بسمه تعالى
موضع الشبهة :
(( والله لئن لم تكفَّ عنه لأنشرن شعري ولأشقنَّ جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحنَّ إلى ربي ))
و يقولون : كيف تنشر شعرها أمام الرجال و بحسب الروايات الموجودة في كتبكم كيف تدعون ان فاطمة الزهراء خرجت من بيتها و بدون محرم و هل سلمان الفارسي يعتبر بمحرم لها ؟؟؟؟
و أضافوا تلميحات لا يفكر بها إلا المريض ...
الرد :
أولا نورد الروايات مع الحكم على أسانيدها ...
الخبر في الكافي مع تعليق المجلسي عليه في مرآة العقول ...
الكافي -الكليني - المجلد الثامن - الصفحة 237
320- عَنْهُ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ لَمَّا أُخْرِج بِعَلِيٍّ ( عليه السلام ) خَرَجَتْ فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) وَاضِعَةً قَمِيصَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) عَلَى رَأْسِهَا آخِذَةً بِيَدَيِ ابْنَيْهَا فَقَالَتْ مَا لِي وَ مَا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ تُرِيدُ أَنْ تُؤَتِّمَ ابْنَيَّ وَ تُرْمِلَنِي مِنْ زَوْجِي وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ تَكُونَ سَيِّئَةً لَنَشَرْتُ شَعْرِي وَ لَصَرَخْتُ إِلَى رَبِّي فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا ثُمَّ أَخَذَتْ بِيَدِهِ فَانْطَلَقَتْ بِهِ .
----------
قال المجلسي في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج26، ص: 183
(الحديث العشرون و الثلاثمائة)
(1): ضعيف.
قولها عليها السلام:" أن توتم ابني"
(2) المشهور في كتب اللغة أن الأيتام تنسب إلى المرأة، يقال أيتمت المرأة أي صار أولادها يتامى، و اليتيم جعله يتيما
قولها عليها السلام" و ترملني"
(3) الأرملة: المرأة التي لا زوج لها، قولها سلام الله عليها" أن تكون سيئة" أي مكافأة السيئة بالسيئة، و ليست من دأب الكرام، فيكون إطلاق السيئة عليها مجازا أو المراد مطلق الإضرار و يحتمل أن يكون المراد المعصية أي فنهيت عن ذلك، و لا يجوز لي فعله.
قوله:" ما تريد إلى هذا"
(4) لعل فيه تضمين معنى القصد أي قال مخاطبا لأبي بكر أو عمر ما تريد بقصدك إلى هذا الفعل، أ تريد أن تنزل عذاب الله على هذه الأمة.
---------
و ورد في تفسير العياشي:2/66، والإختصاص للمفيد ص185 :
(عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جده قال: ما أتى على علي عليه السلام يوم قط أعظم من يومين أتياه ، فأما أول يوم فاليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما اليوم الثاني فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه ، إذ قال له عمر: يا هذا ليس في يديك شئ ما لم يبايعك علي ! فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك ، فإنما هؤلاء رعاع ، فبعث إليه قنفذ فقال له: إذهب فقل لعلي: أجب خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لك ما خلف رسول الله أحداً غيري! قال: ارجع إليه فقل: أجب ، فإن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه ، وهؤلاء المهاجرون والأنصار يبايعونه وقريش ، وإنما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم ، فذهب إليه قنفذ ، فما لبث أن رجع فقال قال لك: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي وأوصاني إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتى حتى أؤلف كتاب الله ، فإنه في جرايد النخل وفي أكتاف الابل . قال عمر: قوموا بنا إليه، فقام أبو بكر ، وعمر ، وعثمان وخالد بن الوليد، والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقنفذ ، وقمت معهم فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة عليها السلام فأغلقت الباب في وجوههم ، وهي لاتشك أن لايدخل عليها إلا بإذنها ، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف ، ثم دخلوا فأخرجوا علياً ملبباً ! فخرجت فاطمة فقالت: يا أبا بكر أتريد أن ترمِّلني من زوجي ، والله لئن لم تكفَّ عنه لأنشرن شعري ولأشقنَّ جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحنَّ إلى ربي ، فأخذت بيد الحسن والحسين وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال علي لسلمان: أدرك ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله إن نشرت شعرها وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها ، لايناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها ، فأدركها سلمان فقال: يا بنت محمد إن الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي ، فقالت: يا سلمان يريدون قتل علي ! ما على عليٍّ صبر ، فدعني حتى آتى قبر أبي فأنشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي ! فقال سلمان: إني أخاف أن يخسف بالمدينة ، وعليٌّ بعثني اليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي ، فقالت: إذاً أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع .
