4 ـ طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله)
وهي من لوازم طاعة الله(تعالى شأنه) الواجبة بالذات , فبعد أن تبين بصوره مختصره كيف إن لله الطاعة الحقيقية المطلقة لأنه الرب الخالق البارئ المحيي المميت ... الذي بيده ملكوت كل شيء و(( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))( سورة يس / الآية 82) فمن الضروري جدا بعد ذلك أن نعرف لوازم هذه الطاعة والتي من اهمها على الاطلاق :
هي تلك الطاعة الإضافية من الله تعالى , فتعتبر طاعة واجبه بالذات أيضا لأنها مستنده إليه ومفاضة من قبله (تعالى شأنه)ألا وهي طاعة أنبيائه
ورسله(عليهم السلام) وعلى رأسهم سيدهم وخاتمهم وإمامهم مولانا محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)المبعوث لتبليغ أحكام الله تعالى والمأمور لبيان كتابه الحق فأنه لا ينطق عن الهوى , ولذا جعل الله (تعالى شأنه) لحبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) الولاية العامه والحكومة بين الناس والقضاء بما يراه من المصلحة وذلك بما ألهمه الله من صواب الرأي ((...ِلتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ))(سورة النساء /الآية 105 ) , ولذا تبرز الأهمية العظمى لطاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) , قال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ...))(سورة النساء/ الآية 64 ) , ويُفهم من قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ))(سورة النساء/الآية 59 ) , إن طاعة الرسول من طاعة الله وانها واحده , فلهما الطاعة المطلقة غير المشروطة ويترتب على ذلك ان تكون أحكام وتعاليم ...المصطفى هي عين ما يريده الله وإلا كان فرض الطاعة تناقضا واضحا
وهذه لا يتم إلا بعصمة المصطفى (صلى الله عليه وآله), وعلى هذه القاعدة المهمة والخطيرة لن يكون هنالك أي طاعة ومحبه ... لله تعالى إلا من خلال حبيبه المصطفى(صلى الله عليه وآله) , فبإتباع المصطفى وطاعته المطلقة نتمكن فقط من طاعة الله الحقيقية .
واعتذر عن تأجيل عرض صوره تبين شيء يسير من صور مقام مولانا ومقتدانا الحبيب المصطفى الخاتم (صلى الله عليه وآله ) صاحب الخلق العظيم , الذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادني , الى مناسبات اخرى بإذن الله تعالى مراعاتا للاختصار
5ـ طاعة اولي اولي الامر:
لمفهوم (اولي الامر) مصاديق كثيره ومنها :ـ
الاباء (بالنسبة لأبنائهم ), ومسؤولين المؤسسات الأهلية والحكومية , والحكام , والعلماء , والامراء ....
وما نعنيه هنا من ولاية الامر هو الإمامة
الإمامة (مقتبس من الشيخ ابو جعفر الطبري الصغير في دلائل الإمامة(ص1 ـ 22):
وهي رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا، وأنها امتداد للوجود النبوي المقدس وحفظ لعهده وحماية لأمانته وقيام برسالته ، يمكننا أن نقول إن كل ما صح أن يكون دليلا على النبوة صح أن يكون دليلا على الإمام ة، فبه تعرف ، وبه يقوم الشاهد عليها ، فدلائل النبوة هي نفسها دلائل الإمامة ما خلا نزول الوحي الذي هو من شأن الأنبياء وحدهم ، ولا وحي بعد خاتم الأنبياء ، بالإجماع .
قال الماوردي: عقد الإمامة لمن يقوم بها واجب بالإجماع ، وإن شذ عنه الأصم (مآثر الإنافة 1: 29، والأصم: هو عبد الرحمن بن كيسان ، أبو بكر الأصم ، من قدامي المعتزلة).
وقال أبو الحسن الأشعري:
قال الناس كلهم - إلا الأصم -: لا بد من إمام .
