لقد نظم الإسلامالحياةالزوجية على أسس سليمةوقويةومعقولهفيها كل مقوماتبناءالمجتمعالسويالسليم الذي تحفه السعادة والإطمئنان والود . وإذا كان الإسلام قد حدد للزوجين حقوقاًوواجبات فان ذلك إنطلاقاً نحو توضيح اللغة التي تجمع بين الأزواج بشكل يكون فيه طرف عارفاً بحقوقه وواجباته حتى لا تصبح الحياة فوضى لا صراط لها وتعم العلاقة الزوجية والحياة الأسرية التشنجات وكل عناصر الخلاف والمنازعة ، ومن هنا فان الإسلام وهو يلزم الزوجة بطاعة زوجها بما ليس فيه معصية لله وشرعه لا ينتقص من النظر إلى الزوجة او المراة بشكل عام على أنها إنسان له حقوقه وكرامته كما فعلت الشرائع والأقوام الأخرى غيرالإسلامية ، فعند الإغريق مثلاً : يقول أرسطو ان المرأة كائن ناقص ضعيف الإرادة وليس في وسعها الرقي إلى مراتب الإستقلال . وكانت المراة عندهم مخلوقاً نجساً لاينفع لغير دوام النسل ، وأن المرأة الولود تؤخذ من زوجها عارية " لتلد للوطن أولاداً من رجل آخر .
وأما عند اليهود :- فإن للأب حق بيع إبنته وهي قاصر وليس لها حق في الميراث إلاّ إذا كانت وحيده .
وأما الصينيون :- فيحتقرون المراة حتى في أمثالهم الشعبية حيث يقولون ( أنصت لزوجتك ولا تصدقها ) .
وأماالإيطاليون :- فيقولون ( أن المهماز للفرس الجواد والفرس الجموح والعصا للمراة الصالحة والمراة الطالحه ) .
وأما الإسبان :- فيقولون ( إحذر المراة الفاسدة ولا تركن إلى المراة الفاضله ) .
وأما الروس :- فيقولون ( إنك لا تجد في كل عشرنسوه غير روح واحده ) .
وأما الهنود :- فانهم يعتبرون أن ( الموت والمرض والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة ) .
وأما الرومان :- فيعتبرون أن ( المراة متاع مملوك للرجل وسلعه رخيصه وحتى حياة المرأة مملوكه لأبيها ولزوجها ثملبيتها ، وان المرأة ليست إلاّ شيطاناً نجساً . وفي قرار لمجمع روما خلصوا إلى أن المرأة كائن لا نفس له ويجب ألآ تأكل اللحم ولا تضحك ولا تتكلم معتبرين أن كلامها أداه للإغراء ويحرم على المرأة التملك لأكثر من نصف أوقيه من الذهب ويحرم عليها لبس الثوب الملون ) .
وأما الفرنسيون :- فيقول لوفي أن المرأة شر لا بد منه تنساق إليها النفوس وبلاء لا مهرب منه ومرض عضال ) .
واما في الجاهلية عند العرب :- فإن صور ظلم المراة وهضم حقوقها واحتقارها كثيره ومن الأمثلة على ذلك :-
1- الوأد :-
قال تعالى " واذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألاّ ساء ما يحكمون "
" سورة النحل (58/59) . وقال تعالى أيضاً " وإذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت " " سورة التكوير " (8/9) ، إنه كان من العرب من يقتل ولده خشية الإملاق أي الفقر ،ومنهم من يقتله سفهاً بغير حجة .
2- الزواج في الجاهلية كان على انواع :-
أ) نكاح الناس : يخطب الرجل إلى الرجل إبنته فيصدقها مهرها ثم ينكحها لطالبها .
ب) الإستبضاع : كان يقول لإمراته إذا طهرت من طمثها إذهبي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها حتى يتبين الحمل .
ج) نكاح الرهط :- يجتمع بعض الرجال ( دونالعشرة ) فيدخلون على المرأة كلهم ليصيبوها فاذا حملت ووضعت ومر عليها ليال أرسلت إليهم جميعاً وقالت لهم قد عرفتم ما كان من امركم وقد ولدت فهو إبنك يا فلان .
د) البغاء :- يجتمع ناس كثيرون فيدخلون على المرأة لا تمتنع عمن جاءها ، فاذا حملت ووضعت جمعوا لها والحق ولدها بمن شاءت .
هـ) الشغار :- كان يقول الرجل زوجني ابنتك وازوجك إبنتي أو أختك وأختي ، ولا يكون بينهما مهر .
و) المتعة :- كانت المتعة في أولا لإسلام حيث كان الرجل يقدم البلدة ليس فيها معرفة فيتزوج المرأة بقدر ما يرى انه مقيم ، وفي الحديث ( يا أيها الناس إني كنت اذنت لكم في الإستمتاع من النساء وان الله حرم ذلك إلى يوم القيامة ، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما اتيتموهن شيئا ) رواه احمد ومسلم .
ز) نكاح المقت :- وهو ان يتزوج الولد إمرأة أبيه ، قال تعالى : " انه كان فاحشة ومقتا "
" سورة النساء " (22) ، وان عمرو بن امية تزوج إمراة ابيه بعد موته وولدت له مسافراًوأبا معيط .
ح) البدل :- وهو ان يتبادل زوجان زوجتيهما بدون طلاق وعقد جديد وهي عملية سفاح بالتراضي .
ط) نكاح المخادنه :- وهي إرتباط إمرأة برجل سراومعاشرتها معاشرة الأزواج بدون عقد ، قال تعالى : " محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان " "سورة النساء (25) ، وكذلك قال تعالى : " محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان " " سورة المائدة " (5) .
ي) نكاح الإرث :- كان اهل الزوج إذا مات يتملكون زوجته فلهم ان يتزوجوها ولا يحق لها ولا لأهلها الممانعه ولهم ان يزوجوها ويقبضوا مهرها وإن شاءوا عضلوها او إعتقوها بفدية .
إضافة إلى هذه الفوضى فيالزواج فان هناك صوراً أخرى لإمتهان المراة في الجاهلية . مثل :-
1- حرمانها من الميراث 2- حرمانها من المهر 3- اكل مال اليتامى والجور عليهن 4- تعدد الزوجات بلا حدود 5- التهاون بالطلاق 6- الإيلاء أي إمتناع الزوج عن معاشرة الزوجة سنة وسنتين 7- الفصل : إذ تكون المراة لا مطلقه ولا مسرحه ولا متزوجه فيذرها زوجها معلقه محرومه من الزواج من غيره .
هكذا كانت المراة إلاّ أن الإسلام جاء بتعاليمه العظيمة يدعو إلى حسن عشرة الزوجة والنظر إليها بعين الحب والعطف والمسامحة والإعراض عن الهفوات وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إستوصوا بالنساء خيراً ) وقال الغزالي ( ليس حسن الخلق عند الرجل أن يكف أذاه عن زوجته بل ان يحتمل الأذى منها فيحلـم على طيشها وغضبها . تآسياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .................. اللهم لا تزغ قلوبنا عن الايمان بعد ان هديتنا واعفوا عنا وثبنتا واياكم على الصرط المستقيم وارزقنا شفاعة حبيبنا ورسولنا محمد المصطفى وال بيته الطاهرين في الدنيا واحشرنا واياكم معهم في الاخرة امين رب العالمين . اخوكم العبد الفاني سيد علي الموسوي