داعش ( الدولة الاسلامية في العراق والشام)
بعد تهيئة لعدة سنين ودورات حزبية بعثية كدورات الصحوة الدينية ودورات عسكرية مكثفة كفرق فدائيي صدام وغيرها , و( معايشة) ليست بالقصيرة داخل الجوامع وتحالف مع الفرق السلفية الوهابية ولدت داعش التكفيرية. الهدف الاول والاخير هو حرب الشيعة وتصفيتهم بأي وسيلة ممكنة , بالمفخخات والقنابل الانتحارية , بدس السموم في المواد الغذائية وفي مياه الشرب, بنشر المخدرات وحبوب الهلوسة وبكل الوسائل الممكنة. قد يتعجب القارئ ويتساءل عن هذا الدافع وهذا الحماس لحرب الشيعة وقتلهم ؟ ويزول العجب عند معرفة السبب كما قيل , فالحرب على التشيع ليست وليدة اليوم فهي حرب بدأت منذ يوم السقيفة بعد رحيل النبي (ص) وتكالب العرب والمسلمين على حرب الامام علي بن أبي طالب وعزله عن الخلافة وعند تسديه امر الخلافة خرج عليه المسلمون في ثلاث حروب وخلال أربع سنين من حكمه في حرب صفين والجمل والنهروان, ولم يسلم أنصار الامام علي واولاده واحفاده من القتل والاغتيال على مدار الاجيال وبحث هذا يطول في هذه العجالة من موضوعنا هذا ويجده الراغب في كتب التاريخ كحقائق لايتغاضى عنها سوى الحمقى والمغفلين , وسيعلم الباحث في تاريخ هذه الامة أن لكل جيل دور في حرب الامام علي وحرب انصاره وشيعته, وما نعيشه في عهدنا هذا هو نصيب جيلنا من تلك المقاتل والحروب , فداعش وجدت منذ ذلك الوقت ولكنها حملت مسميات مختلفة
( راجع : داعش في تاريخ الاسلام
http://marwan1433.blogspot.ca/2015/07/blog-post_18.html
اليزيديون يهربون الى الجبال هربا من داعش على الموصل وسنجار صيف عام 2014 م , صورة لاتختلف عن هروب الاكراد عام 1991 في مجازر الانفال البعثية !
خروج ثلث سكان مدينة الموصل صيف 2014 بعد سيطرة عصابات داعش على المدينة
1-الاسم !
تسمى التنظيم المنشق من تنظيم القاعدة ب ( الدولة الاسلامية في العراق والشام) , ولم يكن الاسم اعتباطا , فالطبخة الجديدة السريعة التي أولدت هذا التنظيم درست كل حرف وكل شعار وكل صورة , في سبيل الوصول الى اقصى الغايات في الحرب المستمرة ضد الشيعة والتشيع, والحرب ستكون مستمرة بأيجاد اقاليم ودويلات سنية وشيعية تتناحر فيما بينها, وعلى التنظيم أن يهئ الارضية للتقسيم, ولكن لماذا اختار هذا الاسم ( الدولة الاسلامية في العراق والشام)؟
كما هو معروف أن الدولة الوحيدة في العالم اليوم التي تحمل اسم ( الاسلامية ) هي أيران , لذلك خرج هذا التنظيم بأسم يشابه اسم الجمهورية الاسلامية الايرانية وسمى نفسه بالدولة الاسلامية , على الرغم من أن هناك اكثر من اسم لمن يدعي أن يكون على منهاج الاسلام كأن يتسمى بدولة الخلافة , أو دولة الاسلام, أو دولة الراشدين .. الخ لكن التنظيم الجديد حمل اسم ( الاسلامية) لغاية في نفس صاحب المخطط!
وهكذا في كل مرة يذكر فيها اسم ( الاسلامية) في الاخبار والفضائيات والصحف والمؤتمرات السياسية..ألخ فإن الانظار تتجه الى ( الجمهورية الاسلامية ايران) والى ( الدولة الاسلامية (داعش)), وبهذا الخلط في عقول الناس يتشابه الامران عندهم بتشابه الاسماء , وعندما تقوم داعش بقطع الرؤوس وتفجير دور العبادة فإن العقلية السطحية لجماهير الناس وعوامهم تخلط هذه الاعمال بأسم ( الجمهورية الاسلامية) , وهذه الحيلة في علم النفس الجمعي تسمى بالانتحال, فتشابه الاسماء في التفكير السطحي عند الجماهير يؤدي الى حصيلة حتمية وهي تشابه الافعال أيضا ! على الرغم من خطأ حصيلة التفكير السطحي هذا , إلا أنه يسري في عقول الجماهير بسرعة فائقة ,ويحقق نتائجا في الانتحال وتشويه الصور , وبذلك يتم تشويه الجمهورية الاسلامية أولا وتشويه الدين نفسه في وقت واحد.
