اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم
للتوضيح هذا الموضوع كتبته بعد تصويت التيار الصدري على اعادة المالكي من جديد لرئاسة الوزراء وبعد أن تغيرت بوصلتهم 180 درجة ، وقد منعني عن نشر الموضوع أكثر من سبب ، ولكن الآن وبعد مرور أكثر من 8 أشهر على تشكيل الحكومة أصبح من المهم أن أنشر هذا الموضوع خاصة بعد أن راح البعض ينشر مواضيعه ويروج لها وهو يريد من خلالها أن يعطي الشرعية لتحركات وسياسات التيار الصدري بل يريد أن يصبغها بصبغة دينية بحته ويجعلها موافقة لفتاوي المراجع العظام ولهذا رأيت أنه من الضروري أن أضع النقاط على الحروف ونبين كيف وصلنا الى هذا الحال الذي يمر به العراق . . .
أعتذر مقدماً من بعض الاخوة الاعزاء الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير إذا كان موضوعي يسبب لهم أي احراج . . .
ورطة التيار الصدري التي ورط نفسه والعراق بها ولن يتخلص منها
بعد سقوط الصنم ظهرت الكثير من الاحزاب على الساحة العراقية أحزاب ليس لديها الخبرة الكافية التي تؤهلها أن تسبح في بحر السياسة وهذه هي المشكلة التي يدور حولها المقال وهذا ما يعرفه الجميع ولكن سأتحدث عن حزب أو تيار جديد كان له الاثر الكبير فيما نحن فيه اليوم وهذا ليس مبالغة من عندي بل هي الوقائع والاحداث التي تثبت ما سأقوله وسأثبته لكم من خلال هذا المقال وما سأضعه بين أيديكم
من بين هذه الاحزاب هو التيار الصدري الذي كان من البداية معارضاً للعملية السياسية برمتها ( وركزوا على كلمة برمتها ) وكان يتبنى مقاومة السلاح و يتلقى الدعم المادي والمعنوي من ايران وحزب الله فكان بين فترة واخرى يشل حركة العملية السياسية أو أي شيئ يتعلق بها فدخل مع اول حكومة مؤقتة في حرب النجف فكانت أزمة عراقية عراقية داخلية وما صاحب هذه الحرب من دمار وتشريد وقتل ونهب ووو الخ
بعد هذه الحرب حاولت الكثير من الاطراف والاحزاب الشيعية اقناعه في الدخول بالعملية السياسية فوافق أن يدخل لكن من دون أن يتخلى عن السلاح لما يعود عليه من فائدة لهذا التيار و لباقي الدول التي تدعمه فدخل العملية السياسية بصورة مهزوزة خاصة بعد أحداث النجف وكان يريد أن يثبت بأنه لاعب مهم في العملية السياسية من خلال الشعبية التي يحظى بها وهنا بدأت المشاكل على الساحة العراقية . . .
