|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 46821
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 437
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
مثالب العرب: نسب ابن العاص وفضح الإمام الحسن لهذا النسب
بتاريخ : 08-07-2010 الساعة : 11:59 AM
قال النسّابة الكلبي:
"وأمّا (النابغة) ذات الرایة أم عمرو بن العاص فإنها كانت بغیّاً من طوائف مكة، فقدمت مكة ومعها بنات لها، فوقع عليها العاص وائل في الجاهليّة في عدة من قريش منهم:
أبو لهب وهشام بن المغيرة وأبو سفيان بن حرب في طُهر واحد فولدت عَمرا.
فاختصم القوم جمیعاً فیها كلٌّ یزعم أنه ابنه ثم إنّها أضرب عنها ثلثه وأكب علیها اثنان العاص بن وائل وأبو سفیان بن حرب، فقال أبو سفیان: أنا والله وضعته في رحم أمه، فقال العاص: لیس هو كما تقول فحكّما أمّه فیه.
فقالت: للعاص، فقیل لها بعد ذلك ما حملك على ما صنعت وأبو سفیان أشرف من العاص؟
فقالت: إنّ العاص كان یُنفق على بناتي ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق عليّ العاص شيئاً وخفت الضيعة".
الكلبي (هشام بن أبي النضر محمد بن السائب) (204 هـ)
مثالب العرب، تحقيق نجاح الطائي، الطبعة الأولى، بيروت، دار الهدى، 1998، ص23-24. ـــــــــ
وقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي ما قاله الإمام الحسن عليه السلام في ابن الحرام عمرو بن العاص؛ فقال:
"روى الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات، قال: اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وعتبة بن أبي سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة، وقد كان بلغهم عن الحسن بن علي عليه السلام قوارص، وبلغه عنهم مثل ذلك، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن الحسن قد أحيا أباه وذكره، وقال فصدق، وأمر فأطيع، وخفقت له النعال، وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسوءنا.
قال معاوية، فما تريدون؟ قالوا: ابعث عليه فليحضر لنسبه ونسب أباه، ونعيره ونوبخه، ونخبره أن أباه قتل عثمان ونقرره بذلك، ولا يستطيع أن يغير علينا شيئا، من ذلك.
قال معاوية : إني لا أرى ذلك ولا أفعله، قالوا: عزمنا عليك يا أمير المؤمنين لتفعلن، فقال : ويحكم لا تفعلوا ! فوالله ما رأيته قط جالسا عندي إلا خفت مقامه وعيبه لي، قالوا: ابعث إليه على كل حال. قال: إن بعثت إليه لأنصفنه منكم. فقال عمرو بن العاص: أتخشى أن يأتي باطله على حقنا، أو يربي قوله على قولنا؟ قال معاوية: أما إني إن بعثت إليه لآمرنه أن يتكلم بلسانه كله، قالوا: مره بذلك. قال: أما إذ عصيتموني، وبعثتم إليه وأبيتم إلا ذلك فلا تمرضوا له في القول، واعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب، ولا واعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب، ولا يلصق بهم العار، ولكن اقذفوه بحجره، تقولون له: إن أباك قتل عثمان، وكره خلافة الخلفاء من قبله. فبعث إليه معاوية، فجاءه رسوله، فقال: إن أمير المؤمنين يدعوك. قال: من عنده فسماهم له.
فقال الحسن عليه السلام: مالهم خر عليهم السقف من فوقهم، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم قال: يا جارية، ابغيني ثيابي، اللهم إني أعوذ بك من شرورهم، وأدرأ بك في نحورهم، وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت، بحول منك وقوة، يا أرحم الراحمين ! ثم قام، فلما دخل على معاوية، أعظمه وأكرمه، وأجلسه إلى جانبه، وقد ارتاد القوم، وخطروا خطران الفحول، بغيا في أنفسهم وعلوا، ثم قال : يا أبا محمد، إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني.
فقال الحسن عليه السلام: سبحان الله، الدار دارك. والاذن فيها إليك، والله إن كنت أجبتهم إلى ما أرادوا وما في أنفسهم، إني لأستحي لك من الفحش، وإن كانوا غلبوك على رأيك، إني لأستحي لك من الضعف، فأيهما تقرر، وأيهما تنكر؟ أما إني لو علمت بمكانهم جئت معي بمثلهم من بنى عبد المطلب، وما لي أن أكون مستوحشا منك ولا منهم، أن وليي الله، وهو يتولى الصالحين. فقال معاوية: يا هذا: إني كرهت أن أدعوك، ولكن هؤلاء حملوني على ذلك مع كراهتي له، وإن لك منهم النصف ومنى، وإنما دعوناك لنقررك أن عثمان قتل مظلوما، وأن أباك قتله، فاستمع منهم ثم أجبهم، ولا تمنعك وحدتك واجتماعهم أن تتكلم بكل لسانك.
