ليس من السهل ان نكتب موضوعا او مقالا ما حول شخصية فذة متعددة المواهب والطاقات سيما اذا كان الحديث عنها حديثا ذا شجون قد يستنفر كل طاقاتك الفكرية وهذا مالمسته في حديثي هذا الذي يتطرق بعض الشيء عن امرأة تحدت الرجال وارغمت الزمان ليتغنى بأسمها وينشد لها انشودة الخلود ، هذه المرأة هي قتبس من نور الزهراء وومضة من اشعاعات العقيلة زينب ، ولدت من رحم المعاناة فكانت صرخة مدوية في وجوه الطغاة وسيفا باشطا حز رقاب الجبابرة ، انها الشهيدة العلوية بنت الهدى والتي يعجز المرء عن الاغتراف من نمير عذبها والوصول الى علو شأنها
نعم فهي المعلمة والمتعلمة والاديبة والباحثة والمجاهدة التي لعبت دورا متميزا قل مثيله بين نساء زمانها بل وحتى الرجال في زمن صودرت فيه الحريات وكتمت فيه الافواه واخمدت فيه الاصوات الا صوتها الذي علا ليخترق كل الحجابات ويصب على مسامع الجبابرة فيهتز عروشهم وينذرهم انذارا شديدا فكانت بحق بيت القصيد الذي ينبغي علينا ان نتزوده دائما سيما انها كانت ذا شخصية مذهلة للعقول بكل ماتحمله من صفاء محمدية علوية حسينة اصيلة بأصالة الانسانية وعظيمة بعظمة الاسلام اذن كيف لنا ان نصف هذا البركان الثائر والسيل الهادر والجبل الشامخ . كيف لنا ان نصف زينب العصر هذه البطله المجاهدة وهي القائلة :
لن اثني عما اروم وان غدت قدماي تدمى
كلا ولن ادع الجهاد فغايتي اعلى واسمى
فسلام على زينب العصر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .