كالعادة، حضر العرب حفلة أخرى من حفلاتهم التنكرية، وكالعادة حضرت "الدشداشا" يصحبها "العقال" ولوازم ديكور التصوير، كالعادة لم نتوقّع من العرب شيءً، إلا تآمراً وطعناً بالظهر، جلسوا على طاولة مستديرة فخّيل لناظرهم انهم صنف من البشر، تمر إجتماعاتهم مرورا عاديا ولكن السؤال:
ما سبب إجتماعهم؟؟
هل سببه إنهاء حصار غزّة؟
او البحث في كيفية دعم الشعوب العربية المقاومة؟؟
لا هذه ولا تلك فهؤلاء لم يتعوّدوا على دعم شعوبهم ولا قضياها، كان سبب الإجتماع بحث ما يجري في سورية، خيّل لنا انّ العرب بدئوا يقطعون ذيل عبوديتهم لأمريكا ومن ورائها، خيّل لنا انهم سيستنكرون عملية تقسيم سورية التي تجري اليوم، وسيستنكرون ما تتعرض له من قتل وإرهاب عصابات تكفيرية وحملات إعلامية بربرية، عربية وأجنبية، فالتحريض والكذب وتشويه الحقائق أضحى حقيقة وواقعا على تلك القنوات، يسيرون على قاعدة أكذب أكذب حتى يصدقك الناس!
أضحى شاهد العيان هو سيد الموقف، والمرصد هو ناطق الحق وحامي الحريات، مراصد تبدأ بعدّها ولا تنتهي، مرصد من هنا ومرصدين من هناك، كلها ليست في سورية، عند كل مساء تخرج علينا هذه المراصد بإحصاء أعداد القتلى، طبعاً عناصر الأمن والجيش ليس لهم حصة، وإذا مرّ خبر الإعتداء عليهم وقتلهم في نشرة أخبار، يقولون انهم لم يمتثلوا لأوامر إطلاق النار على المتظاهرين السلميين طبعاً، فأطلق عليهم زملائهم النار!، ولكن، ظهر عكس الذي كان متوقّعا وذهبت أحلامنا سدا، فبدل الوقوف مع دولة عضو في الجامعة العربية، داعمين عدم تقسيمها وتسليط سيف التكفريين السلفيين فيها، وبدل الوقوف مع دولة تتعرض لهجمة لم تتعرض لها دولة لا في السابق ولا في الحاضر، ماذا فعل العرب؟؟
هاجموا النظام وإتهموه بقتل المتظاهرين السلميين وإرهاب الشعب السوري المتطلّع إلى الديمقراطية والحرّية!!
( مع العلم ان هؤلاء العربان وخصوصا دول الخليج لا تعرف من الحرية والديمقراطية إلا إسمها )
تناسوا ان هنالك يوميا جرائم قتل من قبل أولائك الأصوليين السلفيين بحق قوى الأمن والجيش والمثقّفين والأطباء وكل معارض لأعمال عصاباتهم والذين يتم إختطافهم من منازلهم، وإقامت الحواجز من قبل تلك الجماعات المعروفة الدعم والهوى، والإشاعات والأخبار الكاذبة على قنوات إعلامية تثبت الصور يوميا ما هي إلا إفتراء وتضليل ونفاق.. لم نراهم مثلاً يتهافتون على دعم الشعب البحريني الذي يقتل شر قتل من قبل النظام البحريني والسعودي اوليس هذا الشعب يريد (حرّية وديمقراطية)؟؟
نحن لن نتوقع ولم نتوقع من هؤلاء العرب ان يقفوا معنا، ونحن نتذكر انه في خضم الحرب الصهيوأمريكية على لبنان، وقفوا مع الإسرائيلي والأمريكي وأعتبروا ان المقاومة مغامرة..
نعم نحن مغامرون.. مغامرون بالدفاع عن سورية وشعبها الذي وقف وقفات عز كثيرة، مغامرون دفاعا عن الحق والساكت عن هذا الحق شيطان أخرس، مستمرون بالدفاع عن وحدة سورية وموقعها في هذا المشرق سندا حاميا لمقاومة شعبنا، التي يريد هؤلاء العرب ومن معهم تقسيمها لتدخل في صراع طائفي إثني لا يخدم إلا إسرائيل.. نحن وإنطلاقا من دفاعنا عن الحق والمقاومة المتمثلة في سورية وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق نريد ان نقول لهؤلاء شذاذ الآفاق الإنبطاحيين الغربان، ان قراراتكم وما فوقها وما تحتها كما قممقكم ومجالسكم وإجتماعاتكم هي مثل الضراط على البلاط لا تساوى شيءً ولن تساوى شيءً.
ولم يصفكم العظيم مظفر النواب إلا بما أنتم فيه، ولم يعطيكم أكثر من حقكم حينما قال بمجالسكم ومؤتمراتكم وقممكم: