شبهة ان النبي صلى الله عليه و آله تغزل في زينب بنت جحش ام المؤمنين رضي الله عنها
بتاريخ : 09-08-2009 الساعة : 02:46 AM
أورد الوهابية بكل غباء حديث في كتاب القمي
و هذا الحديث منكر و متروك كما علّق عليه في كتابه
لنرجع الى تفسير القمي رحمه الله و سأنسخ لكم الصفحة بالكامل - ص 172
حبنا فليمتحن قلبه فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا و لسنا منه و الله عدوهم و جبرئيل و ميكائيل و الله عدو للكافرين.
و قال علي بن ابراهيم في قوله (و ما جعل أدعياءكم أبناءكم) قال : فانه حدثني أبي عن ابن ابي عمير عن جميل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول ذلك ان رسول الله صلى الله عليه و آله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها و رأى زيدا يباع و رآه غلاما كيسا حصيفا(1) فاشتراه فلما نبأ رسول الله صلى الله عليه و آله دعاه إلى الاسلام فأسلم و كان يدعى زيد مولى محمد صلى الله عليه و آله فلما بلغ حارثة بن شراحبيل الكلبي خبر ولده زيد قدم مكة و كان رجلا جليلا ، فأتى أبا طالب فقال يا ابا طالب ان ابني وقع عليه السبي و بلغني انه صار إلى ابن اخيك فسله اما ان يبيعه و اما ان يفاديه و اما ان يعتقه ، فكلم ابو طالب رسول الله صلى الله عليه و آله فقال رسول الله صلى الله عليه و آله هو حر فليذهب كيف يشاء ، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له يا بني الحق بشرفك و حسبك ، فقال زيد لست أفارق رسول الله صلى الله عليه و آله أبدا ، فقال له ابوه فتدع حسبك و نسبك وتكون عبدا لقريش ؟ فقال زيد لست أفارق رسول الله صلى الله عليه و آله ما دمت حيا ، فغضب أبوه فقال : يا معشر قريش اشهدوا اني قد برئت منه و ليس هو ابني ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله اشهدوا ان زيدا ابني أرثه و يرثني ، فكان يدعى زيد بن محمد فكان رسول الله صلى الله عليه و آله يحبه و سماه زيد الحب.
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و آله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش و أبطأ عنه يوما فأتى رسول الله صلى الله عليه و آله منزله يسأل عنه فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر(2) فنظر اليها و كانت جميلة حسنة فقال سبحان الله خالق النور
___________________________________
(1) أي جيد الرأي محكم العقل.
(2) حجر تسحق به الادوية.ج.ز.
[173]
و تبارك الله أحسن الخالقين (1) ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و آله إلى منزله و وقعت زينب في قلبه موقعا عجيبا ، و جاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه و آله فقال لها زيد : هل لك ان اطلقك حتى يتزوجك رسول الله صلى الله عليه و آله فلعلك قد وقعت في قلبه ؟ فقالت : أخشى أن تطلقني و لا يتزوجني رسول الله صلى الله عليه و آله فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : بأبي انت و أمي يا رسول الله اخبرتني زينب بكذا و كذا فهل لك ان أطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال رسول الله : لا ، إذهب فاتق الله و امسك عليك زوجك ، ثم حكى الله فقال : (امسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها - إلى قوله - و كان امر الله مفعولا) فزوجه الله من فوق عرشه(2).
___________________________________
(1) و في تفسير الكشاف و البيضاوي انه قال : سبحان الله مقلب القلوب حين رآها فهذه الرواية تحمل على التقية لورودها موافقة للعامة ، و الصحيح أن النبي صلى الله عليه و آله لم يقل مثل هذه الكلمات و لم يجئ إلى دارها كما سيجيئ في هذا الكتاب عند تفسير قوله تعالى: " ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله أمرا ...الخ الآية ".
(2) و يمكن الإيراد عليه أولا أنه كيف يسوغ لرسول الله صلى الله عليه و آله أن ينظر إلى زوجة الغير ، و ثانيا أنه لا يناسبه أن يميل اليها ، و ثالثا انه لا ينبغي لمقامه أن يتزوج من زينب بعدما انكحها من زيد ، لأنه و إن كان جائزا إلا أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان بمنزلة أبيه و هذا لا يفعله عامي فكيف النبي الأعظم الذي اسوته تتبع. و جواب الاول (أ) لعل هذه الواقعة كانت قبل نزول آية الحجاب و النهي عن النظر إلى الأجنبية (ب) و على فرض كونها بعده انه لا إشكال في جواز النظرة الأولى اتفاقا (ج) النبي صلى الله عليه و آله مرتبته بالنسبة إلى أمته أعظم و أولى من أنفسهم بدلالة قوله تعالى : " النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم " خرج منه ما خرج كحرمة تزويج ذات البعل و بقي غيره في العموم فيجوز له النظر و لو عمدا إلى سائر نساء أمته.
الجواب عن الثاني : إن ميل النفس إلى كل شئ حسن و إعجابها به من مقتضيات الفطرة الانسانية و لولاه لما استحسن الإنتهاء عما نهي عنه بل عدم الميل دليل فتور في الفطرة الاولية ، و النبي حيث أنه بشر لابد فيه من كمال سائر المقتضيات البشرية ، لكن الفرق بيننا و بينه أنّ ميولنا النفسانية ربما تذهب بنا إلى مهاوي الهلكات و النبي لا يقتحمها أبدا لمكان العصمة.