وقال الأصم: لو تكاف الناس عن التظالم لاستغنوا عن الإمام (مقالات الاسلاميين 2: 133).
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " لا بد للناس من أمير ": هذا نص صريح منه (عليه السلام) بأن الإمامة واجبة، وقد اختلف الناس في هذه المسألة فقال المتكلمون: الإمامة واجبة، إلا ما يحكى عن أبي بكر الأصم من قدماء أصحابنا - المعتزلة - أنها غير واجبة إذا تناصفت الأمة ولم تتظالم. وقال المتأخرون من أصحابنا: إن هذا
القول منه غير مخالف لما عليه الأمة، لأنه إذا كان لا يجوز في العادة أن تستقيم أمور الناس من دون رئيس يحكم بينهم، فقد قال بوجوب الرئاسة على كل حال (شرح نهج البلاغة 2: 307 - 308).
وقال الأسفرائيني: اتفق جمهور أهل السنة والجماعة على أصول من أركان الدين، كل ركن منها يجب على كل عاقل بالغ معرفة حقيقته، ثم ذكر الأركان إلى أن قال: والركن الثاني عشر: إن الإمامة فرض واجب
على الأمة لأجل إقامة الإمام ، ينصب لهم القضاة والأمناء ، ويضبط ثغورهم ، ويغزي جيوشهم ، ويقسم الفئ بينهم ، وينتصف لمظلومهم من ظالمهم (الفرق بين الفرق: 323، 349).
وقالت الإمامية: ليس في الاسلام أمر أهم من تعيين الإمام، وإن الإمام لطف من الله يجب نصبه تحصيلا للغرض (المقالات والفرق: 139، تجريد الاعتقاد: 221. ومعنى اللطف: هو ما يقرب المكلف إلى الطاعة ويبعده عن المعصية).
ومن هذا يثبت أن إجماعهم على وجوب الإمامة مما لا ريب فيه، ولكن بعد أن تحقق هذا الإجماع افترقوا فيها على فرقتين:
قالت إحداهما(مدرسة الصحابة): إن الإمامة تثبت بالاتفاق والاختيار .
وقالت الأخرى(مدرسة اهل البيت(ع)): إنها تثبت بالنص والتعيين.
• ـ ولهذا كان مصداق اولي الامر (الإمامة ) في مدرسة الصحابة له معان عديده منها:
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: (( وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )) يعني: أهل الفقه والدين .
وكذا قال مجاهد ، وعطاء ، والحسن البصري ، وأبو العالية: (( وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )) يعني: العلماء .
والظاهر - والله أعلم - أن الآية في جميع (في ر، أ: "كل".) أولي الأمر من الأمراء والعلماء ، كما تقدم .
وقد قال تعالى: (( لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ))( سورة المائدة / الآية 63) , وقال تعالى: (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))( سورة النحل / الآية 43) وفي الحديث الصحيح المتفق عليه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم أنه قال: (من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصا أميري فقد عصاني)( صحيح البخاري / للشيخ محمد بن اسماعيل البخاري/رقم الحديث 7137 , صحيح مسلم / مسلم بن الحجاج / رقم1835) .
فهذه أوامر بطاعة العلماء والأمراء ، ولهذا قال تعالى (( أَطِيعُوا اللَّهَ )) أي: اتبعوا كتابه (( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ )) أي: خذوا بسنته (( وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )) أي: فيما أمروكم به من طاعة الله لا في معصية الله ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ، كما تقدم في الحديث الصحيح: "إنما الطاعة في المعروف".
وقال الإمام أحمد:
حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أبي مرابة ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه (وآله)وسلم قال: (لا طاعة في معصية الله) (مسند احمد / للشيخ احمد بن حنبل / ج4ص326) .
وقوله: (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) قال مجاهد وغير واحد من السلف: أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله.
