بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين،وبعد00
رأيتُ في هذه المنتديات الكثيرَ مِن الدفاع عن أهل البيت - عليهم الصلاة والسلام - وبأدلَّة دامغة جدًّا،وطُرُق متنوِّعة بحيث أنها تَصْلُح لمختَلَفِ عقلياتِ أتباعِ مدرسةِ الصحابة - رضوان الله على جميعِ مَن مات على الإيمان منهم،سواء ارْتَدَّ ثم آمَن أم لم يَرْتَدّ أصلاً -00هذا بشكلٍ عامّ وفي حدودِ اطلاعي في هذه المنتديات،ولكن يُؤسِفنِي - بل يُؤَرِّقني - استخدامُ بعضِكم لبَعضِ الألفاظ التي لا يَرضاها الله تعالى ولا رسوله ولا أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين!
أيها المؤمنون00أيها المدافعون عن حظيرة الإيمان،لِنُحَافِظ على سُمعةِ أهلِ الإيمان،الذين بذلوا مُهجَهم لإرْسَاء أخلاق القرآن الكريم،وبغض النظر عن الفقرة الأولى التي وضعها الأخُ الفاضل نجف الخير في قواعد المشاركة في حوارات العقيدة - والتي أرى أنها لم تُطبَّق إلى الآن - فإنَّ ما يكتبه بعضُ مَن له بَاعٌ طويلة في الرُّدود العقائدية - فضلاً عمَّن زَادُه وإنتاجه في ذلك قليل - لا يُناسب فكْرَ محمد وآل محمدٍ في الحِوار،بل يَعُود على مَذهَب الحق والحقيقة بِالغَضَاضَة،بمَا لم نَعْهَدْه مِن علمائنا الأبرار!
أعتذر مِن الجميع خاصةً الإدارة الكريمة لكنَّ غِيرَتِي - كمَا غِيرَتهم - أبَت إلا التَّنْوِيهَ على هذا الأمر،فمَا أرجوه مِن الإدارة أن تُشَدِّد على هذا الدَّاء،وما أرجوه مِن جميع المشاركين أن يَلتَفِتُوا إلى حُرْمَةِ تَشوِيه حُرْمَة المَذهب الجعفري،فجَوْدَةُ الرُّدود لا تكتمل إلا بحُسْن الأسلوب،ووُصُولُ الفِكرة لا يُنْتِج إلا إذا كان البابُ مفتوحًا وذلك يكون مع الطَّرْح المُهَذَّب0حاولوا ألا يَسْتَفِزّنّكم أحَدٌ بأيِّ كلامٍ فَيُخْرجَكم عن سَلامَةِ الأدَاء،حتى لو شَتَمَ ولَعَنَ و و و000،وحتى لو كان هذا الشَّاتِم يستحق الشتم والسب واللعن،فنحن لن نشتمه بهذه الطريقة البذيئة في حواراتنا،ولا أعني مِن كلامي هذا حُرْمةَ لَعْنِ مَن يستحق اللَّعنَ،كلا،وإنما حديثي عن جَوِّ الحوار يامؤمنون0
يا شِيعَة مُحمدٍ وآل محمدٍ00أرجوكم،ألتمِس منكم،أتوسَّل إليكم أنْ تَقْبَلُوا تَنْبِيهِي هذا ولا تأخُذُوا بِلِحْيَتِي ولا بِرَأسِي0
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعَجِّل فرَجَهم وفرَجَنا بهم والعَن أعداءهم0
جزاك الله خيراً على هذا الكلام الرائع وأسأل الله العلي القدير أن لايحرمك الأجر ..وأنا أضم صوتي إلى صوتك وأرجو من الأخوة السنة والشيعة على حداً سواء أن يحترم كل طرف الرموز الدينية لطرف الأخر وأرجو من الإدارة الكريمة النظر في هذا الموضوع وعدم إهماله ...
