[مصطفى عسكر]

أزمة جديدة بين جهات حكومية محلية في محافظة ذي قار وقوات الاحتلال الأمريكي, بسسب نفايات ومخلفات الجيش الامريكي من المعدات ، فقد أكدت دائرة البيئة في المحافظة، نقل هذه المخلفات من احدى قواعد الاحتلال إلى خارجها دون الكشف على سلامتها، في حين نفت القوات الأمريكية علمها بالموضوع.
وقال مدير بيئة ذي قار المهندس راجي نعيمة إن ملاكاتها “رصدت عن طريق الصدفة قيام 25- 30 شاحنة حمل بالخروج من قاعدة الإمام علي (الطليل 18 كم جنوبي الناصرية) تنقل الحديد المحروق ( الســكراب) ومواد أخرى باتجاه الطريق السريع الرابط بين الناصرية والبصرة ورميها على بعد 500 متر من الشارع السريع”، منوها إلى أن السكراب “تم نقله بعدها من قبل السكان المحليين المجاورين للقاعدة لبيعه أو استخدامه دون أن يكون هنالك أي كشف على سلامة تلك المواد”.
وأضاف أن المديرية “أبلغت قيادة شرطة المحافظة من اجل القيام بمنع اقتراب المواطنين من السكراب كما طلبت دائرة البيئة من الحكومة المحلية بالضغط على الجانب الأمريكي ومنعه من رمي السكراب بدون اتفاق مسبق مع الجهات ذات العلاقة بالمحافظة”.
وأفاد نعيمة أن المحافظة “وافقت على تشكيل لجنة تحقيقية بالموضوع مؤلفة من دوائر البيئة والصحة والأمن الوطني والشرطة بالإضافة لممثلين عن المحافظة ومجلسها بغية الكشف على مواقع السكراب وتحديد مدى سلامته”، مبينا أن دائرة البيئة “رفضت يوم الأحد طلبا تقدمت به مجموعة من الناقلين العراقيين لنقل كميات جديدة من السكراب من القاعدة الأمريكية بعد أن اشترطت الشرطة عليهم الحصول على موافقة بيئية لنقل السكراب”.
وتابع أن هنالك “كميات غير محددة من السكراب بعضها غير معروف المصدر ينبغي التأكد من سلامته قبل السماح بنقله”.لكن الناطق الإعلامي لجيش الاحتلال الأمريكي الرائد آلن براون، زعم إنه “لا يعلم عن وجود سكراب منقول من القاعدة إلى خارجها”، مشيرا (حسب زعمه) إلى أن “تحقيقا بالموضوع سيفتح في إطار الحرص على سلامة الساكنين بالقرب من القاعدة”.
وكان الجيش الامريكي قد رفض في وقت سابق اجراء المسح الصحي من قبل دائرة البيئة في الناصرية على مخلفاته من المعدات والآليات, من اجل معرفة ماتحتويه تلك المواد من سموم او يورانيوم (منضب) او مواد ضارة للانسان والبيئة.
يذكر أن بعض السكان المحليين المجاورين للقواعد الأمريكية في أغلب المناطق يقومون بالمتاجرة بمواد جديدة أو بالسكراب الذي يتضمن مواد ومخلفات متنوعة بعضها صالح للاستعمال، تتخلى عنها القوات الأمريكية كنوع من “الترضية” لهم، لاسيما أن القوات الأمريكية تعلم هؤلاء السكان بأوقات رمي السكراب قبل مدة. وقد جرت هذه "الترضية" بشكل واسع في محافظة الانبار غربي العراق.
وكان الناطق الإعلامي للقوات الأمريكية الرائد الن براون قد أعلن في (28/7/2010) عن فتح القواعد العسكرية لإجراء المسح على المخلفات فيها تحسبا من وجود ملوثات بيئية تحتاج إلى موافقات عليا خارجة عن صلاحيات القوات الموجودة في المحافظة مع تأكيده أنها تتعامل بجدية مع المسائل البيئية وتسعى مع شركائها العراقيين لـ”ضمان سلامة جنودها والمواطنين العراقيين”. الا ان هذا الاعلان لم يطبق منه اي شيء يذكر
وتتخذ القوات الأمريكية من قاعدة الطليل (18 كم جنوبي الناصرية) مقرا رئيسيً لقواتها التي يزيد عددها على 4000 عنصر وتتولى من خلالها قيادة العمليات في محافظات البصرة والمثنى وميسان بالإضافة إلى ذي قار. وتتعرض القاعدة المذكورة الى القصف المستمر بأنواع مختلفة من الصواريخ من قبل فصائل المقاومة الاسلامية (الشيعية) المنشرة في الجنوب والوسط. وقد شهدت محافظة ذي قار في الاشهر الماضية نشاطاً متزايداً في استهداف قوات الاحتلال الامريكي وامداداته, وقد اعترف الاحتلال الامريكي بتزايد هذا النشاط خلال شهر رمضان من قبل كتائب حزب الله ولواء اليوم الموعود, فيما نشرت عصائب اهل الحق بعض من عملياتها في الناصرية على شبكة الانترنت, وقد ادى هذا النشاط المتزايد من قبل فصائل المقاومة الى ان يقدم مجلس محافظة ذي قار توصية الى قوات الاحتلال يطالب فيها بتحديد حركة الجيش الامريكي واشعار القوات الامنية في المحافظة, في حال تحرك قواته من اجل الحفاظ على المستوى الامني الجيد نسبياً في المدينة, وعدم الّحاق الاذى بالمواطنيين, تجدر الاشارة الى ان الفصائل الشيعية المسلحة قد الغت او اجلت الكثير من العمليات التي تستهدف الاحتلال بسبب تواجد بعض العراقيين (مدنيين وعسكريين) قرب قوات الاحتلال من اجل سلامتهم كما تبينه الكثير من اشرطة الفديو المنتشرة على شبكة الالكترونية
وتقع مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، على بعد 380 كم جنوب العاصمة بغداد.

http://www.al-ansaar.net/main/pages/news.php?nid=4473