بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين
أخواني الكرام
ونقول بعد التوكل على الله تعالى
إننا يجب قبل كل شيء أن نؤمن أيمانا ً قاطعا ً
وجازما ً وشاملا ً ولالبس فيه بأنَّ الله سبحانه
وتعالى عادل
إنَّ الله لايظلم ُالناس شيئا ًولكن َّ الناس َ أنفسهم
يظلمون .... يونس 44
إنَّ الله لايظلم مثقال ذرة وإن تكن حسنة ً يضاعفها
ويؤت من لدنه ُ أجرا ً عظيما ً.... النسآء 40
إذا ً هؤلآء القوم هم من ظلم نفسه وأنزلوا أنفسهم
هذه المنازل
وأتقوا يوما ً تُرجعون فيه الى الله ثم َّ توفى كل نَفس ٍ
ماكسبت وهم لايظلمون ... آلبقرة 281
فكيف إذا جمعناهم ليوم ٍ لاريب فيه ووُفيت كُل ُ نفس ٍ
ماكسبت وهم لايظلمون .... آل عمران 25
لقد قلنا إن الله سبحانه وتعالى عادل ومن عدله سبحانه
أن أرسل المرسلين مبشرين ومنذرين
رُسلا ً مبشرين ومنذرين ... البقرة 213
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ً ... ألأسرآء 15
وكذلك إن الله تعالى عالم عَلِم َ بما كان قبل أن يكون
سُئَل َ الأمام الرضا عليه السلام :
أيعلم الله تعالى الشيء الذي لم يَكُن أن لو كان َ كيف َ كان َ
يكون أو لايعلم مايكون ؟
فقال عليه السلام :
إن الله تعالى هو العالم بالأشيآء قبل كون الأشيآء قال عزوجل :
إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون
وقال لأهل النار
ولو رُدوا لَعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون
=========================
هنا أخواني ما نسال ُ عنه ُ وهو علمه المسبق سبحانه
وتعالى بأنهم حتى وإن رُدوا ألى الدنيا فأنهم كاذبون
وأنهم سيعملون نفس الأعمال التي كانوا يعملوها في
دار الدنيا ؟؟!!
وهذا أخواني من عجآئب الأمور فأن هؤلآء قد دَخلوا
النار وعُذِبوا فيها نارٌ وقودها الناس والحجارة نارٌ
لاتبقي ولاتذر لواحة ً للبشر , نارٌ نزاعة ٌ للشوى
وقُطِعت لهم ثيابٌ من نار , وَيُصَبُ مِن فوق رُؤسهم
الحميم , وإن يستغيثوا يغاثوا بمآءٍ كالمهل ِ يشوي
الوجوه بئس الشراب وسآئت مرتفقا
أخي الكريم بعدما تسمع كل هذه الآيات العجيبات التي
توضح بشكل لالبس فيه مدى شدة العذاب الذي يعذب
به هؤلآء ومن ثم يذكر القرءان الكريم أن هؤلآء إن
عادوا للدنيا سيفعلون نفس أعمالهم ألسابقة ؟؟!!
فماذا تسمي هؤلآء ؟؟
ولكن يبقى أن هؤلآء بكل تأكيد سيدلون بحجتهم يوم
القيامة لتخليص أنفسهم من النار فماذا يقولون :
ربَّنا لولا أرسلت َ إلينا رسولاً فنتبع آياتك َ
مِن قَبل ِ أن نَذِل َ وَنَخزى ... طه 134
ولهذا فقد سبق أنذار رب العالمين أليهم لألقآء
الحجة عليهم حين أنزل هذه الآية المباركة
ولو رُدوا لَعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون
واما عن أرسال الرسل فقد قال لهم عزوجل
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ً ... ألأسرآء 15
رُسلا ً مبشرين ومنذرين ... البقرة 213
وعن الأمام الصادق عليه السلام قال
:
الله تعالى أجل ُ ولأعظم من أن يكون لعبده ِ عُذرٌ
لايدعه ُ يعتذر ولكنه ُ فـُلـِـج َ فَـلَم يكن له عذر
إذا ً أخواني الكرام خلاصة الكلام
إن الله سبحانه وتعالى قد سبق له الى هؤلآء القول :
ولو رُدوا لَعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون
وذلك لعلمه سبحانه وتعالى إن من بين الناس من هم
طواغيت وجبابرة وانهم سوف يكون لهم هذا الموقف
يوم القيامة ويسترحموه سبحانه وعليه فقد سبقة
حجته سبحانه حججهم وأرسل اليهم هذه الآية المباركة
حتى يعلمهم أن لاسبيل للعودة الى الدنيا أتكالاً على سعة
رحمته سبحانه وتعالى فلقد سبق أليهم القول بذلك
وانكارهم لاينفع فقد قال لهم أيضا ً
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ً ... ألأسرآء 15
رُسلا ً مبشرين ومنذرين ... البقرة 213
لقد جآئتكم رسلي وأنذروكم يومكم هذا وأعلموكم أن
لارجعة للدنيا فقيل لكم أدخلوا النار خالدين فيها
وآخر ماقيل لهم
أخسَؤا فيها ولاتكلمون
...
المؤمنون 108
وآخر دعوانا
الحمد لله رب العالمين
وأستغفر الله تعالى لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته