في رد الشمس [لعلي عليه السلام ]بعد غروبها ببركة دعائه (
بتاريخ : 11-07-2008 الساعة : 06:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ..
حـديـث رد الشمس لامير المؤمنين عليه السلام في حياة رسول اللّه وبدعائه صلى اللّه عليه وآله وسـلـم قـد رواه جـمـاعة كثيرة من الصحابة , ورواه عنهم جم غفير من علماالمسلمين في طول القرون خلفهم عن سلفهم ,.
مـنهم ابو بشر محمد بن احمد الدولابي5 , المتوفى سنة (310) فانه رواه في الحديث (185) من كتابه الذرية الطاهرة الورقة 28 / ب قال :.
حـدثـني اسحاق بن يونس , حدثنا سويد بن سعيد ,عن المطلب بن زياد , عن ابراهيم بن حيان , عن عـبـداللّه بـن الحسن , عن [امه ] فاطمة بنت الحسين , عن [ابيها] الحسين [عليه السلام ], قال : كان راس رسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله ] وسلم في حجر علي وكان يوحى اليه , فلما سري عنه قال : يـا عـلي صليت العصر ؟ قال : لا قال : اللهم انك تعلم انه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس [قال :]فردها عليه فصلى وغابت الشمس .ورواه عنه العصامي في الحديث (56) من فضائل امير المؤمنين عليه السلام من كتابه سمط النجوم : ج 2 ص 487.
ورواه ايضا الخطيب البغدادي المتوفى سنة (463)في كتاب تلخيص المتشابه قال :.
حدثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري , حدثنا عمروبن حماد , حدثنا سويد بن سعيد , حدثنا المطلب بن زياد ,عن ابراهيم بن حيان :.
عـن عـبـداللّه بن الحسن , عن فاطمة الصغرى ابنة الحسين , عن الحسين بن علي قال : كان راس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في حجر علي وكان يوحى اليه ,فلما سري عنه قال : يا علي صـليت العصر ؟ قال : لا قال :اللهم انك تعلم انه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس , فردها [اللّه ] عليه فصلى علي وغابت الشمس .هكذا رواه السيوطي ـ نقلا عن الخطيب ـ في فضائل علي عليه السلام من كتاب اللالئ المصنوعة : ج 1 ص 174.
ثم قال السيوطي : واخرجه ابو بشر الدولابي في [كتاب ] الذرية الطاهرة .
اقول : وقد ذكرنا آنفا حديث الدولابي .
وهذا الحديث 6 رواه عدة من الصحابة , وافرده بالتاليف جم غفير من علما المسلمين , وزين جماعة من الحفاظ كتبهم بادراج الحديث وذكره فيها.
وذكـره شعرا المسلمين في طول القرون خلفهم عن سلفهم , وما ذكره كل واحد منهم بمنزلة خبر واحد ,والمشترك مما ذكروه بمنزلة حديث متواتر يعاضد الاخبارالمتواترة الواردة في المقام .
واما رواة الحديث من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فالذين وجدنا حديثهم تسعة7 :.
الاو ل مـنـهم الامام امير المؤمنين عليه السلام وحديثه رواه الحافظ الحسكاني وابو الحسن شاذان الفضلي , ويجدالباحث الحديث في آخر الاحاديث التي علقناها على الحديث (815) من ترجمة امير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 303 ط 2.
الـثاني هو الامام الحسين عليه السلام وحديثه تحت الرقم (158) من كتاب الذرية الطاهرة الورق 28 / ب وقدمرآنفا.
الـثالث هو جابر بن عبد اللّه الانصاري وحديثه في اواخر الفصل (19) من مناقب الخوارزمي ص 236 , ورواه ايـضـا شـاذان الـفضلي في الحديث الاخير من رسالته في ردالشمس والطبراني في الاوسط كما في تعليقي على تاريخ دمشق : ج 2 ص 301.
الـرابع هو ابو رافع مولى رسول اللّه صل ى اللّه عليه وآله وحديثه تحت الرقم (141) من مناقب ابن المغازلي ص 98.
الخامس هو ابو سعيد الخدري رفع اللّه مقامه وحديثه في رسالة رد الشمس للحافظ الحسكاني .
السادس هو ابو هريرة وحديثه في رسالة ابي الحسن شاذان الفضلي ورسالة الحافظ الحسكاني .
الـسابع هو انس بن مالك كما رواه عنه محمد بن سليمان المتوفى عام (322) في الحديث (1020) من مناقب امير المؤمنين عليه السلام : ج 2 ص 516 ط 1.
