|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 10:41 PM
الرواية الرابعة:
زواج واحدة من نساء النبي من أحد الأصحاب.
جاء في تفسير علي بن إبراهيم:
قال علي بن إبراهيم في قوله (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً) ثم ضرب الله فيهما [أي حفصة وعائشة] مثلا فقال: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما» فقال: والله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق وكان فلان [يعني: طلحة] يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان [يعني: طلحة].
القمي، أبو الحسن علي بن إبراهيم (المتوفى310هـ) تفسير القمي، ج2، ص 377، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: السيد طيب الموسوي الجزائري، الناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر ـ قم، الطبعة: الثالثة، صفر 1404.
نقد وتحليل الرواية:
اولاً:
اختلف علماء الشيعة في أن التفسير الموجود هل هو نفسه تفسير علي بن إبراهيم أو هو من تأليف تلميذه عباس من محمد بن قاسم الذي هو مجهول عند الرجاليين، وعليه فأصل صحة النقل عن علي بن إبراهيم فيها تشكيك.
كتب عبدالرحيم الرباني الشيرازي، محقق كتاب بحار الأنوار في ذيل هذه الرواية في البحار:
فيه شناعة شديدة، وغرابة عجيبة، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم بل نظن قريبا انه من زيادات غيره؛ لان التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره، بل فيه زيادات كثيرة من غيره، فعلى أيّ هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) مما ذكر، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها أميرالمؤمنين علي(عليه السلام).
المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج22، ص 241، الهامش رقم 3، تحقيق: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983م.
ثانياً:
ويتأتى من متن الكلام السابق، جملة «والله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة و ليقيمن الحد على فلانة...» أن هذه الجملة ليست من كلام أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام؛ بل هي منسوبة لعلي بن إبراهيم.
وبالبداهة فإن حتى لو فرضنا صحة نسبة التفسير بتمامه إلى علي بن إبراهيم فقوله لا يكون حجة لأحد إلاّ على نفسه.
ونحن نرى إن شأن وفضل علي بن إبراهيم أجل وأرفع من أن يقول مثل هذه الكلام العاري عن أي دليل ومستند.
قال العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه بهذا الخصوص:
بيان: المراد بفلان طلحة وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدل على أنه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلا ونقلا وعرفا وعادة وترك التعرض لأمثاله أولى.
المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج32، ص 107، تحقيق: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983 م.
وكلام العلامة المجلسي هذا إشارة للروايات الكثيرة الموجودة في مصادر العامة والتي تثبت أن طلحة كان يتمنى أن يتزوج من عائشة، حتى أنه ذكر ذلك مرات عديدة في حياة النبي، إلى أن تناهى كلامه إلى أسماع النبي صلى الله عليه وآله وسبب له الغصة والألم روحي له الفداء، فأنزل الله تعالى الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ).
وأعلن أن زواج نساء النبي من غيره حرام.
ونحن نشير لبعض تلك الوثائق في الأمر:
يقول مقاتل بن سليمان وهو من قدماء مفسري العامة، في شأن نزول الآية 53 سورة الأحزاب «وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيماً»:
فقال طلحة بن عبيد الله القرشي من بني تيم بن مرة: ينهانا محمد أن ندخل على بنات عمنا، يعني عائشة، رضي الله عنها، وهما من بني تيم بن مرة، ثم قال في نفسه: والله، لئن مات محمد وأنا حي لأتزوجن عائشة، فأنزل الله تعالى في قول طلحة بن عبيد الله «وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيماً» لأن الله جعل نساء النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين في الحرمة كأمهاتهم. فمن ثم عظم الله تزويجهن على المؤمنين.
الأزدي البلخي، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير (المتوفى150هـ)، تفسير مقاتل بن سليمان، ج3، ص 53، تحقيق: أحمد فريد، الناشر: دار الكتب العلمية ـ لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1424هـ ـ 2003م.
وقال أبومظفر السمعاني:
وقوله: «ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ» قال أهل التفسير: لما نزلت آية الحجاب ومنع الرجال من الدخول في بيوت النبي، قال رجل من الصحابة: ما بالنا نمنع من الدخول على بنات أعمامنا، والله لئن حدث أمر [يعني موت النبي] لأتزوجن عائشة، والأكثرون على أن القائل لهذا طلحة بن عبيد الله، وكان من رهط أبي بكر الصديق.
السمعاني، ابوالمظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار (المتوفى489هـ)، تفسير القرآن، ج4، ص 301، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، الناشر: دار الوطن ـ الرياض ـ السعودية، الطبعة: الأولى، 1418هـ ـ 1997م.
