ذكركم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور.
الشرح:
الذكر :هو كل قدرة لفظية تعتني بالاعتناء بالمغيب الفعلي او المغيب الحقيقي عن الوجود الحاظر وكل ذكر يعتني بمادة الحفظ الوجودية للمذكور ففي قوله تعالى (ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) يوجه بقاء هذا الذكر بقدرة حفظه وهي ايضا في لغة العرب بمعنى الحفظ وذلك اذا ذكرك ذاكر اي بمعنى حفظك من النسيان.
وضمن هذه المقدمة ,سنتطرق للموضوع
ان الذاكرين :هم ادواة الحفظ الوجودي الورع لكل ما يكون منسيا عند الناس والذي تناساه الناس هي المعلومات الحقيقية ومبادئ معرفة الله سبحانه وتعالى (أول الدين معرفته )وهؤلاء الذاكرين هم القلة القليلة من الموجودات (ثلة من الاولين وقليل من الاخرين)
والذاكرين هم افاضل الشيعة من الانبياء والمرسلينإلى طلاب الحق من العلماء ,,عند آل محمد عليهم الصلاة والسلام (وان من شيعته لابراهيم)وهم يمتازون بأن محمدا واله فيهم بمعنى الذكر الحاضر وهم يعلمون بأن ذكرهم يعني ذكر الله سبحانه
ولهم طبقات من المعرفة على حسب مقدار فهمهم للذكر ويتمثل وجود ذكر الائمة في نفوسهم بنور الله في هذه القلوب (بنا بدأ الله وبنا يختم ...........ونحن نور الله )
فيكون معنى الذكر هم ويكون معنى الذاكرين المقربين لهم ويكون معنى ذكرهم في الذاكرين بعض حقائق نورهم متجلية في قلوب هؤلاء الذاكرين
وأسماؤكم في الاسماء
الجواب :ان معني الاسم لغويا هو السمة ويقال سمة الشئ اي علامته والاسم غير المسمى ولكنه دال عليه
وبما أن جميع الاسماء لاتحمل معنى المسمى احتجنا الى قانون يفرق هذا الحال من اجل ان لاينطبق على الكل
ووجدنا ان الاسماء الوحيدة في الوجود المنطبقة على المسمى هم محمدا وآله عليهم الصلاة والسلام
فمحمد بمعنى الرجوع الكلي الى الله
وعلي بمعنى العلو الذاتي عن جميع المخلوقات
وهكذا من اسمأئهم عليهم السلام وبما أنهم الوحيدين ممن لديهم هذه الصفة فيجب ان تكون اسمائهم معرفة لكل الاسماء وتكون دالة ذاتيه على وجود أولي قد نشئت منه كافة الاسماء
_التفت هنا_
وقوله تعالى (وعلم ادم الاسماء كلها ) دلالة على نور محمدا واله عليهم السلام الموجود في صلب ادم قد سمح لادم بهذه المعرفة ولم يسمح للملائكة بمثلها في قوله تعالى (ءأستكبرت أم كنت من العالين )دلالة اخرى على ان محمد وآله العالين تنطبق عليهم اسمائهم انطباقا وجوديا
نعم لقد قلنا ان غيرهم لاتنطبق عليهم اسماؤهم ونأخذ مثلا اسم (دليل)فهو اسم على غير مسمى صحيح قد اطلقناه للتمييز فقط عن غيره من بني البشر ولكي نعرف المدعو (دليل) نحتاج الى معرف اصلي وهم الائمة لكي تدخل هذه الاسماء في معانيها
وعلى القارئإن يعرف خطورة اسماء الائمة ويحافظ عليها
السؤال الثالث:وأجسادكم في الاجساد
السؤال الرابع :وارواحكم في الارواح
الجواب :ان مبدأ الاجساد مبدأ خلقي فكل
جسد يرتبط بألخلقوالخلق هي اعادة وجود الشئ من وجود قبله فمثلا جسد ادم عليه السلام من تراب وجسد الملائكة من نوروجسد الجن من نار
والجسد هو مادة تعامل الروح مع العالم الذي تتعايش فيه
ويكون هذا الجسد مركبا ومحتاجا وله حجم وقوة وحدود وغيرها
