|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64604
|
الإنتساب : Mar 2011
|
المشاركات : 65
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
أغلى من الدنيا وذهبها وفضتها
بتاريخ : 16-03-2012 الساعة : 11:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) ( الزمر9 )
يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان ج 17 ص 243: العلم وعدمه مطلقان لكن المراد بهما بحسب ما ينطبق على مورد الآية العلم بالله وعدمه، فإن ذلك هو الذي يكمل به الإنسان وينتفع بحقيقة معنى الكلمة ويتضرر بعدمه ، وغيره من العلم كالمال ينتفع به في الحياة الدنيا ويفنى بفنائها .
المعرفة أغلى من الدنيا وما فيها
تعتبر الآيات القرآنية والنصوص الدينيّة، كنوزاً ثمينة ورأسمال لا يضاهى لحياة الإنسان في الدنيا والآخرة، فهي كنوز مفعمة بالحكمة والنور ولا يمكن قياسها مع أموال الدنيا الماديّة والظاهريّة، ففي الوسائل عن أبي جعفر عليه السلام قال : (سارعوا في طلب العلم فوالذي نفسي بيده لحديث واحد تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة).
بل إن المعارف التي يستفيدها الإنسان من هذه النصوص هي قبل أن تكون مجموعة من المصطلحات الجامدة التي لا تفيد صاحبها بل ربما تعود عليه بالضرر لأنها قد تشكل حجابا ومانعا من القرب والزلفى والوصول إلى الله، إنما هي نور يقذفه الله في القلوب الصافية والمهيأة لتلقي هذا النور كما قال الصادق عليه السلام ليس العلم بكثرة التعلم ، وإنما هو نور يقذفه الله تعالى في قلب من يريد الله أن يهديه)، هذا النور الذي يدخل الى القلب لينير عتمة الشك والتزلزل والاضطراب والقلق وغيرها من أمراض القلب القاتلة، ويدخل هذا النور إلى العقل والفكر ليسترشد به الطريق والسبيل فيميز من خلاله طريق الهداية من طريق الضلال ويحدد من خلاله الهدف والغاية التي تنجيه من الغرق في بحور التيه والضياع والضلال.
والنصوص الدينية التي بين ايدينا تتمثل بالقرآن الكريم وبكلام العترة الطاهرة محمد وآله الطاهرين، فعن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله) : أنا أوّل وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة ، وكتابه وأهل بيتي ثمّ أمتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي)
القرآن الكريم
هو رسالة المحبوب إلى حبيبه يتجلى فيها الله لخلقه، فعن الإمام الصادق(عليه السلام): «لقد تجلّى اللّه لخلقه في كلامه، ولكنّهم لا يُبصِرون».
وقراءة القرآن هي أفضل الأعمال عند الله كما ورد عن الإمام علي(عليه السلام): «ليكن كلّ كلامِكُم ذكر اللّه وقراءة القرآن، فإنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)سُئل: أيّ الاعمال أفضل عند اللّه؟ قال: قراءة القرآن وأنت تموت ولسانك رطب من ذكر اللّه».
