حرف واحد في كتاب الله أزعج سلاطين بني أمية كادت تحدث بسببه ثورة
بتاريخ : 30-12-2014 الساعة : 11:08 PM
اللهم صل على محمد و آله الاطهار
الصحابة العدول الذين هم نجوم تهتدي بهم الأمة اختلفوا على حرف واحد و كادت تحدث ثورة
وقد كان بعض الصحابة يقول : هي عامة في كل كنز غير أنها خاصة في أهل الكتاب ، وإياهم عنى الله بها .
ذكر من قال ذلك :
16671 - حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا حصين ، عن زيد بن وهب قال : مررت بالربذة ، فلقيت أبا ذر ، فقلت : يا أبا ذر ، ما أنزلك هذه البلاد؟ قال : كنت بالشأم ، فقرأت هذه الآية : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ) ، الآية ، فقال معاوية : ليست هذه الآية فينا ، إنما هذه الآية في أهل الكتاب! قال : فقلت : إنها لفينا وفيهم! قال : فارتفع في ذلك بيني وبينه القول ، فكتب إلى عثمان يشكوني ، فكتب إلي عثمان أن أقبل إلي ! قال : فأقبلت ، فلما قدمت المدينة ركبني الناس كأنهم لم يروني قبل يومئذ ، فشكوت ذلك إلى عثمان ، فقال لي : تنح قريبا . قلت : والله لن أدع ما كنت أقول!
16672 - حدثنا أبو كريب وأبو السائب وابن وكيع قالوا ، حدثنا ابن إدريس قال : حدثنا حصين ، عن زيد بن وهب قال : مررنا بالربذة ، ثم ذكر عن أبي ذر نحوه . [ ص: 228 ]
16673 - حدثني أبو السائب قال : حدثنا ابن إدريس ، عن أشعث وهشام ، عن أبي بشر قال : قال أبو ذر : خرجت إلى الشأم ، فقرأت هذه الآية : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) ، فقال معاوية : إنما هي في أهل الكتاب! قال فقلت : إنها لفينا وفيهم .
16674 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا حصين ، عن زيد بن وهب قال :
مررت بالربذة ، فإذا أنا بأبي ذر قال قلت له : ما أنزلك منزلك هذا؟ قال : كنت بالشأم ، فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) ، قال : فقال : نزلت في أهل الكتاب ، فقلت : نزلت فينا وفيهم ثم ذكر نحو حديث هشيم ، عن حصين .
تفسير الطبري
أسند أبو حاتم إلى علباء بن أحمد أنه قال
لما أمر عثمان بكتب المصحف أراد أن ينقص الواو في قوله ^ والذين يكنزون ^ فأبى ذلك أبي بن كعب وقال لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي فألحقها . # قال القاضي أبو محمد وعلى إرادة عثمان يجري قول معاوية إن الآية في أهل الكتاب وخالفه أبو ذر فقال بل هي فينا فشكاه إلى عثمان فاستدعاه من الشام ثم خرج إلى الربذة
المحرر الوجيز
يقول الشيخ حسن فرحان المالكي و هو يختصر حال الأمة
لكن لأن حكام المسلمين تجار من القرن الأول إلى اليوم في الجملة، ومعظم فقهاء المسلمين مستفيدون من السلطات أو متأثرون بهم من القرن الأول إلى اليوم أيضاً، فقد هجروا مذهب أبي ذر وذموا مذهبه مع أنه منطوق الآية، ولجؤوا لمذهب واحد من الطلقاء خصص الآية بلا حجة مقنعة، لأن معظم السلاطين والفقهاء كانوا تجاراً، ففضلوا كنز الأموال وترحيل الآيات المانعة من ذلك إلى أهل الكتاب، وهذا العذر قد يصلح في الدنيا للمجاملة، ولكن ماذا سيكون جوابهم يوم القيامة؟! ولا سيما أن زيادة (الواو) ليس عبثاً، أعني في قوله (والذين يكنزون) فهؤلاء معطوفون على فئة الأحبار والرهبان، ولو كان المراد أهل الكتاب لما كان هناك داعٍ لوجود الواو، ولذلك حاولت السلطة أن تحذف (الواو) بإيعاز من أمراء السوء الذين كانوا يصرون على ترحيل الآية لقوم آخرين، أما نحن فلنكنز كما نشاء!
ولولا عناية الله أولاً، وتهديد الصحابي الكبير سيد القراء أبي بن كعب الأنصاري بالثورة المسلحة لربما وقع هذا التحريف (حذف الواو)، ففي المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز- (ج 3 / ص 247) قال: وأسند أبو حاتم إلى علباء بن أحمر أنه قال: لما أمر عثمان بكتب المصحف أراد أن ينقص الواو في قوله }والذين يكنزون{ فأبى ذلك أبي بن كعب وقال لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي فألحقها. اهـ.