من كتاب أبهى المداد في شرحمؤتمر علماء بغداد لآية الله الشيخ محمّد جميل حمّود:1/153ـ162
قد يسأل البعض:
ما وجه الحكمة من إرسال بعض الصحابة في جيش أُسامة بن زيد؟
والجواب:
إنّ هذا تدبير وقائي صدر من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) اتجاه الذين سيغتصبون الخلافة من صاحبها الشرعي الإمام عليّبن أبي طالب (عليه السَّلام) بعد تواتر النصوص القرآنية والنبويّة على أنه الخليفة، بدءاً من أول البعثة إلى آخر عمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) لا سيّما وهو على فراش الموت حيث رأى إجراء أمرين لإبعاد القوم عن المدينة ريثما يتم الأمر لعليّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) لكنّ الحق يقال أنْ يقال: إنّ أمر النبيّ بإرسال القوم في جيش أسامة لم يكن أمراً وقائياً محضاً لإبعادهم عن منازعة أمير المؤمنين (عليه السَّلام) وإنما وجه الحكمة فيه هو فضحهم وتعريتهم أمام المسلمين وأنهم لا يستحقون أن يكونوا أوصياء النبيّ على أمة رسول اللَّه محمّد، حيث إنّهم عصوه في حياته فكيف لا يعصون أوامره بعد مماته، وهذان الأمران هما:
الأول: إرسال هؤلاء في جيش أسامة.
الثاني: أمرهم بإحضار الدواة والكتف.
ولكنّ الأمرين لم يتحققا؛ وهو (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) على يقين أنهما لن يتحققا للنكتة التي ذكرنا آنفاً، وليس كما أخذه مشهور علمائنا أخذ المسلمات، وهذا برأي المتواضع يترتب عليه مسألة جهل النبي بالموضوعات التي يترتب عليها حكم شرعي مع أن علمه بهما من وظائفه المقرّرة.
أما بيان الأمر الأول:
فقد اتفق المؤرخون على أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قد أمر بتجهيز جيش أسامة فقال:
"جهّزوا جيش أسامة، لعنَ اللَّه من تخلّف عنه".
فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وأسامة قد برز من المدينة، وقال قوم: قد اشتد مرض النبي فلا تسع قلوبنا مفارقته.
ولم يكتفوا بمخالفتهم لأمر النبي حتى طعنوا بإمارة أسامة مدّعين حداثة سنّه في مقابل مشيختهم العاجية؛ فروى ابن عبّاس فقال:
كان النبي قد ضرب بعث أسامة فلم يستتبّ لوجع رسول اللَّه ولخلع مسيلمة والأسود وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغه فخرج النبي على الناس عاصباً رأسه من الصداع فقال:
"وقد بلغني أنّ أقواماً يقولون في إمارة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقاً للإمارة وإنه لخليق لها فأنفذوا جيش أسامة..".
وروى مثل هذا ابن الأثير فقال:
"... وأمر بإنفاذ جيش أسامة وقال: لعن اللَّه الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
إلفات نظر: مما لا ريب فيه إن عبارة ابن الأثير تحريف لقوله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): لعن اللَّه من تخلّف عن جيش أسامة.
إذن لقد طعن القوم بإمارة الفتى الصغير. والسؤال الذي يطرح نفسه ويثير انتباه الكثيرين: لماذا عيّن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أسامة بن زيد قائداً على جيش كبير يريد غزو جيش الامبراطورية الرومية القابع في مستعمرات قرى البلقاء والداروم من أرض فلسطين يومذاك، في حين وجود شخصيات من أكابر الصحابة أكبر منه سناً؟! والجواب من وجوه:
أولاً: أراد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من فعله الحكيم ذاك أنْ يهيىء المسلمين لقبول قاعدة "الجدارة والكفاءة" في ولاية أمورهم من الناحية العملية، فليس الجاه والشهرة أو المال أو النسب أو تقدّم العمر هو الأساس لإستحقاق الإمارة والولاية، لذا عبّر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) عن أسامة أنه كان جديراً بالإمارة كما كان أبوه من قبل.
ثانياً: لكي يترسخ في أذهان المسلمين أن صغر السنّ ليس عائقاً ولا شرطاً لقيادة الجيوش والمجتمعات، فإذا جاز لأسامةفبن زيد قيادة جيش إسلامي كبير ينضوي تحته مشايخ كبار، فبطريق أولى جاز لعليّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) أن يتولى الخلافة وهو لا يتجاوز الثلاثين من عمره.