فتكلم عمرو بن العاص، فحمد الله وصلى على رسوله، ثم ذكر عليا عليه السلام، فلم يترك شيئا يعيبه به إلا قاله، وقال: إنه شتم أبا بكر وكره خلافته، وامتنع من بيعته، ثم بايعه مكرها، وشرك في دم عمر، وقتل عثمان ظلما. وادعى من الخلافة ما ليس له.
ثم ذكر الفتنة يعيره بها، وأضاف إليه مساوئ، وقال: إنكم يا بنى عبد المطلب لم يكن الله ليعطيكم الملك على قتلكم الخلفاء، واستحلالكم ما حرم الله من الدماء، وحرصكم على الملك، وإتيانكم مالا يحل. ثم إنك يا حسن، تحدث نفسك أن الخلافة صائرة إليك، وليس عندك عقل ذلك ولا لبه، كيف ترى الله سبحانه سلبك عقلك، وتركك أحمق قريش، يسخر منك ويهزأ بك، وذلك لسوء عمل أبيك. وإنما دعوناك لنسبك وأباك، فأما أبوك فقد تفرد الله به وكفانا أمره، وأما أنت فإنك في أيدينا نختار فيك الخصال، ولو قتلناك ما كان علينا إثم من الله، ولا عيب من الناس، فهل تستطيع أن ترد علينا وتكذبنا؟ فإن كنت ترى أنا كذبنا في شئ فاردده علينا فيما قلنا، وإلا فاعلم أنك وأباك ظالمان.
ثم تكلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فقال: يا بني هاشم، إنكم كنتم أخوال عثمان، فنعم الولد كان لكم، فعرف حقكم، وكنتم أصهاره فنعم الصهر كان لكم يكرمكم، فكنتم أول من حسده، فقتله أبوك ظلما، لا عذر له ولا حجة، فكيف ترون الله طلب بدمه، وأنزلكم منزلتكم، والله إن بنى أمية خير لبني هاشم من بني هاشم لبني أمية، وإن معاوية خير لك من نفسك. ثم تكلم عتبة بن أبي سفيان، فقال: يا حسن، كان أبوك شر قريش لقريش، أسفكها لدمائها، وأقطعها لأرحامها، طويل السيف واللسان، يقتل الحي ويعيب الميت، وإنك ممن قتل عثمان، ونحن قاتلوك به، وأما رجاؤك الخلافة فلست في زندها قادحا، ولا في ميزانها راجحا، وإنكم يا بني هاشم قتلتم عثمان، وإن في الحق أن نقتلك وأخاك به، فأما أبوك فقد كفانا الله أمره وأقاد منه، وأما أنت، فوالله ما علينا لو قتلناك بعثمان إثم ولا عدوان.
ثم تكلم المغيرة بن شعبة، فشتم عليا، وقال. والله ما أعيبه في قضية يخون، ولا في حكم يميل، ولكنه قتل عثمان. ثم سكتوا.
فتكلم الحسن بن علي عليه السلام، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله، ثم قال: أما بعد يا معاوية، فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني، فحشا ألفته وسوء رأى عرفت به، وخلقا شيئا ثبت عليه، وبغيا علينا، عداوة منك لمحمد وأهله، ولكن اسمع يا معاوية، واسمعوا فلأقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم. أنشد كم الله أيها الرهط، أتعلمون أن الذي شتمتموه منذ اليوم، صلى القبلتين كليهما وأنت يا معاوية بهما كافر تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزى غواية ! وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كليهما بيعة الفتح وبيعة الرضوان، وأنت يا معاوية بإحداهما كافر، وبالأخرى ناكث ! وأنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس إيمانا، وأنك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم، تسرون الكفر، وتظهرون الاسلام، وتستمالون بالأموال ! وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله، يوم بدر، وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه، ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله، ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفى كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته، وينصر دعوته، ويصدق حديثه، ورسول الله صلى الله عليه وآله في تلك المواطن كلها عنه راض وعليك وعلى أبيك ساخط ! وأنشدك الله يا معاوية، أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال : ( اللهم العن الراكب والقائد والسائق ! ). أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم، تنهاه عن ذلك:
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا**بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا
خالي وعمى وعم الام ثالثهم**وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا
لا تركنن إلى أمر تكلفنا**والراقصات به في مكة الخرقا
فالموت أهون من قول العداة: لقد**حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا
والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت. وأنشدكم الله أيها الرهط، أتعلمون أن عليا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل فيه: ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) وأن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة فنزلوا من حصنهم فهزموا، فبعث عليا بالراية، فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله، وفعل في خيبر مثلها! ثم قال : يا معاوية أظنك لا تعلم أنى أعلم ما دعا به عليك رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد أن يكتب كتابا إلى بنى خزيمة، فبعث إليك [ ابن عباس، فوجدك تأكل، ثم بعثه إليك مرة أخرى فوجدك تأكل، فدعا عليك الرسول بجوعك ] ونهمك إلى أن تموت.
