|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 90
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 192
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
نصيحتي لكم !!
بتاريخ : 04-08-2006 الساعة : 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الانسان مجبول على حب الجمال والجمال له تفرعات مختلفة ومنها الجمال الباطني للانسان وهو يحتاج الى جهد مستمر لتصفيته من الشوائب النفسية كالحسد مثلا الذي يعتري النفس وفي المقابل النُصح وحبّ الخير للآخرين
بمعنى أنّ الإنسان ليس فقط لا يحبّ زوال النعمة من الآخر بل يطلب بقائها وزيادته عليه وعلى جميع الناس الأخيار والصالحين، أو بتعبير آخر : إنّ ما يحبّه لنفسه ويطلبه لذاته من السعادة والخير المعنوي والمادي يريده ويحبّه للآخرين، وهذه الصفة والحالة النفسية تعد من الفضائل الأخلاقية
المعروفة والّتي وردت الإشارة إليها في الآيات القرآنية والروايات الإسلامية.
إنّ الأنبياء كانوا ناصحين مشفقين على أقوامهم وكانوا يحبّون الخير لهم، وهذه الحالة تعتبر من صفاتهم البارزة كما يقول القرآن الكريم على لسان (نوح) شيخ الأنبياء : (اُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَاَنْصَحُ لَكُمْ وَاَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
فهنا نرى انه بعد مسألة إبلاغ الرسالة تتحدّث الآية الكريمة عن النُصح وحبّ الخير للاُمّة وهي النقطة المقابلة للحسد والبخل والخيانة.
ونفس هذا المعنى مع تفاوت يسير ورد عن النبي هود (عليه السلام) حيث يقول : (أُبَلِّغُكُمْ رِسَـالاَتِ رَبِّى وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) وهذا المعنى ورد أيضاً عن النبي صالح (الأعراف الآية 79) والنبي شعيب (الأعراف الآية 93).
ومن البديهي أنّ حبّ الخير للآخرين لا ينحصر بهؤلاء الأنبياء الأربعة، بل يشمل جميع الأنبياء الإلهيين والأولياء المعصومين الّذين كانوا يتّصفون بهذه الصفة الإيجابية، وكذلك يجب على أتباعهم أيضاً أن يكونوا من محبي الخير للآخرين ويطهرون أنفسهم من الحسد والبخل.
وفي حديث شريف عميق المضمون ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال عن رجل من الأنصار انه من أهل الجنّة، وعندما تحقّقوا في سيرته وعمله فلم يروا انه كان كثير العبادة مثلاً، بل كان حينما يأخذ مضجعه في منامه يذكر الله تعالى ثمّ ينام حتّى صلاة الصبح، فأثار فيهم حاله هذا التساؤل والاستغراب، فسألوا منه عن السبب في أنّه صار من أهل الجنّة فقال «مَاهُوَ اِلاّ مَا تَرَوْنَ غَيْرَ اِنِّي لاَ اَجِدُ عَلَى أَحَد مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي نَفْسِي غِشّاً وَلاَ حَسَداً عَلَى خَيْر اَعْطَاهُ اللهُ اِيَّاهُ»
3. المحجّة البيضاء، ج 5، ص 325.
وفي حديث آخر عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «اِنَّ اَعْظَمَ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَمْشَاهُمْ فِي اَرْضِهِ بِالنَّصِيحَةِ لِخَلْقِهِ»(1).
وفي رواية اُخرى وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً ذكر فيها المعيار لحبّ الخير للناس وأنّه أن يرى منافع الآخرين كمنافع نفسه ويدافع عنها كما يدافع عن منافعه حيث قال «لَيَنْصَحُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ اَخَاهُ كَنَصِيحَتِهِ لِنَفْسِهِ»(2).
ويقول الراغب في كتابه (مفردات القرآن) : النصح، تحرّي فعل أو قول فيه صلاح صاحبه، وهو من قولهم نصحت له الودّ، أي أخلصته، وناصح العسل أي خالصه أو من قولهم : نصحت الجلد خطته، والناصح يقال للخياط. (لأنّه يصلح القماش ويخيطه) وبما أنّ الشخص الخيّر يسعى إلى اصلاح عمل الآخرين من موقع الاخلاص والخلوص استعملت في حقّه هذه المفردة، وأساساً فإنّ كلّ شيء خالص من الشوائب سواءاً في الاُمور المادية أو المعنوية، في الكلام أو العمل، يقال له : ناصح.
وعلى هذا الأساس فعندما يرد بحث النصيحة في أجواء البحوث الأخلاقية فإنّ المقصود منه ترك أيّ شكل من أشكال الحسد والحقد والبخل والخيانة.
تبقى هناك مسألة استعداد الانسان لتصفية باطنه من هذه الرذائل اولا ثم الاهتمام بمن حوله ويعتبرهم كنفسه يحب لهم الخير ويرشدهم اليه وبالتالي يصبح المجتمع كخلية واحدة تنتج شهدا لذيذافيه شفاء للناس 000________________________________________
1. اُصول الكافي، ص 28، ح 4 و 5.
2. المصدر السابق
|
|
|
|
|