قال: فأخرجوه من منزله ملبباً ومروا به على قبر النبي عليه وآله السلام قال: فسمعته يقول: يا (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) إلى آخر الآية . وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة وقَدِم عليٌّ فقال له عمر: بايع ! فقال له علي: فإن أنا لم أفعل فمَهْ ؟ فقال له عمر: إذا أضرب والله عنقك ! فقال له علي: إذاً والله أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله . فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم ، وأما أخو رسول الله فلا ، حتى قالها ثلاثاً ! فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعاً يهرول فسمعته يقول: إرفقوا بابن أخي ولكم عليَّ أن يبايعكم ، فأقبل العباس وأخذ بيد علي فمسحها على يد أبي بكر ، ثم خلوه مغضباً فسمعته يقول: ورفع رأسه إلى السماء: اللهم إنك تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ . قال: وسمعته يقول: اللهم وإنهم لم يتموا عشرين ، حتى قالها ثلاثاً ، ثم انصرف) . انتهى.
السند مقطوع في المصدرين و هما بنفس الاسناد ...
أما ما روي في
الاحتجاج - الطبرسي - الجزء 1 الصفحة 113 - 114
احتجاج أمير المؤمنين (ع) على أبي بكر وعمر لما منعا فاطمة الزهراء (ع) فدك بالكتاب والسنة.
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال، لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا أبي صلى الله عليه وآله بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم
مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان رضي الله عنه: كنت قريبا منها، فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا.
الرواية مرسلة ...
===================
الرواية بالمجمل مشهورة ولعلنا نقبل بها و يجبر ضعف سندها ....
===========
و نقول :
أولا : الزهراء عليها السلام ما كانت لتنشر شعرها أمام الناس
بالتأكيد كانت سترجع لبيتها و تنشر شعرها و تشكو لله لينزل لعناته على أبو بكر و عمر ...
و لعل ذلك في صلاتها أو غيره ..
كما أننا نتسائل
هل فعلت فاطمة ذلك ...؟؟؟
الجواب لا
فنقول إذا قتلت اشكالك بيدك فأغلق فمك عن الطاهرة المطهرة ...
ثانيا : فاطمة الزهراء عليها السلام لم تخرج مع سلمان رضوان الله عليه بل هو من لحق بها فهي سلام الله عليها خرجت مع زوجها أمير المؤمنين و سلمان كان معهم مرافقاً لأمير المؤمنين حيث اقتادوه أمراء السوء .. فأنظر إلى التلبيس الذي يحاولون به أبناء الجمل تضليل البسطاء ..
ثالثا : ما كانت عليها السلام أن تمتثل لقول سلمان لولا أنه حمل لها أمرا من علي بن أبي طالب ....
و عندما رآى أمير المؤمنين تهديدها للقوم بالدعاء عليهم بعث اليها سلمان ليوصل لها خبر أمره لها بالرجوع ....
لندقق في تفاصيل الرواية :
قال سلمان المحمدي للزهراء :
(( فأدركها سلمان فقال: يا بنت محمد إن الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي ))
فلم تقبل كلام سلمان و قالت له :
(( فقالت: يا سلمان يريدون قتل علي ! ما على عليٍّ صبر ، فدعني حتى آتى قبر أبي فأنشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي ! ))
فقال لها سلمان :
(( وعلي بعثني إليك يأمرك أن ترجعيله إلى بيتك وتنصرفي ))
عندها فقط امتثلت لأمر أمير المؤمنين و قبلت بالعودة و عدم الدعاء عليهم ..
فقالت :
((إذاً أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع ))
فقد أمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأن تعود إلى البيت و هو من بعث سلمان رضوان الله عليه ....
رابعا : قال رسول الله عن سلمان المحمدي : سلمان منا أهل البيت ....
---------------
ماذا عند السنة و لا ينظرون إليه ...
نائلة زوجة عثمان بن عفان بعد قتله شقت جيبها و لطمت وجهها و خرجت تصيح ...
مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور - الجزء 5 الصفحة 241
قال محمد بن يوسف: وخرجت نائلة بنت الفرافصة تلك الليلة وقد شقت جيبها قبلاً ودبراً، ومعها سراج وهي تصيح: وا أمير المؤمنيناه!. قال: فقال جبير بن مطعم: أطفئي السراج لا يفطن بنا فقد رأيت الغواة الذين على الباب. فأطفأت السراج. وانتهوا إلى البقيع فصلى عليه جبير بن مطعم وخلفه حكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم الأسلمي، ونائلة بنت الفرافصة وأم البنين بنت عيينة امرأتاه، ونزل في حفرته نيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة وجبير بن مطعم، وكان حكيم بن حزام وأم البنين ونائلة يدلونه على الرجال حتى لحد له وبني عليه وغيبوا قبره وتفرقوا.