أما تسمية الدولة بالاسلامية في العراق والشام , وليس غير ذلك , فأن ذلك يبين بجلاء اصول المخطط الخبيث , فلماذا لم تتسمى الدولة الداعشية بالدولة الاسلامية في ليبيا وتونس , او الدولة في الاردن وسوريا ؟ لماذا التركيز على ( العراق والشام )؟
السبب هو قلب هذه المنطقة التي تحوي غالبية من الشيعة والموالين لدولة ايران والموالين لحزب الله الشيعي في لبنان, لذلك كان لزاما ان تظهر الدولة الداعشية في هذه المنطقة لخطورة هذه المنطقة واستمداد قوة مواطنيها الشيعة من ايران العدو اللدود الاول والاخير لصاحب مخطط التقسيم! التقسيم سيبدأ من هذه المنطقة لذا كان لزاما ان تظهر هذه العصابات المجرمة في ( العراق والشام) فبها ستهاجر الاقليات وتهرب من مناطقها وبذلك تٌرسم حدود جديدة تمهيدا لتقسيم المنطقة, وتحويلها الى دويلات موالية لاسرائيل أو اضعف من ان تعلن عداءها لها, وبذلك تضمن اسرائيل حدودا آمنة كما ضمنتها مع الاردن والسعودية طوال السنين!
2- الزي والعمامة السوداء
شيوخ السنة لايلبسون العمامة السوداء مطلقا , فشيخ الازهر مثلا والفقهاء المشهورين كالقرضاوي المصري وغيره عمائمهم بيضاء ويمكن رؤيتها في صورهم , فلماذا امير او قائد او المتسمي بابي بكر البغدادي قائد تنظيم داعش السني والذي ينادي بنصرة أهل السنة لبس عمامة سوداء ؟ ماهو السبب ياترى؟
إن صاحب المخطط لم تفته هذه النقطة ايضا, وكما سميت داعش نفسها ب الدولة الاسلامية تعمدا لتشويه اسم الجمورية الاسلامية الايرانية, كما تقدم في السطور السابقة , قام المدعو البغدادي بوضع عمامة سوداء على رأسه تشبها بمراجع الشيعة في ايران والعراق ولبنان! من اجل اتمام عملية التشويه والحط من مقامهم .
فعندما يأمر البغدادي ذو العمامة السوداء عصاباته بقطع الرؤوس وبيع النساء في الاسواق وخطف الاطفال ويظهر على منابر الجوامع بعمامته السوداء تشبها بعمامات مراجع الشيعة فأن التشويه يؤدي فعله بصورة قوية في أذهان الجماهير .
إذن وفق نظرية الانتحال سيتم تشويه من يلبس العمامة السوداء , باختلاط الصورة في اذهان الناس مع صورة العميل البغدادي الذي يلبس العمامة السوداء, وبذلك قدم داعش صورته المشوهة واقحمها مع اسم وصورة العلماء والمراجع والقادة اصحاب العمائم السوداء!
صورة ارشيفية للمجرم ابراهيم عواد المتسمي بابي بكر البغدادي رئيس عصابات داعش,
هذه الصورة قبل ولادة التنظيم والملاحظ انه يلبس العمامة البيضاء كأي طالب في العلوم الدينية أو عالم ديني سني. لكن الامر اختلف بعد اعلان التنظيم فقد ظهر البغدادي في كافة صوره وافلامه وهو يلبس عمامة سوداء لتشويه اصحاب العمائم السوداء وهم مراجع الشيعة وبالاخص السيد الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية والسيد الخمنئي المرجع المعاصر وقائد الثورة , وكذلك السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني وباقي مراجع الشيعة كالسيد السيستاني في العراق وغيرهم فجميعهم وهم من السادة يلبسون العمامة السوداء , لذا كان لزاما على صاحب المخطط أن يجعل من المجرم البغدادي شبها لاولئك المراجع تشويها للثورة وتشويها للمبادئ وانقاصا لهم .
لاحظ الصورة الاتية وهي للمجرم البغدادي بعد اعلانه التنظيم وقد لبس العمامة الشيعية السوداء تعمدا , لتشويه الشيعة وتبغيضهم في اعين العالم
بوضعه العمامة السوداء على رأسه ادخل العميل البغدادي نفسه بين الصور الآتية وجعل نفسه يشبههم , حتى تختلط الامور في عقول الجماهير بتشابه الصور وتشابه الزي, ويؤدي ذلك الى اكمال الصور في عقل الجماهير السطحي فتكون الحصيلة في عقول الناس ( تشابه الافعال ايضا). وبذلك يتم التشويه والانتحال!
صور مراجع الشيعة , من اليمين السيد الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية, الشهيد محمد باقر الصدر استشهد بأيدي النظام البعثي في العراق عام 1980, الشهيد محمد الصدر أغتيل على يد العصابات البعثية في العراق , الشهيد محمد باقر الحكيم استشهد في تفجير مفخخ لعصابات القاعدة والبعث في العراق.
السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني..
تأمل العمامة السوداء والزي , لقد انتحل المجرم البغدادي هذه العمامة والزي لتشويه صاحب الصورة اعلاميا وسياسيا ودينيا. فالحرب ليست بالقتال فقط انما في وسائل الاعلام وتبشير الناس والتأثير على تفكيرهم.
يتبع...