بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
هناك حديث نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، صغير العبارة، كبير المحتوى والمعنى؛ فلقد روي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: ((نوم مع علم خير من صلاة مع جهل))
إنّ الهدف من خلق الإنسان هو العبادة؛ يقول الله تعالى: ((وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاّ ليعبدونِ)) .
والصلاة رأس كلّ العبادات وأهمها، بل هي العبادة التي ((إن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدّت ردّ ما سواها)) من الطاعات والعبادات، كما في الحديث الشريف
ومع ذلك نرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((نوم مع علم خير من صلاة مع جهل))! فكيف يكون ذلك؟
فيا أيها الأخوة! مادام المؤمن باذلاً عمره في سبيل الله سبحانه وتعالى.. يعطي وقته وساعاته ودقائق حياته في طاعة الله مصلياً أو صائماً أو حاجاً أو معتكفاً أو قارئاً للقرآن... فليخصّص الحظّ الأوفر للعلم، وأعني به العلم بأصول الدين وأحكام الإسلام وأخلاقه وآدابه.
أنا وأنتم سنكون غدا ـ واليوم ـ في معرض هذه الأمور والحالات. فلنهتمّ بمسألة العلم أكثر.
إنّ عندكم الاهتمام بالعلم بحمد الله، ولكن ليزدد اهتمامكم، واعلموا أنّ العلم يعني أصول الدين وأحكام الإسلام وأخلاقه وآدابه وهداية الضلاّل.
فإنّ الزمان قليل حقّاً لو لاحظنا هذه الأمور. فلو أنّ أحدنا يعمّر مئة سنة فهي قليل تجاه ما يجب عليه. فكيف وأعمارنا أقصر من ذلك؟!
غاية خلق الانسان المستحصلة من قوله تعالى: وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون.
يقول فيها اهل العلم من المحققين انها ليست الغاية التامة النهائية لخلق الانسان
لان العبادة بذاتها هي ليست هدف للوصول اليه رغم اهميتها الجوهرية في حركة تكامل الانسان
بل ان وراء تحقق العبادة هو وجود جوهرة يراد للانسان ان يتناولها وهي تحقق الكمالات في ذاته
ولعل قوله تعالى: واعبد ربك حتى ياتيك اليقين. وان فسر اليقين بالموة. الا ان الموت يتحقق فيه الانكشاف على عالم الحقائق ومرتبة عمل كل عامل.
بل ان القران والروايات تحث الانسان على الوصول والارتقاء في مراتب العلم واليقين كما في قوله تعالى: افلا ينظرون في ملكوت السموات والارض
وكذالك الحديث النبوي الشريف: موتوا قبل ان تموتوا.
اي تريد من العبادة ان تحقق للانسان اليقين. فاذا تحقق اليقين له في العلوم والمعارف الحقّه. اصبحت كمال لذاته. او جزء من ذاته. او تربطه بالكمال اللامتناهي . ( علم اليقين. وعين ايقين. وحق اليقين. وبرد اليقين الذي يوصفّه العرفانيوون من مختصات الرسول الخاتم فقط)
الخلاصة: يمكن القول غاية خلق الانسان متعلقها تحقق الكمالات الالهية في ذاته وكلا بحسبه في طور التكامل والرجوع
ومركبه في هذه الرحلة الدين الحق. اي العلم الحق. اي العلوم الحقة التي تبقى في وجود الانسان وتظهر كملكات له وتترسخ كحقائق ثابته في وجوده
ومن هنا يظهر دور واهمية ما يطلق عليه من اصول الدين والاعتقاد بها
وكذالك يظهر اهمية الحديث: بعثت لأتمم مكارم الاخلاق. هذه الاخلاق الذي بعث الخاتم ص ليتممها هي مظاهر اسماء وصفات الله التي يحب الله عبده ان يتمثل بها لينال اعلى درجات كماله
اذا فهمنا هذا. فسوف ينفتح طريق جديد لفهم الجنة ومراتبها في الاخرة .
وهل هي حدائق وقصور وحور عين ونعيم يعطى للانسان مقابل عمل. ام هي نفس العمل الذي اكتسبه الانسان ويظهر له بحقيقة مناسبة يوم القيامة ودرجات خلوصه ومرتبته بنفس درجة اخلاص العمل وتحققه بالذات