وأنتم إيها الرهط: نشدتكم الله، ألا تعلمون أن رسول الله صلى إليه عليه وآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها. أولها : يوم لقى رسول الله صلى الله عليه وآله خارجا من مكة إلى الطائف، يدعو ثقيفا إلى الدين، فوقع به وسبه وسفهه وشتمه وكذبه وتوعده، وهم أن يبطش به، فلعنه الله ورسوله وصرف عنه .
والثانية يوم العير، إذ عرض لها رسول الله صلى الله عليه وآله وهي جائية من الشام، فطردها أبو سفيان، وساحل بها، فلم يظفر المسلمون بها، ولعنه رسول الله صلى الله عليه وآله، ودعا عليه، فكانت وقعة بدر لأجلها.
والثالثة يوم أحد، حيث وقف تحت الجبل، ورسول الله صلى الله عليه وآله في أعلاه، وهو ينادى : أعل هبل ! مرارا، فلعنه رسول الله صلى الله عليه وآله عشر مرات، ولعنه المسلمون.
والرابعة يوم جاء بالأحزاب وغطفان واليهود، فلعنه رسول الله وابتهل.
والخامسة يوم جاء أبو سفيان في قريش فصدوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسجد الحرام، والهدى معكوفا أن يبلغ محله، ذلك يوم الحديبية، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان، ولعن القادة والاتباع، وقال: (ملعونون كلهم، وليس فيهم من يؤمن)، فقيل: يا رسول الله، أفما يرجى الاسلام لأحد منهم فكيف باللعنة؟ فقال: ( لا تصيب اللعنة أحدا من الاتباع، وأما القادة فلا يفلح منهم أحد ).
والسادسة يوم الجمل الأحمر.
والسابعة يوم وقفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة ليستنفروا ناقته، وكانوا اثنى عشر رجلا، منهم أبو سفيان. فهذا لك يا معاوية.
وأما أنت يا بن العاص، فإن أمرك مشترك، وضعتك أمك مجهولا، من عهر وسفاح، فيك أربعة من قريش، فغلب عليك جزارها، ألأمهم حسبا، وأخبثهم منصبا، ثم قام أبوك فقال: أنا شانئ محمد الأبتر، فأنزل الله فيه ما أنزل. وقاتلت رسول الله صلى الله عليه وآله في جيع المشاهد، وهجوته وآذيته بمكة وكدته كيدك كله، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة. ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة، لتأتي بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة، فلما أخطاك ما رجوت ورجعك الله خائبا، وأكذبك واشيا، جعلت حدك على صاحبك عمارة بن الوليد، فوشيت به إلى النجاشي، حسدا لما ارتكب، مع حليلتك، ففضحك الله وفضح صاحبك. فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والاسلام. ثم إنك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون إنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا من الشعر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( اللهم إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة )، فعليك إذا من الله مالا يحصى من اللعن. وأما ذكرت من أمر عثمان، فأنت سعرت عليه الدنيا نارا، ثم حلقت بفلسطين، فلما أتاك قتله، قلت: أنا أبو عبد الله إذا نكأت قرحه أدميتها. ثم حبست نفسك إلى معاوية، وبعت دينك بدنياه، فلسنا نلومك على بغض ولا نعاتبك على ود، وبالله ما نصرت عثمان حيا ولا غضبت له مقتولا، ويحك يا بن العاص ! ألست القائل في بني هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي :
تقول ابنتي أين هذا الرحيل ** وما السير منى بمستنكر
فقلت: ذريني فإني امرؤ ** أريد النجاشي في جعفر
لأكويه عنده كيـــة ** أقيم بها نخوة الأصعر
وشانئ أحمد من بينهم ** وأقولهم فيه بالمنكر
وأجرى إلى عتبة جاهدا ** ولو كان كالذهب الأحمر
ولا أنثني عن بني هاشم ** وما اسطعت في الغيب والمحضر
فإن قبل العتب منى له ** وإلا لويت له مشفري
فهذا جوابك، هل سمعته !
