صفات الموظف المثالي هو ذلك الإنسان الذي عرف حق ، فأداها على خير ما يرام ، ولم يشوبها بشبهة أو حرام ، فصدق قلبه بالإخلاص في العمل ، وأخلصت جوارحه فلم يصب بالملل ، يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعاملوه ، فلم يحابهم كي يجاملوه ولم يرضهم على حساب شغله كي يواصلوه ، ومن هداياهم يناولوه .لا يكذب ولا يرتشي ، صادق في عمله ولله مختشي ، دائماً بعمله نشيط ومنتشِ ، فهو أرق من الماء ، وأعلى من السماء ، وأخف من الهواء ، وألطف من الصبا ، وأحلى من الجنا ، وأذكى من العنبر ، وأصفى من الجوهر ، وألين من العبقر وأعذب من الكوثر .وإذا خاطب ألان ، وإذا خُوطب أبان ، وإذا أوستعين أعان ، وإذا قيل له أتقي الله دان .ينصف من نفسه ولا ينتصف لها ، ويفتخر بربه ولا يفتخر بها .عزمه ( في إتقان عمله ) أحد من السيف ، وهمته ( في تطوير شغله ) أسرع من الطيف ، وأحكامه التي يصدرها مجانبة الحيف ، وقلبه في حب شغله ، أخصب من الصيف ، يألف ويؤلف ، ويعرف ويعرِّف ويعطف ولا يستعطفحلو الأخلاق والشمائل ، سخي النفس والأنامل ، يحب الخير لكل موظف وعامل ، مسرع إلى الفضائل ، بطيء عن المجاهل ، لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم في من يحب ، معرض عن كل كريه ، وتارك لكل سفيه ، خفيف الظل روحاني وشفاف ، ليس بخداع ولا لفاف .يهزه النسيم ، ولا تزلزله رجفة الجبل العظيم ، يتأذى من نتن الغيبة والنميمة ، ويتكدر صفو عيشه عند مجالسته لأصحاب القلوب السقيمة ، فهو صافي السريرة لم تخطر في باله الجريرة لأن عينه في أداء عمله قريرة .تراه صابراً على شظف العيش ولو لأعوام ، فلا تمتد يده على أخذ ريال واحد من المال العام ، خوفاً من ذي الجلال والإكرام .إن قال صدق ، وإن قيل له تحقق ، مثله كالبحر ظاهره يحمل الركبان ، وباطنه الدر والمرجان ، يأكل من سمكة الآكل ، ويتطهر من مائه الغاسل ، يقرب لراكبه المسافة ، ويؤمنه من المخافة ، لا يماطل ولا يأخذ بالباطل ، يسير على الحق وفي سبيله يقاتل .لا يخاف في الله لومة لائم ، في عمله دؤوب ومداوم ويعشق عمله كما تعشق النساء الولائم ، ويقبل الحق لا يعارض ولا يقام ، بسيط في مأكله ومشربه وملبسه وللآخرين مسالم ، ناصح لأبناء جنسه ومهتم بعمله أكثر من إهتمامه بنفسه ، لا ينشغل في غير عمله بل يأتيه قبل الدوام بدقائق ، ويخرج من عمله عند إنتهاء الدوام وقد أنجز العمل الفائق .كثير المشوره ، ولا يغيب عن عمله إلا عند الضرورة .فأتصف يا أخي الموظف بهذه الصفات ، وكن في عملك نبراس الأمانة والثبات ، جعلني الله وأياك ممن أتصف بهذه الأوصاف والمعاني ، وحقق لنا كل الأماني بجاه المصطفى والقرآن والسبع المثاني .