الـثامن هو عبداللّه بن العباس , وحديثه في المنقبة (75) من مائة منقبة لابن شاذان ص 143 وفي الحديث 72) من الفصل (19) من مناقب الخوارزمي ص 236.
الـتـاسـع هي الصحابية اسما بنت عميس رفع اللّه مقامها , ويصح عد حديثها متواترا بالمعنى لكثرة اسانيدهاومصادرها.وجميع من ذكرناهم من الصحابة هاهنا ذكرنا حديثه حرفيا من وجوه اكثر مما اشرنا اليه هاهنا في تـعـلـيـق الحديث (814 ـ 816) من ترجمة امير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 283 ـ 306 ط 2.
وقد صرح كثير من علما المسلمين بان كل حديث يروى عن مثل هذه العدة من الصحابة فهو متواتر.
وامـا الـذيـن افـردوا الحديث بالتاليف وكتبوا فيه رسائل مستقلة فهم ايضا جماعة من كبار الحفاظ المحققين واليك اسما من يحضرني الان :.
فـمـنهم الحافظ الشهير ابن مردويه على ما رواه عنه البياضي في كتاب الصراط المستقيم كما في عبقات الانوار :ج ص 33 ومناقب آل ابي طالب ج 1 ص 353.
ومـنـهـم الـحافظ الحسكاني عبيداللّه بن عبداللّه بن احمد الحذا كما في ترجمته من كتاب تذكرة الـحفاظ ,وكانت هذه الرسالة موجودة عند ابن تيمية وتلميذه ابن كثيرفلعبوا بها في كتابيهما منهاج السنة : ج 4 ص 188 , ط بولاق , والبداية والنهاية : ج 6 ص 87 ط بيروت .
ومـنـهـم ابـو الـفـتح محمد بن الحسـين الازدي الموصلي , قال الگنجي الشافعي ـ في الفصل الثاني بعد((الباب المائة )) من كتاب كفاية الطالب ص 239 ط الغري ـ :وقد شفى الصدور الامام الحافظ ابو الفتح محمد ابن الحسين الازدي الموصلي في جمع طرقه في كتاب مفرد.
واخـرج ابن حجر في ترجمة محمد بن الحسين هذامن كتاب لسان الميزان : ج 5 ص 139 , نقلا عـن تـاريـخ حـلـب انه قال : قدم [ابو الفتح محمد بن الحسين الازدي ] على سيف الدولة ابن حمدان فاهدى له كتابا في مناقب علي ـوقد وقفت عليه بخطه ـ وصحح رد الشمس على علي .
ومنهم ابو الحسن الفضلي .
ومنهم الحافظ السيوطي .
قـال الـشهاب الخفاجي في شرحه على كتاب الشفاالمسمى ب ((نسيم الرياض )) : ج 3 ص 11 : و [الحديث ] رواه الطبراني باسانيد مختلفة رجال اكثرها ثقات .
ثم قال الخفاجي : وهذا الحديث صححه المصنف واشار الى ان تعدد طرقه شاهد صدق على صحته , وقـدصـحـحـه قـبـله كثير من الائمة كالطحاوي , واخرجه ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه والطبراني في معجمه , وقال :انه حسن .
ثـم قـال : وقـد صـنـف السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها كشف اللبس عن حديث رد الشمس وقال :انه سبق بمثله لابي الحسن الفضلي واورد طرقه باسانيدكثيرة وصححه بما لا مزيد عليه .
نقول : امـا احـاديـث ابي الحسن الفضلي فاوردهاالسيوطي في فضائل علي عليه السلام من كتاب اللالئ المصنوعة عند الرد على ابن الجوزي في تضعيف حديث ردالشمس .
وام ا رسـالـة كـشـف الـلبس فشاهدتها في مكتبة النيل من القاهرة لما قدمناها في السنة (1397) واسـتنسخها ابني الشيخ جعفر المحمودي , وهي عندي , وقد نشرتها مع رسالة الصالحي في هامش كتاب جواهر المطالب , وننشرهماهاهنا قريبا فلاحظهما.هـذا مـا حـضـرنـي مـن اسما فاما الذين ادرجوا الحديث في تاليفهم فامم لا يحصون ,ونذكر ها هنا من ظفرنا به عفويا بلا فحص استقلالي :.
فـمـنـهم احمد بن محمد بن سلام ابو جعفر الطحاوي المتوفى سنة (321) فانه ذكر الحديث من طريقين في كتاب مشكل الاثار : ج 2 ص 8 وج 4 ص 388.
