وبهذا المصاب الجلل نتقدم بآيات الحزن والمواساة لبقية الله في أرضه
وحجته على عباده صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه
وإلى مقام المراجع والعلماء الأعلام والعالم الإسلامي كافة
ورزقنا الله وأياكم في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
الإمام الحسن العسكري
ابن الإمام الهادي (ع) ، هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (ع)، ولد سنة 232 الهجرية في المدينة المنورة.أمّه: سوسن وقيل حديثة.كنيته: أبو محمَّد.ومن ألقابه: العسكري، الهادي، الزكي، التقيّ، الخالص، وكان يُعرف بابن الرضا كما هو الحال مع أبيه وجدّه.
توفي أبوه الإمام الهادي (ع) في سنة 254 هجرية، فقام بالإمامة وهو في الثانية والعشرين من عمره.
كانت فترة إمامته معاصرة لخلافة المعتز لسنة واحدة، وللمهتدي العباسي لسنة أخرى، وللمعتمد العباسي لأربع سنوات.
كانت سياسة العباسيين بشكل عام، سياسة متعسفة تجاه الأئمة (ع)، ولهذا كان الإمام العسكري (ع) تحت الرقابة في سامراء كما كان شأن أبيه من قبل، وكان لا بُدَّ له أن يحضر عند الخليفة يومي الاثنين والخميس.
وخلال الفترة التي فرضوا فيها الحصار على الأئمة (ع) ووضعوهم قيد الإقامة الجبرية في سامراء كان الشيعة وعلماؤهم يعتمدون في فقههم على المرويات والمدونات التي كانت بين أيدي المحدثين والعلماء الذين تخرجوا من مدرسة الإمامين الباقر والصادق (ع) وما اتصل إليهم من أصحاب الإمامين الكاظم وولده الرضا (ع).
وكانت حلقات التدريس والمذاكرة تُعقد في الكوفة وبغداد والحجاز واشتهرت مدينة قم في تلك الفترة من تاريخها في ذلك.
ظهرت الشيعة على شكل قوّة كبيرة، انتشرت في كلّ بلد حتّى في العاصمة, واجتمعت على الإمام أبي محمَّد (ع) وتدفقت الأموال عليه من مختلف المناطق بواسطة وكلائه المنتشرين هنا وهناك، وتزامن ذلك مع انتفاضات العلويين ضدّ الحكم القائم يوم ذاك في أكثر من مكان، ما أقضى مضاجع الحكام وجسّد لهم الأخطار التي تكمن في بقاء الإمام العسكري (ع) حراً طليقاً هو وشيعته، ما دفع بالسلطة الحاكمة لأن تفرض عليه الإقامة الجبرية، وشددوا الحصار على شيعته المنتشرين في أنحاء البلاد، حتى قتلوا أعداداً كبيرة منهم.
وبقي يعيش هذه الحالة من الرقابة والحصار إلى أن توفي في الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260هـ في مدينة سامراء.
الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام في سطور)
جده
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
أبوه
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
أمه
سليل
إخوته
محمد ، الحسين ، جعفر
ولادته
ولد في المدينة في الثامن من ربيع الآخر سنة 232
صفته
أسمر ، أعين ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن، له جلالة وهيبة
جاء مع أبيه الإمام الهادي (عليه السلام)، وبقي بها حتى وفاته
زوجته
نرجس ، أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر ـ ملك الروم ـ وأمها من ولد الحواريين، تنسب إلى وصي المسيح (عليه السلام) شمعون
ولده
الإمام المهدي (عليه السلام)
شاعره
ابن الرومي
بوابه
عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان
ملوك عصره
المعتز ، المهتدي ، المعتمد
آثاره
كتاب التفسير
اعتقاله
عاش مدة من عمره في سجون الظالمين، ولا تزال آثار تلك السجون باقية إلى اليوم
مدة العمر الشريف
28 سنة، وقيل: 29 سنة
مدة الإمامة
سنوات، وقيل: 5 سنوات وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوماً
مكان الشهادة
مدينة سامراء (سر من رأى)
زمان الشهادة
يوم الجمعة 8 / ربيع الأول / 260 هجرية.وكانت وفاة الإمام العسكري (ع) سنة 260هـ بعد مرض رافقه ثمانية أيام نتيجة عمل عدواني قام به المعتمد العباسي فدسَّ إليه من وضع السمّْ في طعامه
القاتل
قتله (ع) المعتضد بالله العباسي بالسم، وروي عن الصدوق أنه سمّه المعتمد العباسي
المدفن
سامراء
قبره
دفن مع أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) في داره بـ (سر من رأى) وقبره اليوم ينافس السماء رفعةً وازدهاراً، تعلوه أكبر قبة ذهبية في العالم
استعمل في بنائها 72000 ألف لبنة ذهبية، ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته، والتسليم عليه، والصلاة عنده، والدعاء في مرقده المقدس , ولا زالوا في ازدحام لزيارته بعد تفجير القبّتين ..
