بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
قال الله سبحانه وتعالى يذم من يقول ما لا يفعل :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) } الصف
من أقوال الإمام علي عليه السلام :
لاَ تَكُنْ : مِمَّنْ يَنْهَى وَلاَ يَنْتَهِي.
وَيَأْمُرُ : بِمَا لاَ يَأْتِي .
يَصِفُ : الْعِبْرَةَ وَلاَ يَعْتَبرُ.
فَهُوَ : عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ .
وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ .
في ذم من يقول ما لا يفعل ، وهو من الكذب وخلاف الصدق ، وقد يدخل في خلف الوعد والعهد.
وأنه مرائي : من ينهى عن المنكر ولا ينتهي عنه ، ويأمرهم بالمعروف ولا يعمل به .
وأنه يخادع نفسه : من لا يعتبر بما يصف من العبر التي تجعل الإنسان ، أن لا يرتكب ما يخالف شرع الله والمروءة . وبالإضافة لهذا فهو : يذم الناس على الأعمال القبيحة ويستعظمها لهم ولا يغض عنها ، ولكنه يتساهل مع نفسه في ارتكابها ويداهنها فيغش نفسه ويخدعها ويصانعها ويختلق لها الأعذار فيما يخالف الشرق وآدابه وتعاليمه .
وعلى هذا من تكون فيه هذه الصفات قد يدخل في صفات المنافقين والعياذ بالله منها ، أو يكون من المهذار الذي يتكلم بما لا يقول، وقد نهي في تعاليم الدين الإسلامي عن هذه الصفات بشدة .
فأسأل الله سبحانه أن ينجينا وإياكم منها ويجعلنا من الصادقين ومع الصادقين الذين يفعلون ما يقولون وممن يأتمر بالمعروف وممن ينتهي عن المنكر ، ويتعظون بما يرون ويسمعون ، وأن نستقبح من أنفسنا من نستقبحه من الآخرين