ثالثاً: أراد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بذلك أن يقيم الحجة للناس أن من لم يكن جديراً لقيادة جيش فكيف يكون جديراً لقيادة مجتمع بكامله وهي ولاية أمور جميع المسلمين قاطبة؟!!
وبالجملة فما ادّعاه محبو الشيخين من أنّ القوم إنما تخلّفوا عن جيش أسامة لصغر سنّه، ليس سبباً كاملاً أو حقيقياً لتخلفهم، وإنما لأجل أن يبقوا بجانب النبي ليتمّ ما اتفقوا عليه سابقاً، وإلا لو كان صغر السنّ سبباً وافياً لما تنفّذ البعث بعد أن تم أمر الخلافة، وحسب رواية ابن الأثير في تاريخه ج2/334 أن عمرفبن الخطاب كان في جيش أسامة بالجرف، فطلب أسامة من أبي بكر أن يستعفي ابن الخطاب من الخدمة العسكرية فأعفاه.
وأما بيان الأمر الثاني:
فإنّ القوم لمّا لم يمتثلوا أمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) في إنفاذ جيش أسامة، أراد أن يدبّر أمراً آخر عسى أن يكون أنجع وحجة على القوم، وأمرهم بإحضار دواة وكتف ليكتب لهم كتاباً لا يضلون من بعده أبداً، فنسب عمر بن الخطّاب إلى النبيّ الهجر، وقد رواها العامة في مصادرهم، لكنّهم بدّلوا في بعضها عبارة "النبي ليهجر" ب"غلبة الوجع".
فعن عبد اللَّه بن عبّاس قال: لمّا اشتدّ بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) مرضه الذي مات فيه، قال: ائتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي فقال عمر: إنّ رسول اللَّه قد غلبه الوجع، حسبنا كتابُ اللَّه. وكثر اللغط، فقال النبي: قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع؛ قال ابن عبّاس:
الرزية كلُّ الرّزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول اللَّه.
وفي رواية سعيد بن جبير قال:
قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول اللَّه وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع.
فقالوا: ما شأنه أهجر؟
استفهموه! فذهبوا يرّدُّون عليه، فقال:
دعوني فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعوني إليه.
وعن ابن عبّاس قال:
يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جرت دموعه على خدّيه اشتدّ برسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) مرضه ووجعه، فقال: ايتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع فقالوا: إن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يهجر، فجعلوا يعيدون عليه، فقال: دعوني فما أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه، فأوصى ]بثلاث[: أنْ يخرج المشركون من جزيرة العرب، وأنْ يجاز الوفد بنحو مما كان يجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً أو قال: نسيتها.
والثالثة التي نسيها أو تناسها الراوي الذي نقل عن ابن عبّاس هي التي أرادها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وهي كتابة الكتاب يوصيهم فيه بعليّبن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السَّلام).
وعن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه عن ابن عبّاس قال: لما حُضر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال وفي البيت رجال فيهم عمرفبن الخطّاب قال: "هلمّ أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده" قال عمر: إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب اللَّه، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف عند النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: قوموا عنّي.
قال عبيد اللَّه: فكان ابن عبّاس يقول: إن الرّزية كلّ الرّزيّة ما حال بين رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وبين أنْ يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
هذا وقد التمس السّنة الأعذار لعمر ولكنَّ واقع الحادثة يأبى ذلك، حتى لو أُبدلت كلمة يهجر بلفظة غلبه الوجع، فسوف لن نجد مبرّراً لقول عمر: "حسبنا كتاب اللَّه".
ومما يدعو للاستغراب ما ذكره النووي في شرحه على صحيح مسلم حيث )جعل اعتراض عمر على رسول اللَّه واتّهامه إياه بالهجر من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره لأنه بحسب نظر النووي خشي أنْ يكتب (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أموراً ربما عجزوا عنها واستحقّوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها فقال عمر: حسبنا كتاب اللَّه لقوله تعالى: ]مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ[وقوله:]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[، فعلم أنّ اللَّه أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة وأراد الترفيه على رسول اللَّه فكان عمر أفقه من ابن عبّاس وموافقيه).
·يَرِدُ عليه:
أنّ هذا الكلام مخالف لصريح العقل والنقل، وما هو إلاّ شنشنة بغض لأمير المؤمنين عليّبن أبي طالب (عليه السَّلام) وموافقيه، وهل من الفقه أنْ ينسب عمر إلى رسول اللَّه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) الهذيان والخبل، مع أنّ اللَّه اصطفاه وطهّره من كل نقصٍ ورذيلة، أوَليس الهذيان والهجر من علائم النقص في شخصية النبي الذي لا يتحرّك إلاّ بوحي من اللَّه؟!