نسبه
قال الخطيب البغدادي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أبو محمد العسكري كان ينزل بسرّ من رأى وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة
قال محمد بن طلحة الشافعي وأمّه أمّ ولد يقال لها سوسن
ويقال لها حديث ويقال حديثة ويقال سليل رضي الله عنها من العارفات الصالحات
نرفع أسمى آيات التعازي والمواساة للإمام
المهدي عجل الله فرجه في ذكرى وفاة والده
الامام الحسن العسكري عليه السلام
لإمام أبو محمد الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين حملوا رسالة الإسلام، وتبنوا أهداف الدين الحنيف، ووهبوا حياتهم في سبيله، ووطّنوا أنفسهم لمواجهة الكوارث وتحدّي الصعاب والشدائد من أجل نشر قيمه وأهدافه، فما أعظم عائداتهم عليه، وما أكثر ألطافهم وأياديهم على المسلمين
لقد كان هذا الإمام العظيم فذّاً من أفذاذ العقل البشري بمواهبه وطاقاته الثقافية والعلمية، كما كان بطلاً من أبطال التاريخ، وذلك بصموده أمام الأحداث، وبإرادته الصلبة تجاه الحكم العباسي المنحرف، فقد تمرّد الإمام على نُظُمه الفاسدة، وسعى إلى تحقيق الحق والعدل بين الناس
لقد كان الإمام العسكري (عليه السلام) وحيد عصره في وفرة علومه، وأعلم الناس بشؤون الدين وأحكام الشريعة، وإن علماء عصره كانوا محتاجين إلى الانتهال من نمير علومه، ومن مُثُله البارزة
إنه كان أعبد الناس،وقد آثر طاعة الله على كل شيء، وكذلك كان أحلم الناس، وأكظمهم للغيظ، وقد قابل من أساء إليه بالصفح والعفو عنه، وظاهرة أخرى من نزعاته، أنه كان من أجود الناس، وأنداهم كفاً وأكثرهم إسعافاً للفقراء وإعانة للمحوجين، وقد قام بدور مهمّ في إنعاش الفقراء، فقد نصب له وكلاء في كثير من مناطق العالم الإسلامي، وعهد إليهم بتوزيع الحقوق التي ترد إليه، على فقراء المسلمين وضعفائهم مما أوجب إنعاشهم وإنقاذهم من البؤس والحرمان. في حين أنه كان يعيش عيشة الفقراء، فلم يحفل بأي شيء من متع الحياة وملاذّها، شأنه شأن آبائه الذين أعرضوا عن الدنيا وزهدوا فيها
وكان من الطبيعي تقدير الأمة بجميع طبقاتها للإمام أبي محمد (عليه السلام) وتعظيمها له، فقد وقفت على هديه وصلاحه، وعزوفه عن الدنيا، وإخلاصه للحق، وتفانيه في طاعة الله وعبادته، واستبان لها أنه بقية الله في أرضه، والممثل الوحيد كجدّه الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، بالإضافة إلى ذلك فقد تبنى الإمام القضايا المصيرية للعالم الإسلامي، ونادى بحقوق المسلمين، ونعى على حكام عصره ظلمهم للرعية، واستهانتهم بحقوقها فلذا أجمعت الأمة على تعظيمه والولاء له، والاعتراف بقيادته الهامة لها
