أنها سوى خصلة " الشيب " التي ظهرت فجأةً في مفرق رأسي،
برشاقتها وبياضها وإثارتها، وهي تُجاهربتحدي جحافل السواد.
جمدتني المفاجأةُ أمام المرآة؛
ثم أخذتُ نفسًا عميقًا أحاول معه عبثًا أن يسكن وجيبُ الاندهاش،
قد يبدو الأمر تافهًا لا يستحق "شجونًا" ولا "خواطر"..
وربما يكون فعلاً كذلك..
لكن وقائع الحياة وعثاءها يهتفان بإصرارٍ:
أيها الناس؛ إن خلفَ كلِّ موقفٍ ووراءَ كلِّ مشهدٍ "أطنانًا" من الشجون والشؤون..
وهنا أهمس للمُبتلين بالوقوف عند "تفاصيل" الحياة وأعاجيبها:
أحسن الله عزاءكم في شُعيرات رؤوسكم .. فالصلع من أمامكم، والشيبُ من خلفكم
والآن لنقف سويًا على "الأطلال" :سؤالٌ عميق !
من أنا..؟!
أأكون مُجردَ عظامٍ يسكوها لحمٌ، وتعلوها ملامحُ البشر؟!
أأنا مجموعة جسد ينمو ليحبو.. فيدرج..ثم يشتد عودُه.. ليعلوه الشيبُ
فيذبل ويُرد إلى أرذل العُمر؛
وهو بين كل هذه المراحل
مُعرضٌ لريحٍ عاتيةٍ ربما تأتي على قَدَرٍ فتقتلعه من الجذور؟!
أم تُراني ذرةٌ في هذا الكون الفسيح؛
خُلقت لتجتهد في عبادة بارئها بما شرع ويرضى..
لها روحٌ تسمو حينًا في أفق الروحانية،
وتُخلد حينًا آخر إلى طين الأرض..
أتُراني الفؤادُ الضاحكُ الباكي..
والعاطفة المتأرجحةُ بين حبٍ وكره..
والجوارحُ التي تُصدِّق ذلك كله.. أو لا تُصدِّقه..؟!
قد نكون كل ذلك.. أو فوق ذلك..
لكن الأمر المتيقن هنا أن الإجابة مهمةٌ جدًا !
ثم؛
إن الإجابة عن هذا السؤال ستُمهد لإجابة سلسلةٍ من الأسئلة :
هل كل إنسان هو حيٌ فعلاً.. ؟!
أم أن ثمة بشرًا ماتوا وهم أحياء يتنفسون.. يُقابلهم بشرٌ يخلدون بذكرهم وإن وارتهم أطباقُ الثرى..؟!
ثمة فرقٌ كبير جدًا بين من له غايةٌ سامية يعيش من أجلها،
ويموت ويحيا عليها،
وبين من يمضي حيرانَ، تُردد أفعاله وجوارحه قولَ أبي ماضي:
جئتُ لا أعلم من أين.. ولكني أتيتُ..
ولقد أبصرت أمامي طريقا.. فمشيتُ..!
وسأبقي سائرا.. إن شئتُ هذا أم أبيتُ.!
كيف جئتُ..
كيف أبصرت طريقي..
لستُ ادري..!
إن لاستحضار غايتنا – أعني عبادةَ الله بما شرع - هدايةً إلى الحق ..
وثباتًا في الفتن ..
ورقيًّا بطموحات ذي طموح ..
وشدًا من أزر المخلصين ..
بل .. عزاءً للنفس التي حطَمتها عجلة الحياة ولم تأبه بها يومًا !.
وإن في جلاء الغاية من خلقنا
جئتُ لا أعلم من أين.. ولكني أتيتُ..
ولقد أبصرت أمامي طريقا.. فمشيتُ..!
وسأبقي سائرا.. إن شئتُ هذا أم أبيتُ.!
من أنا..؟!
أأكون مُجردَ عظامٍ يكسوها لحمٌ، وتعلوها ملامحُ البشر؟!
لكم كنت اردد هذه الابيات المتشائمةسابقا التي تخص الشاعر ايليا ابو ماضي , ولكن بعد ان تقربت الى ربي اكثرازددت ايمانا وعرفت بقيمتي والهدف التي خلقت من اجلة فاحترمت نفسي واحببت الحياة لالنفسي فقط وانما لاجل الرسالة التي خلقني ربي لها ,,
فاحمد الله على النعم التي انعمني اياهاواشكرة على الغاية التي خلقني من اجلها ..