بشكل سريع سأعود بكم ست سنوات الى الوراء والى ما بعد نتائج أول إنتخابات برلمانية يعيشها العراق والعراقيون ، دخل التيار الصدري في الائتلاف العراقي الموحد وهو أكبر تحالف شيعي يضم الاخوة المتخاصمين وكان الشعب يؤمل عليهم بشكل كبير ويتمنى منهم أن يقوموا بواجبهم ويعيدوا بناء العراق من جديد ، النتائج كانت كما هو متوقع فوز ساحق لهذا الائتلاف الشيعي الذي كان يعتبر تهديد لأمن الأمة العربية المريضة !! حتى أطلقها عبدالله الذي خواله من الانكليز وهو خائف من هلال شيعي يغطي الساحة العربية !!على العموم نعود لموضوعنا من دون أن نبين كيف حاولوا الاعراب حرق هذه الخيمة مع أنها احترقت من الداخل من دون الحاجة الى الخارج ، بعد هذه النتائج كان هناك تياران أو الأفضل أن نقول حزبين رئيسيين يقودان هذه التحالف وهما المجلس الاعلى الاسلامي و التيار الصدري وكانت النسبة الأكبر للمجلس الاعلى ويأتي بعده التيار الصدري ولأن التيار الصدري أخذ الأمر برمته على أنه تحدي للمجلس الاعلى لأن التيارين يختلفان في النهج ( المجلس الاعلى يتبنى المقاومة السياسية ) و التيار الصدري يتبنى مقاومة السلاح فإما أن يصل التيار الصدري الى رئاسة الوزراء أو يوصل من يريد حتى يحقق مطالبه ويبقي السلاح بيده خوفاً من اسقاط هذا السلاح لو وصل المجلس الاعلى وحتى يوقف المجلس الاعلى و يقطع عليه الطريق ( الطريق للوصول الى رئاسة الوزراء ) لهذا تحالف التيار الصدري مع حزب الدعوة صاحب أقل عدد وحضور في هذا الائتلاف أو التحالف فأصبح التيار الصدري يتفوق على المجلس الاعلى بصوت واحد لاغير ، وفرض التيار الصدري مرشحه ( المالكي ) على المجلس الاعلى ولأن المجلس الاعلى ليس لديه أي مشكلة أو أي عقدة مع باقي الأطراف تنازل عن هذا الكرسي لصالح هذا الشخص الذي لا يعرفه أحد في العراق آنا ذاك ، تنازل حتى يجنب العراق مشاكل أكثر من التي هو فيها و من أجل المصلحة العامة وليس لمصلحته لأنه لو كان يبحث عن مصلحته لتمسك بالكرسي لأنه من حقه وفق الاعداد التي حصل عليها ولو لم يوافق بكل سهولة للطرف الآخر لأدخلنا في أزمة تشكيل الحكومة كالتي مرت علينا ولكنه وافق وسلمها للمالكي ، عموماً ما أن استلم مرشح التيار الصدري كرسي الرئاسة انقلب التيار الصدري عليه لأنه لم يحقق مطالبهم أو شروطهم التي وضعوها له من أجل أن يوصلوه للكرسي اعترض التيار الصدري على هذه الحكومة بأكملها وأعتبرها غير شرعية !!! يا سبحان الله أنتم من أخترتموه و أوصلتموه وحتى لم تمهلوه فلماذا أصبحت حكومته غير شرعية وغير صالحة و عميلة و منبطحة وغيرها من مصطلحات أطلقها التيار الصدري على مرشحه ؟؟!!! حارب التيار الصدري هذه الحكومة بكل قوته من أجل اسقاطها كما حارب التي سبقتها ( حكومة علاوي ) ودخل في معارك هنا وهناك حتى تجمع أنصاره في البصرة بعد أن هربوا من المحافظات الوسطى الى الجنوب وبعد صولة المالكي على الخارجين عن القانون هرب من هرب منهم الى ايران ولجوؤا اليها وقد قامت ايران بحمايتهم ، فشل التيار الصدري في اسقاط حكومة من أوصلوه الى الكرسي ومن حيث لا يشعرون كانوا يقوونه ويجعلون شعبيته تزداد عند الشعب فأصبح هو مخلص الشعب من المجرمين والقتلة واللصوص ، أصبح المالكي حبيب الشعب بسبب سياسات التيار الصدري وأخذ يتباهى ( بإنجازاته ) التي سببها التيار الصدري وهذه هي الورطة التي وقع فيها التيار الصدري و أوقع الكثيرين فيها ، فلو كانت لديهم سياسة متزنة ومتقنة ولم يسمعوا إملائات الدول المحيطة ولم يرفعوا شعارات هشة لم تجلب الكهرباء أو الماء أو الامان بل حولت هذه الشعارات الكثير من المناطق الآمنة الى جبهات قتال نجح فيها المالكي بفرض شيئ من القانون على الساحة وأصبح الناس يخرجون ليلاً بعد أن كانوا يغلقون أبوابهم قبل المغرب !!!
