ذكر الشيخ احمد شحاتة السكندري في كتابه التعقب المتواني (وقد ضعّف الشيخ الألبانى أحاديثا مما احتواه (( رياض الصالحين )) ، وقلّده عليها كثيرون ممن لم يمعن النظر والفهم لدقائق مذهبه فى التضعيف ، وقد رجّحت القول بصحتها ، وأطلت البحث معه فى رسالتى (( السبل الوضيحة ببيان أوهام الألبانى بين الضعيفة والصحيحة )) ، ثم رأيت أن أفرد بالبحث والتبيين هذه الأحاديـث التى ضعَّفها الألبانى مما احتواه (( رياض الصالحين )) ، وهى عند الناقد المحقق على خلاف ما حكم الألبانى ! ، سيما مع إيداع أئمة الصحاح إياها فى (( صحاحهم )) ، كابن خزيمة ،وابن حبان ، ومع اختلاف مراتب الصحيح عند المحققيـن ، كما بينته فى (( دلائــل التوضيح إلى مراتب الصحيح )) .
ولربما ألزمته بلازم مذهبه فى (( السلسلة الصحيحة )) ، فقد صحَّح جملة من الأحاديث التى لها أشباه ونظائرفى (( السلسلة الضعيفة )) ، كان ينـبغى بناءاًً على مذهبه أن تأخذ حكمها ، أو تـنقل تلك الأشباه والنظائر إلى (( الصحيحة )) . والثانى من الحكمين أليـق بالمقام ، وأوفق لمقتضيات القواعد الحديثية عند أهل المعرفة بهذا العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم مولانا .......
وحتى عبد العزيز بن الباز قد وقف ضد الالباني وتفضل اقرا ماذا يقول فيمن يضعف صحاحهم
موقفنا ممن يضعف أحاديث في صحيح البخاري ومسلم
السؤال : ما موقفنا ممن يضعف أحاديث في صحيح مسلم أو صحيح البخاري ؟
الجواب:
الحمد لله
"هذا شذوذ عن العلماء لا يعول عليه إلا في أشياء يسيرة عند مسلم رحمه الله نبه عليها الدارقطني وغيره ، والذي عليه أهل العلم هو تلقي أحاديث الصحيحين بالقبول والاحتجاج بها كما صرح بذلك الحافظ ابن حجر والحافظ ابن الصلاح وغيرهما ، وإذا كان في بعض الرجال المخرج لهم في الصحيحين ضعف فإن صاحبي الصحيح قد انتقيا من أحاديثهم ما لا بأس به ، مثل : إسماعيل بن أبي أويس ، ومثل عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وجماعات فيهم ضعف لكن صاحبي الصحيح انتقيا من أحاديثهم ما لا علة فيه ؛ لأن الرجل قد يكون عنده أحاديث كثيرة فيكون غلط في بعضها ، أو رواها بعد الاختلاط إن كان ممن اختلط ، فتنبه صاحبا الصحيحين لذلك فلم يرويا عنه إلا ما صح عندهما سلامته .
والخلاصة : أن ما رواه الشيخان قد تلقته الأمة بالقبول ، فلا يسمع كلام أحد في الطعن عليهما رحمة الله عليهما ، سوى ما أوضحه أهل العلم كما تقدم .
ومما أخذ على مسلم رحمه الله رواية حديث أبي هريرة : (أن الله خلق التربة يوم السبت . . . إلخ الحديث). والصواب : أن بعض رواته وهم برفعه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار ؛ لأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
الصحيحة كلها قد دلت على أن الله سبحانه قد خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، أولها يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ؛ وبذلك علم أهل العلم غلط من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الله خلق التربة يوم السبت) ، وغلط كعب الأحبار ومن قال بقوله في ذلك ، وإنما ذلك من الإسرائيليات الباطلة، والله ولي التوفيق" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (25/69) .