يحفظك الله اخي الهادي على هذه الخاطرة الرااائعه التي عشت مع كلماتها لحظات استعدت فية بعض المواقف ,,
أستاذي وعمي الهادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشتقت واشتاقت عيناي لملامسة ابداعك وجمال حروفك
لكني ها أنا أعود لاعود الى أحضان الجمال والروعة الى بساتين الحروف الذهبية ان قلت عنك الابداع فقد ظلمتك
وان قلت عنك مبدع فلقد ظلمتك لان الابداع يضيع في ملتقى حروفك ونزف قلمك اسمحلي أن أقول انك للتميز عنوان
عمي الهادي غبت عن مواضيعك كثيرا لكن لن ولن أغيب عن قلمك الرائع المدجج بالمعاني
الرائعة والتشبيهات الجميلة نسأل من الله العلي القدير لكم ولنا التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
بارك الله فيك ع الطرح المميز والراائع أخي الكريم"الهادي@" وفقك الله
بحق محمد وآل محمد.
بعد هنيهة من الدقائق كنت أسجل ردي
على موضوع حول
" حوار بين المال والعلم الشرف"
في قسم الإستراحة
لكن ماهي إلابرهة من ثوانى
مسح الرد كان بسبب خلل في حاسوبي
تصبرت وقلت ما علينا لنلج القسم العام
لأرى مقالة لا تبتعد في معانيها التوعوية
عن سابقاتها لأن ما كان قد مسح من الرد
كان هو الرد على مقالة كنتم أنتم
من أهديمتومها لزوار هذا الصرح العلوي
وها أنا أكتب ردي بتأني
ويارب ما يمسح ليسجل تعقيبي المتواضع
على فراسة فكركم المتعمق
دائما في رؤيا البعد البعيد
الذي لا يخلوا من موعظة وعبر
لنصحح بها مجرى واقع حالنا
حال قد يترك البعض منا متأملا
في تلك الخصلة البيضاء
التي تتربع مفرق رأسه
أو تأخده الدهشة أكيد لأنه
لم تكن في حسبانه أن الوقت الأن
قد حان لتلك الزائرة الغير مرغوب بها
و منا من يقف وهو يلمسها بحذر
ويقلب جويْنِبات شعره يمنة وشمالا
ليتيقن هل هنا أخريات يشبهونها في اللون
أو أنها وحيدة عمدت لإعتلاء المقدمة
لإظهار عظمة أمام صحيبات لها
لا زالوا لم يأخدهن الغرور الدنيا بعد
نعم كل واحد منا له موقف لا يشبهه الأخر فيه
وكل منا كيف يتقبل تلك المنعطف في حياته الجديد
نعم إنه منعطف سوف يترك
لشيب الرأس يزهوا مفتخرا بكل حرية
ليكسوا رؤوسنا بغير إذن منا يسلب منا
حرية السيطرة على شيب الرأس
ليقرع في أذاننا أجراس الحيطة والحذر مما سيأتي
بالرغم من جمال لونها ورمزه للون السلام والمحبة
إلا أنه لا ينفك أن يذكرنا بعاقبة أمورنا
وحتمية داك اللقاء الموعود الذي ينتظرنا جميعا
حقا أجده بالرغم من لونه الصافي الأبيض
إلا أنه يخلف في أفئدتنا حين نراه في رؤوسنا
الأثر البالغ
أهو لونه الذي يرعبنا
???
أو ما يحمله لنا من تفاسير حقيقية
عن معنى لونه الأبيض
أي كأنه يقول لنا إذ كنت أحمل لونا أبيضا
فهذا لأ نني أيها الإنسان أردت
أن أتجمل بهكذا لون حتى لا أرعبك
بل لإنني أعلم ما كان يمثله اللون الأبيض
في عالمك الإنساني
وها أنا نزولا عند الرغبة الإنسانية
أتيت لك كما ترغب أنت أن تراني
فلماذا كل هذا الرعب مني أيها الإنسان
أليس لوني مؤلوف عندك
!!!
أليس لوني هو شعارألزمتمونه
في كل مسائلكم الحياتية
حتى في حروب إفتعلتمونها
كنت أنا الذي تصطنعوني به مواقفكم الكاذبة
أليس لوني هو اللون الذي تتجملون به
!!!
في مناسكم وحتى في قيامكم بشعائر دينكم
أليس لوني هو تعبيركم اليومي
!!!!
