آهة تلو آهة تغتصب لحظتي وحرمان مستبد سطا على حياتي .. ودموع استباحت عيني تقبع بين زوايا الصمت.. وصمت يلفه صمت ..أتأمل النور وأرقب القمة وأنتظر الليل بفارغ الصبر.. وفي نفسي تختبىء كل التفاصيل .. أستمع إلى صوت الريح وأنينها المفزع وفي نفسي أتساءل مع خواطري كم أوجاع ومآس ٍ حملها لي هذا اليوم؟.. تغيب الفرحة خلف طيات الزمان فلا تعود فتغيب في مشاعري كل المعاني الحلوة..
إذاً ليس هنالك بالغد مايبهج ..؟!!
تأسرني الجراح فتخنق أمنياتي وتعلن الانتصار في معركة ضارية بين الروح والجسد وعلى أرض ثنايا الابتسامة يستشهد الفرح وتحتلها الآلام.. بيد أن أرض الروح مفعمة بالمخاطر ومزروعة بألغام من الحزن الموقوتة !! فكيف أسلوا أما تريني كيف أعيش ؟!! ..مللت كل لحظة.. مع كل غمضة تسقط دمعة .. ثمة ذكريات تتكىء شجوني إذا ما سكنت .. وثمة أوجاع تسكن ثنايا ضحكتي إذا مابدت وثمة خيبات تعانق أحلامي إذا ما أشرقت .. ما لمع برق إلا وقلت هانت وما أشرقت شمس يوم جديد إلا وقلت مضت .. وما خيم علينا ليل بأجنحته إلا ونهضت من جديد ..!! أطلقت الآمال إلى أرض الأماني فلم يعد لي بعد الانتظار إلا رفاة المستقبل ..
إذاً ليس هنالك بالغد ما يبهج ...؟!!
لقد أبعدك عني زحام القلوب وشوارع الإعجاب كنت تغيبين دائماً طويلاً فأعيش بألم الأمل وإن جئتي تذهبين سريعاً دون مبالاة رغم أنك كثيراً ما كنت تأتين في غير موعدك ولكن قليلة تلك الأيام إلا أنها جميلة ومرت مر السحاب دون أن أشعر بها ولا أدري كيف تنطوي الأفراح وتغيب ..جمعتني بك لحظة حلوة مزجت الفرح والحزن في خواطري لحظات سوداوية أجدها اليوم أقرب ما يكون إليك أبعد ما تكونين بها عني..
إذاً ليس هنالك بالغد ما يبهج ..؟!!
ولا أدري ماذا أكتب أمسك قلمي بين الحيرة والتردد .. وجميل أن يكتب الإنسان ما يشعر به في لحظة صدق .. والمهم أن يكون إنساناً حينما يكتب .. وأعلم أنه ليس بمقدور الورق أن يستوعب كل هذا الحب فأغلبه يبقى إحساساً تمليه الكلمات وتحتفظ به الحروف والمواقف واللقاء فليتك تأتين دائماً بعد الغياب ولكن من أجلي ..!!! تشتكي مني الحروف وتحتضنني في بكاء الصمت ويشقيني الليل بأسراره الغامضة .. ولا زلت لا أعلم ماذا أكتب .. أشياء في ذكرياتي تهمس لي بحزن والوقت يمضي ويرحل بكل هدوء دون أن يشعر به عاشق .. وهناك أشياء من عمرنا تذبل ..حسرة تبقى ولوعة تتجدد ولا أعلم إلى أين أسير وأيامي تلهث خلف انتظارك , ولا زلت في انتظار غيمة دفء تمطر من شرفات أحزاني .. وها أنا لا زلت أقف أتأمل في وجه المرآة وأسأل لماذا لا ترى نفسها ؟! لماذا تراني؟! والذي أفهمه أنني لم أعد أفهم شيئاً...
إذاً ليس هنالك بالغد ما يبهج..؟!!