~~~~~~~~
تاريخ الرسل و الملوك - الطبري - الجزء 3 الصفحة 6
قال محمد: وحدّثني عبد الله بن موسى المخزوميّ، قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه أرادوا حزَّ رأسه، فوقعت عليه نائلة وأمّ النين، فمنعنهم، وصحن وضربن الوجوه، وخرقن ثيابهنّ، فقال ابن عديس: اتركوه؛ فأخرج عثمان ولم يغسل إلى البقيع، وأرادوا أن يصلّوا عليه في موضع الجنائز؛ فأبت الأنصار، وأقبل عمير بن ضابيء وعثمان موضوع على باب، فنزا عليه، فكسر ضلعاً من أضلاعه، وقال: سجنت ضابئاً حتى مات في السجن.
~~~~~~~~~~
و نشرت شعرها قبل مقتل عثمان فقال لها عليك بخمارك و إن دخولهم عليه أعظم من حرمة شعر زوجته .. فلا تعليق ...
الدر المنثور في طبقات ربات الخدور - زينب فواز -المجلد الأول صفحة 670
وروى عن أبي الجراح مولى أم حبيبة أنه قال: كنت مع عثمان في الدار فما شعرت إلا وقد خرج محمد بن أبي بكر ونائلة تقول: هم في الصلح. وإذا بالناس قد دخلوا من الخوخة ونزلوا برأس الحبال من سور الدار ومعهم السيوف فرميت بنفسي وجلست عليه, وسمعت صياحهم, فنشرت نائلة بنت الفرافصة شعرها فقال لها عثمان: خذي خمارك. فلعمري لدخولهم علي أعظم من حرمة شعرك, وأهوى رجل إليه بالسيف فاتقته بيدها فقطع إصبعين من أصابعها, ثم قتلوه وخرجوا يكبرون, ولما قتل عثمان قالت نائلة:
ألا إن خير النـاس بـعـد ثـلاثة قتيل الذي جـاء مـن مـصـر
ومالي لا أبكي وتبكي قرابـتـي وقد غيبت عنا فضول أبي عمرو
--------------
تاريخ المدينة 0 الجزء 4 - الصفحة 1300
* حدثنا علي بن محمد، عن عيسى بن يزيد، عن عبد الواحد ابن عمير، عن ابن الجراح مولى أم حبيبة قال: كنت مع عثمان رضي الله عنه في الدار.
فما شعرت وقد خرج محمد بن أبي بكر ونحن نقول هم في الصلح، إذا بالناس قد دخلوا من الخوخة وتدلوا بأمراس الحبال من سور الدار ومعهم السيوف، فرميت بسيفي وجلست عليه، وسمعت صياحهم، فإني لانظر إلى مصحف في يد عثمان رضي الله عنه: إلى حمرة أديمه، ونشرت نائلة بنت الفرافصة شعرها، فقال لها عثمان رضي الله عنه: خذي خمارك فلعمري لدخولهم علي أعظم من حرمة شعرك، وأهوى الرجل لعثمان بالسيف، فاتقاه بيده، فقطع إصبعين من أصابعها، ثم قتلوه وخرجوا يكبرون، ومر بي محمد بن أبي بكر فقال: مالك يا عبد أم حبيبة، ومضى فخرجت.
