|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
مُسْتَطَرٌ الثقافةِ في القرآن : السطرُ الأول :
بتاريخ : 22-07-2013 الساعة : 04:44 PM
مُسْتَطَرٌ الثقافةِ في القرآن
==============
السطرُ الأول
========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
من المقطوع به عقلاً ومنطقا وحتى شرعاً
أنَّ القرآن الكريم إنَّما سطّرَ الآيات في سوره الشريفة
من أجل تكوين وبناء الإنسان شخصيةً وفكرا وسلوكا وموقفا
ليصنع الحياةَ الإجتماعية صنعاً صحيحا وصالحاً
بما تُعطيه الآيات في أنماطها الحكائية
أو أنماطها التأصيلية من قيم ومعارف ونتائج وعِبَر وخلاصات جاهزة
بأي وجه كانتْ سواء حكتْ عن واقع موضوعي قد تصرَّمَ في حدوثه
أو إفترضتْ الوجودَ القابلَ والمُقدَّر المُنتَظرُ في حدوثه ووقوعه
وأوجدتْ له أحكامه وشؤوناته.
والقرآن الكريم إنما بقى مدوناً بعدما نزل شفاهة ووحياً
ليؤسِّس للتسطير المعرفي والعلمي والإجتماعي والثقافي والقانوني
ولكل أنساق التسطير القيميَّة والإنسانية في كافة أبعادها البشرية
ومنها محل القصد
وهو التسطير الثقافي في متنوعه وألوانه ومُختلفه
ليعطي نسقاً ثقافيا جاهزاً في حقيقته الموضوعية والإجرائية
دون أن ينوجد التمييز المُضر والمُستقبَح بين الناس
على أساس اللون أو اللغة أو العرق أو أي أساس آخر ينماز به الغير عنّا.
وليحفظ بتسطيره هذا قيم التعاطي مع الآخر ومعاييره الأخلاقية
ذلك كون التنوع والإختلاف هو حقيقة وجودية واقعية تجلّت حتى عند الجماد والنبات والحيوان
فضلاً عن تمظهرها بين بني الإنسان
قال اللهُ تعالى
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ }فاطر27
{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
وبالنتيجة على الإنسان أن يذعن ويتيقّن بحقيقة المُنتج والمخلوق الإلهي في تنوعه وإختلافه
ليكون خياره الوحيد هو التكيَُّف في التعايش مع الآخر طبقا لوزان الفضيلة والتقوى والعدل
قال تعالى
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|