لقد أدى الإمام العسكري دوره القيادي في رعاية الأمة على الرغم من سياسة الخلفاء العباسيين في اضطهاد الإمام، فضيّقوا عليه غاية التضييق، كما فرضوا عليه الإقامة الجبرية في سامراء، وأحاطوه بقوى مكثفة من المباحث والأمن تُحصي عليه أنفاسه، وتسجّل كل من يتصل به، ولكن لم تُخفي هذه الممارسات التعسفية من ضوء وشعاع الإمام العسكري وظلّ يمارس دوره القيادي في حفظ الشريعة، وإحاطة الأمة بالعلم والمعرفة الصحيحة وانتشال الأمة من الواقع المرير الذي فرضته عليهم السلطات الجائرة في ذلك الزمان
وكان للإمام العسكري الدور الفعال في ذلك
قصة عجيبة للإمام العسكري عليه السلام
روي عن علي بن الحسن بن سابور قال قحط الناس في زمن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فأمر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المُصَلَّى يدعون فما سُقُوا
فخرج الجاثليق في اليومِ الرابع إلى الصحراء ، ومعه النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب كلما مدَّ يده هطلت السماء بالمطر
فشكَّ أكثر الناس وتعجـبوا وصَبُوا إلى دين النصرانية ، فأنفذ الخليفة إلى الإمام العسكري ( عليه السلام ) – وكان محبوساً – فاستخرجه من حبسه وقال : إلحق أمَّة جدك فقد هلكت
فقال ( عليه السلام ) : إني خارج في الغدِ ، ومزيلُ الشك إن شاء الله تعالى
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الإمام العسكري ( عليه السلام ) في نفرٍ من أصحابه ، فلما بصر بالراهب وقد مدَّ يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه ، فَفَعلَ وأخذ من بين اصبعيه عظماً
فأخذه الإمام ( عليه السلام ) بيده ثم قال له إستسقِِ الآن فاستقى وكانت السماء مُتَغَيِّمَةً فتقشَّعَت وطلعت الشمس بيضاء
فقال الخليفة : ماهذا العظم يا أبا محمد ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : هذا رجل مرَّ بقبر نبيٍّ من الأنبياء ، فوقع إلى يده هذا العظم ، وما كُشِفَ من عظم نبيٍّ إلا وهَطَلَتِ السماء بالمطر
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
اللهم بحق صاحب هذه الليلة وبحق صاحب القبة المهدومة نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين وتخذل الشرك والمنافقين ومن اراد السوء بشريعة سيد المرسلين وأن تحفظ اتباع اهل البيت من كل سوء لاسيماء إخواننا في العراق ولبنان وفلسطين والدول المستضعفة وفي مشارق الأرض ومغاربها
وأن تقضي حوائج المحتاجين من المؤمنين والمؤمنات يا أرحم الراحمين
السلام عليك يا بامحمد ياحسن بن علي إنا توجهنا وإستشفعنا وتوسلنا بك لى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا
اللهم صلي على محمد وآل محمد
عظم الله لنا ولكم الأجر باستشهاد الأمام الحسن بن علي العسكري عليهم السلام
احسنتي اختنا نرجس بارك الله بكم اجدتي وافدتي وجعلها الله في ميزان حسناتك
اللهم صلي على محمد وآل محمد
عظم الله لنا ولكم الأجر باستشهاد الأمام الحسن بن علي العسكري عليهم السلام
احسنتي اختنا نرجس بارك الله بكم اجدتي وافدتي وجعلها الله في ميزان حسناتك
أسعدني هذا الحضور و المرور الجميل
و هو وسام على متصفحي