إن الزواج الذي يحدث بعد الزواج الأول يقسم إلى عدّة أقسام:
1 ـ الزواج الضروري
وهو الزواج الذي يحدث بمقتضى الضرورة بسبب مرض الزوجة الأولى، أو بسبب عدم تمكنها من إرضاء غريزة الرجل الجنسية، أو عدم تمكنها من القيام بأعمال المنزل، لذا يضطر الرجل إلى انتخاب زوجة ثانية، ويعتبر هذا الزواج ضرورياً بلحاظ الأحكام الإسلامية المهمّة.
إن النصارى لا يتمتعون بمثل هذا الزواج، وهذا ما يبعث على المشاكل والمصاعب، لذا قد يضطر رهبانهم إلى وضع قوانين قذرة في هذا المجال للخلاص من تلك الأزمة.
إن هذا القسم من الزواج الضروري نادر جداً، ويحدث في أغلب الأحيان عندما تكون الزوجة غير ولود، مع وجود رغبة من الزوج في الأطفال، لذ تقتضي الضرورة أن يتزوج الرجل ثانيةً.
وفي هذه الحالات ـ أعني الحالات الضرورية ـ أنصح الزوجات بضرورة الإقدام بأنفسهن على انتخاب الزوجة الثانية لأزواجهن، حيث يمكن أن تجد المرأة زوجةً تتناسب روحياً معها، وتنسجم أخلاقياً مع زوجها الذي يرى في زواجه الثاني ضرورة ملحّة.
2 ـ الزواج الترفي
القسم الثاني، وهو الزواج الترفي، فقد يظنّ الرجل أن الزوجة الثانية لها طعم ولذة خاصة غير التي رآها من الأولى، وهكذا رجل قد يتزوج الثالثة والرابعة، ولو تمكن من كافة النساء لفعل مثلما فعل حكام بني العباس وبني أمية حيث كان الواحد منهم يمتلك بيوتاً للحريم.
إن هكذا زواج يشوبه الترف والهوس خطر جداً على حياة المجتمعات، كون الرجل في يتدنّى أخلاقياً لأن المسألة لا تعدو أن يكون بحثاً محضاً عن لذة جديدة تخبو بعد أول لقاء من مراسم الزواج، وهذا ما يسوق الإنسان إلى وادٍ خطير ومظلم.
إن الغريزة الجنسية تتشابه مع باقي الغرائز في الحاجة إلى الإرواء، ولكنها تختص بميزة تزداد فيها على بقية الغرائز، وهي أنها لا تقف عند حد معين، أي أنها لا يمكن أن تصل إلى حال الشبع، فالسلطة وحب التسلط يمكن أن يشبع منها البشر، وكذا حب المال، وحب الطعام وما إلى ذلك، وهذا ما لا يُرى في الغريزة الجنسية، إذ أن الفرد الذي يسعى وراء الجنس ترفاً، لن يتأتى له إرضاء غريزته حتى لو تسلّط على كل نساء الكرة الأرضية، وعندها سيحاول أن يبحث عن كرة أخرى علّه يُرضي طلبات تلك الغريزة فيها؟!.
جاء في الخبر، لو كان لأحدهم بحرٌ من ذهب، وآخر من فضة لما ارتوى ولطلب بحاراً أخرى، والغريزة الجنسية تفوق على مسألة اقتناء الذهب والفضة، وإذا ما وصل الإنسان إلى مثل هذه الحالة فليقرأ على نفسه السلام، وهذا ما أخبرنا به التاريخ، إذ قرأنا فيه أن حكام بني العباس وبني أمية وبعض من سلاطين إيران كانوا يمتلكون بيوتاً يجمعون فيها الحريم، ويجرون بالرغم من ذلك وراء نساء آخرين.
فكان الواحد منهم ـ على سبيل الفرض ـ يمتلك 100 امرأة لا يصل إلى بعضهن في العام الواحد مرة واحدة، لكنه كان يجري وراء الفتيات والنساء الجميلات حتى لو كن تحت رجال آخرين.
إن علماء النفس ينعتون مثل هذه الأرواح، بالأرواح الظامئة أو المتعطشة، ويرجعون السبب في ذلك الظمأ إلى العيون التي لا تشبعها إلا حفنة من التراب، فالعين الملاحقة لنساء العالمين لا يمكن أن تهدأ وتسكن، إلاَّ إذا فُقئت، أو كان صاحبها ملتزماً.