---------------
أعلام النساء - عمر كحالة
من ربات الرأي والعقل والفصاحة والبلاغة والجمال والكمال. تزوجها عثمان بن عفان فلما قدمت على عثمان قعد على سريره ووضع لها سريرا حياله فجلست عليه فوضع عثمان قلنسيته فبدا الصلع فقال: يا بنت الفرافصة لا يهولنك ما ترين من صلعي فإن وراءه ما تحبين. وكانت من أحظى نسائه عنده بما امتازت به من الطاعة والوفاء والإخلاص إليه. ومن شدة وفائها لعثمان أنها عرضت نفسها للقتل لما دخل الناس من خوخة دار عثمان فنزلوا بأمراس الحبال من سور الدار معهم سيوف. فلما رأت نائلة ذلك منهم نشرت شعرها. فقال عثمان خذي خمارك فلعمري لدخولهم علي أعظم من حرمة شعرك. ثم أهوى رجل إلى عثمان بالسيف . فانكبت عليه واتقت السيف بيدها فقطع أناملها. فقالت: يا رباح وكان معه سيف أعن عني هذا. فضربه رباح فقتله. ثم دخل آخر معه سيف فقال: افرجوا لي فوضع ذباب السيف في بطن عثمان. فأمسكت نائلة السيف فحز أصابعها ومضى السيف في بطن عثمان فقتله. فخرجت نائلة وهي تصيح وخرج القوم هاربين من حيث دخلوا. ثم صعدت نائلة إلى الناس فقالت: إن أمير المؤمنين قد قتل فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان مقتولاً قد مثّل به فأكبوا عليه يبكون وخرجوا فدخل الناس فوجدوه مقتولاً فبلغ علياً الخبر وطلحة والزبير وسعداً ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم فدخلوا عليه واسترجعوا وأكبوا عليه يبكون حتى غشي على علي بن أبي طالب. ثم أرسلت نائلة إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن مطعم وأبي جهم بن حذيفة وحكيم بن حزام وغيرهم ليجهزوا عثمان فقالوا: إنا لا نقدر أن نخرج به نهاراً وهؤلاء المصريون على الباب فأمهلوا حتى كان بين المغرب والعشاء فدخل القوم فحيل بينهم وبينه. فقال أبو جهم: والله لا يحول بيني وبينه أحد إلا مت دونه احملوه إلى البقيع. فحملوه وتبعتهم نائلة بسراج استسرجته بالبقيع وغلام لعثمان حتى انتهوا إلى نخلات عليها حائط فدقوا الجدار ثم دفنوه وصلى عليه جبير بن مطعم. ثم كتبت نائلة إلى معاوية بن أبي سفيان تصف دخول القوم على عثمان وأرسلت بقميص عثمان مضرجاً بالدم ممزقاً وبالخصلة التي نتفها محمد بن أبي بكر من لحيته فعقدت الشعر في زر القميص وبعثت بإصبعين من أصابعها المقطوعة مع شيء من الكف وإصبعين مقطوعتين من أصولهما ونصف الإبهام ثم دعت النعمان بن بشير الأنصاري وسلمته كتابها والقميص والأصابع. فمضى النعمان حتى أتى على يزيد بن أسيد الذي بعثه معاوية ممداً في أربعة آلاف فأخبره النعمان بقتل عثمان فانصرفوا إلى الشام. فكان معاوية يضع القميص على المنبر ويعلق منه الأصابع ويشنع به. ثم خطبها معاوية بن أبي سفيان فأبت. وكانت من أحسن الناس ثغراً فأخذت فهراً فدقت به أسنانها فسال الدم على صدرها. فبكى جواريها وقلن لها: ما صنعت بنفسك؟ قالت: إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وإني خفت أ، يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطلع عثمان وذلك ما لا يكون أبداً.
................
ضربوا عجيزتها ...!
تاريخ الأمم والملوك
المؤلف : محمد بن جرير الطبري أبو جعفر
(الجزء / الصفحة 676)
فلما خرج محمد بن أبي بكر وعرفوا انكساره ثار قتيرة وسودان بن حمران السكونيان والغافقي فضربه الغافقي بحديدة معه وضرب المصحف برجله فاستدار المصحف فاستقر بين يديه وسالت عليه الدماء وجاء سودان بن حمران ليضربه فانكبت عليه نائلة ابنة الفرافصة واتقت السيف بيدها فتعمدها ونفح أصابعها فأطن أصابع يدها وولت فغمز أوراكها وقال إنها لكبيرة العجيزة وضرب عثمان فقتله ودخل غلمة لعثمان مع القوم لينصروه وقد كان عثمان أعتق من كف منهم فلما رأوا سودان قد ضربه أهوى له بعضهم فضرب عنقه فقتله ووثب قتيرة على الغلام فقتله وانتهبوا ما في البيت وأخرجوا من فيه ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فقتله ودار القوم فأخذوا ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء وأخذ رجل ملاءة نائلة والرجل يدعى كلثوم بن تجيب فتنحت نائلة فقال ويح أمك من عجيزة ما أتمك وبصر به غلام لعثمان فقتله ..)