وبسبب هذه السياسيات المتخبطة من قبل التيار الصدري وصلنا الى السنة الثالثة في عام 2008 من حكومة هم من أوصلوا رئيسها وصنعوا نجوميته للشعب وزينوا صورته بسبب القانون الذي فرضه على مليشياتهم ومقاتليهم فأصبح يتباهى بنفسه وإنجازاته ودخل في انتخابات المحافظات منفرداً بعد أن كان جزءاً صغيراً من الائتلاف وكان يريد أن يعرف شعبيته فإذا به يحصد المركز الاول في الكثير من المحافظات وهذا ما كان يتمناه بفضل سياسات التيار الصدري، وطبعاً في هذه الاثناء وطوال تلك السنين التي أشغلنا بها التيار الصدري بسياساته الفاشلة والتي لم تعمر محطة كهرباء ( واحدة ) أو تفتح شارع أو تبني مستشفى أو مدرسة بسبب هذه السياسة كان الفساد في وزارات المالكي قد ضرب الرقم القياسي بينما الشعب منشغل بخطة فرض القانون من جهة وحروب التيار الصدري من جهة وعرقلة الإتفاقية من جهة والوقوف بوجه أي مقترح من جهة وإنضمامه الى الجماعات والتيارات الاخرى المعادية للعملية السياسية من جهة والتدخلات الخارجية من جهة و انتخابات المحافظات من جهة والزرقاوي من جهة والمطلك من جهة والدليمي من جهة و أحداث كربلاء من جهة ووغيرها الكثير من الاحداث التي وقعت على الساحة وبسبب هذه الظروف وهذه التعقيدات سهلت سياسات التيار الصدري على وزراء المالكي أن يستغلوا هذه الاوضاع السيئة وينهبوا من دون رقيب أو حسيب !!!
قبل أشهر معدودة من الانتخابات البرلمانية الاخيرة شكل السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الموحد السابق شكل فريق من أجل ترتيب البيت الشيعي من جديد وكان رئيس هذا الفريق هو الشيخ همام الحمودي وبذل الجهد الكبير من أجل إقناع جميع الكتل الشيعية التي كانت تحت خيمة الائتلاف وتفرقت أن تعود من جديد الى الخيمة الكبيرة واستطاع الشيخ بجهود كبيرة وحثيثة من الاعلان عن هذا الائتلاف الجديد ولكن كان الائتلاف ناقص بسبب إنفراد المالكي بنفسه وحزبه
وعاد التيار الصدري من جديد الى الساحة السياسية بعد أن أدرك فشله الذريع على الساحة القتالية وخاصة بعد تجميد ما يسمى جيش المهدي بل طلب السيد مقتدى من المرجعية أن تحل هذا الجيش الذي لم تشكله بالاساس !!! على العموم عاد التيار الصدري من جديد مع المجلس الاعلى ليشكلان هذا الائتلاف الجديد وكان الجميع يعتقد بأن التيار الصدري تعلم من الدروس الماضية ولن يكرر أخطائه مرة أخرى ، تشكل الائتلاف بينما السيد عبدالعزيز على فراش المرض يراقب المشهد السياسي وقبل أن يغمض عينيه وتفيض روحه الطاهرة الى بارئها أعلن عن ولادة هذا الائتلاف ولكن ولد ناقصاً بعد تمرد من أوصله التيار الصدري الى سدة الحكم ورفضه الرجوع الى الخيمة التي خرج منها و التي دعمته في اوقات الشدة هنا أتوقف قليلاً لأبين نقطة مهمة دائماً ما يثيرها الاخوة من أنصار التيار الصدري وهي أن سبب قوة المالكي هو وقوف المجلس الاعلى الى جانبه ومساندة المجلس للكثير من قرارات الحكومة مع أن المجلس الاعلى دفع ضريبة هذا الموقف بأن فقد الكثير من شخصياته ومن رجالاته بحيث أنه لم يستهدف أحد من أفراد الاحزاب الاخرى كما استهدف رجالات المجلس الاعلى وفي الحقيقة يجب أن نقول ماهو صحيح وليس ما يعتقده الاخوة انصار التيار الصدري والصحيح هو أن