عن كل ما هو صادق وشفاف وصافي النية
أليس لوني هو طلاء لمنازلكم لدياركم
حتى لدوركم العبادية
أليس لوني هو لون تلك الحمامة
التي لازالت ممسكة بورقة الزيتون
تنتظر من يطلق صراحها من قيد بنى صهيون
أليس لوني...أيها الإنسان
لماذا تتأفف اليوم من رؤيتي
وأنا أعتري مفرق رأسك
لماذا تصر على النظر لي بإشمئزاز
لماذا تعلن يوم رؤيتي بيوم شؤم عليك
لماذا أيها الإنسان
!!!
سألت شيبة الرأس صاحبتها
محاولة معرفة تدمر وجنوح الإنسان
عن النظر إليها
فحين وجدت صد لكل سؤالتها
قررت سؤال صويحباتها
من اللون المغاير
لا شك أنهم يعلمون حقيقة
ما جرى لتلك الإنسان
سألتها إحداهن فجاوبت
نعم أيها الشيب
مجيئك كان على حين غرة
بل مجيئك كان لا بد منه
لكن هي غفلة الإنسان
هي جهله بأن الموعد للقياك قد حان
لم يتهيأ ولم يدرك معنى لقاءك بعد
لإنه ببساطة كان عابثا مستهترا جاهلا
بالزائر الذي سوف يحل قريبا
لم أراه قد طالع كتابا أو فهم نصا
أو جالس أهل العلم
أو قام لصلاة الليل
أو ناجا ربه في السحر
أو دعا وتوسل طالبا التوبة لكثرة ذنوبه
إلا حين حظرتي هنا
إستفاق وحاول التكفير عن غفلته
لكنه لم يعرف كيف
لربما حتى تجعلي كل رأسه مليئا
بالشيب هناك سوف يستفيق
ذاك الإنسان
*****
أخي الكريم
كم هو رائع إبداعاتكم
لم أكن في نيتي أن أستطرد بكل هذا الكلام
لكن كأن الحروف تجري من أناملي جري الماء
لا أستطيع منع إستطرادها
بل كم حاولت لكن عفوية إسترسالها منعتها
من الرضوخ لأوامر أناملي
فسامحتها وأرجوا أن أجد لديكم الصفح
بالمقابل لإطنابي في الكلام
***
*
أخي الكريم
قبل أن تفتوني الفرصة
أهنأئكم لما تشرفتم به من لقب قلم متميز
كنتم بكل جدارة متميزين وتستحقونها
وأتمنى من العلي القدير
أن يستمر تميزكم يرتقي سلم العطاء
لكي ننهل من معارفكم ولو الشيئ البسيط
فكل تميز وأنتم بألف خير وكل العائلة الكريمة
بحق محمد وأل محمد
عليهم أفضل الصلاة والسلام
فهنيئا لكم وهنيئا لنا لأننا حظينا
بفرصة إطلاع على تميزكم
العطر بالفائدة والمعرفة
فأثابكم المولى وجعل ما تهبونا إياه
في ميزان حساناتكم
يارب
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي واخواتي وابنائي لا اعرف من اين ابدء ومن اين انتهي
أأبدء بالرد على رددوكم واحدا تلو الاخر أم أترك هذه الصفحه
تتلألىء بلآلىء هذه الحروف التي أدرجت بين جنباتها....
لاني لا ارغب ان احجب بريقها بحروفي ... فاخذت القرار الثاني بان اترك للزائر
الكريم يبحر ليس بما سطرت انا من خواطر وشجون وانما بما سطرتم انتم
من روائع الكلام وفنون ثقافة الردود ..
فلكل واحد منكم حكايه ولكل واحد منكم موضوع بحد ذاته
فهذا من اخذته الافكار واستمتع بها وعاد الى مجده التليد
وهذا من غادر واكتفى بالثناء وهذا من سلم واكتفى بالدعاء
وهذا من اعترف وهمم بان لا مفر من صدى الكلمات
وهذا من ابدع وفجر بروعة حروفه ينابيع وعيون تروي
الضمأى الذين لا يرتوون الا من ينابيع الحكمه والدرايه
وختم بالتهنئه والدعوات
وهذا من سجل سلامه واعجابه
وختم آخر وقال لا اله الا الله محمد رسول الله ونقول علي ولي الله
فما عليّ الا ان اسجل اعترافي بتقصيري برد جميلكم
واقف عاجز عن البوح باي كلمه تليق بمقامكم
وما كتبته الان الا همهمات عبرت عن سعادتي لما دونتم من مقولات
اشرقت لها هذه الصفحه بنور تواجدكم
فعذري لا يكفي
واختم بالحمد والشكر لهذه النعمه الكبيره
التي جمعتني بكم على الخير والود والاحترام
لكم خالص تحياتي وتمنياتي لكم بالموفقيه والسعاده الابديه