جزاك الله خيراً على هذا الكلام الرائع وأسأل الله العلي القدير أن لايحرمك الأجر ..وأنا أضم صوتي إلى صوتك وأرجو من الأخوة السنة والشيعة على حداً سواء أن يحترم كل طرف الرموز الدينية لطرف الأخر وأرجو من الإدارة الكريمة النظر في هذا الموضوع وعدم إهماله ...
أشكركما على هذه المواصلة00
أيها المؤمنون00إذا اتَّضَح لنا أنَّ هذا المُحَاوِر لا يريد الحقَّ وإنما يريد غيرَه - أيَّ شيءٍ آخر - فإنَّ الحِوَارَ معه يَدْخُل في مَفهومِ الجِدَال والمِرَاء والمـُمَارَاة - كما يذكر الشهيدُ الثاني - أعلى الله مقامه - في كتابه(مُنْيَة المُريد في آداب المفيد والمستفيد)،وأنتم تَعْلَمُون ما في المِراء مِن خطورةٍ على دِينِ الإنسان المؤمن،فلا نجعَل أعمالَنا عُرْضَةً للضِّيَاع،وليس هذا دعوة مني لِتَرْكِ الحوارات،كلا،كيف وفي ذلك الدفاع عن المذهب الحق - وجزاكم الله خير الجزاء - ولكن دَعُونا نُجْرِي المِيَاهَ في مَجَاريها حتى تنفع فَتُلْقِح وتُنتِج،ولا تصْبِح مَزَالِقَ لِلدَّانِي والقَاصِي00
نعود وننقل بعض ما وَرَد في الجدال والمراء:
قال النبي محمد صلى الله عليه وآله:[ذَرُوا المِرَاءَ فإنه لا تُفْهَم حِكمتُه ولا تُؤْمَن فِتْنَتُه]
وقال صلوات الله عليه وآله:[مَن تَرَكَ المراءَ وهو مُحِقٌّ بُنِيَ له بَيْتٌ في أعلى الجَنَّة،ومَن تَرَكَ المراءَ وهو مُبْطِلٌ بَنَى اللهُ له بيتًا في أعلى رِيَاضِ الجنة]
وقال بأبي هو وأمي:[لا يَسْتَكْمِل عَبْدٌ حقيقةَ الإيمان حتى يَدَع المراءَ وإنْ كان مُحِقًّا]
وقال الإمامُ الصادق صلوات الله عليه:[المِراءُ داءٌ دويّ،وليس في الإنسان خصْلَة شَرّ مِنْه،وهو خُلُق إبليس ونِسْبَته،فلا يُمَاري في أي حالٍ كان إلا مَن كان جاهلاً بِنفسه و بِغيره ،مَحْرومًا مِن حقائق الدِّين]
وقال صلى الله عليه وآله:[000ذَرُوا المراءَ فإن المؤمن لا يماري،ذروا المراءَ فإن الـمُماري قد تمّت خسارته،ذروا المراءَ فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة،ذروا المراءَ فأنا زعيمٌ بثلاثة أبيات في الجَنَّة في رياضها وأوسطها وأعلاها لِمَن تَرَكَ المراءَ وهو صادِق000]
وقال صلى الله عليه وآله:[ثلاثٌ مَن لَقِيَ اللهَ عز وجل بهِنّ دَخَل الجنة مِن أي باب شاء:مَن حسن خلقه،وخشِي اللهَ في المغيب والمحضر،وتَرَكَ المراءَ وإن كان محقًّا]
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال:[قال أميرُالمؤمنين عليه السلام:إيَّاكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق]