المجلس الاعلى من البداية كان رافضاً لإستخدام السلاح ومؤمناً بالعملية السياسية وليس دعمه للمالكي هو من أجل الحصول على مناصب أو من أجل مكاسب حزبية بحته بل لأن موقفه الاساسي هو الدعم للعملية السياسية سواء كان المالكي رئيساً للوزراء أو غيره فالمشكلة عند هؤلاء الاخوة هي في عدم فهم نهج المجلس الاعلى وليس المشكلة في المجلس الاعلى لهذا لا يأتي لي شخص يقول بأن المجلس الاعلى هو من وقف بجانب المالكي فموقف المجلس الاعلى كان ومازال نابعاً من حرصه على العملية السياسية وليس من أجل تحقيق مآرب أخرى بحيث عندما وجد أن سياسة رئيس الوزراء قد فشلت ولم يستطيع أن يحقق ما كان مطلوباً منه أصبح معارضاً له في البرلمان بشكل لا يعطل معه العملية السياسية كما اراد أن يفعل التيار الصدري بإنسحاباته من البرلمان ومن الإئتلاف ومن الحكومة ، ومع هذا فإن هذه النقطة دائماً يحتج بها علينا الاخوة أنصار التيار الصدري الذين يعتقدون دائماً بأن من يختلف معهم فهو من أنصار المجلس الاعلى والصحيح أن من يختلف معهم هو من أنصار العملية السياسية وليس من أنصار حمل السلاح والخروج في الشوارع !!!! فأتمنى أن يعرفوا هذه النقطة ولا يعتبرون كل من يختلف معهم أنه من أنصار المجلس الاعلى أو من المنتمين اليه !!! أنتهى التوضيح لهذه النقطة . . .
ونكمل معكم ، كنا نعتقد أن المسألة ليست صعبة بخروج هذا المتمرد لأن الائتلاف يضم أكبر كتلتين وحزبين ( كانا في الانتخابات السابقة ) و مع كل المحاولات من أجل اعادته من جديد ولكنها فشلت وبقى متمسك برأيه ، دخل هذين التيارين الانتخابات متحدين ولم يحصلا على ما كان متوقع لهما و بقيت الامور معلقة في حسم ترشيح شخصية لمنصب رئيس الوزراء !! قام التيار بإختراع جديد كان عبارة عن إنتخابات لأنصار التيار الصدري ليأخذ رأيهم في الشخص المناسب لرئاسة الحكومة !!!!! مع أنه لم يأخذ رأي الأكثرية في عام ( 2005 ) !!!! وكأن انصار تياره يعرفون كل شيئ في السياسة !!! ويعرفون ما يحصل خلف الكواليس !!! أو يعرفون كيف تكون هي لعبة الكراسي !!!! و كأنه يقول لهم اختاروا ما يناسبكم !!! ولا أدري هل سيحقق لهم رغبتهم مثلاً لو اختاروا الشخص الذي يريدونه ؟؟؟!!!
تركهم يخرجون ويرشحون ولكن التيار لم يرشح من اختاروه !!!! لأن التيار ليس بيده شيئ ولأنه يجهل لعبة السياسة وما يزال يجهلها ، بعد فشل هذه العملية نتذكر جيداً تصريحات قائد التيار الصدري السيد مقتدى وقبل التطرق لها لابد أن نعرف بأن السياسة ليست فقط بالصراخ وتبادل الاتهامات وإن حدث هذا الأمر وخرج من الشخصيات المسؤلة في أي حزب أو تيار يستطيع أن يصلحه القائد الكبير والقائد العام أما أن تخرج مثل هذه التصريحات من القائد العام فمن سيصلح ويعتذر عن هذه التصريحات !!! التصريحات معروفة للجميع و التي قال فيها السيد مقتدى أن المالكي ( كذاب و منافق ) وتعرفون ونعرف بأن التيار الاسلامي والقائد الاسلامي لا يتعامل مع شخص كذاب ومنافق وإلا فلا معنى للخط الاسلامي الذي يتبناه !!! أو أنه هذا الخط هو خط سياسي وليس اسلامي صرف أم أنني مخطأ ؟؟؟!!! فلا يأتي شخص ويقول لا تنتقد تصريحات السيد مقتدى أو غيره من السياسيين على الساحة لأن كل من دخل في السياسة معرض للنقد . . .
