إن ظاهرة الخجل ظاهرة طبيعية تبرز في فترات محددة من العمر وتبعاً لظروف خاصة في حياة الشخص.
إن من خصائص النمو الاجتماعي أن يمر الأطفال عموماً بفترة الإحساس بالخجل، ويحس المراهق بالخجل بسبب بعض المشاعر التي يتعرض لها، والتي يمكن ربطها بالتغيرات الجسمانية التي تسبق فترة البلوغ والنضج نتيجة نشاط الغدد الصماء، مما يكون له أثر كبير في زيادة الحساسية والخجل عند الشباب والمراهق بوجه خاص. ويتم التخلص من ذلك بالتفاعل مع الآخرين اجتماعياً، أما إذا استمر الخجل كوسيلة للهروب من مستلزمات الحياة الاجتماعية فإنه يتحول عندئذ إلي عادة قد تتطور إلي مشاعر مرضية كالشعور بالاضطهاد أو العزلة. ويختلف المراهقون في مدى حساسيتهم ولكن الخجل الزائد والانطواء علي الذات يكثفان من الشعور بالفشل خصوصاً إذا ما واجهتهم بعض التعثرات في بداية حياتهم العملية.
والذي يخفف من حدة ذلك إدراكهم أن سائر الناس يتعرضون عادة لهذه الحساسية في بعض المواقف في حياتهم، ولكن إذا ازدادت وأخذت أشكال الانطواء والعزلة، والابتعاد عن الحياة الاجتماعية فإنهم حينئذ يحتاجون إلي أخصائي نفسي ليساعدهم علي مواجهة الخجل الذي أصبح مشكلة لديهم.
* مواجهة الخجل:
- أن يواجه الشخص الموقف نفسه فلا يركز تفكيره علي ذاته.
- أن يكون أكثر إيماناً وثقة بشخصيته وأهدافه وأنشطته التي يقوم بها.
- أن يحرص علي النجاح مع إتقانه وإجادته له حتى يكسب احترام الآخرين وإعجابهم.
- أن يحاول البحث عن أسباب شعوره بالنقص الملازم لخجله.
- ألا يركز تفكيره على الآخرين فقط.
- أن يكون كثير الحركة ونشطاً في مواجهة المواقف دون تردد أو تحير أو ارتباك.
- أن يوحي لنفسه دوماً بأنه إنسان طبيعي في مشاعره وأحاسيسه كالآخرين، ويدرك أن الخجل والشعور بالذات أمر طبيعي.
- أن يحاول استخدام كافة السبل لاكتساب خبرات سلوكية اجتماعية متنوعة وفقاً لمن يتعامل معهم مما يدعم ثقته بنفسه.
- أن يعطي ثقته للآخرين، فيتبادل معهم مشاعر التعاطف والود.
ويتطلع الشخص دائماً منذ طفولته ومروراً بمراحل عمره المختلفة، فيما يتعلق بعلاقاته مع الآخرين، إلى التوافق مع المجموعة التي ينتمي إليها، ويتسم هذا التوافق في البداية بالصراحة التامة والإخلاص، ثم تقل الرغبة فى الاندماج مع المجموعة ومسايرة أفرادها مع تطور الوعي الاجتماعي والنضج العقلي.
وهناك بعض التوجيهات النفسية التي تساعد أي فرد علي فهم نفسه والآخرين بشكل أفضل:
- ضرورة المواءمة بين ما يكون الشخص عليه وبين ما يأمل أن يصل إليه في المستقبل.
- الاشتراك في تصميم خطط حياته ووضع الأسس الملائمة لها.
- اكتساب الأصدقاء وتنمية الصداقة وتفهم معطياتها.
- التعبير عن المشاعر نحو الآخرين، وتعلم كيفية قبول مشاعرهم تجاهه.
- تقدير الآخرين وتقبلهم.
- فهم الشخص لنفسه.
- تفهم المسئوليات تجاه الآخرين.
- الإحساس بالاستقلالية.
- المقدرة علي مواجهة الواقع.
- التحرر من الإحساس بالإثم والخوف.
- القدرة الذاتية علي مواجهة مواقف الحياة.
- اكتساب المفاهيم الجديدة والاتجاهات المرغوبة في ميادين العمل والدراسة.
- الترويح عن النفس فهو يمنح الشخص المتعة والإشباع والنشاط البدني، والتنفيس عن المشاعر العدائية والحصول علي خبرات ومعلومات جديدة.
إن إحراز المزيد من النجاحات في العمل، التحصيل الدراسي، الاتصال الاجتماعي الإيجابي بالأفراد والمجموعات، خدمة أفراد المجتمع، تدعيم القيم الأخلاقية، مع توفير فرص الابتكار والإبداع هي نتائج إيجابية ملموسة ضد الخجل والخوف من التعامل مع الآخرين.