وأما أنت يا وليد، فوالله ما ألومك على بغض علي، وقد جلدك ثمانين في الخمر، وقتل أباك بين يدي رسول الله صبرا، وأنت الذي سماه الله الفاسق، وسمى عليا المؤمن، حيث تفاخرتما فقلت له : اسكت يا علي، فأنا أشجع منك جنانا، وأطول منك لسانا، فقال لك على : اسكت، يا وليد فأنا مؤمن وأنت فاسق. فأنزل الله تعالى في موافقة قوله: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضا : (أن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا). ويحك يا وليد! مهما نسيت، فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه:
أنزل الله والكتاب عزيز ** في علي وفى الوليد قرانا
فتبوأ الوليد إذ ذاك فسقا ** وعلى مبوأ إيمانا
ليس من كان مؤمنا عمرك الله ** كمن كان فاسقا خوانا
سوف يدعى الوليد بعد قليل ** وعلى إلى الحساب عيانا
فعلى يجزى بذاك جنانا ** ووليد يجزى بذاك هوانا
رب جد لعقبة بن أبان ** لابس في بلادنا تبانا
وما أنت وقريش ؟ أنما أنت علج من أهل صفورية، وأقسم بالله لأنت أكبر في الميلاد، وأسن ممن تدعى إليه.
وأما أنت يا عتبة، فوالله ما أنت بحصيف فأجيبك، ولا عاقل فأحاورك وأعاتبك، وما عندك خير يرجى، ولا شر يتقى، وما عقلك وعقل أمتك إلا سواء، وما يضر عليا لو سببته على رؤوس الاشهاد! وأما وعيدك إياي بالقتل، فهلا قتلت اللحياني إذا وجدته على فراشك ! أما تستحي من قول نصر بن حجاج فيك:
يا للرجال وحادث الأزمان * ولسبة تخزي أبا سفيان
نبئت عتبة خانه في عرسه * جبس لئيم الأصل من لحيان
وبعد هذا ما أربا بنفسي عن ذكره لفحشه، فكيف يخاف أحد سيفك، ولم تقتل فاضحك ؟ وكيف ألومك على بغض على، وقد قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر، وشرك حمزة في قتل جدك عتبة، وأوحدك من أخيك حنظلة في مقام واحد ! وأما أنت يا مغيرة، فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه، وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة: استمسكي، فإني طائرة عنك، فقالت النخلة : وهل علمت بك واقعة على فأعلم بك طائرة عنى ! والله ما نشعر بعداوتك إيانا، ولا اغتممنا إذ علمنا بها، ولا يشق علينا كلامك، وإن حد الله في الزنا لثابت عليك، ولقد درأ عمر عنك حقا، الله سائله عنه ! ولقد سألت رسول الله صلى الله عليه وآله : هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها؟ فقال: (لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا)، لعلمه بأنك زان.
وأما فخركم علينا بالأمارة: فإن الله تعالى يقول: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
ثم قام الحسن فنفض ثوبه، وانصرف، فتعلق عمرو بن العاص بثوبه، وقال: يا أمير المؤمنين، قد شهدت قوله في وقذفه أمي بالزنا، وأنا مطالب له بحد القذف. فقال معاوية: خل عنه لا جزاك الله خيرا. فتركه.
فقال معاوية: قد أنبأكم أنه ممن لا نطاق عارضته، ونهيتكم أن تسبوه فعصيتموني، والله ما قام حتى أظلم على البيت، قوموا عني، فلقد فضحكم الله وأخزاكم بترككم الحزم، وعدولكم عن رأى الناصح المشفق. والله المستعان".
ابن أبي الحديد المعتزلي (عزّ الدين عبد الحميد)
شرح نهج البلاغة، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، لا بلدة، دار إحياء التراث العربي، لا ت، ج6، ص285 – 294.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن عدوّهم ،،،
|
|
|
|
|