وهل كان عمر حسب هذا الكلام أفقه من رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) حتى يكون حريصاً على أمة محمد من نفسِ نبيّ الرحمة محمّدفبن عبدفاللَّه؟!!
هذا مضافاً إلى أنّ عدم كتابتهم للكتاب من أجل عجزهم عن تحقيق مضمونه خوفَ استحقاق العقاب لأنها منصوصة، هذا الكلام دونه خرط القتاد، وخلاف ظواهر لغة العرب؛ أليس أمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من المنصوص الذي لا مجال للاجتهاد فيه؟! وأيّ ترفيه على رسول اللَّه وقد زجرهم وامتعض منهم حتى قال لهم: دعوني.
فهل هناك أبلغ للقوم من هذا التصريح، ولو كان ما يقوله صحيحاً لشكره رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) على ذلك وقرّبه بدلاً من أن يغضب عليه ويقول لهم: قوموا عنّي، لا ينبغي عندي التنازع.
ولماذا لم يتهموه بالهجر عندما طردهم من الحجرة؟ ألأنهم نجحوا بمخططهم في منع الرسول من الكتابة، فلا داعي بعد ذلك لبقائهم.
أنسي أو تناسى عمر وتبعه النووي أنّ النبيّ لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى، حتى ولو كان على فراش الموت، فلا يؤثّر فيه المرض كما اتهمه عمر، أيحق له أنْ يعترض على رسول اللَّه واللَّه يقول:
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ[ [الحجرات:2].
ولقد تعدّى عمر وأصحابه حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلى رميه بالهجر والهذيان.
ولعمري فلقد كان عمر ومن جرى على منواله أحقّ بالهذيان والهجر، والخبل، من أن يتّهم به سيد العالمين رسول الرحمة محمدفبن عبدفاللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهو خصمه على الحوض، وسيعلم الذين ظلموا رسول اللَّه وآل بيته أيّ منقلب ينقلبون.
كما إنّا لنا ملاحظات أُخر على مقالة عمر بن الخطاب هي كما يلي:
أولاً:
إن نسبة الهجر إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) إساءة أدبٍ معه بل كفر بمقامه، لأنّ الهجر يعني الهذيان وهو ممتنع عقلاً على النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) في صحته ومرضه، لأن من جاز عليه الهجر ولم يؤمن عليه الهذيان والخطأ، أمكن التشكيك في أقواله وأفعاله، فلا يكونان حجة وهو مناف لمنزلة النبوة ومنافٍ لفائدة البعثة لاستلزامه التنفير عن قبول الأحكام.
ثانياً:
إنّ اللَّه سبحانه وتعالى أطلق طاعة النبي في حال الصحة والمرض بقوله تعالى: ]أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ[ وقوله أيضاً: ]وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا[ وقوله تعالى: ]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[.
وقوله تعالى: ]إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ[، ولقوله تعالى: ]مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى[.
ونسبة الهجر إلى النبي منافٍ لهذا الإطلاق بالطاعة وبالأخذ منه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، وخلاف كونه أميناً.
وقوله تعالى: ]وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ[ إشارة إلى بعض أصحابه الذين قذفوه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بالهجر لأن من وقع عليه الهجر كان مجنوناً، لأن الجنون حالة في الإنسان يستتر فيها العقل، وكل ذلك ينافي فائدة البعثة.
ومما ذُكر يُعْلَم أنه لا فائدة فيما قصدوا به إصلاح هذه الغلطة إذ بدّلوا في بعض أخبارهم لفظ الهجر إلى "غلبه الوجع" لأن النتيجة بهما واحدة وهي إثبات الهذيان للنبي "حاشاه" صلوات اللَّه عليه وآله.
ثالثاً:
لماذا لم ينسب عمر بن الخطّاب إلى أبي بكر "الهذيان" عندما أوصى بالخلافة إلى عمر نفسه وكان قد أغمي على أبي بكر أثناء تحرير الاستخلاف فأتمّ ذلك عثمانبن عفّان بالنصّ على عمر من دون علم أبي بكر خشية أن يدركه الموت قبل الوصية، فأمضى ما كتبه عثمان لمّا استفاق.
ذكر ابن الأثير في تاريخه أنّ أبا بكر أحضر عثمان بن عفان ليكتب عهد عمر بن الخطاب، فقال له: اكتب:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين.
أما بعد...
ثم أُغمي عليه، فكتب عثمان:
أما بعد...
فإني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلُكم خيراً!.
