في سنة 10 هـ كتب رسول الله ص الى نصارى نجران أن يسلموا ويعبدوا الله أو يعطوا لجزية ويبقوا على دينهم أو يستعدوا للقتال
تشاور نصارى نجران في كنيستهم الكبرى في عدة منهم مثل : سيّــد وهو من كبرائهم وعاقـِــب هو اسقف نجران اعلنوا مخالفتهم للتسليم للرسول الاكرم ... وعدة اخرى مثل ابي حارثة اسقف نجران الاعظم وعمره 120 سنه وهو مسلم في الباطن .. وافقو على مراد رسول اللله ص وبعد يومين من التشاور قررو قراءة كتاب " الجامعة " الذي فيه صفات النبي ص الذي يلي عيسى عليه السلام وكتاب صحيفة النبي شيث عليه السلام .. وفي جمع من النصارى ومبعوثي الرسول ص قـُـرأت فصول من الجامعة وإذعاناً لما ورد فيها قرووا ان يبعثوا 70 منهم سـيّـد وعاقِــب وابو حارثة الى المدينة للتحقيق في الامر .
وعرض عليهم الرسول ص البراهين والادلة فأبوا قبولها وأحالوا الحسم الى المباهلة ونزل جبرئيل عليه السلام بالآية المباركة (( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ .... )
وعندما استقر الرأي على المباهلة رجع سـيّــد وعاقـِــب الى مخيمهم خارج المدينة وراحوا يتشاورون وقال بعض علمائهم : ( إذا جاءكم محمد ص غداً بجمع كثير للمباهلة فلا تخشوه فهذا اسلوب الملوك وأذا جاءكم بخاصة اهله فهذا عمل الانبياء وعند ارتفاع الشمس في اليوم اللاحق اخذ الرسول ص بيد امير المؤمنين عليه السلام وخرج من الحجرة وبعث الحسنان عليهما السلام أمامه واقتفتهم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام حتى اذا وصلو الى مابين شجرتين عـُينتا من قبل ونـُـظف ماتحتهما بأمره وجعل على الشجرة عباءة سوداء ظلاً لهم وجاء مسلمو المدينة ايضاً وجاء النجرانيون بأولادهم وارسل الرسول ص الى سيد وعاقب بأستعداده وجاء الاسقف وسأل الرسول ص بمن تباهلنا ؟؟ قال الرسول ص بخير اهل الارض واطيب العالمين عند الله فقد أُمرت ان اجيء بهؤلاء واشار الى اهل البيت عليهم السلام .
فلما وقع نظر سيّد وعاقب على النبي واهله عليهم السلام استوحشوا واصفرت وجوههم وأغتنم ابو حارثة الذي كان يحب الاسلام الفرصة وتقدم اليهما واخذ بأيديهما ونصح لهما واطلعهما على عواقب المباهلة وقال لهما : لقد قرأتم صفاته وصفات اهل بيته عليهم السلام في الكتب هذا هو محمد النبي ص الا ترون الى السحاب الاسود وتحول الشمس وانحناء افنان الشجر واصوات الطير واسوداد الاطراف وآثار الزلزال الظاهر في الجبل ؟ وهؤلاء العظماء منتظرون ان يرفعو ايديهم بالدعاء علينا واقسم بالله لو دعوا لايبقى لنا من أثر فلنذهب ولنصالحه وارسلوه فأسلم وقال لقد ندم أهل نجران .. وقال النبي ص أيسلمون ؟ قال ابو حارثة لايقبلون ... قال النبي ألا يقاتلون ؟ قال لاطاقة بهم . وهم مستعدون ان يدفعوا الجزية فقال النبي ص لأمير المؤمنين بين لهم شروط الذمة ومقدارها وبعد تعيين الجزية وشروطها جلبهم امير المؤمنين عليه السلام الى النبي ص فقال ص : والذي نفسي بيده ان الهلاك قد تدلى على نجران ولو لاعنو لمسخوا قردة وخنازير ولأضطرم الوادي عليهم ناراً ولأستأصل الله نجران واهلها حتى الطير على الشجر ولما حال الحــول على النصارى كلهم حتى يـُهلكو .