على كل حال يامؤمنون00أنا أقترح على الإدارة بأن تَمنع أيَّ حوارٍ لا تُرْجَى منه منفعة،ولو بأن يَطرَح المؤمنون إشكالاتهم - ولو الافتراضية - وتتم الأجوبة عليها بمختلف أنواع الأدلة وبشتى الطرق المَقبولة،حتى نَخْرج بنتائج عظيمة،وكلٌّ وما يتحمّله عقلُه واستعدادُه،فتكون هذه المنتديات مستمرة في طريق الحق بقابليةٍ أكثر ونَفعٍ أعمّ0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة السلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين00
سأذكر ما تَفَضَّلَ به آيةُ الله العظمى السيدُ محمد سعيد الحكيم – حفظه الله تعالى - في كتابه(في رحاب العقيدة)وهو كتابٌ يَحْوِي نَصَّ حِوَارٍ دَارَ بين سماحةِ المرجع الكبير وبين أحَدِ الباحثين الأردنِيِّين ،وقد بَيَّنَ سماحتُه مَوَازينَ الحِوارِ الصَّحيح بين الشيعة وأتباع مَدْرَسَة الصحابة،فقال(في الجزء الأول ص13-14-15-16-17):
(000وبعد فقد وَصَلَنَا كِتابُك الكريمُ ،ونَظَرْنَا في الأسئلة التي تَضَمَّنَهَا فوجَدناها قد حَامَت حول مواضيع هامَّة حقيقة بالبحث والنَّظر،والحوارُ فيها نافعٌ مُثمِرٌ،إلا أنَّ بعضَ تلك المواضيع قد يكون مثارًا للحساسية ،فيحتاج الحوار فيها إلى موضوعية كاملة وسعة صَدْرٍ وتَجَرُّد عن التَّرَاكُمَات والمُسَلَّمَات المَوْرُوثة مِن أجل الوصول للحقيقة التي يجري الحوارُ حولها0
أما بدون ذلك فيكون الحوارُ فيها عقيمًا ،لأنَّ الجُمُودَ على تلك التراكمات والتمسُّك بتلك المسلمات يمنع مِن مِصْدَاقِيَّة الرُّؤْيَةِ ومِن الوصول للحقيقة التي يَحُومُ الحوارُ حولها0بل قد يزيد الأمرَ تعقيدًا ،لأنَّ تلك التراكمات والمسلمات قد تَوَغَّلَت في الضَّمَائِر وأُحِيطَت بهَالَةٍ مِن الاحترام والتقديس وتَجَنَّدَت العواطِفُ لِحِرَاسَتِها ،فيكون مَسُّهَا سَبَبًا لِتَأجيج العواطف وإثارتها ،وما قد يَتَرَتَّب على ذلك مِن بغضاء وشحناء وردود فعلٍ سيئةٍ نحن في غنى عنها ،خصوصًا في هذه الظروف الحرجة التي يَمُرُّ المسلمون بها0والأفضلُ حينئذٍ أنْ يَحْتَفِظَ كُلُّ طَرَفٍ بعقيدتِه لنفسِه،ونكتفي بحُسْنِ المُخَالَطَةِ والمُعَاشَرَةِ000)
ثم تَحَدَّث السيدُ – دام ظلُّه – عن النهي عن المِرَاءِ والخصومة شرعًا00فقال في نفس الصفحة:
(ولعله لِذا وَرَدَ عن النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين النهْيُ عن المراء والخصومة0
ففي حديث مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام :[قال:قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :ثلاث مَن لقي اللهَ بهنَّ دَخلَ الجَنَّةَ مِن أي باب شاء:من حسن خلقه،وخشي الله في المغيب والمحضر،وتَرَكَ المراء وإنْ كان مُحِقًّا]000)
إلى أن قال السيدُ المُبَجَّلُ – حفظه الباري - مُخَاطِبًا الباحِثَ السَّائلَ:
