بدأ المحققون الفرنسيون المكلفون ملف مجزرة منطقة الالب الجمعة تعاونا رسميا مع الشرطة البريطانية في محاولة لالقاء الضوء على المجزرة التي ذهب ضحيتها اربعة اشخاص ولا يزال يلفها الغموض.واكدت تحاليل الحمض الريبي النووي هويات القتلى، كما قالت النيابة.
وقال اريك مايو المدعي المكلف القضية ان تحقيقين قضائيين احدهما بتهمة "القتل" والثاني بتهمة "محاولة القتل" فتحا بعد مجزرة شوفالين في شرق فرنسا. وكلف قاضيا التحقيق ميشال مولان وكريستين دو كورازي هذه القضية.
كما اعلن القاضي ان دركيا كلف الملف توجه بعد الظهر الى لندن للقاء نظرائه البريطانيين.
ويحاول المحققون الفرنسيون معرفة خصوصا تفاصيل اكبر عن شخصية البريطاني سعد الحلي الذي قتل الاربعاء مع زوجته ووالدتها. واضاف مايو انه "يمكن العثور في منزله على تفسيرات قد تقودنا خيوطها الى القتلة".
احد هذه الخيوط الخلاف لاسباب مالية بين سعد الحلي العراقي الاصل وشقيقه الذي تقدم الخميس الى مركز الشرطة البريطانية لينفي اي تورط له في الجرائم.
والحلي (50 عاما) المولود في بغداد والمقيم في بريطانيا منذ سنوات طويلة، كان يسكن مع زوجته وابنتيه في ساري في الضاحية الجنوبية للندن.
ودعا المدعي الى توخي الحذر لهذه الفرضية مؤكدا انه "من الصعب الانتقال من خلاف مالي الى الاقدام على قتل اربعة اشخاص".
ولكشف ملابسات المأساة، قد تكون شهادة الفتاتين اللتين نجتا حاسمة.
واكد اريك مايو ان الطفلة زينة ذات الاربعة اعوام والتي نجت من القتل "سمعت لكنها لم تر" المأساة. وكانت الطفلة "تبكي وتصرخ وتريد الاختباء" الخميس.
وقالت الطفلة زينة انها كانت في السيارة مع ابيها وامها واختها زينب ابنة السابعة التي اصيبت وادخلت في غيبوبة اصطناعية. ويامل المحققون في الحصول على معلومات منها بعد ايقاظها.
واصيبت زينب بجروح بالغة في الرأس واخضعت "مجددا لعملية جراحية وحالتها مرضية".
وقال المحققون ان دراجا بريطانيا كان اول من وصل الى مكان الجريمة شاهد سيارة رباعية الدفع خضراء ودراجة نارية، وان العائلة كانت تتردد على المنطقة.
واضافوا ان سعد الحلي ليس من المشتبه بهم في قضايا الارهاب والارهاب المضاد لدى الاستخبارات الفرنسية او البريطانية.
ولا تزال النيابة تدرس كافة الخيوط في هذه المرحلة من التحقيق.
وينتظر تشريح جثث القتلى الذين قضوا بالرصاص والتي يمكن ان تحدد عدد القتلة.
واعادت قوات الامن فتح المنطقة التي وقعت فيها جرائم القتل ووضعت تحت حراسة امنية مشددة منذ الاربعاء بعد العثور على سيارة الحلي على طريق قريب من شوفالين.
وبعد ثلاثة ايام على قوع هذه الجرائم لا يزال سكان المنطقة تحت وقع الصدمة.
وقال قروي يقيم في هذه المنطقة التي تعد 200 نسمة طالبا عدم كشف اسمه "لا يحدث عادة اي شيء في هذه المنطقة لكن هذا الامر مروع!".
واضاف اخر "هنا عدد الابقار اكثر من السكان". وقالت صاحبة حانة "اننا في منطقة نائية هنا. ليس هناك احد".
واكدت "انه المكان المناسب للاختباء".
وكان مكان وقوع الجرائم معروفا حتى الان كنقطة لانطلاق النزهات في الطبيعة خصوصا مع اطفال.
وكان الحلي يقيم مع اسرته منذ بضعة ايام في مخيم قريب.
وعثر على جثته وجثة زوجته ووالدتها في سيارته. والى جانب السيارة جثة فرنسي كان على دراجة هوائية، ربما قتل عن طريق الخطأ اثناء تصفية افراد الاسرة.
وقتل الضحايا بعدة رصاصات، واحدة على الاقل في الرأس.