وأعود لأمرح بين الأسى والأسى ,وبين الحزن والحيرة .. لعل جراحي تفيق لنفسها وترحل.. فكم أصمت فأخرج الحروف قطرات بخيلة باسم غيرك .. ولكن مع كل ذلك لا يهم فكثيراً ما قلت عنك أنك تلك الفراشة التي استطاعت أن تفرق بين السناء والنار .. تلك الفتاة التي لم تصل إليها يد التكنولوجيا بعد .. ومدت جسور الوصل إلى عواصم الوجود والبقاء ..وأن تطبب جراحها بنفسها دون الحاجة إلى أحد .. أنا هنا ولا زلت هنا يا من نسيتني في زحمة الحياة والغير.. فلا زلت معك برغم المسافات التي تزيدك قرباً مني ..يا من أهديتني الفرح في غمرة الأحزان .. علمتني الضحك في الوقت الذي ينتظر مني الغير البكاء فيه .. وعلمتني أن الشخص الذي يتنازل عن حريته مقابل الأمان لا يستحق الأمان ولا الحرية ..فأنا هنا ولكن ..
أنت.. أين أنت .. أين أجدك .. أين أراك ..؟؟!!!!
لم لا تعودين لطائرٍ مقصوص الجناحين عيناه تخاطب وحي السماء .. أريد إطلالتك مغمورة بصمت الحنين ..!! وربما أرى رسائلك من وقت لآخر لأشرب ألم الاشتياق وأقاوم زوبعة الهيام.. فلم أكتب إليك بقلم جورج برنارد شو.. ولم أخاطبك بلسان ونستون تشرشل.. ولم أرسم إليك مشاعري بريشة الفنان العالمي بابلو بيكاسو .. ولكن كتبت إليك وعبارات مشلولة .. فرقتنا المسافة..!! آهٍ يا تلك المسافة ..تلك المسافة التي لونت شبابي العاثر بألوان قاتمة سوداوية ..
وأعود لأكتب ولا أدري ماذا أكتب يا كل مسافات الألم ويا كل محطات الانتظار ... ولكن تبقين أعظم من كل كلمات المرح وكل عبارات الفرح .. وآهٍ ثم آه أريد أن أصف في لحظة صدق غير مرغم لحظة تتراءى بنفسي كل المشاعر النبيلة التي صنعتها قوة السماء .. وأنتي أين أنتي يا من أهديتني كل آلام الأمل .. وجميع الحسرات وصنوف الويلات..
قدمت إليك قلبي على طبق من ذهب ..ومع كل مناسبة أجدك معي وحدك بداخلي بكل الحب.. فلأجلك حاولت أن أحلق فوق أحزاني الشاهقة وفوق سفوح عثراتي الجارحة .. ولأجل محبتك مشيت في ثنايا جراحي وآلامي .. وكتمت الآهة تلو الآهة وطالعت العالم بفرح ورضيت بقدوم كسوف الشمس.. ومع كل ذلك انتظرت غيمة فرح تحميني لهيب شمسي المكسوفة ... وأنتي أين أنتي ...
صدقيني لقد أحببتك حباً لو قسم بين عشاق الأرض لكفاهم ومثلهم .. فخيل إلي أن الشمس لا تشرق إلا عليك .. وأن القمر و النجوم لا تضيء إلا لك.. وأن هذه الدنيا بأسرها لا تتسع إلا لحبك..
حبيبي سأفتخر دائماً بحبنا الذي لم نمارسه في المستنقع القذر والذي لم يبحر في غرائزنا البهيمية رغم جبروتها علينا بدنيا الخيال وعالم المحبين ...حبيبي سيمقتك التاريخ وتكرهك الذكريات وسأحطم قاربي عندما أصل إلى جزيرة الأمل..
فلن تجديني مرة أخرى- فحبي أسطورة- إني رحلت ولن أعود إليك يوماً ما .. وسأجيب على كل تساؤلات نفسي بنفسي ... فآهٍ ثم آه لو تعلمين ماذا يعني عدم الوفاء.....؟؟!!!!!
ويبقى السؤال بعلامة استفهام وألف علامة تعجب.. متى نحب ؟! وكيف نحب ؟! ومن نحب ؟! ولماذا نحب ؟! ولمن نحب ؟! وإلى متى نحب ؟؟!!!!!!!!!
سيدتي الأنيقة
حب السيد رقية
عميقة لمحات النص المطوقة بالوفاء ..
ذابت عيناي لحروفكِ لجمالها وبريقها الآخاذ
أمطرينا بالمزيد
كنت هنا مع وافر الود
أم أســـــد