ومنهم احمد بن صالح المصري .
ومـنـهـم الـقـاضي عياض في كتاب الشفا , قال : اخرج الطحاوي الحديث عن اسما بنت عميس من طريقين .
ثم قال : قال الطحاوي : وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات .
وحكى الطحاوي ان احمد بن صالح كان يقول : لاينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث اسما لانه من علامات النبوة .
وممن روى الحديث هما الحافظان الكبيران ابو بكروعثمان ابنا ابي شيبة .
ومنهم الحافظ احمد بن عمرو بن الضحاك المعروف بابن ابي عاصم ـ المولود سنة (206) المتوفى سـنـة (287)كما في ترجمته من سير اعلام النبلا : ج 13 ص 431وتذكرة الحفاظ : ج 2 ص 641 ـ فانه روى الحديث في الباب (201) من كتاب السنة ص 584 ط 1.
ومـنـهـم الـحـافظ محمد بن سليمان الصنعاني المتوفى عام (322) فانه رواه باسانيد في الحديث (1027) وما بعده في عنوان ((باب ذكر رد الشمس )) من مناقبه : ج 2 ص 516.
ومنهم الحافظ الطبراني كما روى عنهم جميعاالسيوطي في اللالئ المصنوعة .
ومنهم العقيلي فانه اخرج الحديث في ترجمة عماربن مطر من ضعفائه الورق 163.
ومـنـهـم الحافظ محمد بن اسحاق بن خزيمة فانه روى الحديث في فضائل علي عليه السلام , كما رواه عنه العاصمي في كتاب زين الفتى الورق 505.
ومـنـهـم الحافظ العاصمي من اعلام القرن الرابع المولود عام (375) في عنوان : ((مشابهة علي لسليمان النبي عليهما السلام )) في الفصل 5 من كتاب زين الفتى ص 505من المخطوطة .
ومنهم الحاكم النيسابوري في ترجمة عبداللّه بن حامد من تاريخ نيسابور.
ومنهم البيهقي في كتاب دلائل النبوة كما في فتح الباري : ج 6 ص 168.
ومنهم ابو الخير احمد بن اسماعيل الطالقاني القزويني المتوفى (590) فانه روى الحديث في الباب (18)من كتابه ((الاربعون المنتقى )).
ومـنـهم عبد الكريم الرافعي ـ المولود سنة (555)المتوفى سنة (623) فانه روى الحديث في تـرجـمـة احمد ابن محمد بن زيد من كتاب التدوين من نسخة ((لاله لي )) برقم (2010) وفي ط بيروت : ج 2 ص 236.
ومنهم ابن حجر العسقلاني كما في فتح الباري : ج 6ص 168 , قال : ورواه الطحاوي والطبراني في الكبيروالبيهقي في الدلائل .
ومنهم الذهبي في ترجمة عمار بن مطر من ميزانه : ج2 ص 244 ط 2.
ومنهم ابن مندة وابن شاهين وابن مردويه .
قال السخاوي في كتاب المقاصد الحسنة ص 226 :ورواه ابن مندة وابن شاهين وابن مردويه .
ورواه ايضا السيوطي في كتاب الخصائص : ج 2 ص 82 عن ابن مندة وابن شاهين والطبراني .
ومنهم ابن المغازلي في الحديث (140) من مناقب علي عليه السلام ص 96.
ومنهم الثعلبي في كتابه قصص الانبيا ص 340.
ومنهم الگنجي الشافعي المتوفى عام (658) فانه روى الحديث في الفصل الاول بعد الباب المائة في كتاب كفاية الطالب ص 385.
ومنهم الخوارزمي في الحديث (23) من الفصل (19)من مناقبه ص 217.
ومنهم سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص ص 287.
ومنهم الحموئي في الباب (37) من السمط الاول من فرائد السمطين : ج 1 ص 183.
ومنهم الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة والخطيب في كتاب تلخيص المتشابه كما في كتاب النجوم : ج 2 ص 487 , واللالئ المصنوعة : ج 1 ص 174 ط بولاق .
ومـنهم الحافظ ابن عساكر في ترجمة فاطمة بنت علي من تاريخ دمشق , وفي الحديث (814) من ترجمة اميرالمؤمنين من تاريخ دمشق : ج 2 ص 283.
