القائد: الصحوة الاسلامية لشعوب المنطقة حدث عظيم لم نشهد له مثيلا
بتاريخ : 09-08-2011 الساعة : 02:03 PM
استعرض قائد الثورة الاسلامية سماحة ايه الله العظمى السيد على الخامنئي، الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة التي تمر بها المنطقة والعالم, مقدما تحليلا شاملا عن الظروف التي تمر بها ايران والمكانة التي تتبوأها وقال ان التقييم الصحيح لمكانة النظام الاسلامي بعد مرور 32 عاما يبرهن ان البلاد حققت انجازات ومكاسب كبيرة ومدهشة تبعث على الامل وتمهد الارضية لديمومية الحركة المندفعة نحو القمم .
واضاف اية الله الخامنئي لدى استقباله مساء الاحد رؤساء السلطات الثلات ورئيس مجلس خبراء القيادة واعضاء الحكومة ونواب الشعب في مجلس الشورى الاسلامي ورؤساء مختلف المنظمات والمؤسسات وائمة الجمعة وممثلي الولي الفقيه في المحافظات وكبار قادة القوات المسلحة,اضاف : انه والى جانب هذه الانجازات، هناك اولويات وقائمة من الاعمال التي لم تنجز بعد ولذلك يجب الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لايصال ايران الاسلامية الى مكانتها المرموقة بالمنطقة والعالم و ذلك من خلال التناغم والتمسك بالوحدة والعمل والسعي الدؤوب والتمسك بالمبادئ والقيم واستثمار ثقة الشعب بالنظام الاسلامي والثقة بالذات الوطنية الموجودة لدى الشباب.
ووصف قائد الثورة الاسلامية النظرة المتسمة بالواقعية بانها مهمة من اجل تقييم ظروف البلاد وقال: يجب الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الحالية للمنطقة والعالم من اجل التوصل الى نظرة واقعية وصحيحة لاوضاع البلاد ، اذ ان الصحوة الاسلامية المنتشرة حاليا في المنطقة والازمة الاقتصادية الغريبة التي يعاني منها الغرب الى جانب تنامي التيارات المتشددة في الغرب، هي احداث غير مسبوقة منذ انتصار الثورة الاسلامية لحد الان.
واوضح اية الله الخامنئي ان هذه الظروف التي لم نشهد لها مثيلا في المنطقة والعالم، منحت النظام الاسلامي فرصا عظيمة من الممكن ان يفقدها او تتحول الى تهديد اذا لم يكن هناك تقييم صحيح عن ظروف البلاد .
واعتبر قائد الثورة ان التقييم الصحيح عن ظروف البلاد بحاجة الى التمتع برؤية واقعية وتجنب النظرة الاحادية مضيفا القول : من اجل دراسة الظروف التي تمر بها البلاد علينا ان نأخذ نقاط القوة والضعف بنظر الاعتبار وان نتجنب النظرة السلبية المطلقة وكذلك النظرة الايجابية المطلقة في هذا المجال".
واعرب قائد الثورة الاسلامية عن استيائه حيال النظرة التشاؤمية السائدة بين بعض المسؤولين والنخب السياسية معتبرا ان النتيجة الاجتماعية التي تتمخض عن هذه النظرة هي اشاعة اليأس والخيبة، وفي المقابل فان تضخيم نقاط القوة بدون الاخذ بنظر الاعتبار نقاط الضعف سيؤدي ايضا الى حالة من الالتباس تجعل الانسان يصل الى حالة من الرضا المزيف وهو ايضا امر خاطئ .
ودعا سماحته النخب الجامعية والحوزوية والمسؤولين الى القيام بدراسة شاملة ومدروسة لقائمتي نقاط القوة والضعف وقال : ان النقاط الايجابية هي الطاقات التي تتمتع بها البلاد واما النقاط السلبية فانها مؤشر على الاولويات واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار كلتا القائمتين، فبالامكان تحديد الطريق الصحيح باتجاه التقدم والتنمية.
ومن ثم اشار قائد الثورة الاسلامية الى بعض نقاط القوة التي تحظى بها البلاد في الظروف الراهنة مؤكدا القول: ان هذه النقاط المشرقة والايجابية تحققت نتيجة التحرك المستمر والمتواصل للنظام الاسلامي على مدى 32 عاما ، طبعا كانت هنالك منعطفات ايضا .
واعتبر اية الله الخامنئي امكانية التغلب على التهديدات بانها تشكل احدى نقاط قوة النظام الاسلامي، متابعا القول: ان الثورة الاسلامية ومنذ انتصارها لحد الان واجهت تهديدات سياسية وامنية وعسكرية واقتصادية معقدة اطلقتها القوى العالمية للنيل منها الا انها نجحت في التغلب على كافة هذه التهديدات من خلال الاتكال على قوة الشعب والطاقات التي حظيت بها .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية الثقة القائمة بين النظام والشعب بانها تشكل النقطة الثانية من نقاط القوة للبلاد وقال: قلما نجد نظاما في العالم تكون الثقة بينه وبين شعبه مثل الثقة الموجودة بين النظام الاسلامي والشعب الايراني .
وقال سماحته ان مشاركة اكثر من 80 بالمائة من ابناء الشعب في الانتخابات الرئاسية التي اجريت قبل عامين والحضور الشعبي الواسع في المسيرات السنوية ليوم القدس العالمي ويوم الثاني والعشرين من بهمن (11 شباط ذكرى انتصار الثورة الاسلامية) هي نماذج ملموسة من ثقة الشعب بالنظام الاسلامي،مضيفا : ان العالم سيشهد مرة اخرى عظمة الشعب الايراني في مسيرات يوم القدس العالمي رغم حرارة الجو المرتفعة .
واردف قائلا : ان بعض القضايا الخاصة منها التحرك العظيم للشعب الايراني في يوم 30 كانون الاول /ديسمبر، تشكل نماذج اخرى من الحب العميق الذي يكنه شعبنا للنظام الاسلامي.
واعرب قائد الثورة الاسلامية عن اسفه لبعض التصريحات التي تودي الى انعدام ثقة الشعب بالنظام وقال: ان الشعب يحب النظام الاسلامي ويدافع عنه.
كما اشار اية الله الخامنئي الى التطور الذي حققته ايران في ظل الحصار, معتبرا اياه بانه احد نقاط قوة النظام واضاف: ان البلاد حققت وفي احلك الظروف تقدما مدهشا في مختلف المجالات بما فيها العلمية والتقنية .
وتابع سماحته : ان الانجازات النووية والتقنية الحيوية وتقنية النانو والطاقات المتجددة والصناعات الجوفضائية وانتاج الحواسيب العملاقة والخلايا الجذعية واجهزة المحاكات والنظائر الطبية المشعة والعقاقير المضادة للسرطان هي نماذج
من الانجازات الايرانية في حقل التقنيات التي تمتلك بعض هذه العلوم عدد من دول العالم فقط .
واشار سماحته الى تقدم البلاد في مجال انشاء البنى التحتية والاعمار وقال : ان تحقيق التقدم في مجال تعزيز الثقة بالذات الوطني هو احد الانجازات الاخرى للبلاد حيث ان الثقة بالنفس لدى الشباب الايراني هي اكثر بكثير مما كانت عليه قبل عقد او عقدين.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية المكانة التي تتبوأها ايران على الساحة الدولية بانها تشكل احدى نقاط القوة التي تتمتع بها ايران, مؤكدا ان نظام الجمهورية الاسلامية اليوم هو نظام محترم ومؤثر ونافذ ويحظى بالكرامة والعزة الدولية.
ووصف قائد الثورة الاسلامية العزة والمكانة الدولية التى تتبوأها ايران بانها نابعة من تمسك الشعب والمسؤولين بالمبادئ والقيم والشعارات الاساسية للثورة مؤكدا : ان العزة والشموخ الذي تتمتع به ايران اليوم هو اكبر بكثير من من اي وقت مضى وفي المقابل فان مؤشر كراهية اميركا في تزايد بالمنطقة والعالم وان هذا البلد هو من اكثر بلدان العالم كراهية في المنطقة والعالم الاسلامي .
