شكرا لكاتب الموضوع لاجتهاده في احقاق الحق , و اثبات إيمان عمر رضي الله عنه الذي لا يحتاج الى اثبات .
فقد نص أهل العلم على أن العبد إذا عمل العمل خالصا لله تعالى، فأثنى عليه الناس بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره هذا الفرح والسرور. وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل من الخير ويحمده الناس عليه فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن. خرجه مسلم. وسبق بيان ذلك، وما ذكره العلماء من أثر الرياء على العمل الصالح .
ويجدر التنبه إلى أن الخوف الدائم من الرياء والنفاق والحذر من الوقوع فيهما، دليل خير ولا يعد من الوسواس، وهو محمود ما لم يصل بصاحبه إلى اليأس، فقد كان السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم يخافون من النفاق ويحذرون من الرياء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته منهما، فقد روى ابن خزيمة في صحيحه بإسناد حسن عن محمود بن لبيد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر.
وقد كان الحسن البصري يحلف بالله بالذي لا إله إلا هو ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو يخاف من النفاق، وما آمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن، كذا في فتح الباري.
والله أعلم.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَنْ يُنَجِّيَ أَحَــــــــــدًا مِنْكُــــــــمْ عَمَلُــــــــــهُ».
قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ.
سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا».
وفي رواية:
«إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ
فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ»
رواه البخاري،،
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله-:
اشتملت هذه الأحاديث الشريفة على أصل عظيم، وقاعدة مهمة. ويتفرع عليها مسائل شتى من
مسائل السير والسلوك إلى الله تعالى في طريقة الموصل إليه.
أما الأصل فهو:
أن عمل الإنسان لا ينجيه من النار ولا يدخله الجنة، وإنّ ذلك كله إنما يحصل بمغفرة الله ورحمته.
فأما قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وقوله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}
فهو على قولين:
أحدها:
أن دخول الجنة برحمته، ولكن انقسام المنازل بحسب الأعمال.
والثاني:
أن العمل وإن كان سببا لدخول الجنة، فإنما هو من فضل الله ورحمته. لأنه هو المتفضل .
قال تعالى : قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) لَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (الكهف : 104
فالخوف من النفاق انما هو من دلالات الايمان , وعدم اغترار العبد بعمله.