ومـنـهـم علي بن عبداللّه السمهودي ـ المولود سنة (844) المتوفى سنة (911) فانه اورده في الفصل (3) من الباب (5) من وفا الوفا : ج 2 ص 33 , وفي ط : ج 3 ص 822 وص 1028 , كما اورده ايضا في آخر كتاب جواهرالعقدين : ج 3 ص 481 ط بغداد.
وجـمـيـع ما اشرنا اليه ها هنا يجده طلا ب الحق والحقيقة بنحو التفصيل في تعاليقنا على الحديث (814) من ترجمة امير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج 2 ص 284.
ورواه ايضا محمد بن علي الشوكاني المتوفى عام (1250) في كتاب الفوائد المجموعة ص 118 , قال :.
وقد رواه الطحاوي في كتاب مشكل الحديث من طريقين وقال : هما ثابتان رواتهما ثقات .
وقـد رواه الـطبراني وقد ذكر له صاحب اللالئ طرقاوالف في ذلك جزا وله في اثباته جز سماه كشف اللبس عن حديث رد الشمس 8.
و [رواه ايضا] السخاوي والشامي وله [كتاب ] مزيل اللبس عن حديث رد الشمس .
و [رواه ايـضـا] الـقـسـطـلانـي وابن الزمع وابن العراقي وابن حجر المكي والقارئ والخفاجي والتلمساني والدلجاي والحلبي والشيراطي والقشاشي والكروري .
اقـول : والـحديث قد صححه جماعة من حفاظ اهل السنة قديما وحديثا , منهم : علي بن سلطان بن مـحـمدالقارئ المتوفى سنة (1014) في كتابه المرقاة في شرح المشكاة : ج 4 ص 287 كما في الغدير : ج 3 ص 135.
وايضا صحح القاري الحديث في شرحه على كتاب الشفا للقاضي عياض المطبوع بهامش كتاب نسيم الرياض : ج 3 ص 10 , واليك نص كلامه مزجا بكلام القاضي عياض قال :.
وامـا رد الـشـمـس له صلى اللّه تعالى عليه وسلم فاختلف المحدثون في تصحيحه وضعفه ووضعه يـصـل الى مرتبة حسنة فيصح الاحتجاج به وخرج ـ بتشديد الرا ـ اي اخرج الطحاوي وهو [ابو جعفر احمد بن محمد بن مسلمة ] الامام الحافظ العلا مة صاحب التصانيف المهمة روى [الحديث ]عنه الـطـبراني وغيره من الائمة وهو مصري من اكابر علماالحنفية لم يخلف مثله بين الائمة الحنفية وكـان اولا شـافـعـيايقرا على خاله المزني ثم صار حنفيا توفي سنة احدى وعشرين وثلاثمائة و ((طحا)) [قرية ] من قرى مصر.
قـال بـعضهم : كان اولا شافعيا ثم تقلد مذهب مالك ـ كذا نقله التلمساني ـ ولعله انتقل من مذهب مالك الـى مـذهـب ابـي حـنيفة كما تشهد به كتبه في الرواية والدراية [وكيف كان فقد اخرح الطحاوي المذكور] في [كتابه ] مشكل الحديث عن اسما بنت عميس ـ بضم المهملة وفتح الميم ف [مثناة ] تحتية ساكنة فسين مهملة ـ من طريقين ـ اي باسنادين ـ وكذا الطبراني رواه باسانيد رجال بعضها ثقات انه صـلى اللّه تعالى عليه وسلم كان يوحى اليه وراسه في حجر علي بن ابي طالب كرم اللّه وجهه ولم يـصـل عـلـي الـعصرحتى غربت الشمس فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ـاي بعدما افاق من الاسـتـغـراق ـ : اصـلـيـت يـا عـلي ؟ قال : لافقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : اللهم انه كان في طـاعـتك وطاعة رسولك ـ اي لما بينهما من الملازمة ـ فاردد عليه ـاي لاجله ـ الشمس شرقها ـ كـذا فـي نـسخة بالتحريك ويسكن , وهو منصوب على الظرفية اي في ارتفاعها او على البدلية اي ضـوئهـا ـ قـالـت اسـما : فرايتها غربت ثم رايتهاطلعت ـ اي رجعت على ادراجها من مغربها بعدما غـربـت ـ ووقـفت على الجبال والارض ـ ويروى ((وقعت )) بالعين بدل الفا ـ وذلك بالصهبا وهو بالمد ـ ويقصر ـ وهو موضع على مرحلة من خيبر.