وتابع القول : لو علمت الشعوب الاوروبية السبب الحقيقي الذي يقف وراء مشاكلها والمتمثل بهيمنة اميركا و الكيان الصهيوني على سياسات بلدانها، فلا شك ان شعبية امريكا ستشهد هبوطا ملحوظا بين شعوب اوروبا وان هذا المسالة ستحدث في مستقبل ليس ببعيد .
واشار اية الله الخامنئي الى محاولات البعض للايحاء بوجود خلل او مشكلة في المكانة والمصداقية الدولية لنظام الجمهورية الاسلامية مضيفا : ان البعض يريد الايحاء بتدني مصداقية ايران الدولية ويعلل ذلك بصمود ايران على مبادئها في حين ان تصرفات الغرب كانت اكثر اهانة وعنفا في بعض الفترات التي كان يبدي بعض المسؤولين الايرانيين تنازلا امام اطماع الغرب.
واوضح اية الله الخامنئي "في فترة ما كان بعض مسؤولي البلاد يمتدحون المسؤولين الاميركيين ولكن وفي نفس الوقت كان الرئيس الاميركي المجنون يصنف ايران في محور الشر" .
وتابع سماحته : في فترة اخرى كانت العلاقات بين ايران مع دولة اوروبية طيبة ظاهريا وتلك الدولة كانت تشيد بايران ، ولكن لم يمض وقت طويل حتى شاهدنا بان تلك الدولة الاوروبية بادرت الى تشكيل محكمة ضد ايران متذرعة بقصة مطعم ميکونوس، وبالتالي استدعت الدول الاوروبية سفرائها من طهران بغية توجيه ضربة قوية لايران على حد تعبيرها، لكن رد الشعب الايراني كان اقوى .
واشار سماحته الى وقاحة وصلافة الامريكيين والاوروبيين في مقابل بعض المرونة التي ابداها النظام في بعض الاحيان واضاف : في المقابل حينما تمسك النظام بمبادئه وقيمه فان الجمهورية الاسلامية الايرانية صارت اكثرعزة وكرامة .
وفي جانب اخر من كلمته اعتبر قائد الثورة الاسلامية ان ياس العدو ، استقرار البلاد ، تحول النظام الى مصدر الهام وقدوة ، ضعف العدو وزيادة تجارب النظامعلى صعيد التقنين والتنفيذ هي من نقاط القوة الاخرى التي يتمتع بها النظام الاسلامي .
وبعد تبيينه لنقاط القوة اشار اية الله الخامنئي الى نقاط الضعف التي تعاني منها البلاد مؤكدا بالقول : ان تجاهل نقاط الضعف سيؤدي الى اضرار كبيرة .
واضاف سماحته : هنالك نقاط ضعف وقصور وبعض حالات الغفلة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وهي في غالبيتها ناتجة من عدم القيام بالمسؤولية .
ونوه قائد الثورة الاسلامية الى هزيمة المسلمين في حرب احد وعللها واسبابها واضاف : ان الالتهاء بالنزاعات السياسية ، الاقبال على حياة الترف والرخاء ، الغفلة عن روح الجهاد والتضحية ، الغفلة عن الغزو الثقافي الذي يشنه العدو ، الغفلة عن خطر العدو ، الغفلة عن تغلغل العدو في الاجواء المجازية الوطنية والقصور في صيانة بيت المال هي من جملة نقاط ضعف البلاد .
واعتبر آية الله الخامنئي السلوک القبلي في مجال السياسة والاقتصاد من نقاط الضعف الاخرى منوها بالقول : في السلوك القبلي لن يجري تاييد او التشکيک في عمل الافراد على اساس طبيعة عمل هؤلاء الاشخاص وانما عملية الانتقاد او التأييد تتم على اساس انتمائهم وارتباطهم القبلي .
واضاف سماحته : على الرغم من القيام باعمال كبيرة في المجال الاقتصادي الا ان قضايا العمالة والتضخم وثقافة العمل لم تحل لحد الان .