ما الفائدة تقول عني كذاب ومنافق ومن على شاشات التلفاز وأمام العالم ومن ثم تؤيدني وتضع يدك بيدي ؟؟؟!!!
نعود من جديد الى أزمة تشكيل الحكومة التي لم تكتمل الى اليوم ، خلال سبعة شهور كاملة بعد انتهاء الانتخابات كان التيار الصدري يرفض رفضاً قاطعاً أن يعود المالكي من جديد ولن يدعمه ولن يصوت له وكنا نتصور أنه حتى لو تنازل المجلس الاعلى لن يتنازل التيار الصدري بعد تصريحات السيد مقتدى لأن المجلس الاعلى لم يصرح بمثل هذه التصريحات من خلال قائده بل دائماً يقول أن المشكلة ليست بشخص المالكي إنما في سياساته وفي قرارته الفردية وسوء ادارته ، مرت هذه الأشهر السبعة والجميع يترقب بعد إعلان التحالف بين دولة القانون والائتلاف الوطني الذي يضم المجلس والتيار كان الجميع ينتظر أن يكون رئيس الوزراء من هذا التحالف وبعد إنتظار ومماطلة من قبل دولة القانون بأن يكون المرشح شخص آخر غير المالكي تم الاعلان عن عادل عبدالمهدي كمرشح عن الائتلاف الوطني وكنت شخصياً أراجع التاريخ وأقول يا سبحان الله هم أنفسهم الذين وقفوا بوجهه قبل 5 أعوام ولكنهم عادوا اليوم ليصلحوا خطأهم وعرفوا أن من أوصلوه في السابق لا يستحق أن يعود من جديد ، دافع التيار الصدري عن مرشح الائتلاف بكل قوة وكانت التصريحات كثيرة بأنهم متمسكين بالسيد عادل عبدالمهدي ، ولكن لا بد من الاتفاق داخل التحالف على مرشح واحد ومن ثم الدخول الى البرلمان وهذه هي المشكلة التي أخرت تشكيل الحكومة برئاسة عادل عبدالمهدي ، شعر التيار الصدري أنه في ورطة لأنه لا يستطيع أن يدعم عبدالمهدي ويوصله من دون دولة القانون صاحبة الرصيد الاعلى والمتفردة برئيسها المالكي ، بعد مضي أكثر من ثلاث اسابيع تقريباً بدأت هناك أخبار تتسرب من التيار الصدري بأنه ليس لديهم اعتراض اذا ما تم التوافق على المالكي !!! لأنهم ليسوا قادرين على أن يزيحوه من جديد بعد أن أوصلوه في المرة
الأولى فأصبح هو قدرهم وعقدتهم ومستقبلهم وماضيهم أصبح المالكي الشبح الذي لا يستطيعون أن يبعدوه عن طريقهم أصبح المالكي الرقم الصعب بعد أن صنعوه بأيديهم من حيث لا يشعرون أصبح المالكي هو صاحب القانون وهم الخارجين عنه ولكن مع هذا هو مرشحهم وهو الذي سيعود للكرسي من جديد !!! هذا هو آخر ما وصل وتوصل اليه التيار الصدري بعد كل ما فعله وبعد كل ما قاله وبعد كل ما دفعه وبعد كل ما بذله وبعد كل ما أشغلنا به طوال السنوات السابقة عاد التيار الصدري من جديد ليدعم المالكي بحجة الضغوط الخارجية !!!! أنا أسأل التيار الصدري ولا أريد أي إجابة منهم :
من سيعيد الماضي من جديد ؟؟؟!!! كيف ستعمرون ما دمرتموه في الجانبين الجانب المادي بكل ما تعنيه الكلمة وفي الجانب المعنوي بكل ما تعنيه الكلمة ؟؟؟!!! لأن حربكم كانت حرب على ارض الواقع وسقط فيها قتلى و جرحى ومصابين ومعاقين الى اليوم وحرب سياسية دمرت العملية السياسية والمعنوية برمتها !!! فكيف ستعوضون كل هذه الخسائر ؟؟؟!!! ولماذا شننتم هذه الحرب وأنتم تعرفون بأنكم ستخسرون في النهاية ؟؟؟!!!! وأي خسارة ؟؟؟!! وأي نهاية !!!!