( ويبدو مِن كتابك أنك لَسْتَ بصَدَدِ المماراة والخصومة بل تريد البحثَ عن الحقيقة وتحاول الوصولَ إليها ،ولذا رأينا أنه لا يَحْسُن مِنَّا رَدُّك وسَدُّ الطريقِ عليك ،فإنه ظُلْمٌ لك وللحقيقةِ التي تَتَوَخَّاها بل يَلْزَمُنا الاستجابةُ لك فيما أردتَ ،ونرجو لنا ولك التوفيق في ذلك0)
ثم قال السيدُ الكريمُ - حفظه الله تعالى - في الصفحة التالية(16)تحت عنوان:[لا بُدَّ مِن تهيئة الجَوِّ المُناسِب للحوار المُثْمِر]:
(000
وإذا أردتَ أنْ تَصِلَ في حوارنا هذا إلى الحقيقةِ فعليك – بعد التوكل على الله تعالى وطلب العون والتسديد منه – أنْ تَتَهَيَّأ لذلك ،وتَتَحَرَّر مِن كُلِّ مَا يَحُولُ دونه مِن تراكمات ومسلمات وتنظر إلى ما نذكره في حديثنا هذا نظرة موضوعية هادئة0
ثم اجْعَل نفسَك مِيزَانًا فيما بيننا وبينك ،فإذا ذكرنا لك شيئًا مِن الأدلة والشواهِد على خِلافِ مَا عندك ولم تُذعِن به نفسُك فافتَرِض أنك تَمْلِك نظيرَه في الاستدلال فإنْ رأيتَه بوِجْدَانِك صالحًا لأنْ يَكُون حُجَّة لك فهو صالحٌ لأنْ يَكُون حُجَّة لنا،وعليك الإذعانُ له،وقد أوصلناك للحقيقة ولَزِمَتْك الحُجَّةُ0
وإنْ لم تَرَهُ بوِجْدَانك صالحًا لأنْ يَكون حُجَّة لك فأرْشِدْنا إلى وَجْهِ الخَلَلِ فيه والمُؤَاخَذَةِ عليه ،لِنَنْظُرَ فيما تَذكُرُه ونَتَعَرَّفَ على وِجْهَةِ نَظَرِك ثم نَرَى كيف نُعَقِّب عليه0
وبذلك يكون حوارُنا هادفًا مثمرًا إن شاء الله تعالى وحَرِيًّا بِصَرْفِ الوقت الثمين فيه000)0
وبلا شك فإن السيد الكبير يقصد ممن يدخل في مثل هذه الحوارات - مِن أبناء الشيعة - مَن لهم نَصِيبٌ مِن العلم والأسلوب 0
ثم قال في نفس الجزء (ص250-251-252-253) تحت عنوان:[الترحيب بالحوار العلمي مِن أجل معرفة الحقيقة]:
(كما نُحَبِّذ نحن التَّلاقي العِلْمِي بين طوائف المسلمين،والحوارَ الهَادِئَ الهادفَ بينها،بعيدًا عن العِنَاد والتَّعَصُّب،واللَّجَاجَة والتشَنُّج،لِيَعْرِفَ كُلُّ طَرَفٍ مَا عند الآخر،ويُناقِشه مناقشة موضوعية بالطرق العلمية،مِن دون أنْ يَفْرِضَ مسلماته وموروثاته عليه0ويكون هَمُّ الكلِّ الوصولَ للحقيقة عن طريق الحوار والنظر في الأدلة فإنَّ ذلك00
أولاً:هو الذي يَقتَضِيهِ الاحتياطُ لِلدِّين،واستكمالُ البَصِيرَةِ في أمْره،الذي هو مِن أهَمِّ الواجبات العقلية والشرعية0
وثانيًا:يُوجِب انفتاحَ كلِّ طرفٍ على الآخر وأُنْسَه به،وارتفاعَ ما بينهما مِن وحشةٍ وحواجز،سَبَّبَها التقاطعُ والتَّدَابُر هذه المُدَّة الطويلة،وما نَتَجَ عنهما مِن تَوَجُّس وأوْهَام نَسَجَتْها الدّعَايَاتُ المُضَلِّلَة ،وأكَّدَها الأعداءُ والمُنتَفِعُون0
وثالثًا:يُوجب تَعَرُّفَ كلِّ طرفٍ على حقيقةِ عقيدةِ الآخر ومَا عنده،نتيجةَ التَّعَرُّفِ على الأدلةِ التي اعتمَدَها،بعيدًا عن الكذب والافتراء ،والمبالغة والتشويه والتَّحْوِير0
