ما جرى في احداث الموصل في الايام الماضية وقبلها متصل معها في احداث محافظة الانبار لعله لا يحتاج من سياسيي الشيعة( ونعتذر مما قد يشم من هذا التعبير النبرة الطائفية) ان يفهموا ويتيقنوا ان مستقبلهم السياسي ولو بالحسابات السياسية والمصلحية الفئوية التي يلام وينتقد عليها اغلبيتهم وبدرجات ، فأنها مربوطة الان بقضية عقائدية اصلها حدية في واقعها. لا تفهم الا هدف واحد وهو فرض نفسها على الواقع ومكوناته جميعا وباي طريقة وتحركها مصالح من الخارج اكبر فاكبر في مشروعها العالمي.
الشريك( العدو) المفروض به وعلى الاقل ان تكون علاقته بالشركاء شريفة او متزنة في ظل ما اتفق به مع الشركاء تحت خيمة الوطن الواحد والمصير المشترك. وان يكون التنافس تنافس شريف وعلى الاقل بحدود الاعراف ولو المنطقية المعروفة في كل كيانات العالم السياسي.
ولكن ان تاتي قوى الاستكبار العالمي من اقصى الارض وما حولها وتفرض على شعب عنوان حكومة شراكة وطنية عادلة ديمقراطية. في ظاهرها ، ثم يستفيق صباح كل يوم شعبه ليرى تحطم البنية التحتية والفوقية لوطنهم وتنتهك حرماتهم ومقدساتهم وانفسهم في ابشع صورة من الة التدمير والقتل في العصر المشهود. وكل ذالك برعاية الدول العظمى والشراكة الوطنية التي فيها مستقبل الشعب والوطن.
انا من اول ولست اخر كافر بهذا كله.
ما جرى مؤخرا ليس مسالة قليلة ولا اهدافها بسيطة ، بل مما وصل ويتناقل من معلومات يظهر وكما فهمه الجميع على انه مؤامرة كبرى صنعها واعد لها الشريك السياسي المفترض في هذا الوطن.
هذا الشريك وبحدود حجم العمل واهدافه لا يمكن تصوره ايضا غير مرتبط بالراعي الاكبر والراعي الاصغر له ، وهما الصهيو امريكية وحكام دول التكفير الداعمة للارهاب في الاقليم.
ويظهر ان خطة التقسيم كانت حاضرة في هذا المشروع وان استخدم فيها علماء السياسة والمؤامرة الصديق والعدو لمحاولة خلق الفوضى الخلاقة اللازمة للبدأ فيها بعد ان صنعت مختبرات الدول الكبرى تلك الجرثومة التكفيرية وزرعتها في اماكن التغيير المطلوب. ولكن شائت الطاف السماء ورعايته ان تنكشف وان تفاجئ بما لم يحسب حسابه جيدا.
الحكومة العراقية المنتهية دورتها الان والتي على مشارف عهد جديد عليها ان تستفاد مما حصل وتعلم ان امريكا ومن معها لا يمكن ان يكونوا طرف او سبب في استقرار العراق . وبالتالي الطلب من امريكا للمساعدة العسكرية والسياسية في حل التدهور الخطير هو اكثر ما فيه سيكون مسكن واعراضه الجانبية اخطر بكثير.
وان الشريك السياسي الغادر يجب ان يعامل ويحاسب بحزم وهذا متعلقه بقياداتهم وكذالك في الدستور والية النظام من قوانين وصلاحيات
التي يجب ان تعدل على الطريقة التي تضمن حماية العراق وامنه ومصالحه القومية التي هي فوق الشراكة والمحاصصة.
الحكومة العراقية عليها ان تستفاد من فرصتها الذهبية وهي دعم المرجعية ومن خلفها من ابناء الشعب في تحديات الاحداث الاخيرة ويمكن لها ات تخلق عهد جديد بهذا الدعم . وتستطيع ان تغير موازين الصراع في المنطقة الذي يتصل بها بشكل مباشر وغير مباشر . فلا مستقبل لسياسيي الشيعة بدون القاعدة الشعبية الداعمة لهم ومرجعيتهم الدينية التي هي قطبهم الثابت على مر الزمان ،فعليهم الحفاظ عليها لانها سبب اساسي في بقائهم واستمرارهم ولو فيما يتعلق بالجانب السياسي في فكرهم واولوياتهم .
وياليت تعي الحكومة والقادة السياسيين لهذا الامر بشكل عملي ، وتحاول الخروج من رهن قيد امريكا وتدخلها وتعتمد على نفسها وشعبها ومن يمكن الوثوق به عقائديا وسياسيا كدولة ايران. التي لا تزال تعرض المساعدة وتحارب وتقاوم قوى الاستكبار العالمي الذي يهدد شيعة ال البيت ع وكل صوت وصحوة شريفة في المنطقة العربية.
ولعله الايام القادمة سوف تبين بشكل اكبر حجم المؤامرة والهدف الذي كان وراء هذا العمل والتدهور الخطير ،