وفي دعاء ختم القرآن للامام زين العابدين
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلِ القُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إلَى مَحَلِّ السَّلامَةِ، وَسَبَباً نُجْزَى بِهِ النَّجاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، وَذَرِيعَةً نُقْدِمُ بِهَا عَلَى نَعِيْمِ دَارِ الْمُقَامَةِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْطُطْ بالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الاوْزَارِ، وَهَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الاَبْرَارِ وَاقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ دَنَس بِتَطْهِيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَـآءُوْا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمُ الاَمَـلُ عَنِ الْعَمَـل فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ واجْعَلِ القُرْآنَ لنا فِي ظُلَمِ اللَّيالِي
مُونِساً وَمِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَخَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً، وَلاقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إلَى الْمَعَاصِيْ حَابِساً، وَلاِلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الباطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الاثامِ زَاجِراً، وَلِمَا طَوَتِ الغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الاعْتِبَارِ نَاشِراً حَتَّى تُوصِلَ إلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ وَزَوَاجِرَ أَمْثَـالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلاَبَتِهَا عَنِ احْتِمَالِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَدِمْ بِالْقُرْانِ صَلاَحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنَا وَعَلاَئِقَ أَوْزَارِنَا، وَاجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا، وَأَرْوِ بِهِ فِي مَـوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأ هَوَاجِرِنَا، وَاكْسُنَا بِهِ حُلَلَ الاَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الاكْبَرِ فِي نشُورِنَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الامْلاَقِ، وَسُقْ إلَيْنَا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الارْزَاقِ، وَجَنِّبْنَا بِهِ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدَانِيَ الاخْلاَقِ،
هذا المقطع من الدعاء يشير إلى أن القرآن الكريم ومن خلال الاهتمام به قراءة وتدبرا وحفظا له مجموعة من الخواص التي قد تصل بالإنسان إلى حد الحصول على نحو من أنحاء الاعتصام، والوصول إلى عصمة مانعة عن ارتكاب الذنوب والآثام ، فالاهتمام بالقرآن ورعايته ودراية حقائقه يعتبر سلما نرتفع بواسطته إلى أعلى منازل الكرامة ومحل السلامة ، وذريعة وسببا للنجاة والنعيم في دار المقامة.
وذلك لأن نفس الاهتمام بالقرآن الكريم:
1- يكون حارسا للإنسان من نزغات الشيطان وخطراته ووساوسه ،
2- بل انه يحبس أقدامنا عن أن ننقلها إلى المعصية وأماكن الرذيلة،
3- ويخرس ألسنتنا من غير علة وآفة عن الخوض في الباطل والكذب والغيبة والنميمة والفحش والسب وغير ذلك
4- الاهتمام بالقرآن بنفسه يزجر جوارحنا عن اقتراف الاثام ،
5- الاهتمام بالقرآن يعتبر ناشرا وكاشفا لما طوته وغطته الغفلة عن بصائرنا فنعتبر من خلاله،
6- إننا من خلال الاهتمام بالقرآن نغسل عن قلوبنا درن وعلائق الأوزار ، ونتجنب الصفات والأخلاق المذمومة،
7- ونروي من خلاله ظمأ هواجرنا يوم العرض على الله، إلى غير ذلك مما ذكر في مطاوي الأدعية والروايات.
كلام أهل البيت
إن الاهتمام بالروايات الصادرة عن أهل بيت النبوة له آثاره الدنيوية والأخروية أيضا ، وقبل التعرض لذلك ينبغي التنبيه على ما يلي:
فقد روى ثقة الإسلام الكليني في الكافي بسند صحيح، قال :قال أبو جعفر عليه السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : (شرّقا وغرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهل البيت) هذه الرواية تشير إلى ظرف خاص وهو كثرة المدارس الفكرية التي انتشرت في عصر الأئمة فكانوا عليهم السلام يحذرون شيعتهم وأتباعهم من الانجراف خلف هذه المدارس التي تحتوي على الغث والسمين وتنتج علوما يختلط فيها الحق بالباطل، ولا تعني هذه الرواية أن بعض العلوم التي توصلت لها البشرية عبر الأجيال كعلم الإدارة وعلم السياسة والاقتصاد ونحو ذلك باطلة لأنها لم تصدر عنهم عليهم السلام، ولعل المراد من العلم في هذه الرواية هو العلم بالله كما أفاد العلامة الطباطبائي في تفسر الآية التي صدرنا بها الحديث، وعليه فهي غير ناظرة إلى مثل هذه العلوم أصلا.
علومهم عز في الدنيا ونور في الآخرة
عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : التقية ترس المؤمن ، والتقية حرز المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقية له ، وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز وجل فيما بينه وبينه فيكون له عزا في الدنيا ونورا في الآخرة ، وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلا في الدنيا ، وينزع الله ذلك النور منه .