وهذا أمر من الله ، عز وجل ، بأن كل شيء تنازع الناس (في د: "المسلمون".) فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة ، كما قال تعالى: ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ...))(سورة الشورى/الآية10 )
فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله وشهدا له بالصحة فهو الحق ،وماذا بعد الحق إلا الضلال ، ولهذا قال تعالى: (( إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )) أي: ردوا الخصومات والجهالات
وفي تفسير الكشاف للزمخشري(تفسير الكشاف / للشيخ جار الله الزمخشري):
لما أمر الولاة بأداء الأمانات إلى أهلها وأن يحكموا بالعدل ، أمر الناس بأن يطيعوهم وينزلوا على قضاياهم .
والمراد بأولي الأمر منكم : أمراء الحق ؛ لأن أمراء الجور الله ورسوله بريئان منهم ، فلا يعطفون على الله ورسوله في وجوب الطاعة لهم ، وإنما يجمع بين الله ورسوله والأمراء الموافقين لهما في إيثار العدل واختيار الحق والأمر بهما والنهي عن أضدادهما كالخلفاء الراشدين ومن تبعهم بإحسان .
وكان الخلفاء يقولون : أطيعوني ما عدلت فيكم ، فإن خالفت فلا طاعة لي عليكم وعن أبي حازم أن مسلمة بن عبد الملك قال له : ألستم أمرتم بطاعتنا في قوله : (( وَأُوْلِى الامر مِنْكُمْ )) قال : أليس قد نزعت عنكم إذا خالفتم الحق بقوله : (( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول )) وقيل : هم أمراء السرايا
وعن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم :
( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعصِ أميري فقد عصاني )
وقيل : هم العلماء الدينون الذين يعلمون الناس الدين ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر .
(( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ )) فإن اختلفتم أنتم وأولوا الأمر منكم في شيء من أمور الدين ، فردّوه إلى الله ورسوله ، أي : ارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة .
وكيف تلزم طاعة أمراء الجور وقد جنح الله الأمر بطاعة أولي الأمر بما لا يبقى معه شك ، وهو أن أمرهم أولاً بأداء الأمانات وبالعدل في الحكم وأمرهم آخراً بالرجوع إلى الكتاب والسنة فيما أشكل ، وأمراء الجور لا يؤدّون أمانة ولا يحكمون بعدل ، ولا يردون شيئاً إلى كتاب ولا إلى سنة ، إنما يتبعون شهواتهم حيث ذهبت بهم ، فهم منسلخون عن صفات الذين هم أولو الأمر عند الله ورسوله ، وأحق أسمائهم :
اللصوص المتغلبة { ذلك } إشارة إلى الرد إلى الكتاب والسنة { خَيْراً } لكم وأصلح { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } وأحسن عاقبة .
وقيل : أحسن تأويلاً من تأويلكم أنتم .
• ـ اما في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)
فمثلما أن طاعة الله تقتضي الطاعة المطلقة لرسوله الكريم(صلى الله عليه وآله) , كذلك فان الطاعة المطلقة لله ولرسوله تقتضي الطاعة المطلقة لأولي الأمر الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهذا هو الامتداد الحقيقي التام لطاعة الله كما جاء في قوله تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) ( سورة النساء/ الآية 59)
قال سيدنا عبد الأعلى الموسوي(تفسير مواهب الرحمن ../ سيد عبد الاعلى السبزواري) :
ان أولي الأمر أفراد من هذه الامه لهم فرض الطاعة نظير ما للرسول ولابد أن يكونوا معصومين وإلا كان فرض طاعتهم تناقضا ولكن لما لم تكن عصمتهم معلومة لكل احد ولذا توهموا عدمها فيهم إلا إن الإطلاق استلزم كون المتعين ان عصمتهم إنما يعرف من الله تعالى أو بتعليم من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ويختلف طاعتهم عن الرسول بعد كون طاعتهم طاعة الله تعالى , وان أولي الأمر ليس لهم نصيب من الوحي وإنما شأنهم هو بيان الكتاب والسنه وشرحها وتطبيق الأحكام وكشفها لمكان صواب رأيهم في ذلك فلهم افتراض الطاعة والجميع راجع في الكتاب والسنه .
