آنيا كارلسون، فتاة سويديّة تعيش في مدينة يوتبوري، كانت عائدة من عمَلها فاستلفَتَ نظرَها أربعة إعلانات كبيرة لإحدى شركات الملابس الدّاخليّة تظهر فيها عارضة الأزياء بملابس شبْه عارية. عرجَت آنيا على أحد محلاّت الطّلاء، واشترَت طلاءً أسوَد وطمسَت به تلك الصُّوَر الفاضحة. تقدّمَ أصحابُ الشّركة بدعوَى قضائيّة ضدّ كارلسون التي أُدينَت بدَفع غرامة قدرها 16 ألف كراون (1400 دولار). تولَّى دفْع الغرامة لجنة شكّلَت للدّفاع عن كارلسون وتأييد ما قامَت به.
في تسويغها لمَا قامَت به، قالت كارلسون: أحاول منذ مدّة طويلة أن أُثير نقاشًا حول مشكلة الإعلانات التي تُظهر المرأة كأنّها سلعة تُستخدَم لأغراض تجاريّة، نشرْتُ المقالات ونظّمْتُ النّدوات دون جدوَى، لكنْ عندما قمْتُ بتخريب لوحات لم يبقَ محطّة تلفاز أو إذاعة أو صحيفة في السويد إلاّ أثارَت الموضوع، ما قمْتُ به وما تقوم به مجموعات أُخرى في دوَل مختلفة تحذير للشّركات الكبرى بأنَّ استخدامَها لجسَد المرأة في الإعلانات أسلوب خاطئ سيؤدّي إلى كارثة اجتماعية.
ما قامَت به كارلسون أصبحَ عملاً احتجاجيًّا مألوفًا في عدد من البلدان الأوروبيّة التي تشهَد جمعيّات أهليّة مُتناميَة ترفض استخدام المرأة لأغراض التّسويق، ففي النرويج نجحَت الجمعيّات النسائيّة المُناهضة لتوظيف جسَد المرأة لأغراض دعائيّة في وقْف حملة إعلان لملابس داخليّة نسائيّة بإقناع الحكومة أنَّ تلك الإعلانات تمثِّل خطرًا على سائقِي السيّارات وقد تؤدّي إلى حوادث مميتة. وفي فرنسا تنتشر الجمعيّات النسائيّة التي تحارب امتهان المرأة في الإعلام فجمعية «النّساء الصحافيّات» تخصّص جائزة للإعلان الأقلّ جنسيّة بعد أن طغى الجنس على الإعلانات. أمّا جمعيّة «كلبات الحراسة» فتهدف إلى حراسة المرأة من الابتزاز، تقول الوثائق التعريفيّة للجمعيّة: المُعلنون يستخدمون صورة الجسَد بلا مبرِّر ولا سيّما جسَد المرأة واللّقطات الجنسيّة، ويلصقون ذلك بأيّ منتج تحت غطاء الابتكار، يفرضون علينا قيَمهم وخيالاتهم، نحن نرفض المظاهر المُهينة وغير الإنسانيّة لكائنات إنسانيّة، الجسَد الإنساني ليس سلعة، ونحن لن نشتري المنتجات المعروضة بإعلانات جنسيّة.