بقلم: الدكتور عماد رزق – مدير التخطيط والسياسات في الاستشارية للدراسات الاستراتيجية
يقول نابوليون” إن معرفة جغرافية الدولة تعني معرفة سياستها الخارجية” الفرنسي كان يملك رؤية استراتيجية للحفاظ على مكاسب قوته الامبراطورية ومع ذلك سقط بالضربة القاضية في معركة واترلو امام الجنرال البريطاني ولنغتون، ما دفع الامبراطورية البريطانية الى احتلال مصر وقناة السويس عام 1882، والهدف لم يكن جغرافية الدولة انما تأثيرها السياسي والاقتصادي على التوازنات الدولية.
يومها تراجع الدور الفرنسي في مقابل التنافس الالماني – البريطاني.. وكانت البلدان العربية مسرحاً للتنافس التجاري والاقتصادي، بريطانيا تعمل على انشاء خط سكة حديد يربط مدينة حيفا في فلسطين مع مدينة البصرة جنوب العراق، اما المانيا فكان هدفها ربط برلين في العمق الاوروبي مع بغداد في الشرق.
حتى ان احد اسباب انهيار الحكم العثماني جاء نتيجة الصراع الاوروبي – الاوروبي فكانت الحرب العالمية الاولى غلاف التنافس التجاري والاقتصادي وظهرت الدول في وطننا العربي، غير ان عدم التوازن بين القوى الدولية انتج حرب عالمية ثانية وظهرت روسيا على المسرح الشرق اوسطي بعد انتصارها على النازية الالمانية وانتصار الحلفاء على الفاشية الايطالية، انتصارين كانت نتيجتهم ظهور القطبين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
انقسم العالم وظهرت التكتلات السياسية والعسكرية، فكانت نظريات السيطرة على العالم.
من نهاية الحرب العالمية الثانية الى 1 شباط 1992 في كامب ديفيد حيث وقع الرئيس جورج بوش وبوريس يلسين ” اعلان انتهاء الحرب الباردة ” نستخلص العناوين التالية:
1- حرب فيتنام اخرجت الولايات المتحدة من بحر الصين الجنوبي 1964 – 1973
2- حرب افغانستان اخرجت الاتحاد السوفياتي من مركز العالم “سنتر لاند” لتدخله الولايات المتحدة 1978 – 1988
في عالمنا العرب ي كان مسرح الاشتباك يتنقل بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية وصولاً الى المغرب العربي.
ظهرت الهند منافساً وايران الشاه شرطياً واسرائيل محتلاً وتركيا حليفاً واثيوبيا مدخلاً للقرن الافريقي، كل هذه الدول شكلت اطاراً في نظرية قلب العالم ” هارت لاند”.
ولتحقيق اهداف السيطرة على العالم رفع الرئيس الاميركي دوايت ايزنهاور مبدأ ” سياسة ملء الفراغ ” اي اخراج الاخرين وملىء فراغهم. فتم حصار الاتحاد السوفياتي بمجموعة من الدول الديكتاتورية والملكية او الاطلسية.
1956 كان العدوان الثلاثي على مصر والنتيجة اعلان الوحدة وحشود تركية على شمال سوريا، تكتل العالم ضد الوحدة فكان الانفصال في ايلول 1961 وعلى خلفية قرار الرئيس جمال عبد الناصراغلاق مضيق تيران في 23 ايار 1967 كان العدوان الاسرائيلي – الغربي على مصر وعند انشاء قاعدة للسوفيات في مصر جرى اغلاقها بضغط غربي وبدأ العصر الاميركي في مصر.
في سوريا تعزز التواجد الروسي في مرفأ طرطوس على الساحل 1963، واستمر التنافس الدولي على السواحل البحرية وذلك تحت عنوان نظرية حواف العالم “ريم لاند “.
هذه النظريات الثلاث تؤكد لنا اليوم مرتكزات المصالح الاميركية العالمية في الشرق الاوسط لان الوطن العربي يقع في الدائرة الكبرى من نظرية قلب العالم وسوريا “الجغرافيا” بين البحار الخمس والممرات المائية الاستراتيجية التي تعزز نظرية حواف العالم.
في 29 تموز 1953 فرضت بريطانيا على ليبيا معاهدة للصداقة والتحالف فكانت قاعدة “هويلس” اضخم قاعدة اميركية في افريقيا لكن بريطانيا انسحبت عام 1965 لتعود اليها تحت عنوان ” المسؤولية في حماية المدنيين ” R2P عام 2012.
هذه الاستراتيجيات للسيطرة الاستعمارية على العالم سقطت، والاحادية الاميركية ” نمر من ورق ” كما قال عنها الزعيم الصيني “ماتسي تونغ”… ومدينة سان بطرسبورغ في 6 ايلول 2013 ستشهد قيام النظام العالمي الجديد.. نظام متعدد الاقطاب وبدايته ” معركة دمشق الكبرى ” التي يرسم نصرها الجيش العربي السوري.
بوركتم مولانا على هذا الطرح المميز القيم القارئ جيدا للواقع ،،مازلنا معجبين لما يخطه يمينك باثراء المنتدى بمختلف الاخبار والتقارير التي تمس واقعنا السياسية ،،
حياكم الله ،،
وجودكم في المنتدى اضافة نوعية جديدة رائعة ،،
ممتنين لهذا الثراء الجيد ،،