ويدل قوله تعالى ((فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول))على إن لكل واقعه حكما محفوضا عند الله تعالى وعند الرسول باعتبار إن لهما وحدهما حق التشريع وسلطة جعل الحكم فقط وهذا هو رأي الاماميه , فإذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله ) موجودا فهو المرجع في رد المتنازع
فيه إليه واخذ الحكم منه وبعد ارتحاله(صلى الله عليه وآله)لابد أن يكون بيان الأحكام ممن له أهلية أداء الامانه ممن اتصف بالعلم والحكمة ومن يكون حجه في رأيه ولهم الذوق الثاقب باستنباط الحكم من الكتاب الكريم والسنه الشريفة حتى يكون شاغلا للفراغ الذي حصل من فقد لرسول(صلى الله عليه وآله) وهؤلاء ينحصرون بالائمه الهداة(عليهم السلام) الذين هم عدل القرآن واحد الثقلين فلا محاله تكون السنه الشريفة تشمل اقوالهم التي لا مدرك لها إلا الكتاب والسنه المحفوظه عندهم بوجوه متعددة وحينئذ فان أمكن الرجوع إليهم فهو المتعين وإلا فالطريق منحصر بالاجتهاد في الادله الواصلة إلينا منهم واستنباط الأحكام منها بالطرق المعتبرة ولا تدل الايه المباركة بشيء من الدلالات على اعتبار القياس والإجماع والعقل كما يدعيه جمع من المفسرين , ويشمل قوله تعالى((إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)) على الوعد والوعيد فهو يدل على أن العمل بمضمون الآية له الأثر في تنظيم نظامي الدنيا والاخره كما يدل على إن التخلف عنه يوجب سلب حقيقة الإيمان , ويدل قوله تعالى ((ذلك خير وأحسن تأويلا)) على إن ما ورد في الايه الشريفة مما يوجب سعادة الإنسان وانه أحسن نظام تعيش الامه تحت ظلاله في أحسن أحوال ويصل كل فرد إلى ما يبتغيه في سعيه من الراحة والكمال وبذلك تبطل جميع النظريات الوضعية التي وضعها الإنسان في تنظيم النظام فإنها وان نجحت في بعض الجهات لكنها فشلت في كثير منها
(لذا فان) النظام الإسلامي المبتني على الإيمان بالله تعالى والرسول(ص) ورد الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل والاطاعه لله والرسول وإطاعة أولي الأمر في تنظيم النظام وتطبيق الأحكام هو السبب في الوصول إلى أوج الكمال والسعادة وان بقية النظم لا تكفل ذلك إلا إذا أخذت منه
وقد نوه الفخر الرازي(تفسير مفاتيح الغيب / للفخر الرازي / ج10 ص144) على عصمة اولي الامر عند تفسيره للآية الكريمة فقال :
إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع ، لا بد وأن يكون معصوما عن الخطأ إذ لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته ، فيكون ذلك أمرا بفعل الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ منهي عنه ، فهذا يقضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد ، وأنه محال ، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوما عن الخطأ ، فثبت قطعا أن أولي الأمر المذكورين في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوما(انتهى)
ولنتأمل هذه الاحاديث ونرى أي الرأيين اقرب لمصداق ولاة الامر الحقيقيين المقرونه طاعتهم بطاعة الله(جل جلاله) وطاعة رسوله(صلى الله عليه وآله)
روى مسلم(صحيح مسلم / مسلم بن الحجاج / رقم 1844), عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة ، والناس حوله مجتمعون عليه ، فأتيتهم فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم في سفر، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ، ومنا من يَنْتَضل ، ومنا من هو في جَشَره (في أ: "شجرة".) إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم: الصلاة جامعة . فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يَدُل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها (في ر: "عاقبتها".) في أولها ، وسيصيب (في أ: "وبقيت".) آخرها بلاء وأمور تُنْكرونها ، وتجيء فتن يَرفُق بعضُها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صَفْقَة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عُنُق الآخر". قال: فدنوت منه فقلت: أنشدك بالله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي ، فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، ونقتل أنفسنا ، والله تعالى يقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) (سورة النساء / الآية 29)قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله .
