استدعت مباحث محافظة القطيف خلال الأيام القليلة الماضية عددا من المواطنين الشيعة الذين زاروا العراق منفردين أو برفقة عوائلهم، ووبخ ضباط المباحث زوار العتبات المقدسة في كربلاء والنجف الأشراف حيث طلبوا منهم عدم تكرار الزيارة.
وقال زوار جرى استدعاهم من قبل السلطات الأمنية، أن الضباط الذين تولوا التحقيقات مع المسافرين اجبروهم على التوقيع على تعهد خطي يأمر بشكل صريح بعدم تكرار السفر إلى العراق، ويحذرهم من مغبة السفر. وهددت لغة التعهد باعتقال الشخص المخالف.
وتأتي الاستجوابات الأخيرة بعد تلقي مباحث القطيف أمرا مباشرا من إمارة المنطقة الشرقية يأمر بمنع سفر الشيعة إلى العراق خوفا من احتكاكهم مع الشيعة الذين تحرروا من حقبة نظام صداح حسين.
تجدر الإشارة إلى أن قلق الحكومة السعودية ينصب في المرحلة الحالية على قمع تطلعات المواطنين الشيعة الذين انتعشوا بسبب التغيير السياسي الراديكالي الذي جرى في العراق، واستلام الأكثرية الشيعية هناك لزمام السلطة، الأمر الذي انعكس بقدر ما على أداء المواطنين الشيعة ورفع سقف مطالبهم، وهو ما أثار القلق لدى السلطات السياسية والأمنية السعودية. كما تخشى السلطة من بث خطاب يحمل مطالب المحاصصة السياسية التي تتعارض مع الإحتكار الأقلوي النجدي للسلطة، كما تخشى من الدعوات التي بدأت الآن تنطلق لتقرير حق المصير، بعد ان فشلت الوسائل الأخرى في انتزاع حقوق المواطنين ورفع التمييز الطائفي عنهم.