الجواب عن الثالث: إنه لم يتزوجها إلا بعد أمر الله تعالى و هو مبني على حكم ، منها ما بينه الله تعالى بقوله : لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منها وطرا ، و منها ما لم يبين الله و هي أن زيدا لما اشتهر بين الناس بابنية رسول الله صلى الله عليه و آله لأمكن من المسلمين السذج لاسيما من الذين كان كمال مجهودهم حط مقام أهل البيت عليهم السلام أن يعطوا زيدا مقام ابن رسول الله صلى الله عليه و آله بعد وفاته بل لم يكن من المستبعد أن يجعلوه خليفة له بدليل كونه ابنا له ، فكان اللازم على الله ان يسد هذا المجال فبين الفرق بينه و بين الولد النسبي بجواز التزويج من مدخولة الابن الدعي دون مدخولة الابن النسبي و اراد أن يتزوج النبي من زوجة زيد حتى ينحسم احتمال كونه ابنا له فأوجد دواعي هذا الزواج من نظره اليها و إلقاء محبتها في قلبه و لما رأى ان النبي صلى الله عليه و آله لا يقدم عليه لمقام حيائه و عفته قال : تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق ان تخشاه الآية ، فلو لم يكن في هذا الزواج مثل هذه الحكمة لما كان جائزا للنبي لأن النبي لا يفعل فعلا عبثا فكيف ما كان مذموما و الدليل على ذلك انه منع عن مثل هذا الزواج فيما بعد لكو؟؟ عادما للحكمة المذكورة لقوله : لا يحل لك النساء من بعد و لا ان تبدل بهن من ازواج و لو أعجبك حسنهن.
و سيجيء في رواية ابي الجارود في تفسير قوله تعالى: " ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله أمرا ان يكون لهم الخيرة " أنه صلى الله عليه و آله لم يذهب إلى بيت زيد و انهما (أي زيدا و زينب) جاءا إلى النبي لرفع التخاصم بينهما و هذا هو الاوفق لاعتضاده بغيره من روايات الامامية ، و الاول على مذاق العامة فيترك ج.ز
تعليقي :
الرواية متروكة كما علق عليها المحقق في الهوامش لأنها جاءت على ذوق السنة في الأحاديث و سوف أذكر التفاسير السنية لنفس هذه الرواية
وقيل بأن محمد بن ابي عمير لا يروي عن جميل مباشرة أي أنها مرسلة و هنا لي وجهة نظر فيها
و لا ننسى أن محمد بن ابي عمير أضطهدوه النواصب و سجنوه و جلدوه و قد تكون هذه الرواية في مرتبة التقية أي أنه ذكرها تحت ظروف الإضطهاد و عليها تكون موافقة لتفاسير السنية الباطلة
و سأذكر تفاسير السنية تحدثنا عن هذه الحادثة فالأولى على الوهابية الطعن بعلمائهم
لأنهم ذكروا هذا الحديث و ثبتوه و لقي استحسان عند جمهورهم
فالشيعة انكروه و تركوه بل عدوه من الموضوعات
الكامل في التاريخ لأبن الأثير - الجزء الاول - الأحداث في السنة الخامسة
فيها تزوج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ زينب بنت جحش و هي ابنة عمته كان زوجها مولاه زيد بن حارثة و كان يقال له زيد بن محمد. فخرج رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يريده و على الباب ستر من شعر فرفعته الريح فرآها و هي حاسرة فأعجبته و كرهت إلى زيد فلم يستطع أن يقربها فجاء إلى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فأخبره فقال: أرابك فيها شيء قال: لا و الله.
فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: {أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ الله} [الأحزاب: 37].
ففارقها زيد و حلت و أنزل الوحي على النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فقال: من يبشر زينب أن الله قد زوجنيها و قرأ عليهم قوله تعالى: {وَ إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ} الآية فكانت زينب تفخر على نسائه و تقول: زوجكن أهلوكن و زوجني الله من السماء.
الكشاف لزمخشري - الجزء الثالث - سورة الأحزاب
{و اذ تقول للذي انعم الله عليه و انعمت عليه امسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله احق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجنكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطراً و كان امر الله مفعولا} {للذي انعم الله عليه} بالإسلام الذي هو أجل النعم. و بتوفيقك لعتقه ومحبته واختصاصه {وانعمت عليه} بما وفقك الله فيه فهو متقلب في نعمة الله و نعمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو زيد حارثة {امسك عليك زوجك} يعني زينب بنت جحش رضي الله عنها: و ذلك ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ابصرها بعدما انكحها اياه فوقعت في نفسه فقال: سبحان الله مقلب القلوب و ذلك ان نفسه كانت تجفو عنها قبل ذلك لا تريدها و لو اردتها لاختطبها و سمعت زينب بالتسبيحة فذكرها لزيد ففطن و القى الله في نفسة كراهة صحبتها لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم: اني اريد ان افارق صاحبتي فقال: مالك: ارابك منها شيء قال: لا و الله ما رايت منها الا خيراً و لكنها تتعظم علي لشرفها و تؤذيني فقال له: امسك عليك زوجك و اتق الله ثم طلقها بعد فلما اعتدت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما اجد احداً اوثق في نفسي منك اخطب علي زينب. قال زيد: فانطلقت فاذا هي تخمر عجينتها فلمّا رأيتها عظمت في صدري حتى ما استطيع ان انظر اليها حين علمت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرها فوليتها ظهري و قلت: يا زينب ابشري ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطبك ففرحت و قالت: ما انا بصانعة شيئاً حتى اؤامر ربي فقالت الى مسج - دها و نزل القران {زوجناكها} فتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم و دخل بها و ما اولم على امراة من نسائه ما او لم عليها: ذبح شاة و اطعم الناس الخبز و اللحم حتى امتد النهار.
التعديل الأخير تم بواسطة المحرر العقائدي ; 04-10-2011 الساعة 11:14 PM.