وكذا رواه ابن مردويه بسند فيه ضعف عن ابي هريرة قال : نام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجر علي ولم يكن [علي ] صلى العصر حتى غربت الشمس فذكر نحوه .
قال الطحاوي : وهذان الحديثان ثابتان ـ اي عنده ,وكفى به حجة ـ ورواتهما ثقات , فلا عبرة بمن طعن في رجالهما.
وانما جعله حديثين لروايته له من طريقين .
وقـال ابن الجوزي في [كتابه ] الموضوعات : حديث رد الشمس في قصة علي رضي اللّه تعالى عنه موضوع بلاشك وتبعه [على ذلك ] ابن قيم [الجوزية في الحديث ((83)) في الفصل العاشر من كتابه المنار المنيف ص 57].
[وايضا ضعفه ] شيخه ابن تيمية [في كتابه منهاج السنة : ج 4 ص 185 ـ 195].
و [هـمـا اي ابـن الـجـوزي وابن القيم ] ذكروا تضعيف رجال اسانيد الطحاوي ونسبوا بعضهم الى الوضع الا ان ابن الجوزي قال : انا لا اتهم به الا ابن عقدة لانه كان رافضيايسب الصحابة [قـال عـلـي القاري :] ولا يخفى ان مجرد كون راو من الرواة رافضيا او خارجيا لا يوجب الجزم بوضعه اذا كان ثقة من جهة دينه وكان الطحاوي لاحظ هذا وبنى على هذاالمعنى .
ثـم [ان ] مـن الـمـعـلـوم ان مـن حـفـظ حـجة على من لم يحفظ والاصل العدالة حتى يثبت الجرح المبطل للرواية .
واما ما قاله الدلجي تبعا لابن الجوزي : من انه ((ولوقيل بصحته لم يفد ردها ـ وان كان منقبة لعلي ـ وقوع صلاته ادا لفواتها بالغروب )) فمدفوع لقيام القرينة على الخصوصية , مع احتمال التاويل في القضية بان يقال : المراد بقولها (غربت )) اي عن نظرها او كادت تغرب بجميع جرمها اوغربت باعتبار بعض اجزائها.
او ان الـمراد بردها حبسها وبقاؤها على حالهاوتطويل زمان سيرها ببطئ تحركها على عكس طي الازمنة وبسطها فهو سبحانه قادر على [اي ] شي شاه .
وامـا مـا ذكره الذهبي من قوله : وقد روى هشام عن ابن سيرين عن ابي هريرة ان النبي صلى اللّه تعالى عليه وسلم قال : لم ترد الشمس الا على يوشع بن نون .
و [كذا ما] ذكره ابن الجوزي : من ان في [الحديث ]الصحيح ان الشمس لم تحبس لاحد الا ليوشع .
الجواب ان الحصر باعتبار الامم السالفة , مع احتمال وروده قبل القضية اللاحقة .
الـصـغير : ج 2 ص 293 قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ((ما حبست الشمس على بشر الا على يوشع بن نون )) قال الحفني في تعليقه على هذا الكلام :.
[هـذا] لا يـنافي حديث رد الشمس لسيدنا علي رضي اللّه عنه لان ذلك رد لها بعد الغروب والمراد [مـن قـوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ((ما حبست الشمس على بشر الا على يوشع بن نون ))] ما حـبـسـت على بشر غير يوشع فيما مضى من الزمان لان [لفظة ] : ((حبس )) فعل ماض فلا ينافي وقوع الحبس بعد ذلك لبعض اوليا اللّه تعالى هكذا رواه عنه العلا مة الاميني رفع اللّه مقامه في كتابه القيم الغدير : ج 3 ص 139.
وحـكـى الطحاوي عن احمد بن صالح وهو ابو جعفرالطبري المصري الحافظ ـ و [قد] سمع ابن عـيـينة ونحوه وروى عنه البخاري وغيره وقد كتب عن ابن وهب خمسين الف حديث وكان جامعا يـحفظ ويعرف الحديث والفقه والنحو [و] مات بمصر سنة مائتين وثمان واربعين وكان ابوه من اهل طـبـرسـتـان وجرت بين احمد هذا وابن حنبل مذاكرات وكتب كل واحد منهما عن صاحبه وكان يصلي بالشافعي ـ [انه ] كان يقول : ((لا ينبغي لمن [يكون ((خ ))]سبيله العلم ـ اي بسير سيد الانبيا ـ التخلف عن حفظحديث اسما لانه من علامات النبوة )) وآيات الرسالة .
