نظرية الإمامة في القرآن الكريم(قوانين النشأة الأخرى).
بتاريخ : 26-03-2012 الساعة : 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم ال محمد
المقدمة:
لابد أن نقف على مجموعة من قوانين النشأة الأخرى(الأخرة)ليتضح لنا إن الإنسان ليس قادراً بمقدار مازود به من وسائل على الوقوف على قوانين تلك النشأة.
إن النشأة الأخرى هي هدف الإنسان وكماله,وهي الحقيقة التي وجِد لها,هي الأصل,فلو لم تكن الدار الأخرة,لكان خلق الإنسان عبثاً ولغواً,تعالى الله عن ذلك.
لو فرضنا إن النشأة الأخرى غير موجودة,لما كان خلق الإنسان.
مثال ذلك :
لو فرضنا إن الله سبحانه وتعالى,خلق الإنسان في رحم أمه, فهل يحتاج إلى الإمكانيات التي زود بها وهو هناك في رحم أمه؟
هل يحتاج إلى العين والعقل....إلخ,وهو في ذلك الموضع؟؟ قطعاً لا.
فهو لم يكن له نشأة أخرى (الحياة الدنيا) لكان وجود تلك الوسائل عبثاً ولغواً,تكون تلك الوسائل حقاً إذا إنتقل الإنسان من رحم أمه إلى نشأة الحياة الدنيا,وهذا أصل خلقته في رحم أمه,التي كانت مقدمة لوجوده في هذه النشأة الدنيوية,والنشأة الأخرى أيضاً هي الأصل للنشأة الدنيوية الت تعتبر المقدمة لها.
فالغاية من وجود الإنسان هو الإستقرار في النشأة الأخرى,فما وجود الطفل في رحم أمه إلا مقدمة للنشأة الدنيوية,وما وجود الإنسان في هذه النشأة الدنيا,إلا مقدمة للنشأة الأخرى التي هي دار القرار.
قال تعالى:{إنك ميت وإنهم ميتون} صدق الله العلي العظيم.
إن الإنتقال إلى النشأة الأخرى والإستقرار بها إلى مالانهاية,يعد من القضاء الحتمي الذي لابديل له.
إذاً من العقل أن نقف على قوانين تلك النشأة الأخرى الأبدية,لماذا؟؟
حتى نستعين ونستفيد من النشأة الدنيا بقدر مانستطيع,لنستعين به إلى النقلة الأخرويه.
(الأدلة العقلي والنقلية من القرآن الكريم والأحاديث):
*إن لتلك النشأة قوانين تختلف عن قوانين نشأة الدنيا.
قال تعالى:{وننبئكم بما لاتعلمون} صدق الله العلي العظيم.
س/هل نستطيع بعقولنا أن نكتشف قوانين تلك النشأة؟؟
الإنسان غير المرتبط بالوحي,هل يستطيع أن يقف على تلك القوانين؟؟
لا,فقد اثبتنا أن التجربة قادرة على كشف القوانين الظاهرة فقط,فلا إثبات ولانفي.
من قوانين تلك النشأة الأخرى:
1) تجسم الأعمال.
العمل الأعم من الجوانح(الملكات) والجوارح,وإن هذه الأعمال بحسب الأدلة,إن لكل هذه الأعمال نتيجة وثواب.
وهنا سنقف على بعضها ولا نستطيع أن نقف على أعمها.
ذكر في الميزان للطباطبائي في الجزء الثاني كما جاء في دعاء كميل,بإن العقل لايستطيع معرفة الأعمال التي تحبس عنه النفع والدعاء والموفقية,فقد روي إنه قد جاء رجل إلى الإمام علي عليه السلام فقال : ياأمير المؤمنين أنوي صلاة الليل وأجد عليها,فلا أستطيع.
فقال عليه السلامذلك من ذنوب النهار).
* من أحكام الأعمال إن من المعاصي من يحبط حسنات الدنيا والأخرة.
كالإرتداد.
* ومن المعاصي م يحبط بعضها الأعمال والحسنات.
كالمشادة والمحادة مع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
* وكذا من الطاعات مايكفر بعض السيئات.
كالصلوات المفروضة والحج وغيرها.
قال تعالى:{ إن الحسنات يذهبن السيئات}.
* ومن المعاصي ماينقل حسنات فاعلها إلى غيره.
قال تعالى:{إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك}.
* من المعاصي ماينقل بمثل سيئات الغير إلى الإنسان,فلاتنقل عينها بل مثلها.
قال تعالى:{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يظلمونهم بغير علم}.
قال تعالى:{ وليحملوا أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم}.
قال تعالى:{ ونكتبوا ماقدموا وأثارهم}.
* من المعاصي مايوجب أضعاف العذاب.
قال تعالى:{ يضاعف لها العذاب ضعفين}.
* من الطاعات مايوجب الضعف.
* من السيئات ما تبدل الحسنات إلى سيئات.
* من الحسنات مايوجب لحوق مثلها للغير.
2) إن في الأعمال من حيث المجازاة من حيث السعاة والشقاء.
هناك مجموعة قوانين متفقة بين جميع النشئات.
كالعلة والمعلول,وإجتماع النقيضين ممتنع,إلا إن النشأة الأخرى تختلف قوانينها عن جميع النشئات.
هنا(النشأة الدنيا) الإنسان قاصر بنظرة على الوقوف على هذه القوانين لذا لزم له من يوقفه على هذه القوانين.
فإن من أحكام الأعمال إن بينها وبين الحوادث الخارجية أرتباط لاينفك أحدها عن بعض,ونعني بالأعمال الحسنات والسيئات.
سميت الحسنة حسنة,لإنها تحسن للإنسان وتسره.
وسميت السيئة سيئة,لإنها تسوء الإنسان.
- أما إذا نظرنا للأعمال بإصابة الأهداف نسميه صواب,وماأخطأها نسيمه خطأ.
وهذا الذي يتوقف على نتائج الأعمال.
قال تعالى:{وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}.
قال تعالى:{إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم}.
أي أن يغير الإنسان أعماله وعقائده الخارجية.
قال تعالى:{ولو أن أهل القرى أمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات السماء}.
وقوله تعالى:{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس....ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}.
إذا هناك قوانين لاتختلف وضعها الله لهذا الكون,لايمكن للإنسان أن يكتشفها فلا بد له من منذر وموجه.
قال تعالى:{ ولكل قوم هاد}.
وقوله تعالى:{أو لم يسيروا في الأرض فينظروا}.
وقوله:{إن ربي على صراط مستقيم}.
وقوله:{وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مسرفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناهم تدميرا}.
ومن تلك القوانين أيضاً.
3) قانون الإرتباط بين نظام التشريع ونظام التكوين.
4) الأسباب والمسببات.
كإنقلاب عصا موسى عليه السلام إلى حية من غير طي الوسائل تعتبر معجزة.
فهنا النظام إن الإنسان لايستطيع أن يصل إلى النتيجة التي يريدها إلا حينما يمارس,قانون الأسباب والمسببات,فهو الذي يحكم هذا العالم.
-عندما يستقر أهل الجنة وأهل النار,الأستقرار في النشأة الأخرى.
قال أمير المؤمنين عليه السلام عن النشأة الأخرى:
(اليوم عمل ولاجزاء,وغذاً جزاء ولاعمل).
* وهذا خير شاهد على أن هذه النشأة تختلف عن تلك النشأة لأخرى,وتلك تختلف عن هذه.
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
ــــ من بحوث سماحة السيد كمال الحيدري,حفظة الله.