وحتى لا تعتبروني أبالغ في كلامي سأصور لكم الحال لو أن التيار الصدري لم يرفع السلاح ولم يخرج في الشوارع معلناً حربه على الحكومات المحلية وعلى العملية السياسية بهذا الشكل ماذا وكيف سيكون الحال الآن ، طبعاً يعرف جميع العراقيين أن المنجز الكبير والمهم الذي حققه المالكي مع كل اخفاقاته هو القضاء على المليشيات المسلحة في الجنوب والوسط ومحاربته لهم ولولا نجاحه بالقضاء عليهم لما كان له أي شعبية لهذا كان ثمن حمل التيار الصدري للسلاح هو إلتفاف أبناء العراق حول الشخص الذي خلصهم من هؤلاء ، وبهذا خسر التيار الصدري المعركة بكل مافيها من معنى سواء المعركة الحربية أو الاعلامية ولهذا كان حمل السلاح من قبل التيار الصدري من دون أي دراسة ومن دون أي معرفة لنتائج حملهم للسلاح فأصبحوا يتخبطون في القرارات والسياسات مرة مع هذا ومرة ضده وهكذا !!! ، والنقطة الثانية أنهم لم يتحدوا مع الآخرين ولم يراقبوا الحكومة بالشكل الصحيح وينتقدوها بطريقة سلمية وسياسية بحتة بل كانت طرقهم لا ترقى الى مستوى السياسة بل طرق تدل على جهل مدقع بخطوط السياسة والحسابات المستقبلية ، كانوا يريدون أن يستفيدوا من حمل السلاح ومن العملية السياسية في آن واحد بل أنهم أدخلوا موقفهم لحمل السلاح في مواقفهم السياسية !!! وهم بهذا الشكل أعطوا التبريرات للكتل الاخرى المعادية للحكومة العراقية بحمل السلاح ، فليس من حق التيار الصدري فقط حمل السلاح والخروج في الشوارع والدخول في العملية السياسية ، ففتحوا المجال للآخرين من أجل افساد العملية السياسية !!!
لهذا لولا تبني هذا التيار لحمل السلاح بهذه الطريقة الاستفزازية ومحاربته لكل من يختلف معه ويريد أن تسير العملية السياسية بشكل سليم لما حصلت هذه الصدامات والتكتلات والاحتقانات والاختلافات بين الكتل السياسية حتى أنعكست على أفراد الاسرة الواحدة !!!
المشكلة والمصيبة هي عدم التوحد من البداية لو كان موقف الشيعة متوحداً لما وصلنا الى هذه النتيجة اليوم ، لو كان التيار الصدري مسالما ومشتركاً في العملية السياسية وداعماً لها لما خسرنا كل هذه الخسائر اليوم !!!
ماذا سيخسر التيار الصدري لو كانت متحالفاً مع اخوانه الشيعة الآخرين مع استقلالية رأيه ومنهجه بشكل بسيط وبشكل يسير لا يعرقل معه العملية السياسية ولا يحارب من فيها بالطريقة التي افتعلها في السنوات السابقة !!! ماذا كان سيخسر !!!!