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن الحسين ، حدثنا أحمد بن المفضل (في ر، أ: "ابن الفضل".) حدثنا أسباط ، عن السدي: (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )) قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها خالد بن الوليد ، وفيها عمار بن ياسر، فساروا قبل القوم الذين يريدون، فلما بلغوا قريبا (في أ: "قبلا".) منهم عَرَّسوا ، وأتاهم ذو العُيَيْنَتَين فأخبرهم ، فأصبحوا قد هربوا غير رجل . فأمر (في أ: "أمر".) أهله فجمعوا (في ر: "فخرقوا" ، وفي أ: "فحزموا".) متاعهم ، ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل ، حتى أتى عسكر خالد ، فسأل عن عمار بن ياسر، فأتاه فقال: يا أبا اليقظان ، إني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله ، وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا ، وإني بقيت ، فهل إسلامي نافعي غدا ، وإلا هربت؟ قال عمار: بل هو ينفعك ، فأقم . فأقام ، فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدًا غير الرجل ، فأخذه وأخذ ماله . فبلغ عمارا الخبر، فأتى خالدا فقال: خل عن الرجل ، فإنه قد أسلم ، وإنه في أمان مني . فقال خالد: وفيم أنت تجير؟ فاستبا وارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأجاز أمان عمار، ونهاه أن يجير الثانية على أمير. فاستبا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال خالد: يا رسول الله ، أتترك هذا العبد الأجدع يَسُبُّني، فقال رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم: "يا خالد، لا تسب عمارًا ، فإنه من يسب عمارا يسبه الله ، ومن يبغضه يبغضه الله ومن يلعن عمارا يلعنه الله" (في أ: "من أبغض عمارا أبغضه الله ، ومن لعن عمارا لعنه الله".) فغضب عمار فقام ، فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه ، فرضي عنه ، فأنزل الله عز وجل قوله
( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ))
وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، من طريق عن السدي ، مرسلا . ورواه ابن مردويه من رواية الحكم (في ر: "الحاكم".) بن ظهير، عن السدي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فذكره بنحوه الطبري(تفسير الطبري / للشيخ محمد بن جرير الطبري / تقديم احمد محمد شاكر تفسير الطبري ج8 ص498 /دار المعرف في مصر 1374هج) والله أعلم .
ثم او ليست الإمامة منصب إلهي مقدس لا يتحقق لأحد إلا(مقتبس ومنقول من دلائل الامامه للشيخ الطبري)
1ـ بنص من الله (تعالى)، أو من نبيه المصطفى الذي ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ))(سورة النجم/الآية 3 )((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ))(سورة النجم /الآية 4 )
اوليس النبي (صلى الله عليه وآله)المبعوث (الشيخ الطبري في دلائل الامامه) رحمة للعالمين ، وليرفع من بين الناس أسباب الخلاف والفرقة ، ويزرع بينهم كل ما من شأنه أن يؤلف بينهم ، وينظم أمرهم ، ويحفظ فيهم العدل والانصاف ، فلا يمكن أن يفارق أمته ويتركها هملا، تتحكم فيها الآراء والاجتهادات المتباينة ، فيعود أمرها فوضى، وكأن نبيا لم يبعث فيها أو كان الله (تعالى) لم يرسل إليهم شريعة واحدة تجمعهم وتنظم أمرهم .
