اسباب كثيرة ينزل بسببها العذاب ولكن لعل اهمها هو لوعة الأم والأب وحرقتهم بسبب معصية الأبناء فقد اعتبر الله تعالى جريمة عصيان الام والاب مساوية للشرك الذي هو من اعظم الذنوب وكبائرها فقال تعالى في سورة النساء... 36 : (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا)).
كل الكتب السماوية اجمعت على ان اللعنة تحل بالناس وان احد اهم اسباب نزولها هو الظلم ومن بين ذلك العقوق والعصيان ، ولذلك نرى ان الكتاب المقدس ايضا لم يهمل هذا الجانب فقال ان هناك اجيال ملعونة كلها . والسبب هو عقوق الوالدين
فنقرأ في سفر الامثال 30 : 11 (( جيلٌ يلعنُ أباهُ ولا يُبارك امهُ ،جيلٌ طاهرٌ في عيني نفسهِ، وهو لم يغتسل من قذره . جيلُ ما ارفع عينيه وحواجبُهُ مرتفعة. جيلٌ اسنانهُ سيوفٌ وأضراسهُ سكاكين، لأكل المساكين عن الأرض والفقراء من بين الناس. العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة امها، تُقورها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر)).
يعني هذه العيون التي تنظر بازدراء للام والاب تستحق ان تفقأ وتأكلها الغربان .
من كل ذلك يتبين ان الرسالات جميعا حاولت حماية الام والأب من الابناء ولكن الديانات الأخرى كانت قاسية جدا بحكمها فانزلت اقسى الاحكام بحق الولد العاق فقالت في سفر اللاويين 20: 9 (( كل إنسان سبّ أباهُ أو أمهُ فإنهُ يُقتل. قد سب أباه أو امه . دمهُ عليه)).
ولكن في الاسلام فإن الله جعل عقوبة العاق في الدنيا عدم التوفيق وفي الآخرة نار ابدية لان العقوق من الكبائر .
ولكنه تعالى حاول ان يحمي الام والاب منا في الدنيا فقال في سورة الاسراء : 23 ((وقضى ربك الا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)).
فلو وجد الله تعالى اصغر من كلمة اف ، لذكرها.
وقد قيل في سفر الأمثال 20: 20 (( من سبّ أباهُ أو أمهُ ينطفئ سراجهُ في حدقة الظلام)). أي تكون له معيشة ضنكا ونحشرهُ يوم القيامة أعمى . أي ان الله يُطفئ سراج عينيه في ظلمة العذاب الحالكة.
أيها الابناء لا تكونوا من الاجيال الملعونة استغلوا فرصة وجود الام والاب بينكم لتنالوا ببرهما توفيق الدنيا وفوز الآخرة. فإن نور الاحسان إليهما يسعى بين ايديكم يوم القيامة.