صحيح ابن حبان الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها -الجزء 15 الصفحة 357
6919 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي و أحمد بن المقدام قالا : حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي حدثنا أبو نضرة : عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال : سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فلما سمعوا به أقبلوا نحوه الى المكان الذي هو فيه فقالوا له : ادع المصحف فدعا بالمصحف فقالوا له : افتح السابعة قال : وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأها حتى أتى على هذه الآية : { قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون } قالوا له : قف أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك به أم على الله تفتري ؟ فقال : أمضه نزلت في كذا وكذا وأما الحمى لإبل الصدقة فلما ولدت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في إبل الصدقة أمضه قالوا : فجعلوا يأخذونه بآية آية فيقول : أمضه نزلت في كذا وكذا
فقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : ميثاقك قال : فكتبوا عليه شرطا فأخذ عليهم أن لايشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم وقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء قال : لا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال : فرضوا وأقبلوا الى المدينة راضين
قال : فقام فخطب فقال : ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال : فغضب الناس وقالوا : هذا مكر بني أمية قال : ثم رجع المصريون فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم قالوا : ما لك إن لك الأمان ما شأنك ؟ قال : أنا رسول أمير المؤمنين الى عامله بمصر قال : ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه الى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا فقالوا : ألم تر الى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا وإن الله قد أحل دمه قم معنا إليه قال : والله لا أقوم معكم قالوا : فلم كتبت إلينا ؟ قال : والله ما كتبت إليكم كتابا قط فنظر بعضهم الى بعض ثم قال بعضهم الى بعض : ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون
فانطلق علي فخرج من المدينة الى قرية وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا : كتبت بكذا وكذا فقال : إنما هما اثنتان : أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني بالله الذي لا إله إلا الله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم فقالوا : والله أحل الله دمك ونقضوا العهد والميثاق فحاصروه
فأشرف عليهم ذات يوم فقال : السلام عليكم فما أسمع أحدا من الناس رد عليه السلام إلا أن يرد رجل في نفسه فقال : أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين ؟ قيل : نعم قال : فعلام تمنعوني ان أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ؟ ! أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد ؟ قيل : نعم قال : فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي ؟ أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه و سلم يذكر كذا وكذا ؟ أشياء في شأنه عددها
قال : ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ منهم الموعظة وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في اول ما يسمعونه فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم فقال لامرأته : افتحي الباب ووضع المصحف بين يديه وذلك أنه رأى من الليل أن نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول له : ( أفطر عندنا الليلة ) فدخل عليه رجل فقال : بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر فقال : بيني وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه قال : فأهوى له بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أقطعها ولم يبنها أم أبانها ؟ قال عثمان : أما والله إنها لأول كف خطت المفصل - وفي غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجيبي فضربه مشقصا فنضح الدم على هذه الآية : { فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } قال : وإنها في المصحف ما حكت قال : وأخذت بنت الفرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها ووضعته في حجرها وذلك قبل أن يقتل فلما قتل تفاجت عليه قال بعضهم : قاتلها الله ما أعظم عجيزتها فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا
ذكر مغفرة الله جل وعلا لعثمان بن عفان رضي الله عنه بتسبيله رومة
~~~~~~~~~~~~~
عائشة أترك البخاري يتكلم عن طامتها ...
صحيح البخاري كتاب الغسل » باب الغسل بالصاع ونحوه
- حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثني عبد الصمد قال حدثني شعبة قال حدثني أبو بكر بن حفص قال سمعت أبا سلمة يقول دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبي (ص) فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب ، قال أبو عبد الله قال يزيد بن هارون وبهز والجدي عن شعبة قدر صاع .
و نقول :
1 - ألم يكون هناك رجال من الصحابة يعلمونهم الغسل غير عائشة ..؟
2 - ما فائدة الحجاب إذا كانوا لن يرون طريقة الغسل ..؟؟
3 - يقول العسقلاني في فتح الباري -
قوله : ( وبيننا وبينها حجاب ) قال القاضي عياض : ظاهره أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل نظره للمحرم ; لأنها خالة أبي سلمة من الرضاع أرضعته أختها أم كلثوم وإنما سترت أسافل بدنها مما لا يحل للمحرم النظر إليه قال : وإلا لم يكن لاغتسالها بحضرتهما معنى . وفي فعل عائشة دلالة على استحباب التعليم بالفعل ; لأنه أوقع في النفس ولما كان السؤال محتملا للكيفية والكمية ثبت لهما ما يدل على الأمرين معا : أما الكيفية فبالاقتصار على إفاضة الماء وأما الكمية فبالاكتفاء بالصاع .
4 - هل كانوا الصحابة أنجاس طوال حياة رسول الله حتى جاؤوا لعائشة لتعلمهم الغسل عملي ..؟؟!!
و لن أتكلم عن رضاع الكبير و مقولتهم بأن عائشة ترضع رجال و غلام فعلاً بنفسها و غيره ,,
أكتفي و أقول من أجل سلسلة المخازي التي تطفح بها كتبهم يبحثون عن أي مطعن بالزهراء روحي فداها ..
أرادوا الطعن بالزهراء فأظهروا الجهل المركب و ما نالهم غير الطعن بعائشة و نائلة ...
سلام الله عليك سيدتي و مولاتي يا زهراء ...