ورابعًا:يُوجب عُذرَ كلِّ طرفٍ للآخر في عقيدتهِ إذا أدْرَكَ منه الاهتمامَ بالأدلةِ والحُجَج،والمتابعة لها،والخروج عن عُهْدَتِها ومسؤوليتها،مِن دون عنادٍ وتَعَصُّب0
وخامسًا:قد يُوصلنا إلى الاتفاقِ في العقيدةِ،بسَبَب تَمْحِيصِ الأدلة وتدارُسِها ومناقشتها بهدوءٍ و رَوِيَّة وموضوعية،وإنْ لم نَصِل لذلك فليَحْتَفِظ كلٌّ بعقيدتهِ لنفسِه مع احترامِ الآخرين0)
ثم قال – دامت إفاضاتُه – تحت عنوان{رفض التلاقي بين الشيعة والسنة على حساب العقيدة}:
(أما الدعوةُ للتلاقي والتقارُب بين الشيعة والسنة على حِسَاب العقيدة بتنازلِ الشيعةِ عن بعض عقائدهم والسنةِ عن بعض عقائدِهم مع تجَاهُل الأدلةِ التي اعتمَدَها كلُّ طرفٍ على ما عنده والإعراض عنها فهي دَعْوَة غيرُ عَمَلِيَّة00
أولاً:لأنَّ ذلك يَزيدُ المسلمين خلافًا،إذ ليس مِن شأن مثل هذه الدعوة أنْ يَستجيب لها الكلُّ،ولو استجابَ لها البعضُ مِن الطرَفيْن تَعَرَّضَ المسلمون إلى انقسامٍ زيادة على انقسامِهم،حيث سيكون لكلٍّ مِن الشيعة والسنة فِرْقتَان:مُتَزَمِّتَة ومُتَسَامِحَة،ويكون لنا بَدَل الفِرْقتيْن أرْبَع فِرَق0على أنَّ ذلك سيجعل مِن التلاقي أو التقارب بين الشيعة والسنة شَبَحًا مُخِيفًا مُهَدِّدًا للعقيدة التي هي أعَزُّ مَا يَمْلِكه المسلمُ المُتَدَيِّنُ – الذي يُرْجَى الخَيْرُ مِنه للإسلام – والتي يَتَشَبَّث بها أشَدّ التَّشَبُّث،كمَا سيجعل الدعوةَ لهما مَوْرِدًا لِلتَّوَجُّس،وهَدَفًا للاتِّهام،ومَثَارًا لعلامات الاستفهام،بنَحْوٍ قد يكون مُبَرِّرًا لِمُقَاوَمَةِ الدَّعْوَةِ المذكورة،وسَبَبًا لاسْتِيضَاحِ شَرْعِيَّةِ عَرْقَلَتِهَا عند بعضِ الناس،وهو مِمَّا يُعِيق عمليةَ التلاقي أو التقارب أو يَقضِي عليها0بل قد يَحْمِل كلَّ طرفٍ يَرَى أنَّ عقيدتَه مُهَدَّدَة إلى إثباتها والدعوةِ لها بصُورَةٍ قد تَحْمِل طابعَ العُنفِ والتَّطَرُّفِ والإصْحَار،بنحْوٍ قد يَزيدُ في شُقَّةِ الخِلافِ،وتكون له ردودُ فِعْلٍ معاكسة غير محمودةِ العاقبة ،تَضُرّ بوَحْدةِ المسلمين،وتَشُقّ كلمتَهم،وتَزيدُ في مِحْنتِهم0وهذا بخلافِ ما سَبَقَ مِن الدعوةِ للتقارب العملي بين طوائف المسلمين والتعاون بينهم مِن أجل رفعِ كلمةِ الإسلامِ وخِدْمَةِ الأهدافِ المشترَكةِ ،مع احتفاظِ كلٍّ منهم بعقيدتهِ لنفسهِ أو الدعوةِ لها بالتي هي أحسن،والدعوة للتلاقي العلمي والحوار مِن أجل تَمْحِيص الأدلة والوصول للحقيقة0فإنهما دَعْوَيَان وَجِيهَتان ساميتا الأهداف،مأمونتا العاقبة ،لا مُبَرِّر لرَفضِهما بل مِن شأنِ كلِّ مؤمنٍ غيورٍ أنْ يَتَقَبَّلهما ولا يَرْفضهما إلا المَشْبُوه الأهدافِ المُتَّهَم على الإسلام،ومثلُ هذا قد يَضُرّ التعاونُ معه ،ومِن الصَّعْب استصلاحُه،والأصلحُ تَجَاهُلُه وإهمَاله0قال الله تعالى:{لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمَّاعون لهم والله عليم بالظالمين} وسَيُغنِي اللهُ عنهم {إنَّ الله هو الغني الحميد}0