روى ابن أبوحاتم الرازي ثلاث روايات بهذا الخصوص في تفسيره:
17763 عن ابن عباس رضي الله، عنه في قوله: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله... قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده، قال سفيان: ذكروا أنها عائشة رضي الله، عنها.
17764 عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: إن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القران وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله.
17765 عن السدي رضي الله، عنه قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد، عن بنات عمنا، ويتزوج نسائنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده.
فنزلت هذه الآية.
إبن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (المتوفى327هـ)، تفسير ابن أبي حاتم، ج10، ص 3150، تحقيق: أسعد محمد الطيب، الناشر: المكتبة العصرية ـ صيدا.
وقال القرطبي المفسر الشهير عند العامة:
وقال القشيري أبو نصر عبد الرحمن: قال بن عباس قال رجل من سادات قريش من العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم على حراء في نفسه لو توفي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لتزوجت عائشة وهي بنت عمي قال مقاتل: هو طلحة بن عبيد الله...
وقال بن عطية: روي أنها نزلت بسبب أن بعض الصحابة قال: لو مات رسول الله (ص) لتزوجت عائشة فبلغ ذلك رسول الله (ص) فتأذى به هكذا كنى عنه بن عباس ببعض الصحابة وحكى مكي عن معمر أنه قال: هو طلحة بن عبيد الله.
الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج14، ص 228، الناشر: دار الشعب ـ القاهرة.
وصرح باقي علماء ومفسري العامة بذلك ونحن نكتفي بذكر كتبهم:
1 ـ الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى230هـ)، الطبقات الكبرى، ج8، ص 201، الناشر: دار صادر ـ بيروت؛
2 ـ البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفى279هـ)، أنساب الأشراف، ج3، ص 201؛
3 ـ السمرقندي، نصر بن محمد بن أحمد ابوالليث (المتوفى367 هـ)، تفسير السمرقندي المسمي بحر العلوم، ج3، ص 66، تحقيق: د. محمود مطرجي، الناشر: دار الفكر ـ بيروت؛
4 ـ البغوي، الحسين بن مسعود (المتوفى516هـ)، تفسير البغوي، ج3، ص 541، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت؛
5 ـ الأندلسي، ابومحمد عبد الحق بن غالب بن عطية (المتوفى546هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج4، ص 396، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية ـ لبنان، الطبعة: الاولى، 1413هـ ـ 1993م؛
6 ـ إبن العربي، ابوبكر محمد بن عبد الله (المتوفى543هـ)، أحكام القرآن، ج3، ص 617، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر ـ لبنان؛
7 ـ ابن الجوزي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفى 597 هـ)، زاد المسير في علم التفسير، ج6، ص 416، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1404هـ؛
8 ـ الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفى604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج25، ص 416، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ ـ 2000م؛
9 ـ الزيلعي، عبدالله بن يوسف ابومحمد الحنفي (المتوفى762هـ)، تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري، ج3، ص 128، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، الناشر: دار ابن خزيمة ـ الرياض، الطبعة: الأولى، 1414هـ؛
10 ـ العيني الغيتابي الحنفي، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد (المتوفى 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج19، ص 121، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت؛
11 ـ الأنصاري الشافعي، أبويحيى زكريا (المتوفى926هـ)، أسنى المطالب في شرح روض الطالب، ج3، ص 102، تحقيق: د. محمد محمد تامر، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1422 هـ ـ 2000
12 ـ أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال (المتوفى578هـ)، غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة، ج11، ص 711ـ712، تحقيق: د. عز الدين علي السيد , محمد كمال الدين عز الدين، الناشر: عالم الكتب ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ
وعلى أي حال ولو أن لطلحة مثل هذا التمني في قلبه، لكن رواية علي بن إبراهيم رضوان الله تعالى عليه لا تثبت زواجه من عائشة؛ لأن هذا الكلام غير واضح الصدور عن علي بن إبراهيم، وعليه فالرواية لا قيمة لها في الاستناد ولا تثبت شيئا على الشيعة.
التحليل النهائي للروايات:
وفقا لما تقدم نخلص إلى النتيجة التالية: إن جميع الروايات المتقدمة فيه إشكالات أساسية من ناحية السند ومن ناحية الدلالة، وعليه فهي لا يمكن لها أن تثبت شيئا.
ومن ناحية أخرى فهي تعارض الروايات صحيحة السند وإجماع الأمة الإسلامية.
والنتيجة النهائية: لا يوجد دليل معتبر على اتهام عائشة وسائر نساء النبي بالفحشاء.
|
|
|
|
|