نعم للتيار الصدري رأيه وهذا حقه في الاختلاف لكن أليس من الواجب عليه أن يحترم رأي الأكثرية من اخوانه الشيعة ؟؟؟!!!
أليس من الواجب عليه مراعاة حق الأكثرية بسير العملية السياسية وعدم عرقلتها بهذه الطريقة وبهذا الشكل ؟؟؟!!!
لماذا كان يجبر اخوانه الشيعة الى اللجوء للكتل الاخرى من أجل استمرار العملية السياسية ؟؟؟!!!!
بعد كل هذه المواقف وبعد كل هذه السياسات المتخبطة ما يزال البعض يكابر ويعاند ويعتقد أن الآخرين هم على خطأ وهو على صواب !!!! مع كل هذه الاخطاء يعطي لنفسه المبررات بل يريد أن يشرعها من الدين ويربطها بالأمور الفقهية والدينية ويحللها له وربما سيدخلها في الاصول والعقائد حتى يثبت صحة موقفه ورأيه ؟؟؟!!!!
يريد أن يعطي أن الحق كله مع مافعله عن طريق لبس ثوب الدين والشريعة !!!! عجيب وغريب هذا المنطق علينا !!!
وهكذا بعد التفكك الذي حصل وحدث على الساحة العراقية بسبب الكتل والاحزاب التي ملأت العراق وبسبب السياسات الفاشلة للكثير منها ها نحن اليوم بلا حكومة مستقلة وقوية كما كان يريدها التيار الصدري وكان يحاربها فها هي حكومة بائسة خاوية لا حول لها ولا قوة وبلا سياسات مستقبلية وبلا أهداف مشتركة وبلا قوة عسكرية او أمنية وها هو الشعب بلا خدمات وبلا كهرباء وبلا ماء وبلا تعليم وبلا صحة وبلا أي شيئ من أبسط الخدمات المعيشية !!!
طبعاً بعد أن أصبح المالكي مرشح للتيار الصدري كان الاخوة المناصرين للتيار الصدري يقولون أن التيار الصدري فضل ( المصلحة العامة ) على مصلحته الخاصة ، وأنا أسأل وأتسائل أين كانت هذه المصلحة العامة طوال تلك السنوات ؟؟؟!!!
لماذا لم يلتفت التيار الصدري للمصلحة العامة طوال تلك السنوات ؟؟؟!!!
لماذا لم يفضل المصلحة العامة في انتخابات عام 2005 ؟؟؟!!! أم المصلحة العامة أصبحت شماعة يعلق عليها التيار الصدري قراراته التي يتخذها ؟؟؟؟!!!!
لماذا لم يحاول ولو لمرة واحدة دعم الحكومة السابقة في أي مشروع أو في أي قرار فيه المصلحة العامة ؟؟؟؟!!!!!
لماذا الآن أصبح التيار الصدري يرى المصلحة العامة أفضل من مصلتحه السياسية و ( الدينية ) ؟؟؟؟!!!!
إذاً من سيتحمل نتيجة هذه السياسات المتخبطة سوى أبناء الشعب والمواطن العادي الذي يبحث عن لقمة العيش ؟؟؟!!!!
هذه هي نتيجة سياسات بعض الاحزاب الجديدة التي ولدت بعد السقوط وعانى منها العراق والعراقيون ومع الأسف لن يكون هناك حل لكل مشاكل العراق بعد أوصلتنا هذه الاحزاب والتيارات الى هذا الطريق المعقد والشائك سوى بالتوحد الكامل ونبذ الخلافات السياسية والفردية والدخول في مرحلة البناء الحقيقي والوقوف بشكل جاد في كل ما له خدمة المواطن ولكن هيهات هيهات فهذا ما لا أتوقع أن يحدث أبداً خاصة بعد التلويح بإعادة ما يسمى جيش المهدي من جديد والدخول مرة أخرى في حرب الشوارع !!!
وليذهب العراق وأهله والأكثرية الى الجحيم !!! هذا هو ما يريده التيار الصدري !!!