قـال الـمحمودي : هذا تمام كلام ملا علي القاري في شرح كتاب الشفا للقاضي عياض وبما انه مزج كلامه بكلام القاضي حصل فيه تطويل لاجل حصول الالتئام بين الكلامين .
ونـحـن ايضا ـ بعد حذف العلامة بين المتن والشرح ـلاجل كمال الارتباط بين الكلامين زدنا على كلامه كلمة اوجملا ووضعناها بين معقوفتين دلالة على زيادتها.
ثـم اقول : وممن اصر من المتاخرين على صحة الحديث هو الشهاب احمد الخفاجي في شرحه على ـ المسمى بنسيم الرياض : ج3 ص 1 , قال :.
و [الحديث ] رواه الطبراني باسانيد مختلفة رجال اكثرها ثقات .
وساق كلاما طويلا الى ان قال في ص 11 , من الكتاب :.
واعـتـرض عليه [اي على القاضي عياض حيث اعتمدعلى حديث رد الشمس وصححه ] وقيل : انه موضوع ورجاله مطعون فيهم كذابون وضاعون [قـال الـخـفـاجي :] ولم يدر [المعترض ] ان الحق خلافه , والذي غره كلام ابن الجوزي [السابق الذكر] ولم يقف [المعترض ] على ان كتابه [اي كتاب ابن الجوزي ] اكثره مردود وقد قال خاتمة الحفاظ السيوطي وكذا السخاوي ان ابن الجوزي في موضوعاته تحامل تحاملا كثيرا حتى ادرج فيه كثيرا من الاحاديث الصحيحة كما اشار اليه ابن الصلاح .
وهـذا الـحديث صححه المصنف [يعني القاضي عياض مصنف كتاب الشفا] واشار الى ان تعدد طرقه شاهدصدق على صحته .
وقـد صححه قبله كثير من الائمة كالطحاوي [والحافظ الحسكاني والبيهقي ] واخرجه ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه .
و [اخرجه ايضا الحافظ] الطبراني في معجمه وقال :انه حسن .
وحـكـاه الـعراقي [زين الدين عبد الرحيم بن الحسين ]في التقريب [اي في كتاب تقريب الاسانيد] ولفظه :.
انه صلى اللّه تعالى عليه وسلم صلى الظهر بالصهباثم ارسل عليا في حاجة وقد صلى النبي صلى اللّه عـلـيه وسلم العصر فوضع راسه في حجر علي فنام ولم يحركه حتى غابت الشمس فقال صلى اللّه تعالى عليه وسلم :اللهم ان عبدك عليا انما احتبس نفسه على نبيه فرد عليه الشمس , الى آخره .
[قـال الـخفاجي :] وانكار ابن الجوزي فائدة القضا لاوجه له , فانها فاتته بعذر مانع عن الادا وهو عدم تشويشه على النبي صلى اللّه تعالى عليه وسلم وهذه فضيلة فلماعادت الشمس حاز فضيلة الادا ايضا.
وقد قال ابن حجر في شرح الارشاد : ((لو غربت الشمس ثم عادت عاد الوقت ايضا)) لهذا الحديث .
وامـا حـديـث : ((ان الشمس لم ترد الا ليوشع حين قاتل الجبارين يوم الجمعة فلما ادبرت الشمس خـاف ان تغيب الشمس ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فدعا اللّه تعالى فرد عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم )) فقد اجيب عنه بانه قاله قبل قصة خيبر.
او المراد انها لم ترد لاحد من الامم السالفة فالحصراضافي .
مع انه نقل ابن حجر عن المصنف رحمه اللّه تعالى في [كتاب ] الاكمال ان الشمس حبست لنبينا صلى اللّه تـعالى عليه وسلم في الخندق حين شغل عن صلاة العصر حتى ادركها اداا [واشار اليه ايضا في ((بـاب قـول النبي صلى اللّه عليه وسلم : احلت لكم الغنائم )) من كتاب فرض الخمس من كتاب فتح الباري : ج 6 ص 222]وما روي انه قضاها بعدما غربت الشمس لعله كان في يوم آخر.
وفي تفسير البغوي والكواشي والثعلبي ان الشمس ردت لسليمان ايضا وروي عن علي [عليه السلام ان ] ضمير((ردوها)) عائد على الشمس في الاية لعلمها وان لم يجر لهاذكر.
[وذكر الحافظ ابن حجر في كتاب فرض الخمس من فتح الباري : ج 6 ص 222] ط دار المعرفة ببيروت قال :.