کما واعتبر قائد الثورة الاسلامية ، الثقافة العامة للشعب بانها احدى الارضيات التي يجب الاهتمام بها بجدية اکبر .
وتابع آية الله الخامنئي قائلا ينبغي نشر واشاعة الفضائل الاخلاقية ، مثل الصبر والشکر والذکر والاحسان والمروءة حيال الاخرين والرغبة في خدمة الاخرين وتجنب مضايقة واذى الاخرين ، اكثر فاكثر في المجتمع .
ولفت سماحته الى ان عدم طرح المباديء العقائدية الاسلامية والثورية بشكل صحيح هي من نقاط الضعف مؤکدا في استخلاص نتائج هذا البحث بان نقاط القوة تزيد من الامال وان نقاط الضعف تعد مؤشرا لبيان الاولويات ولهذا يجب في کل تقييم لظروف البلاد ملاحظة نقاط القوة والضعف معا .
وأشار آية الله الخامنئي الى الاوضاع الراهنة في المنطقة مؤکدا بان الظروف الراهنة في المنطقة تسير بأتجاه يخالف التصورات والحسابات الامريکية والصهيونية الدولية بشکل کامل.
واضاف قائد الثورة الاسلامية : ان القوى الدولية کانت تريد شل ايران من خلال فرض الحظر الاقتصادي عليها ولکن الله سبحانه وتعالى رد الازمة الاقتصادية الى نحورهم .
ونوه آية الله الخامنئي الى ان القوى الدولية حاولت من خلال خلق فتنة عام 2009 وتقويتها ودعمها بغية النيل من النظام ، لکن الظروف تغيرت بشکل باتت الانظمة والحکومات المرتبطة بامريکا في المنطقة تعاني من الانهيار او عدم الاستقرار .
واضاف سماحته ، بان امريکا وبعض القوى الغربية هاجمت افغانستان والعراق من اجل محاصرة ايران ولکنها ابتليت في الوقت الراهن في مستنقع هذين البلدين وانها اليوم محاصرة من جميع الجهات .
ووصف قائد الثورة الصحوة الاسلامية لشعوب المنطقة بالحدث العظيم مؤکدا ، بان ابعاد ماتجري الان في مصر وتونس واليمن لايمکن التکهن بها وان تداعياتها العظيمة ستتوضح مستقبلا .
وتابع سماحته قائلا ان وضع مبارک في قفص الاتهام بمصر ومحاکمته تعتبر حادثة ذات مغزى کبير وغريب وعميق هذا فضلا عن تضييق الخناق على الکيان الصهيوني .
کما واشار قائد الثورة الاسلامية الى محاولات امريکا وبعض القوى للهيمنة على الاوضاع في دول المنطقة ، منوها الى ان هذه المحاولات لم تحقق اية نتائج لحد الان وانها لن تحقق اية نتائج في المستقبل ايضا بعون الله تعالي .
واعرب اية الله الخامنئي عن قلقه حيال الاوضاع في ليبيا مؤکدا بان السياسات الغربية في ليبيا وضيعة جدا وماکرة لان الغرب يحاول من خلال استغلال انتفاضة الشعب ، اضافة الى الهيمنة على الموارد النفطية في هذا البلد ، ترسيخ وجوده في ليبيا ومنطقة شمال افريقيا والاشرف على مصر وتونس .
وفي جانب اخر من کلمته اعتبر سماحته شهر رمضان المبارک والصيام عطاء وهدية الهية وارضية للوصول الى التقوى ،مشيرا الى بعض المقاطع من دعاء مکارم الاخلاق للامام السجاد علي بن الحسين (ع) مضيفا بان توسيع ونشر العدل في ابعاده المختلفة وکظم الغيظ والحرکة في طريق المنطق والبرهان والتجنب عن تأجيج الصراعات والسعي لكسب الاشخاص بدلا من نفورهم وابعادهم وتبيين النقاط الايجابية لاداء الاشخاص وتجنب اعلام النقاط السلبية للافراد على العلن هي من جملة العوامل الضرورية للتقوى .