوم الشديد الحر اتصل بنا احد اصدقاءه وقال لنا ان ابنكم حيدر اعتقل في مركز التدريب ورحل الى مديرية امن واسط , اصابتنا الدهشة والاستغراب وشدة الفاجعة لم يستوعبها احد , خرجت مسرعة الى والدي في محل عمله واخبرته بالخبر , فلم يستطع والدي تحمل الصدمة فسقط مغشيا عليه , فجاء جيران والدي من اصحاب الدكاكين المجاورة وحملوا والدي ونقلوه الى المستشفى ورجعت انا الى البيت لاخبر والدتي بالذي حصل فرأيت والدتي وقد ساح الدم من وجهها من شدة غرز اظافرها في خدودها وتجمعت نساء الحي حولها والكل يلطم وينوح على هذه الفاجعة التي اصابتنا جميعا فأحترت , كيف اتصرف وماذا افعل , فذهبت الى عمي وهو موظف في دائرة الكهرباء , فأخبرته بالقضية فصار محتارا الى اين يذهب هل يذهب الى والدي في المستشفى ام يذهب الى اخي في مديرية امن واسط فصار خياره هو الذهاب الى الكوت لاستطلاع امر اخي حيدر وسمعته يتحدث مع نفسه بأن الذي في المستشفى يمكن ان يجد الكثير من اهالي النعمانية يقدمون له المساعدة فلابد ان اذهب الى ابن اخي فأمره اهم والسرعة مهمه في معالجة قضيته , فذهبت مع عمي الى الكوت ودخلنا مديرية امن واسط فسأل عن احد منتسبي الامن من قضاء النعمانية فسأله عمي عن حيدر اخي فقال له انه متهم بقضية سياسية ولا يمكن مساعدته , فقال له عمي : اريد فقط اعرف ماهي التهمه بالضبط وما هي ملابساتها ؟ فقال له اذن اخرج من الدائرة واذهب انتظرني قرب مستشفى الكوت داخل المدينة , فذهبنا وانتظرنا اكثر من ساعة الى ان جاء الشخص وطلب من عمي 150 دينار لكي يخبرنا فأعطاه عمي 40 دينار وقال له سأكمل المبلغ اليوم مساءا فقال له بأن حيدر سب الرئيس القائد امام الرفيق محسن عبد يزن آمر قاطع الطلبة للجيش الشعبي وقد اتصل الرفيق محسن بالدائرة واخبرهم القضية بعد ان القى القبض عليه وهو الآن يحقق معه ولايمكن مساعدته .
رجعنا الى النعمانية ومباشرة الى المستشفى فوجدنا والدي قد توفي الى رحمة الله حيث اصابته سكته قلبيه مات على اثرها ولما ذهبنا الى البيت رأيت والدتي في حالة اللاشعور كانت تلطم وتقفز مثل المجانين والطين على رأسها ولما رأتني سألتني عن اخي حيدر قلت لها انشاء الله باجر يخرج قالت لي ( لا , انا شفت بالحلم البارحة جنازتيهما معا ) فصرت انا الطم معها وابكي واجز شعري لاني اعرف مالا تعرفه وانضمت اخواتي المتزوجات الى موكب اللطم , بعدها قام عمي بترتيبات الدفن لوالدي وظلت قضية اخي غير معروفه
بعد وفاة والدي بسبعة اشهر توفيت والدتي كمدا على ولدها الوحيد وأما انا فقد اصابني داء الثعلب وتساقط شعر رأسي وهدوب عيني وحواجبي حاولت علاجه لكن بدون جدوى ثم تبع ذلك مرض داء الصدفيه ثم سرطان الجلد والان انا مقعده في البيت اتتبع اخبار المقابر الجماعية لعلي اجد رفات اخي حيدر , زرت لحد الان 16 مقبرة جماعية اضافة الى مقبرة محمد السكران ومقبرة ابو غريب فلم اجد له اثرا . عتبي على الحكومة ومجلس النواب , ايعقل اننا وبعد اكثر من ستة سنوات من سقوط البعث لانعرف شيئ عن مصير شهداءنا لماذا لم تعالج قضيتنا لماذا لا تشكل لجان تحقيقية للبحث عن رفات اهالينا ثم لماذا تطالبونا بمقتبس حكم يؤيد اعدام ابناءنا ولا تطالبون البعثيين بشهادة حسن سيرة وسلوك تثبت براءتهم لكي تعيدوهم الى الوظائف .....امرنا الى الله والحليم تكفيه الاشارة .
هناك الكثير الكثير من تلك القصص المؤلمه التي تحمل مآسي العراقيين
ولي قصص كثيره وما جرى لعائلتنا جزء منها
واصلي نشر الحقيقه أختي الكريمه ليعرف العالم كله مدى مظلوميتنا من جراء حكم البعث الجائر
البغدادي