ثم أفاق أبو بكر، فقال: اقرأ عليّ. فقرأ عليه فكبّر أبو بكر وقال: أراك خفت أنْ يختلف الناس إنْ مت في غشيتي، قال: نعم، قال: جزاك اللَّه خيراً عن الإسلام وأهله.
فلما كتب العهد أمر به أنْ يُقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له ومعه عمر، فكان عمرفبن الخطاب يقول للناس: انصتوا واسمعوا لخليفة رسول اللَّه فإنه لم يألكم صالحاً، فسكن الناس وقرأ عليهم الكتاب ثم أشرف أبو بكر على الناس وقال: أترضون بمن استخلفتُ عليكم؟ فإني قد استخلفت عليكم ذا قربة....
انظر كيف افتروا على رسول اللَّه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، فجعلوا أبا بكر خليفة رسول اللَّه ولا عجب من عمر كيف ينصّت الناس ليسمعوا من خليفة رسول اللَّه ليمهّد لنفسه أنْ ينصتوا ويسمعوا له ويطيعوا.
رابعاً:
قول عمر "حسبنا كتاب اللَّه" يعني أنه لا يعطي لقول النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أية أهمية، ولو كان الكتاب كافياً لما احتجنا إلى السنّة المتمثلة بأقوال النبي وأفعاله، ولو كان كافياً ذلك فلماذا احتجّ هو وصاحبه على الصدّيقة الزهراء (عليها السَّلام) عندما احتجّت عليه بفدك فقال إنه سمع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: "إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة". فإذا كان الكتاب الكريم حسبه، فكيف يستشهدان بأقوال النبيّ على الصدّيقة (عليها السَّلام)؟!!
ولو كان الكتاب كافياً من دون تفسير من النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) لكان على عمر أنْ يصوم عن الكلام فقط لأن اللَّه سبحانه وتعالى يقول: ]كتب عليكم الصيام[ وهو لغةً الصمت؛ ولكنّ السنّة المباركة أوضحت لنا كيفية الصّوم بأحكامه المتقرّرة.
إذن، لا يكفي الكتاب وحده من دون الرجوع إلى أقوال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، قال تعالى:
]وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ[.
·خلاصة الكلام:
إنّ الكتاب الذي أراد أن يكتبه النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) هو النص على خلافة أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ويكفينا ذلك مقالة ابن الخطاب "حسبنا كتاب اللَّه" حيث شعر أنّ النبي أراد من كتابته الكتاب توطيد الأمر للإمام علي (عليه السَّلام) لذا حال بينه وبين كتابته. منقول نسالكم الدعاء
{ من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتت الجاهليه }
صدق رسول الله
أتقدم بالشكر الجزيل للأخ سلامه999 على هذا الطرح المفيد
فعلا لعن الله من تخلف عن جيش أسامة
وقد أجاب سماحة آية الله السيد علي الميلاني
حول من تخلف عن جيش أسامة بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هذه مسألة مهمّة جداً، وتترتب عليها آثار كبيرة وثمرات خطيرة:
أولاً : حديث "لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة" رواه الإمام الشريف الجرجاني في (شرح المواقف في علم الكلام) والإمام الشهرستاني في (الملل والنحل) ورواه غيرهما أيضاً لكنّ الأكثر لا يروونه لما سيأتي من كون أبي بكر وعمر وغيرهما في الجيش وقد تخلّفوا كلّهم !
وثانياً : كون أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأمثالهم من كبار المهاجرين والأنصار في جيش أسامة أمرٌ مسلّم عند المؤرخين المعتمدين من أهل السنة، كابن اسحاق صاحب (السيرة النبوية) وابن سعد صاحب (الطبقات) وابن الجوزي صاحب (المنتظم) وابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق) وغيرهم من الأئمة، وأكّده الحافظ ابن حجر العسقلاني _شيخ اسلامهم العظيم_ في أشهر وأهمّ شروح البخاري وهو كتاب (فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج8 ص124)
وثالثاً : من هذا يُعلم أن صلاة أبي بكر في مكان النبي صلى الله عليه وآله في مرضه لم تكن بأمرٍ من النبي، وإنّما كانت دسيسةً من عائشة..
ورابعاً : قد حاول ابن تيميّة وأتباعه إنكار وجود أبي بكر في الجيش، والسبب في ذلك أمور :
1. إن تخلّفه عن الجيش طعنٌ له.
2. إنّ تأمير أسامة عليه منقصة له.
3. إن كونه في الجيش يفيد كذب خبر صلاته في مكان النبي، مع أنّهم يدّعون أنّ هذه الصلاة دليل إمامته وخلافته بعد رسول الله.
