منذ اكثر من شهرين دأبت كل من قناة الشرقية الفضائية التابعة لسعد البزاز المستشار الصحفي لصدام في فترة من الزمن، ورئيس تحرير صحفية الجمهورية في فترة اخرى، اضافة الى مناصب مهمة في المنظومة الاعلامية لنظام صدام، ومعها قناة البغدادية الفضائية التي تبث من العاصمة المصرية القاهرية، والتي لايخفى توجهها على أي متابع عادي، دأبت هاتين القناتين على تبني حملة دعائية ضد الاحزاب والقوى الدينية العراقية، في اطار حملة واسعة مبرمجة وموجهة يراد من خلالها تشويه صورة التيارات الاسلامية في العراق، وخصوصا تلك التي لها حضور ودور فاعل في مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.
وقتت الشرقية والبغدادية ومعها جهات اخرى حملاتها الدعائية السيئة ضد الدين والتيارات الاسلامية مع انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات، وفي ذلك دلالات ومؤشرات كثيرة.
فعلى شاشتيهما ظهرت برامج عنوانها (لاتنتخب).. أي لاتشارك في الانتخابات جملة وتفصيلا، وفي اطار تلك البرامج يطل على المشاهدين اشخاص من الذين لاهم لهم الا قلب الحقائق، وتزييف الوقائع، وتشويه الاحداث، ورسم صورا سوداوية قاتمة بعيدة في الكثير من جوانبها عن الواقع.
واضافة الى ذلك هناك دعاية واضحة ومباشرة ضد التيارات السياسية الاسلامية العراقية، بعبارات لاتحتمل اكثر من تفسير مثل (لاتنتخب من دمر العراق بأسم الدين) و(لاتنتخب من ساند الارهاب بأسم الدين) و(لاتنتخب من سرق ثروات البلاد بأسم الدين) و(لاتنتخب من قتل الابرياء بأسم الدين) وهلم جرا.
وفي الواقع من الخطأ ان نتوقع من شرقية البزاز وبغدادية البعث ورافدين الضاري، ومستقلة الهاشمي، وراي الجبوري وريثة الزوارء سئة الصيت، غير هذه الترهات والافتراءات وحملات التحريض والتزييف الرخيصة، فمثل تلك القنوات وجدت لتؤدي تلك الادوار والمهام، ولايمكن ان يستمر الضخ المالي لها من مصادر الدعم والتمويل من دون انجاز تلك الادوار والمهام على اكمل وجه واتم صورة.