نقرأ في سورة يوسف الصديق (ع) أنه قال: (يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) .
لقد اتفق المفسرون أن صاحبي يوسف الصديق (ع) هما ساقي الملك وطباخه، وكانا كافرين ودخلا معه السجن ولبثا خمس سنين في صحبة النبي يوسف الصديق (ع) ولم يؤمنا بالله، حتى أنهما خرجا من السجن كافرين، فهل صحبة هذين الكافرين لنبي الله يوسف (ع) تعد منقبة وفضيلة لهما؟!
ونقرأ في سورة الكهف: (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا)
ذكر المفسرون: أن المؤمن ـ وكان اسمه: يهودا ـ قال لصاحبه ـ واسمه: براطوس ـ وكان كافرا، وقد نقل المفسرون ـ منهم: الفخر الرازي ـ محاورات هذين الصحابين، فهل صحبة براطوس ليهودا، تعد له فضيلة أو شرفا يقدمه على أقرانه؟!
أم هل تكون دليلا على إيمان براطوس، مع تصريح الآية: (أكفرت بالذي خلقك من تراب) ؟!
فالمصاحبة وحدها لا تدل على فضيلة وشرف يميز صاحبها ويقدمه على الآخرين.