قلوباً تجمدت الدماء فى عروقها
عيونا جفت الدموع فى جفونها
أفواها حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها
هذا الذى جفانى
قال الجفاء و انت يا صفاءُ
ما الذى صفاكَ ؟
رد الصفاء و قال:
قلوبا طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها
عيوناً تعاهدت لا تنظرإلا إلى ما يُرضي ربها
ألسناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها
هذا الذى صفانى
، ، ،
اية فى كتاب ربى تدبرتها يوماً
بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{{أوَلمْ يَرَواْ إلى الطّيرِ فَوْقَهُم صَافَّاتٍ وَيَقبِضْنَ مَايمُسِكُهٌنَّ إّلا الرَّحمَْنُ إنَّهُ بِكُلّ شَيئِ بَصير}} (19) الملك
فتعجبت و قلت فى نفسى ، كأن الله عز و جل اراد لنا ان نتدبر فى مخلوقاته حتى و ان كانت غير عاقلة
لناخذ منها العبر و العظات
و اذا بى انظر الى غصن شجرة فرأيت عصفوراً ضرب لى اروع المعانى فى حياة سامية
قصدها و بحث عنها الاولون و الاخرون العالمون و العابدون بحث عنها الكبير و الصغير
حياة تملؤها السكينة و الاطمئنان و حُسن التوكل على الرحمن
ما هو إلا عصفور على غصن شجرة !!
رأيته يوماً غاية امانيه حفنة ريش تؤيه و حبة قمح تُرضيه و قطرة ماء ترويه
يا الله مابسط متطلباته
، ، ،
لا أدرى لما تعكرصفو حياتُنا ؟
أعجزنا أن نكون مثل هذا العصفور !!
فلنقف قليلا و لندع ما مضى
و لتصفوا حياتنا
كصفاء السماء
بعيداً عن زحمة الغيوم و عبث السحاب
لتصفوا حياتُنا
كصفاء الهواء
على فطرته كما هو فى البيداء
لتصفوا حياتُنا
كضى النجوم
فى الليلة الظلماء الكلحاء
لتصفوا حياتُنا
كنقاء الزمان
بعيدا عن جرح السنين و غدر الايام
فلتصفوا حياتُنا
هو أمل فى حياه تملؤها السعادة
أركانُها
حب وعطف ، صدق و وفاء
مظلتُها
القناعة و الرضى
، ، ،
لنجعلها حياة سعيدة
أجالا قدرت لنا و اعماراً كُتبت علينا
سنحياها بساعاتها و ايامها و سنينها
و لنا حق الاختيار
ان نحيا فى سعادة او نحيا فى غير ذلك
و لنغذى ارواحنا على وجبة الإيمان و التى هى مكوناتها
حبتان من تقوى القلوب ، حبتان من حسن التوكل على الله و حبتان من مرقة التواضع
ثم نضف على كل ذلك ماء التوبة و الندم
فيا ليت قناعتنا كقناعة هذا العصفور
عصفور على غصن شجرة !!
احسن الزرع
فتجني خير الحصاد
ازرع الرضى
فتجنى السعادة و الصفاء
وبذلك تصفو حياتك