قَالَ لَه الصَّغِيرُ : أَطَالَ اللهُ بِعُمرِكَ يَا أَبَي
إنّ اليَتِيمَ مَنْ لا أُمَّ لَه
فِي العِيدِ الوَطَنِيّ انقَسَمَ النَّاسُ إلى قِسْمَينِ
قِسْمٌ لَمْ يَعرِفْ مَا هُو الوَطَن
وآَخَر لم يَعْرِفْ مَا هُو العِيد
ولكِنَّهُم جَمِيعاً رَقَصُوا !
ؤ
وزيرُ الصِّحةِ القَدِيمِ نَهَبَ الأدوِيَةَ
وكَتبَ على أَبوَابِ المُستَشفَياتِ " وإذَا مَرِضتُ فَهُو يَشفِين "
وزيرُ الصحّة الجَدِيد لعنََ القَديم
وقَالَ : " صومو تَصِحُّوا "
أَطَالَ اللهُ عُمْرَ وَالِينَا العَادِلِ
فَقد وَزَّعَ الظُّلمَ على الجَمِيعِ !
كُلّ مَنْ بَكَى فِلسطِينَ سَلَّمنَاه مَفَاتِيحَ القُدسِ
وفِي الليلِ أَغلَقَ اليَهُودُ عَليهِم أَبوَابَهَا ونَامُوا
وَقَضَينَا نَحنُ الليلَ فِي عَرَاءِ المَفَاتِيحِ !
كَانَ جَدِّي كُلّ ليْلَةٍ يَقُولُ لِي :
كُنْ صَالِحاً يُكَافِئكَ اللهُ بِعُمَرَ بن خَطَّابٍ جَدِيد
ولأَنِّي خُنتُ الوَصِيَّةَ
عِشْتُ فِي زَمَنٍ يَحْكمهُ ألفُ حَجَّاجٍ
قَضَى خَمْسَةَ عَشَر عَاماً كَـ " مُعتَقَلِ رَأي "
واستَغْرَقَ ليلَةً وَاحِدَةً ليَكْتَشِفَ أنَّ رِفَاقَه
بَاعُوا آرَاءَهُم فِي سُوقِ نِخَاسَةِ وُزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ
فَتَوجَّهَ إلى هُنَاكَ وقَالَ :
رُدُّوا عليّ سِجْنِي !
صَلَّينَا فِي بَيرُوتَ استِسْقَاءً فَغَرِقَتْ جَدَّة
وقُلنَا اللهُمّ لُمَّ شَمْلَ الضَّفَةِ وغَزَّةَ فَانشَطَرَ السُّودَان
وَدَعَونَا للقُدْسِ بالخَلاصِ فاحتَلَّ المَغُولُ الجُدُدُ بَغْدَادَ
وَمَا زِلنَا نَدْعُو دُونَ أَنْ نُؤَيِّدَ دُعَاءَنَا بِشَيْءٍ مِن القُطْرَانِ !
كُلُّ شَيْءٍ عَارٍ إلَّا الحَقَائِق !
كَانَ مِنَ الطَّبِيعِيّ أن نَقِفَ عَلى عَتَبَاتِ التَّارِيخِ كَالأيتَامِ
فَقد خَسِرْنَا مَعرَكَةَ الجُغرَافيَا بِفَدَاحَةٍ !
الشَّامُ تُصَافِحُ اليَمَنَ وتَقُول :
نَحنُ فِي المَذبَحَةِ أُختَان
هَكَذَا هُم النَّاسُ فِي هَذا العَصْرِ يَجمَعُهُم الظُّلمُ والقَهْرُ والمَوتُ
وَتُفَرِّقُهُم أَمرِيكَا !
يَومَ أُصِبْتُ بالحُمَّى عَرفْتُ أنَّ لكُلِّ شَيءٍ لُغَة
قَالت المِرآةُ : تَباً ، إنَّه الوَجهُ النَّحِسُ من جَدِيدٍ
قَالَ الصَّابُونُ : مَا أنتَنَ البَشَر
وقَالَ المَاءُ : كَفَّاكَ نَظِيفََان يَا أحمَق ، اغْسِلْ قَلبَكَ !
" تَعَلَّم الصِّينِيَّةَ فِي أُسبُوعٍ "
" تَخَلَّصْ من اكتِئَابِكَ فِي ثَلاثَةِ أيَّامٍ "
عَنَاوينُ كُتُبٍ لم أشْتَرِهَا لضِيقِ الوَقْتِ !
لَقَد اشتَريتُ
" سِتُّونَ خُطوَةً لتُحِبَّ زَوجَتَكَ "
تَبَيَّنَ بَعدَهَا أَنَّ المُؤَلِّفَ له تَجْرِبَتَي طَلاق
" دَعِ اليَأسَ وابْدَأ الحَياةَ "
مُؤَلِّفُه شَنَقَ نَفْسَه بَعدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَقَط عَلى أَوَّلِ طَبْعَة !
تحياتي