بل إن النبي ، الرحمة المهداة ، هو أرحم بأمته من أن يتركها هكذا، وهو أحرص على رسالته من أن يدعها تحت رحمة آراء شتى واجتهادات متضاربة ، بل قد يعد أمر كهذا إخلال بالأمانة التي كلف النبي (صلى الله عليه وآله) بأدائها، وتقصير بحق الرسالة التي بعث لتبليغها ، وكل هذا بعيد عن ساحة النبوة كل بعد، فأي مسلم لا يؤمن بأن نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد أدى أمانة ربه أحسن الأداء ، وبلغ رسالته أتم تبليغ ؟
وأي معنى سيبقى لأداء الأمانة ما لم يستأمن عليها رجلا كفوءا يتولى حمايتها وإقامة حدودها وتنفيذ أحكامها؟!
ولقد أتم ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أداء لأمانته ، فنص على وصيه وخليفته من بعده ، وسماه باسمه في غير موضع ومناسبة ، ومن ذلك:
أ - الحديث المتواتر في خطبة الغدير الشهيرة، حيث أوقف النبي (صلى الله عليه وآله) مائة ألف من المسلمين حجوا معه حجة الوداع وعادوا معه، فلما بلغوا غدير خم حيث مفترق طرقهم إلى مواطنهم، نادى مناديه أن يرد المتقدم، وينتظر المتأخر حتى يلحق، ثم قام فيهم خطيبا وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " قالوا: بلى. قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (سنن الترمذي 5: 633 / 3713، سنن ابن ماجة 1: 43 / 116 و 45 / 121، مسند أحمد 1: 84، 119، 152.(وسنأتي بشيء من التفصيل باذن الله تعالى عن مصادر وطرق رواة هذا الحديث وبعض الاحاديث الاخرى(باذن الله) في ادلة السنة النبويه على عصمة اهل البيت(ع)).
ب – حديث المنزله في قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام)
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي ) (صحيح البخاري 5: 90 / 202، صحيح مسلم 4: 1870 / 30 - 32، سنن الترمذي 5: 638 / 3724، سنن ابن ماجة 1: 43 / 115، مسند أحمد 1: 173، 175، 182، 184، 331 و 3، 338، تذكرة الحفاظ 1: 10).
وتكرر منه (صلى الله عليه وآله) التصريح باسم علي (عليه السلام) لخلافته، وأنه أولى الناس بالنبي وبالدين والدولة من بعده، بما فيه الكفاية لمن أراد الاستدلال ( لتتبع المزيد من النصوص راجع: نهج الحق للعلامة الحلي ، والغدير للأميني ، والخصائص للنسائي ، وسائر كتب مناقبه (عليه السلام) وهي كثيرة)
ج ـ حديث الثقلين الذي نصه
ألا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين - ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي - أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ". وزاد في رواية مسلم وغيره: " أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ) (صحيح مسلم 4: 1873 / 36، 37 - (2408)، سنن الترمذي 5: 662 / 3786، 3788، مسند أحمد 3: 14، 17 و 4: 367 و 5: 182، 189، المستدرك على الصحيحين 3: 148، مصابيح السنة 4: 190 / 4816، تفسير الرازي 8: 163، تفسير ابن كثير 4: 122، السيرة الحلبية 3: 274، تاريخ اليعقوبي 2: 111)
أما الصحاح الواردة من طرق الإمامية في ذكر الأئمة الاثني عشر بعدتهم وأسمائهم فهي كثيرة (انظر إعلام الورى: الركن الرابع - الفصل الثاني: 386 - 392، وكتاب كفاية الأثر لأبي القاسم الخزاز القمي، ومقتضب الأثر لابن عياش، وغيرها كثير.).