4. إنه من أدلّة أفضلية أمير المؤمنين على أبي بكر، لأنّ أحداً لم يدّع كون إمامنا في الجيش، فيدلّ على أنّ النبي أراد إبقاء الإمام عنده في المدينة وإبعاد غيره عنها.
وخامساً : إنه قد أكدّ الأئمة في الحديث والسيرة وجود أبي بكر في الجيش وتخلّفه وردّوا على ابن تيميّة إنكاره للقضيّة.
أحسنت أخوي سلامة ... وهذا ليس أول موقف عصى المنافقين أمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الأطهار فلعنهم بصريح القول وأضيف تأكيدا لكلامك (( إنّ هذا تدبير وقائي صدر من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) اتجاه الذين سيغتصبون الخلافة من صاحبها الشرعي الإمام عليّبن أبي طالب (عليه السَّلام) بعد تواتر النصوص القرآنية والنبويّة على أنه الخليفة، بدءاً من أول البعثة إلى آخر عمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)))
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يأمر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بالاشتراك في حملة أسامة، في حين أثبت المؤرخون أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)لأبي بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح كما ذكر ذلك الذهبي في تأريخه – كتاب المغازي ص714، وابن سعد في طبقاته ج1 ص480، وابن الأثير في الكامل ج2 ص180، وابن الجوزي في منتظمه ج2 ص458، وغيرهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اقتباس :
كلام جيد في ظاهره حتى الآن ولكن ينقصه الدليل 00000
هههههههههههههههههههههه
والله انكم مساكين يا بني سلف ليش تقرا بس اسم الموضوع ؟! اقرا متحوى الموضوع وسوف تجد الذي رد قبلك بمشاركة وضع الادله يلله ورينا شطارتك
ولعن الله من تخلف عن جيش اسامة
صحيح البخاري - المغازي - بعث النبي (ص) أسامة بن زيد - رقم الحديث : ( 4109 )
- حدثنا : إسماعيل ، حدثنا : مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر (ر) : أن رسول الله (ص) بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقام رسول الله (ص) فقال : إن تطعنوا في إمارته ، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاًً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده.
إبن سيد الناس - عيون الأثر - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 352 )
- سراية أسامة بن زيد بن حارثة إلى إبني وهى أرض الشراة ناحية البلقاء قالوا : لما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مهاجره أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم ، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد ، فقال : سر إلى موضع مقتل أبيك فاوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحاً على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبقالأخبار ، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الإدلاء وقدم العيون والطلائع معك ، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله (ص) وجعه فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال : إغز بسم الله وفى سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجرف ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلاّ أنتدب في تلك الغزوة منهم أبوبكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبى وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريس ، فتكلم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله (ص) غضباً شديداًًًً ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر وحمد الله وأنثى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فما قالة بلغتني ، عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي إياه من قبله وأيم الله أن كان لخليقاً.
هههههههههههههههههههههه
والله انكم مساكين يا بني سلف ليش تقرا بس اسم الموضوع ؟! اقرا متحوى الموضوع وسوف تجد الذي رد قبلك بمشاركة وضع الادله يلله ورينا شطارتك
ولعن الله من تخلف عن جيش اسامة
صحيح البخاري - المغازي - بعث النبي (ص) أسامة بن زيد - رقم الحديث : ( 4109 )
- حدثنا : إسماعيل ، حدثنا : مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر (ر) : أن رسول الله (ص) بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقام رسول الله (ص) فقال : إن تطعنوا في إمارته ، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقاًً للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده.
إبن سيد الناس - عيون الأثر - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 352 )
- سراية أسامة بن زيد بن حارثة إلى إبني وهى أرض الشراة ناحية البلقاء قالوا : لما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مهاجره أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم ، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد ، فقال : سر إلى موضع مقتل أبيك فاوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحاً على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبقالأخبار ، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الإدلاء وقدم العيون والطلائع معك ، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله (ص) وجعه فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال : إغز بسم الله وفى سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجرف ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلاّ أنتدب في تلك الغزوة منهم أبوبكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبى وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريس ، فتكلم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله (ص) غضباً شديداًًًً ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر وحمد الله وأنثى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فما قالة بلغتني ، عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي إياه من قبله وأيم الله أن كان لخليقاً.
مع ملاحظه تدليس البخاري ومسلم
كاتب الموضوع قال :
اقتباس :
أمر النبي بتجهيز جيش أسامة ولعنه لمن تخلف عن الجيش