وثانيًا:لأنَّ الحقائقَ الدِّينِيَّة يجب الاعتقادُ بها شَرْعًا بعد تَمَامِيَّة أدِلَّتِها ،وقيامِ الحُجَّةِ عليها ،وحينئذٍ فالأمورُ التي يَعْتقِدها كلُّ طرفٍ إنْ لم تَقُم الأدلةُ عليها بوَجْهٍ كَافٍ فالاعتقادُ بها مُحَرَّمٌ،سواء كانت ممَّا يَتَّفِق عليه الأطرافُ أم ممَّا يختلفون فيه،أم مِمَّا سَكَتَ عنه بعضُهم،وإنْ قامت الأدلةُ عليها بوَجْهٍ كَافٍ فالاعتقادُ بها وَاجبٌ،وكيف يمكن التنازلُ عمَّا يَجبُ شَرْعًا مِن أجل جَمْعِ الكلمة؟!
وثالثًا:لأنَّ ذلك ظلْمٌ للحقيقة التي يَعتقدُها كلُّ طرفٍ ،بل ليس مِن المقبول شَرْعًا ولا وجْدَانًا التنازلُ عن الحقائق التي يَعتقِد المُسْلِمُ – أيُّ مسلمٍ كان – أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قد فَرَضَها وأَتَمَّ الحُجَّةَ عليها ،وقد ضَحَّى في سبيلها أحِبَّتُه وأولياؤُه وعبادُه الصالحون بُخُوعًا لأمْرِه وطلَبًا لِمَرْضاته ،وجَهدَ أعداؤه الظالمون والمُفَرِّقون في طَمْسِها وتضْييعِ مَعَالِمِها مُعَانَدَةً له وتحْريفًا لتعاليمه حتى افترَقت الأمةُ بسَبَب ذلك واختلَفَت فيها0
وليس التنازلُ عنها مِن أجل جَمْعِ الكلمةِ والتقريبِ بين طوائفِ الأمَّة إلا ظُلْمُ الحقيقة،والرَّدُّ لأمْرِ اللهِ تعالى الذي فَرَضَه،والاستهوانُ به،وتضييعُ جُهُودِ أوليائه وتضحياتهم مِن أجلِ الحفاظِ عليها،وتحقيقِ أهدافِ أعدائه الظالمين وإنجاحِ مَسَاعِيهم مِن أجل طمْسِها وتضييعِ معالمها0
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لتحقيق الحقائق الدينية،وأن يُحْكِمَ ألفة المسلمين ويُوَحِّد فرقتَهم ويَجْمَع كلمتَهم،إنه أرحم الراحمين)0
انتهى كلامُه في هذا المعنى،حفظه الله وجميع علمائنا الأبرار0والحمد لله رب العالمين أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا00
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0
اذا كان الإنسان محترم فسوف يُحترم
واذا بدأ بالغلط فله مثل مابتدأ به
سدد الله خطاك
اول اشكر اخي صاحب الموضوع
على هذا الطرح الجيد وله مني خالص التحيات
وسلمت يداه على كتابه هذا الموضوع المفيد
ولكن عندي ملاحظه لك اخ على خطى الحسين
واتمنى ان تتقبل تعليقي بارك الله فيك
بمعنى كلام تقول ان بدا بالغلط انا سأرد بالغلط
لكن كما قال اخونا صاحب الموضوع حفاظ على العقيده والسمعه
يجب ان نتجاهل كل من سب او لعن او طعن فينا وحاول ان يضايقنا
وكما قال الله سبحانه وتعالي في محكم كتابه العزيز
(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً).