فإذا ما كانت المرأة تدور بعينها هنا وهناك، وتتطلع في وجوه الرجال كالذي ضيّع ولده الوحيد، تخرج من قالب العفّة وهو ما يبعث على العطش الجنسي والعياذ بالله.
والرجل الذي يمتلك زوجة حسناء في مقتبل العمر، ولا يسيطر على عينيه، سيبحث عن ثانية، وثالثة، ورابعة، ولا يصل إلى حالة الري بسبب عينه التي تدور هنا وهناك بدون رادع ولا وازع، وإذا لم يمنع المرء هذه العيون عن النظر إلى هذه وتلك، سيصبح مثل هارون الرشيد الذي كان يمتلك بيوتاً للحريم ويبحث عن الحسن والجمال في نساء الآخرين.
يقول علماء النفس إن المرأة التي تحاول إبداء محاسنها للغرباء تميل روحها إلى الجنس الترفي، وقد تفعل بعض النساء ذلك تشبهاً بأخريات متبرّجات ظناً منهن بأن ما يفعلنه يدخل ضمن دائرة الحضارة والثقافة والمدينة.
3- القسم الثالث من الزواج فهو الزواج المعقّد، فهل تعلم كيفية حدوث مثل هذا الزواج؟.
إن لكل إنسان رغبات، قد تُرضي حيناً، وقد لا تُرضي حيناً آخر، وإن الرغبات غير المرضية تنتقل من ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور، أي عندما يعجز ضمير الشعور عن إرضاء رغبة معينة، وتمر الأيام على تلك الرغبة بدون إرضاء، تنسى تلك الرغبة لكنها في الوقت ذاته تنتقل من ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور بشكل عُقدة تتفاقم يوماً بعد يوم حتى تبلغ الزمن الذي تنفجر فيه بشكل خطير، ويقول علماء النفس إن الرجل أو المرأة قد يصبحان من كبار الجناة حينما تنفجر هذه العقدة، خصوصاً إذا بلغ الفرد مقاماً علمياً أو دنيوياً، وعندها يتمكن ذلك الفرد من إخلاء عقدته بسهولة ليحرق الأخضر واليابس، مثلما فعلت ذلك المذاهب الصهيونية القائمة إلى يومنا هذا.
قد تتقاعس إحدى النساء بوظائفها البيتية، فبدل أن تستقبل زوجها القادم متعباً من عمله بابتسامة تراها تستقبله ـ على سبيل المثال ـ بهيئةٍ غاضبة تبرز حالة البحث عمّن يرفع عنه ذلك الحيف، فينبّه ضمير اللاشعور ضمير الشعور إلى أن الحل موجود وهو: انتخاب زوجة ثانية، فيتزوج الرجل ظانًّا بأنه سيتمكن من إرضاء رغباته المكبوتة، ولكنه يفاجأ بأن الثانية لا تفرق عن الأولى كثيراً، وإن الشفرة العالقة في روحه لم تتمكن الزوجة الثانية من إخراجها، فيتزوج الثالثة علّها تستطيع إخراج تلك الشفرة من روحه التي لا زالت تئن من الألم، ولكن هيهات، فالثالثة أيضاً، لم تتمكن من فعل شيءٍ له، وعندها يضحى رويداً رويداً من الرجال البصّاصين، الباحثين عن شيء ضائع في وجوه وابدان النساء، ـ والعياذ بالله ـ ليصل به الأمر إلى أفعال وأعمال مخالفة للعفّة ـ وهذه المسألة خارج بحثنا ـ.
عندما نسأل إحدى النساء عن سبب تعدد الزوجات تلك، وعن سبب بروز عقدة الزواج! ينبغي لها ان تجيب بأنها هي السبب الأساس في بروز تلك الظاهرة، كونها لم ترضِ رغبات زوجها بشكل يستند إلى العقل والشرع.
قال الإمام الصادق جعفر بن محمد"ع":
"ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمّه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله"إن تعدد الزوجات الضروري قليل جداً، فما هو إذن كثيرة؟ ومن هو الذي يأتي بزوجة ثانية لزوجته الأولى؟ إن الذي يأتي بالثانية هو عمل المرأة الوضيع، وعدم فهمها واتعاظها، وتقصيرها وسذاجتها!.
المصدر كتاب الاخلاق البيتية للاستاذ مضاهري
شكرا للموضوع مكنك الله من زواج الثانية (ولعنة الله على بني امية على هذه الفعلة القذرة ووفقك الله حميد م على ذكر هذه العادات القبيحة التي يتصف بها اعداء اهل البيت )