كلامهم له حلاوة في قلوب المؤمنين
ففي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن رجل قال : كتبت إلى أبي محمد عليه السلام : روي عن آبائكم أن حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن ، قال : فجاءه الجواب : إنما معناه أن الملك لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك مثله ، ولا يحتمله نبي حتى يخرجه إلى بني مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن مثله ، إنما معناه أنه لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره حتى يخرجه إلى غيره .
آثار الاشتغال برواياتهم عليهم السلام
يقول المرجع الديني السيد المرعشي النجفي (قدّس سرّه):
ذات يوم جاء الشيخ عباس القمي(رحمه الله) إلى منزلنا، وكان يوماً حارّاً، فذهبت لأحضر له كأساً من الزنجبيل، وحينما جئته به، رأيت أنني نسيت أن أضع فيه الملعقة ليخلطه قبل شربه، وحينما ذهبت مرة ثانية، تأخّرت قليلاً، إذ قمت بغسل الملعقة التي كانت متسخة ولم يكن لدينا غيرها... وحينما عدت إليه رأيته يخلط الشراب بإصبعه. فبادرني إلى القول:
لا تظنني على عجلة لشرب الكأس، ولكنني تذكّرت بأنني أكتب وأنقل روايات وأحاديث الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، وظننت أن تكون البركة بإصبعي فيرتفع بها ما أشعر من الحمى.
وأضاف السيد المرعشي النجفي رحمه الله: وبعد هنيئة وضع الشيخ عباس القمّي يده على الأخرى وقال لي: لقد انقطعت الحمى!
ويروى أن الميزرا النائيني (أعلى الله مقامه الشريف) ابتلي بألم في رجله ولم ينفع مع ذلك الألم أي علاج...
ويوما التقى شيخ عباس القمي وقال له المحقق النائيني: أدع لي يا جناب الشيخ لعل الله سبحانه وتعالى يسمع دعاءك ويشفيني مما أنا فيه.
فقال المحدث القمي: أيها الميرزا الكريم: أنا لست على يقين من أنني لم أعص الله سبحانه وتعالى بلساني، لذا فإني لا أدعو لك به، ولكن عندي يقين بأني لم أرتكب ذنباً، أو معصية بيدي هذه. فقد أفنيت هذه الحقبة من عمري في كتابة روايات وأحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل البيت ( عليهم السلام ) وإذا لم تشفك يدي هذه فإني سأقطعها.
فوضع يده الشريفة على رجل الميرزا النائيني فبرئت رجله وشفاه الله من تلك الآلام التي كان يعاني منها.
وما كان ذلك الأثر السريع ليد الشيخ عباس القمي إلا بإخلاصه وعمله الدؤوب في طاعة الله..
وهذه قصة أيضا تكشف لنا مدى إخلاص الشيخ عباس القمي
يقول: كان أبي يذهب إلى مسجد قريب من البيت يصلي ويستمع إلى الخطبة، أو المحاضرة التي تلقى بعد الصلاة، وكان الشيخ يقرأ قصصا من كتاب "منازل الآخرة " الذي كتبته وألفته ولكن أبي لا يعلم أن هذا الكتاب من مؤلفات ولده. فكان والدي كلما جاء إلى المنزل قال لي: يا ليتك تكتب كتابا كالكتاب الذي يقرأ منه ذلك الشيخ. أو يا ليتك تكون مثل هذا الشيخ الذي يحدثنا.
لما سمعت من أبي هذه الكلمات كدت أقول له : يا أبتي أن الشيخ يقرأ من كتابي. ولكني قلت في نفسي: لا يهم أن عرف والدي ذلك أو لم يعرف. المهم أن يقبل الله مني ذلك العمل، ولذلك سكت ولم أقل شيئاً، وكلما أعاد لي القول طلبت منه أن يشملني بدعائه من أجل أن يوفقني الله..
والحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|