وجا ايضا انها حبست لسليمان بن داود عليهماالسلام وهو فيما ذكره الثعلبي ثم البغوي [في تفسير الاية الشريفة من سورة ((ص )) من تفسيريهما : ج 4 ص 61 قالوا] :.
[و] عـن ابـن عـبـاس قال : قال لي علي : ما بلغك في قول اللّه تعالى حكاية عن سليمان عليه الصلاة والسلام ردوها علي ) ؟ فقلت : قال لي كعب : كانت اربعة عشر فرساعرضها فغابت الشمس قبل ان يصلي العصر فامر بردهافضرب سوقها واعناقها بالسيف فقتلها فقال علي : كذب كعب وانما اراد سليمان جهاد عدوه فتشاغل بعرض الخيل حتى غابت الشمس فقال للملائكة الموكلين بالشمس باذن اللّه لهم : (ردوها علي ) فردوها عليه حتى صلى العصر في وقتها , وان انبيا اللّه لا يظلمون ولايامرون بالظلم .
ثـم قـال ابن حجر : قلت : اورد هذا الاثر جماعة ساكتين عليه جازمين بقولهم : ((قال ابن عباس : قلت لعلي )).
[ثـم قـال الخفاجي : ] واقول : ان السيوطي صنف في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها كشف اللبس عـن حـديـث رد الشمس 9 وقال : انه سبق بمثله لابي الحسن الفضلي ـاورد طرقه باسانيد كثيرة وصححه بما لا مزيد عليه ونازع ابن الجوزي في بعض من طعن فيه من رجاله .
والحاجة التي ارسل [النبي ] صلى اللّه تعالى عليه وسلم لها عليا [هي ] قسمة غنائم خيبر.
وما ذكره [ابن الجوزي ] من الحديث المعارض له , لايعارضه وهو انه لم يكن لنبي معجزة الا وكان لنبينا مثلها ,وهذه المعجزة كانت ليوشع وسليمان .
ومن غريب طرقه ما رواه الطبراني في [المعجم ]الكبير عن اسما ايضا قالت :.
اشـتـغـل علي رضي اللّه تعالى عنه مع رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم في قسمة الغنائم يوم خـيبر حتى غابت الشمس فقال رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم : يا علي اصليت العصر ؟ قال : لا يـا رسول اللّه , فتوضا رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم وجلس في المسجد فتكلم بكلمتين اوثـلاث كانها من كلام الحبشة فارتجعت الشمس كهيئتها في العصر فقام علي فتوضا وصلى العصر ثـم تكلم رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم بمثل ما تكلم به قبل ذلك فرجعت الشمس الى مغربها فسمعت لها صريرا كالمنشار في الخشبة وطلعت الكواكب .
[قـال الخفاجي : ] واذا صح الحديث علم منه ان الصلاة ليست بقضا بل يتعى ن بهذا الدعا [كونها] اداا والا لم يكن له [اي للدعا] فائدة فما اورده [ابن الجوزي ] غير واردعليه ولا حاجة الى ان يقال : انه من خصائصه فانه لا يقع مثله حتى يقاس عليه .
وقـد يـقـال نـظـيره ـ على القول باختلاف المطالع ـ : مالو صام اول يوم من رمضان ببلده ثم سافر وافطر ووصل ببلدفيه الشهر ناقص وعلم انه تم ببلدته فهل يلزمه قضاؤه تماماام لا؟.
وحـكى الطحاوي عن احمد بن صالح [و] هو ابوجعفر الطبري الحافظ الثقة ـ روى عنه اصحاب الـسـنن وتوفي سنة ثمان واربعين ومائتين وله ترجمة في الميزان [وتهذيب التهذيب : ج 1 ص 39 مشفوعا بالثنا عليه ] ـ [انه ]كان يقول : لا ينبغي لمن سبيله العلم اي لمن طريقته ودابه الاشتغال بالعلم ومـعـرفـة الـحـديث ـ فجعل نفس العلم طريقالانه يصل بصاحبه الى سعادة الدارين ـ التخلف عن حـفظحديث اسما بنت عميس الذي روته في رد الشمس لانه من علامات النبوة اي من الايات الدالة على ثبوتها لانه معجزة عظيمة .
[قال الخفاجي : ] وهذا مؤيد لصحته فان احمد هذامن كبار ائمة الحديث الثقات ويكفي في توثيقه ان البخاري روى عنه في صحيحه فلا يلتفت الى من ضعفه وطعن في روايته .