او ليست :
2- ضرورة الاستقامة والطهر وسلامة النشأة في الإمام هي تماما كضرورتها في النبي بلا فارق، فالإمام هو القائم مقام النبي، الشاغل لفراغه، المؤتمن على رسالته، والمؤدي لدوره في حماية الشريعة وإقامة حدودها، فلا بد أن يكون له من النزاهة والطهر ما كان للنبي ليكون مؤهلا لخلافته.
ولا خلاف في أن ذلك كان لعلي (عليه السلام) دون سائر الصحابة، فهو الناشئ في حجر النبي (صلى الله عليه وآله)، الملازم له ملازمة الظل لصاحبه، فلا هو فارق النبي، ولا خلاله فارقت خلاله. وتلك منزلة لم يشاركه فيها أحد حتى ولد الحسنان (عليهما السلام) فكان حظهما حظ أبيهما، حتى خصهم الله (تعالى) بآية التطهير، فقال
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) (سورة الأحزاب 33: 33).
واتفق المسلمون على أنه مع نزول هذه الآية الكريمة دعا النبي (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطما والحسن والحسين، وجلل عليهم بكساء، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (صحيح مسلم 4: 1883 / 61 - (2424)، سنن الترمذي 5: 351 / 3205 و 663 / 3787، مسند أحمد 1: 330 و 6: 292، أسباب النزول: 200 - 201، تفسير ابن كثير 3: 493، الصواعق المحرقة: 143 (وقد تم التطرق الى هذه الآيه المباركه وذكرها في ج4 اولا , ضمن الادله القرآنيه على عصمة اهل البيت(ع) ).
ومثل هذا يقال مع أولادهم الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، فلا أحد يشك في أنهم الأطهر مولدا، والأصح نشأة، والأقوم خلقا، تفردوا بالمنزلة الأعلى، والمقام الأسنى، فلا يدانيهم فيه سواهم، ولا زعم أحد منازعتهم عليه، والشهادة لهم بذلك قائمة مر العصور حتى على ألسنة خصومهم، فهم إذن المؤهلون للإمامة دون سواهم.
قال الإمام علي (عليه السلام): " لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفئ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة " (نهج البلاغة - صبحي الصالح خ 2 ص 47).
وقال (عليه السلام): " إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم " (نهج البلاغه ـ صبحي الصالح خ 144 ص 201).
3 - السبق في العلم والحكمة: هذه أيضا ضرورة لازمة في الإمام لأجل أن يكون أهلا لهذه المنزلة، وكفؤا لهذه المسؤولية، وقطبا تلتف حوله الناس وتطمئن إلى سبقه في العلم والحكمة والمعرفة، وقدرته الفائقة في مواجهة ما تبتلى به الأمة والدولة، فلا يحتاج إلى غيره ممن هم محتاجون إلى إمام يهديهم ويثبتهم.
وهذه خصلة أشد ما تكون ظهورا في علي وأولاده المعصومين (عليهم السلام)، فكما كان هو (عليه السلام) مرجعا لأهل زمانه من خلفاء وغيرهم، يرجعون إليه في كل معضلة ، ويلجأون إليه في كل مأزق، وأمرهم في ذلك مشتهر، وقد تكرر قول عمر بن الخطاب:
لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن.
وقوله: لولا علي لهلك عمر (الاستيعاب - بهامش الإصابة - 3: 39، الإصابة 2: 509، أسد الغابة 4: 23).
ولم يكن فضله على عمر بأكثر منه على الآخرين، وليس عمر بأول من أقر له بفضله، فقد أقر له الجميع في غير موضع ومناسبة (انظر الاستيعاب 3: 38 - 47)، وأجمل كل ذلك قول ابن عباس
والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر ) (الاستيعاب 3: 40، أسد الغابة 4: 22).
ذلك واحد الناس، فلم تعرف الناس أحدا غيره قال
سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم) (الاستيعاب 3: 43، الإصابة 2: 509).