وبما ان هذه الاجساد مخلوقة من مادة سابقة (التراب وغيره ) اذا نفس المادة السابقة مخلوقة من مادة قبلها وهكذا الى ان تصل الى النور الاول (محمدا واله)عليهم الصلاة والسلام
فكل ذرة جسد في الوجود فيها (مادة الحياة )التي تجعلها بأذن الله قابلة للحياة والا لفنت جميع المخلوقات
ومادة الحياة هذه هي النور الاول كما اشرنا
بل ان المخلوقات تحتاج الى اذن البقاء في كل لحظة من الله سبحانه فان فعل الله لها ذلك والا اعدمت (وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر)واذن البقاء هذا يتمثل بأبسط الجسيمات في الجسم البشري وقدرة ابقائها في حالة توازن والا تبعثرت هذه الجزيئات وانفجرت كما يؤكد العلم الحديث
ارواحكم في الارواح :ان الارواح من أمر الله (قل الروح من أمر ربي )
وامر الله هو كن فيكون والكينونة الامرية هي بنفسها النور الاول فكل الارواح من الكن والكن هو النور الاول والنورالاول من نور الله
السؤال الخامس:وأنفسكم في النفوس
الجواب :يقال نفس الشئ اي ذاته
وهو معنى يراد منه ان نفوس المخلوقات تشترك بصفة ابناء جنسها فنفوس البشر ابناء جنس البشر ونفوس الملائكة ابناء جنس الملائكةوهكذا
فأن قلنا أن هذه النفوس تستغلب على طبع بني جنسها من الطباع احتجنا الى الترقي عن ابناء الجنس الطبعي بألنوع الأول
حصل حين يكون نفس النبي صلى الله عليه واله حاضرا في النفوس للتأثير فيها,(وأنفسنا وانفسكم)
وتكون طبع تلك النفس غالب على طبع النفس الموجودة من بني البشر وغيرهم
والاكان هذا الطبع الامامي (الفطرة)غير عاملا بألنفس فتتحول النفس الى شيطان
وخلاصة الكلام :ان الانفس الاماميةحاضرة وجودا ومعنى من خلال نقطتين
الاولى :ان نفوس المخلوقات مخلوقه من النور الاول فتكون جزيئات هذه الانفس من ذلك النور
الثانية:ان الانفس النورانية متواجدة في الانفس المخلوقة من خلال الفطرة لتدلها بأستمرار على الله سبحانه
السؤال السادس:وأثاركم في الاثار
السؤال السابع:وقبوركم في القبور
الجواب :يقال اثر الشئ اي الامر الدال عليه
وكل دلالة تحتاج الى معرف الاثر للتمييز بينه وبين الاثأر الاخرى اذا كل موجود له هوية تميزه عن غيره وهذه الهوية تسمى الاثر وهذا الاثر يحتاج الى من يعرفه فيميز فلان عن فلان ولولا ان أثار آل محمدا عليهم السلام في اثار الوجود لما عرف احدا بنفسه قط
ويمكن مراجعة شرح واسماؤكم في الاسماء.لتبيان المعنى اكثر
ان القبر هو مساحة الارض التي تحتوي الجسد وهو بوابة نحو الانفصال الروحي الجسدي
ويمكن تعريفه بوابة الحساب الارضية
اذا كل حساب يحتاج الى شهيد على الاعمال
وهذا الشاهد على الاعمال يجب ان يكون قبره في قبر جميع المخلوقات !!
قوله تعالى (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)
فان كان النبي صلى الله عليه واله حاضرا مع الموتى في قبورهم
فهذا الحضور حضور شاهد ويتليه حظور نعيم او عذاب
وحظور الشاهد يستلزم حظور المعنى المراد من النفس البشرية عند دخولها الى قبرها وهذا المعنى يتجلى بمقدار مافعله الانسان ايام عمره من حالة مادية _ماقام به الجسد_ويستلزم ان تون الارض كلها ارض النبي وآله