من يريد أن يرى خريطة التيار الصدري على مدى السنوات الماضية الى اليوم وبإختصار لما طرحته في هذا المقال سألخصه في نقاط محددة :
المرحلة الاولى :
التيار الصدري يظهر على الساحة بمليشيات مسلحة ويتبنى فقط المقاومة الغير سلمية ( مقاومة السلاح )
المرحلة الثانية:
يدخل العملية السياسية مع تمسكه بالسلاح فإن فشل في السياسة استخدم السلاح وهذا ما حصل بعد أن أصبح المالكي الذي صوتوا له و أوصلوه عدوهم الاول بعد فترة بسيطة !!!
المرحلة الثالثة :
يعلن خروجه من العملية السياسية وانسحابه منها ومحاربته لها بكل قوته ويدخل في معارك مع قوات الشرطة الحكومية العميلة !!!
المرحلة الرابعة :
يوقف ويجمد المليشيات بعد هروب كبار قياداته الى خارج العراق وبعد خوض معركة صولة الفرسان في مدينة البصرة بقيادة المالكي الذي أوصلوه للسلطة .
المرحلة الخامسة :
يعلن التيار الصدري عودته للحياة السياسية وللعملية السياسية من خلال الدخول في الائتلاف الوطني لخوض الانتخابات البرلمانية
المرحلة السادسة :
بعد اعلان النتائج يقوم بعملية انتخابية خاصة به لاختيار مرشحه ولكن لا يستطيع أن يختاره !!
المرحلة السابعة :
يعلن التيار الصدري أنه لن يوافق على تولي المالكي لرئاسة الوزراء ويصفه بالكذاب والمنافق
المرحلة الثامنة :
يوافق على ترشيح عادل عبدالمهدي لرئاسة الوزراء بعد أن تكاثفت جهودهم مع المجلس الاعلى من أجل ابعاد المالكي
المرحلة التاسعة :
تغير مفاجأ في توجه التيار الصدري ويقول أنه لا يوجد عنده مشكلة بتولي المالكي من جديد !!!
المرحلة العاشرة :
يترك شريكه في الائتلاف الوطني ويعقد اجتماعات مع دولة القانون من دون قبول المجلس الاعلى
المرحلة الحادية عشر :
يصوت للمالكي ويعتبره المرشح عن الكتلة الاكبر حتى يعود من جديد !!
المرحلة الحالية :
لا يعرف ماذا يفعل ( حائر ) بعد أن أصبح المالكي هو المهيمن والمسيطر على كل القطاعات في الحكومة والبرلمان وأصبح هناك تقاسم للكعكة بينه وبين العراقية !!! لهذا ربما سيعود من جديد الى المرحلة الاولى ليحمل السلاح بعد فشله في جميع المراحل السابقة من اقامة أي مشروع فيه فائدة للعراق وللشعب العراقي سوى حملة تنظيف للشوارع !!!
لا أدري ماهو الهدف الذي يريده التيار الصدري ولا أعرف ماهي الحكمة من كل الذي فعلوه وصنعوه بالحالة العراقية نعم هم تبنوا محاربة المحتل ولكن هذا لا يعني أن تحارب كل من لا يحارب المحتل !!!! ومع هذا حاربوا كل من لا يحارب المحتل !!!
فهذه هي النتيجة وهذه هي الثمار التي جناها التيار الصدري وهذه هي حالة العراق اليوم كما يريدها التيار الصدري قبل سنوات يريدون محاربة الحكومة ويريدون محاربة المحتل ويريدون محاربة من لا يوافقهم وها قد حققوا ما يريدونه وشكراً .
ملاحظة : لكي لا نبخس اي حق أقولها بكل صراحة أننا لا ننسى دور جيش السيد مقتدى في بغداد في صد الهجمات الارهابية والقاعدية ، فقد كان لهم دور كبير وفعال لا ينكره اي منصف . . .
تحياتي لكم .