إن التربية الإيمانية هي مجموعة من المسالك والأفعال والإعتقادات التي تتسبب في تغيرحياة الإنسان للأفضل ، وذلك من حيث التكوين الأيدلوجي والنفسي له ومع غيره، فلا عبادة صحيحة مع سلوك غير صحيح، ولا إيمان بالله وقت الفعل المشين...لذلك فالربط بين الإيمان بالله وفلسفة تصور الحياه والدين مهم لزرع القدوة العملية والعقلية في محاولة للوصول إلي الحقيقة....
إن التربية الإيمانية لو حُصرت في مجموعة من المواعظ النمطية ستصبح سببا في قُبح تلك المواعظ لدي العامة عبر تكرارها والملل منها،بالإضافة إلي التسبب في زرع ثقافة الرهبنة وأن الحياه أصبحت لدي الناس مجموعة من الأفعال والأقوال المنفصلة عن الفكر وبالتالي أصبح الفعل منعزلا عن خلفية قوية له تستطيع إسناده فيما لو تعرض للانتقاد أو التناقض..
لذلك كان من الطبيعي أن تنشأ فكرة علاقة الإيمان بالفكر فيما يسمي لدي البعض العلم والإيمان، فالإيمان دون علم تخلف وانحطاطا والعلم دون إيمان كفر بالحقيقة، فالله هو خالق العقل وعن طريقة يؤمن بالموجودات والأشياء لذلك فتغييب دور العقل ونزعه عن قيمة الإيمان العليا خاطئ ويتسبب في ضعف الإيمان عند ورود أول شبهة عليه مصداقا لقوله تعالي"هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب"
فالحاجة أصبحت ملحة لزرع الفكر مع الإيمان لا لعزله كما يفعل البعض عن طريق هذا شئ وهذا شئ آخر، أو أن يقول قائل دعونا للرقائق وعلم الأخلاق أما الفكر والثقافة فلها مجال آخر، وبالتالي يتم صناعة إنسان يجهل أكثر مما يعلم وإذا ما وُردت عليه شبهة ولم يستطع ردها فسرعان ما ينقلب علي عقبيه...أعاذنا الله وإياكم