مدينة كربلاء المقدسة في يوم استشهاد الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)
بتاريخ : 05-06-2013 الساعة : 09:48 PM
رفع أذان الفجر من الصحن الحسيني الشريف والصحن العباسي المطهر فهرع المؤمنون إلى أداء الصلاة
فبعض أدى صلاته في جوار مرقد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) والبعض الآخر أدى صلاته بجوار مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) والبعض الآخر أدى صلاته في إحدى المساجد القريبة.
ومن ثم استعدوا إلى إحياء مراسيم شهادة الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام).
عندما بزغت الشمس وصار ارتفاعها بربع السماء خرجت المواكب الحسينية الكربلائية المعزية لأبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس(عليه السلام)
بشهادة راهب آل محمد الإمام المظلوم موسى بن جعفر(عليهما السلام). وبدأت المجالس العزائية في أسواق مدينة كربلاء القديمة أمثال: سوق الصراف وسوق الصفارين وسوق العلاوي تقاطع الميدان وسوق العرب وسوق البورصة وباقي الأسواق القديمة في المدينة.. حيث أقفلت المحلات أبوابها ونشرت السواد عليها وفرشوا الفراش أمامها ونصبوا معدات إعداد الشاي لتقديمه إلى الزوار والمعزين وأقاموا مجالس العزاء أمام محلاتهم(وهذه العادة موجودة عند أبناء مدينة كربلاء القدماء حيث توارثوا وتعلموا هذا الأمر من آبائهم وأجدادهم. يقول لي والدي بأن أهل مدينة كربلاء القدماء كانوا في ذكرى شهادات الأئمة(عليهم السلام) لا يفتحون المحلات ويكون ديدنهم في ذلك اليوم هو الحزن على المصيبة التي يمرون بها وتقديم التعزية للإمام الحسين(عليه السلام) وأخيه أبو الفضل العباس(عليه السلام) ولا يكترثون لعملهم وتجارتهم حيث يستحون ويخجلون من سيد الشهداء وأخيه قمر العشيرة بأن يلجأو إليها. وهذا ما رأيته في سوق العرب حيث خرجت من حرم الإمام الحسين(عليه السلام) وكان طريقي بأن أمر بسوق العرب فشاهدت منظراً تقشعر له الأبدان منظر يدل على الحزن وعظم المصيبة عند كسبته لم أشاهد أيٍّ من كسبة سوق العرب فاتح محله ويبيع بل الجميع ملتجأ إلى التعزية والخدمة الحسينية الكربلائية القديمة ودخلت شارع الإمام علي(عليه السلام) وشاهدت المنظر نفسه في سوق الصراف حيث كان الجميع ملتجأ إلى الخدمة والتعزية
فهنيئاً لهم.
ومررت على سوق العلاوي فرأيت البعض فاتحٌ محله والبعض الآخر ملتجأ إلى التعزية والخدمة
فكان عزاءهم ومجلسهم وخدمتهم في تقاطع الميدان حيث نصبوا معدات إعداد الشاي والفراش الذي أقاموا عليه مجلس العزاء
عندها رأيت أحد الكسبة في سوق العلاوي ويعد هذا الرجل من أقدم الأشخاص الذين يعملون في سوق العلاوي وسألته لماذا في سوق العلاوي البعض فاتح محله والبعض الآخر مقفل لماذا لا يكونون كغيرهم قال نحن الكسبة القدماء نعمل هنا قد أصبحنا غرباء في السوق والكسبة الجدد لا يعرفون تقاليدنا أما الأسوق الأخرى بقيت على أصالتها ولم يتغير في كسبتها أحد على كل حال المهم الخدمة الحسينية موجودة حتى ولو جزء قليل منها لأنها تعد كثيرة عند الله وعند سيد الشهداء(عليه السلام).
وأما موكب أهالي كربلاء خرج من حسينية الترك متجهاً نحو قمر العشيرة معزيَّاَ إياه بمصيبة غريب بغداد الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) ومن ثم خرج إلى سيد الشهداء لتقديم التعزية بمصيبة ولده ومن ثم يختم مجلسه عند قبره الطاهر حيث وصلت الجموع المعزية وكان معهم النعش الرمزي للإمام (عليها السلام)
وارتقى المنبر نجل المرحوم المغفور له الشيخ هادي الكربلائي سماحة الشيخ بهاء الكربلائي
ناعياً مصيبة الإمام موسى بن جعفر ومصيبة سيد الشهداء وأبو الفضل العباس(عليهما السلام)
وبعدها ارتقى نجل المرحوم مهدي الأموي الرادود أموري الأموي ومن ثم واصل عزاء اللطم الرادود الحسيني الحاج محمد حمزة الكربلائي
وبعدها اختتم المجلس العزائي
وأعاده الله علينا وعلى جميع المعزين والموالي لأمير المؤمنين(عليه السلام) بالصحة والعافية والتوفيق لمثل هذه الخدمة وثبتنا الله وإياكم على حب محمد وآل محمد وأحسن في عاقبتنا وجعل عواقب أمورنا خيراً
ملاحظة: أعتذر شديد الاعتذار على سوء جودة الصور وذلك لسوء الكاميرا في يدي