اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريــم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع اليوم هو "علم الغيب"
نتناول هذا الموضوع في محاور متعددة و هي:
أولا: ما هو تعريف علم الغيب لغة و اصطلاحا؟
1- في اللغة: في كتب اللغة يطلق على علم الغيب: كُلِّ ما غاب عن الحواس و كان مستوراً و محجوباً عنها
و إنماتُسَمَّى الغَابَةُ غابةً لأنها تُغَيِّبُ ما فيها و تَسْتُرُها عن الأنظار لكثافةأشجاره
2- في الإصطلاح: فهو ضِد الشهود و الحضور كما تناوله القرآن الكريم في العديد من الآيات الكريمة
ثانيا: أنواع علم الغيب
نعم. فهناك نوعين
1- علم غيب مطلق.
و هو علم خاص بالله سبحانه و تعالى فقط لا يطلع عليه الأنبياء و لا الملائكة, حيث قال الله تعالى في سورة الجن (26)
"عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا"
و علم العام هو الذي أطلع عليه الملائكة و الأنبياء و هو ما يسمى بعلم الغيب النسبي
2- و علم غيب نسبي.
و هو علمه الذي أطلع عليه الملائكة المقربين و الأنبياء و المرسلين
ثالثا: طرق وصول علم الغيب النسبي إلى الأنبياء و الأئمة و الصالحين
أ- وحيا من الله تعالى, كما هو عند الأنبياء
لقوله تعالى "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ"
و قوله تعالى: "ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ"
و قد يكون هذا الوحي الغيبي موجوداً في الكتب السماوية, أو بالرؤيا كما حدث مع نبي الله إبراهيم عليه السلام
أ- علما موروثا, ورثه الأئمة من الأنبياء عليهم السلام :
من مصادر علم الأئمة(عليهمالسلام) للغيب هو ميراثهم عن النبي (ص) ويعود هذا المصدر إلى ما ورثه الإمام علي ع من رسول الله صلى الله عليه و اله
فقد كان يقول الإمام علي عليه السلام "علمنى رسول اللّه ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب"
وعن الامام الباقر(ع) قوله: لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: (يا جابر لو كنا نفتى الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول اللّه(ص) وأصول علم عندنا نتوارثها كابر عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)
بذلك تكون العلوم و الأخبار الغيبية هي علما ليس ذاتيا بل موروثا من النبي صلى الله عليه و آله و سلم و مصدر هذا العلم من الله سبحانه و تعالى
ج- الإلهام و هو الذي يحدث للصالحين.
رابعا:حكم القول بأن الأئمة يعلمون الغيب ذاتيا
فيقول الشيخ المفيد في أوائل المقالات:
(فأما إطلاق القول عليهـم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بيّن الفساد لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد وهذا لا يكون إلا لله عز وجل)
و قال المجلسي في بحار الأنوار:
(اعلم أن الغلوفي النبي (ص) والأئمة (ع) إنما يكون بالقول بألوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في العبودية أو في الخلق والرزق ، أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى)
خامسا: هل علم الغيب شرطا في تحقق إمامة الإمام؟
يقول الشيخ في أوائل المقالات:
" وأقول : أن الأئمة من آل محمد (ص) قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه ، وليس ذلك بواجب في صفاتهم ولا شرطا في إمامتهم ، وإنما أكرمهم الله تعالى به وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتمسك بإمامتهم"
اسئلة الواجب سيضعها لكم الأستاذ الفاضل خادم الائمة