ولك مني خالص الاحترام والتقدير اخي
تقبلو مروري
أخوكم الخادم
اسد الولايه
أشكرك على مرورك أخي على خطى الحسين
ينبغي علينا نحن شيعة جعفر - عليه الصلاة والسلام - أن نكون مَظْهَرًا مِن مَظَاهِر أسماء الله الحُسْنَى،هذه الأسماءُ التي تَجَلَّت في المعصومين - صلوات الله عليهم أجمعين - واحدًا واحدًا،بل هم أسماؤه الذين أُمِرنا بدعائه بها سبحانه وتعالى،وقد كانوا يَجْعَلُون غَايَتَهم إيصَالَ الحقيقة الإيمانية إلى النَّاس،مَهْمَا تَكَبَّدُوا مِن عَنَاءٍ،وكانوا يَبْتَعِدُون قَدْرَ الإمكان عن كلِّ مَا يُنَفِّر الآخرين عنهم وعن تَقَبُّلِ فِكْرِهِم،ومَا كانوا يَردُّون الصَّاعَ صَاعًا فضْلاً عن صَاعَيْن،بل يستخدمون - بَعْدَ أنْ يُقَابَلُوا بالشَّيْنِ - أَقْرَبَ الأساليب إلى قَلْبِ الشَّائِن السَّابِّ الشاتم اللاعِن،لأنهم يَنْظرُون إلى تحقيق أهدافهم الإلهية مَهْمَا كَلَّفهم الأمر،ولو رَدُّوا بالمِثْلِ لَـمَا حَقَّقُوا الكثيرَ،وقصةُ الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام مع ذلك الشَّامِيّ - الذي سَبَّه بعد أن عَرَفَ هَوِيَّتَه - معروفةٌ مشهورةٌ،فبَعْدَ أنْ سَبَّ الإمامَ وأَدْمَى قَدَمَه الشريفة بِعكَّازه خَاطَبَه الإمامُ صلوات الله عليه بكلِّ لِينٍ:
(ابتَعِد عن الدَّم ياأخي حتى لا يُصِيبك)وعندما عَلِم بأنه غريبٌ عَرَضَ عليه العَوْنَ،فَتَعَجَّب الشَّامِيُّ!أسُبُّه وأُدْمِي قدمَه لدرجة أن يسِيل الدمُ على الأرض ومع ذلك يُقابلني بكل هذا التقدير والاحترام،وإذا بحَالِه تتغيَّر،فيبكي ويقول للإمام:[الله أعلم حيث يجعل رسالته]0
أخي الكريم00كيف حَقَّقَ الإمامُ الزكي هدَفَه في هذه الواقعة؟لقد حَرَّك عند هذا الشامي - المُضَلَّل مِن قِبَل الأمويين - حَرَّكَ عنده فِطْرَتَه ومَشَاعِرَ الإيمان فيها،لقد فَتَحَ الإمامُ بأسلوبه هذا كُوَّةً ونافذة في نفْسِ هذا الرجل المضَلَّل،جعلته يُطِلُّ مِن خلالها على النُّور، فبَادَر واقتَنَصَ هذه الفرصة التي تمر مرّ السحاب،ولو فوَّتها قد لا تعود0
لو رَدَّ الإمامُ بالمثل في هذه الواقعة فماذا يمكن أن نتصوَّر أن يحصل لهذا الشامي الفَضِّ الغليظ؟
مِن المُطمَأنِّ به بأنه ستأخذه العِزَّةُ بالإثم وسيبالِغ في الانحراف عن الإيمان الحقيقي،إيمانِ أهلِ البيت صلوات الله عليهم،ولكن هذه النتيجة غير مَرْضِيَّة للإمام الحسن عليه الصلاة والسلام0
على كلِّ حالٍ00كما أسلفنا،إذا لم يكن المُحَاوَر أهْلاً لِتَقَبُّلِ الحوار معه،ولِقَبُول النتيجةِ لو ظَهَرَت ضِدَّه فإنَّ النقاش معه مَحْضُ جِدَالٍ ومِرَاءٍ،وسبق أن ذكرنا خطورة ذلك0