4 - أحاديثهم وآثارهم: إن الاستدلال على الإمام من حديثه وآثاره استدلال صحيح، فسلوك المدعي وحديثه خير شاهد على حقيقة دعواه وجوهرها، وهو شاهد أيضا على صدق دعواه عندما ترافقه القرائن والدلائل الأخرى، وإلا فلا تعد وحدها دليلا كافيا على إمامته.
ومن أراد معرفة ذلك عن أئمة الهدى (عليهم السلام) فإنه يجده ظاهرا ظهور النهار في أحاديثهم الشريفة، معدن الهداية، وسبل النجاة، دعاة إلى الحق هداة إليه بالقول والعمل.
مع الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، ملازم لهم جميعا، فقد ثبت النص من كل إمام إلى الإمام اللاحق بالطرق الصحيحة والكثيرة التي كانت سببا في اطمئنان أتباعهم وأشياعهم (راجع في ذلك تراجم الأئمة (عليهم السلام) في: الارشاد، وإعلام الورى ).
6- النسب الرفيع: إن الإمامة - مقام النبوة - لا يصلح لها إلا ذو نسب وشرف رفيع كالنبي بلا فارق. وهذه مزية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) دون سواهم، بلا خلاف ولا نزاع، بل لا يدانيهم فيه حتى بني عمومتهم...
7 - المعجزة: لقد أخرنا هذه النقطة - التي كانت ثاني دلائل النبوة - إلى هذا المحل لاتصالها بموضوع هذا الكتاب. فالمعجزة التي كانت تظهر على أيدي الأنبياء تصديقا لهم، هي ضرورية أيضا لتصديق دعوى الإمام...(انتهى)( أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (دلائل الامامه)
الى هنا نتوقف باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
اهم المصادر:
1ـ دلائل الإمامة ـ للشيخ أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ـ تحقيق :قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة ـ سلسلة الكتب العقائدية (184) ـ إعداد : مركز الأبحاث العقائدية
2ـ تفسير الطبري / للشيخ محمد جرير الطبري / طبع دار المعارف بمصر
3ـ تفسير الكشاف / للشيخ جار الله الزمخشري
4ـ صحيح البخاري للشيخ محمد بن اسماعيل البخاري
5ـ صحيح مسلم بن الحجاج/ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي / 1374 هـ 1954 م
6ـ مسند احمد ـ للشيخ احمد بن حنبل ـ ج2 طبع الميمنة بمصر
7ـ مواهب الرحمن في تفسير القرآن ـ للسيد عبد الأعلى السبزواري الموسوي ـ مطبعة الديواني بغداد
8ـ التبيان في تفسير القرآن ـ للشيخ محمد بن ابي الحسن الطوسي, المتوفي 460 هجـ ـ تحقيق احمد حبيب قصير العاملي
9ـ الأمثل في تفسير القرآن ـ شيخ ناصر مكارم شيرازي ـ ط2 1426هج دار احياء التراث العربي بيروت لبنان
10ـ تفسير نور الثقلين ـ للشيخ عبد على بن جمعة العروسى الحويزى المتوفى سنة 1112
11ـ تفسير الصافي ـ للفيلسوف محسن الفيض الكاشاني المتوفي سنة 1091 ه صححه وقدم له وعلق عليه الشيخ حسين الأعلمي ـ ط 2 1416 هج ـ ج1 مؤسسة الهادى - قم المقدسة منشورات مكتبه الصدر طهران .
12ـ الإلهيات للشيخ جعفر لسبحاني
13ـ البيان في تفسير القرآن ـ للمحقق الكبير ابو القاسم الخوئي ـ ط4 الكتاب الاول ـ دار التوحيد , الكويت 1399هجـ 1979م
14ـ بداية المعرفة ـ للشيخ حسن مكي العاملي
15ـ دروس في العقيدة الاسلاميه ـ للشيخ محمد تقي اليزدي
16ـ التوحيد ـ للسيد كمال الحيدري
17ـ المنطق ـ للشيخ محمد رضا المظفر