وبـهـذا ايـضا سقط ما قاله ابن تيمية وابن الجوزي (من ان هذا الحديث موضوع )) فانه مجازفة منهما.
وما قيل : ((من ان هذه الحكاية لا موقع لها بعد نصهم على وضع الحديث وان كونه من علامات النبوة لا يقتضي تخصيصه بالحفظ)) خلط وخبط لا يعبا به بعد ما سمعت .
اقول : وقد سقت كلامه مزجا بكلام متن كتابه من غيرنصب علامة على لفظ المتن والشرح ولاجل التوضيح والتئام الشرح مع المتن زدنا بين المعقوفين كلمة او جملة اوجملا فليعلم ذلك .
وايـضـا الحديث صححه كثير من الحفاظ والمحققين الذين جاؤا بعده كالحافظ ابن حجر في شرح قـول الـبـخـاري باب قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : ((احلت لكم الغنائم )))من كتاب فرض الخمس من فتح الباري : ج 6 ص 221 طدار المعرفة وفي ط ص 155.
وصححه ايضا الحافظ الهيثمي في عنوان : ((باب حبس الشمس للنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم )) من كتاب علامات النبوة من كتاب مجمع الزوائد : ج 8 ص 297.
وصححه ايضا القسطلاني في كتابه المواهب اللدنية :ج 1 , ص 358.
وقال العلا مة الاميني رفع اللّه مقامه في موسوعته القيمة الغدير : ج 3 ص 127:.
ان حـديث رد الشمس اخرجه جمع من الحفاظالاثبات باسانيد جمة صحح جمع من مهرة الفن بعضها ,وحـكـم آخرون بحسن آخر [منها] وشدد جمع منهم النكيرعلى من غمز فيه وضعفه وهم الابنا الاربعة حملة الروح الاموية الخبيثة الا وهم : ابن حزم ابن الجوزي ابن تيمية ابن كثير.
وجـا آخـرون مـن الاعـلام وقد عظم عليهم الخطب بانكار هذه الماثرة النبوية والمكرمة العلوية الثابتة فافردوهابالتاليف , وجمعوا طرقها واسانيدها فمنهم :.
1 ـ ابـو بكر الوراق , له كتاب ((من روى رد الشمس ))ذكره له ابن شهراشوب في المناقب ج1 : ص 458.
2 ـ ابو الحسن شاذان الفضلي , له رسالة في طرق الحديث , ذكر شطرا منها الحافظ السيوطي في ((اللئالئ المصنوعة )) ج2 : ص 175 وفي ط : ج 1 ص 336.
وقـال : اورد طـرقـه باسانيد كثيرة وصححه بما لا مزيدعليه , ونازع ابن الجوزي في بعض من طعن فيه من رجاله .
3 ـ الـحـافـظ ابو الفتح محمد بن الحسين الازدي الموصلي , له كتاب مفرد فيه , ذكره له الحافظ الكنجي [في الفصل الثاني بعد الباب المائة ] من ((الكفاية )) [ص 239 طالغري ].
4 ـ ابـو القاسم الحاكم ابن الحذا الحسكاني النيسابوري الحنفي المترجم [في الغدير : ج ] 1 [ص ] 112له رسالة في الحديث اسماها ـ مسالة في تصحيح ردالشمس وترغيم النواصب الشمس ـ , ذكر شـطـرا مـنـهـا ابن كثير في البداية والنهاية ج 6 ص 80 [وابن تيمى ة في منهاجه ج 4 ص 194] وذكره له الذهبي في تذكرته : ج3 ص 368 [وفي ط : ج 4 ص 39 وفي ط ص 1200].
5 ـ ابو عبداللّه الجعل الحسين بن علي البصري ثم البغدادي المتوفى عام 399 , ذلك الفقيه المتكلم , له كتاب ((جواز رد الشمس )) , ذكره له ابن شهراشوب .
6 ـ اخـطـب خـوارزم ابو المؤيد موفق بن احمدالمتوفى سنة 568 المترجم في الجز الرابع من كتابنا هذا , له كتاب ((رد الشمس لامير المؤمنين )) [ذكره له معاصره ابن شهراشوب ].
7 ـ ابو علي الشريف محمد بن اسعد بن علي بن المعمر الحسني النقيب النسابة المتوفى سنة 588 , لـه جـزفي جمع طرق حديث رد الشمس لعلي , اورد فيه احاديث مستغربة ((لسان الميزان ج 5 : ص 76)).