بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل عدة أيام دار حديث بيني وبين اثنين من أصدقائي
وبات يتعامل معها بفنون متعددة الألوان
فالبعض لا يتوقف عند حد معين
من مساحة الأخرين ولو بالسلب منهم
فإن الأمر لا يغير من أمره شيء
حيث بدأ لهما أن التهميش هو الأفضل لحل المعضلات اليومية
فـبعضها لا تستحق الإيفاء أو حتى التفكير
فيها بالرغم من أهمية الموقف لك ولمن تتعامل معهم { كـإناس }...
وأن في أتباع الأنظمة أو الإرشادات وتطبيقها بحذافيرها
و كما لو أنها حُفظت عن ظهر قلب
قد أصبحت من الطراز الذي أنتهت صلاحيته ... !
وكنت آمل لو أنهما أخطأ في بعض التفاصيل
التي لم تقبلها ذاتي و لم يستوعبها عقلي
وحيث إني كنت لأريد أن أثبت لهما
أن السمة العامة للمجتمع
لا تزال مبنية على الجمال الفطري
على عكس ما يُرى غالباً بأنه سيء
لكنني بعد أن تركت الهفوات تفوت كثيراً
ورأيت كيف أن بعض الناس لا تقدر كيف أن
غض الطرف عن الأخطاء ليس بالسهل على البعض الآخر
فهذا أمر ليس لدى الجميع منه بُد
أدركت حينها أنني أفكر بطريقه مثاليه
كما كان يفكر أفلاطون في رؤيته لمدينته الفاضله
حتى قام من حوله وأشبعوه بنعوت
ساخطه على خياله الجميل ...
وبغض النظر على خياله لكنه يظل
تزهو به النفوس في بستان الحياة ...
فـدائماً منظور الجمال يعكس للروح
مدى لا يُظهر ما يشوبه حتى يبين بنفسه
أن البشاعه تكمن بين آفاقه ...!
ولكن حينما يخطط و يبني و يُطلب على كل
شيء تفاصيل وافيه عن ما كان قبل
وعما كان بعد فإن هذا الذي يخلق
الإستفهام والتعجب عن تلك الحاله الغريبة ...
فـحديثاُ أُنشأت آليات تساعد على التواصل بين الناس
ولو تساءلنا عن كيفية قيام السابقين لذلك
وبدون علوم أو وسائل متطوره فكيف سيستند بـالإجابه
و أغلبهم أُمي لم يتعلم في الأساس ... ؟!
و لو تساءلنا أيضاً كيف أن الفئات المتعلمه
تؤسس نفسها بالتعلم أكثر بأسأليب هي
بل تؤخذ لمجرد أنها وسيلة تبعها الكثير
ليجدوا شيء مفقود وهو في الأساس بين أيديهم ... ؟!!
في الكتاب المنزّل والدستور الواضح
القرآن الكريم توضيح
لبناء العلاقات الإنسانية بالخُلق أولاً
و بأمور لاتأخذ منك بقدر ما تعطيك أكثر
والذي أيضاً يوحي إلى كل أمر إيجابي
و يُبعد عن إتخاذ المعاملات التكتيكيه
والتي وضعت وكأن البشر مخلوق معقد التركيب والصنع ... !
في ما مضى كان يُقال أن الأحترام إن كان
سائداً فإنه يفرض كل المودة
أما الآن تغيرت تلك الأستراتيجيه بنسبة متكافئة
فإن الغلبة ستكون لك لو تخطيت حدود الأدب و الذوق العام ... !
فإن وُضع الأحترام في مقدمة معاملاتك قد يقلب موزايين حياتك وضد مصلحتك
بـعنهجية منهم لا مبرر لها وبتفسير لا يمت للتصرفات بأي صله ...
فـلا تزال هناك وجوه عليها غبره
فـإن لم يُزال شحوبها البائس فإن الدفن هو السبيل الآخر المحتمل لها ...
فحينما يستغل الضعفاء من مراكزهم القوة
ببسط شرائع غير إنسانية وليست بمشروعه
و جعلوا من تحت أيديهم يأتونهم بالتوسل
تقرباً ونيل لمصالحهم الشخصية
وإنهم لن يبتغوا مرادهم سوى بتلك الطريقة
فـبغير الإزدراء و التجاهل لن يكون هناك حل
أفضل لهم حتى لو تَطَلب ذلك فقد الهدف أو الفرصة المتاحه ...
فهم عندما ادخلوا قيمهم ومبادئهم الشخصيه
يقتضي فيه العدل والاحترام للجميع
و بغض النظر عن نوع الأشخاص وتكوينهم
بات النظام بين الأطراف المعنية لا قيمة له ...
و حقيقة من السهل التفكير في خرق
المبادئ الساميه بالإنحطاط ووضع الوقاحة
في قمة الهرم لكن من الصعب تنفيذ كل ما
خُطط له خصوصاً إن كان الأمر خارجاً عن طبيعتك
و إن هذا سيعود عليك بالندم ولكن الحدود تُكسر عند إنتهاء الصبر
و أتق شر الحليم إذا غضب ...
و في مقابل ذلك أيضاً هناك من يقبل الظلم
لأجل تحقيق الراحة بالشذوذ الجميل
في الإبقاء على طابع الإحسان وتقديمه على الهدف المنشود ...
وبالرغم من علمي بأن معاملات الناس
ليس بمنهج واحد إلا أن الأمر يستحق
المحاوله أولاً بالشيء الجيد قبل الهجوم عليهم بالمكروه السيء
فـبعض الناس قد تحكمه الظروف
و أياً كانت نسبة فرضها عليه ومن ثم يتراجع
عن موقفه
حينما يرى مقدار شراسته على ألفة من هم أمامه ...
وغالباً التساهل في بادي الأمر للتعرف
على ما وراء القصد من القول أو الفعل
فليس دائماً السكوت يعني الرضى
فقد يكون إنتظار لأمر سيحدث فـإنتبه ... !
قد لا يكون هناك مدينة فاضله كما
تخيلها أفلاطون حقاً لكن حينما
تُستثنى الحياة بالأرواح الجميلة سيمتلئ
الكون رحابة بوجودهم و كما لو أنهم وطن لك